ام الفحم

أُمُّ الْفَحْم،   مدينة في قضاء جنين في فلسطين. وهي منذ القدم أحد أكبر مراكز استخراج الفحم، ولذلك عرفت باسم أم الفحم (شراب، 129).
تقع أم الفحم على ارتفاع 450 متراً عن سطح البحر وعلى بعد كيلومترين من الضفة الغربية لنهر الأردن، و25 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من جنين، و41 كيلومتراً من حيفا (آغا، 347؛ الدباغ، 1(1) / 212). ظهرت هذه المدينة نتيجة اندماج 9 قرى (المرتفعة، بويشات، البئر، عين إبراهيم، لجون، معاوية، المشيرفة، العقدة ومصمص) («دائرة المعارف...»، 1141؛ نخلة، I / 299).
أورد المقریري في کتابه السلوک ــ بوصفه أقدم مصدر ذکر فیه اسم المدینة ــ أن الملك الظاهر بيبرس، سلطان المماليك، في 663ه‍ / 1265م أوکلها إلى الأمیر جمال الدین أقوش النجیبي نائب السلطنة في الشام (1(2) / 532). وكانت خلال العصر العثماني تحظی بموقع إستراتیجي خاص بسبب وقوعها على امتداد الطريق التجاري الرئيس المعروف بدرب السلطان تربط البحر المتوسط بشرق فلسطين (بلومان، 14). وبعد احتلال فلسطین في 1948م، نزحت أغلبیة سكانها إلى تل أبيب وحيفا (م.ن، 23؛ صالح، 356)، ولم یلبث طویلاً حتی انحدر إلیها عدد کبیر من اللاجئين الفلسطينيين (بلومان، 17)، حتى بلغ عدد سکانها في 1974م إلى 14 ألف وفي 1985م إلی 25 ألف نسمة (شراب، 130؛ آغا، ن.ص). وقد أدى ازدياد عدد السكان خلال هذه الفترة إلى ظهور مشاكل اجتماعية كثيرة منها الفقر والبطالة (بلومان، ن.ص).
کان اقتصاد أم الفحم منذ القدیم یقوم علی الزراعة والبستنة وإنتاج الفحم ومن محاصیلها الزیتون والحبوب والفواکه مثل اللوز والمشمش والتفاح (الدباغ، 3(2) / 21، 175؛ هداوي، 100)، إلا أنها أخذت تتدهور بعد نکبة 1948م وإثر حدوث تغییرات جذریة في نظام الاقتصادي ـ الاجتماعي ومصادرة أراضیها الخصبة (بلومان، 14، 16).
کانت أم الفحم جزءاً من أراضي الأردن إلا أنها خضعت لاحتلال الکیان الصهیوني بموجب معاهدة رودس المعروفة والتي أبرمت بین الأردن والصهاینة في 1949م (صالح، 356)؛ ومنذ ذلک الحین تعرضت المدینة وما یجاورها من القری والأریاف للدمار والخراب وحلت محلها المستوطنات الیهودیة (آغا، 345؛ قطب، 424؛ صالح، ن.ص؛ بلومان، 16؛ نخلة، 362،I / 338).
تم تشكيل أول جمعية محلية في أم الفحم في 1965م / 1385ه‍ بهدف إدارة أمور المدينة (بلومان، 19). لکنها قصرت أیدي الشعب من إدارتها بعد أن حلت البلدية محل الجمعية المحلية في 1985م (آغا، 353-354؛ خالدي، 62).
عرفت المدینة بصمودها في وجه الانتداب البریطاني قبل الاحتلال کما اشتهرت بنضال شعبها ضد الصهاینة بعد أحداث 1948م ولذلک أطلق سکانها علیه اسم أم الفخر أحیاناً اعتزازاً بما أبدی أبناءها من التضحیات والوقوف بوجه المحتلین (آغا، 355-357).
جبل أم الفحم:  يعتبر جبل أم الفحم أحد السلاسل الجبلية الثلاث لجبل الكرمل، حيث يمتد من الجنوب الشرقي إلی الشمال الغربي. وتشكل هذه السلسلة الجبلية التي تسمى اليوم الأمير، سهلاً مربعاً يتمیز سطحه المتأكل بانحدار معتدل باتجاه الجنوب الغربي. ويزداد ارتفاع هذا السهل في القسم الشمالي الشرقي وينتهي عند وادي جزرئیل على شكل هاوية (جودائيكا، IX / 143-144).
يبلغ المعدل السنوي للأمطار في هذه السلسلة الجبلية 500 مليمتر. وتلاحظ في هذه المنطقة بقايا شجرية متناثرة تشير إلى وجود غابات مکثفة في العهود القدیمة (ن.ص).

المصادر: 

  آغا، نبيل خالد، مدائن فلسطين، عمان، 1993م؛ بلومان، أنجيلا، أم الفحم، الأوضاع التعليمية والاجتماعية، بيروت، 1985م؛ الخالدي، رجا إسماعيل، «الاقتصاد العربي في فلسطين المحتلة»، الموسوعة الخاصة، ج 1؛ الدباغ، مصطفى مراد، بلادنا فلسطين، عمان، 1393ه‍ / 1973م؛ شراب، محمد، معجم بلدان فلسطين، دمشق / بيروت، 1407ه‍ / 1987م؛ صالح، حسن عبد القادر، «الأوضاع الديموغرافية للشعب الفلسطيني»، الموسوعة الخاصة، ج 1؛ قطب، إسحاق يعقوب، «التركيب الاجتماعي للشعب الفلسطيني»، ن.م؛ المقريزي، أحمد، السلوك، القاهرة، 1957م؛ موسوعة المدن الفلسطينية، دمشق، 1990م؛ وأيضاً:

Encyclopedia of Zionism and Israel, New York, 1971; Hadawi, S., Village Statistics 1945, Beirut, 1970; Judaica ; Khalidi, R., The Arab Economy in Israel, New York, Croom Helm; Nakhleh, I., Encyclopedia of the Palestine Problem, New York, 1991.
ليلا رضایي / خ.