الصفحة الرئیسیة / المقالات / ام درمان /

فهرس الموضوعات

ام درمان


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1441/12/12 ۱۴:۴۵:۲۰ تاریخ تألیف المقالة

أُمّ دُرْمان،   إحدی المدن الثلاث في محافظة الخرطوم بالسودان وأکبرها. تقع هذه المدينة غرب نهر النيل، مقابل مدينة الخرطوم، عند ملتقى النيل الأزرق والنیل الأبيض، على خطي العرض الشمالي 15°و38´ والطول الشرقي 32°و30´ (ظ: بريتانيكا، ميكرو، VII / 530؛ «أطلس...»، 141؛EI2 ؛ «دائرة المعارف...»). كانت أم درمان قرية صغيرة على طريق التجار الذين كانوا يتوجهون من الغرب إلى الخرطوم؛ حتى شهدت اتساعاً وأهمیة بعد انتصار المهدي السوداني (ن.ع) على القوات البريطانية في كانون الثاني 1885 وبداية حكمه فيها ومنذ ذلک الحین أخذ الناس یتوافدون علی أم درمان حتی بلغ عدد سکانها حوالي ملیون نسمة فتحولت شيئاً فشيئاً إلى مدينة ذات أهمیة؛ ولكن الكثير من سكانها لقوا حتفهم في نيسان من نفس السنة بسبب انتشار الجدري (ظ: شقير، تاريخ السودان القديم، 1 / 92؛ تاريخ السودان، 586، 587، 597؛ شبیكه، السودان... ، 339). أمر المهدي في إبان حکمه بضرب العملات الذهبیة والفضیة الجدیدة تقلیداً من العملة المصریة المتداولة طبعت علیها علامة أم درمان (شقير، ن.م، 598-599؛ هالت، 107). وبنی فیها جامعاً یسع حوالي ألف شخص (شقير، ن.م، 587؛ ضرار، 167).
وبعد وفاة المهدي، أمر خليفته، عبد الله التعايشي (حك‍ 1302-1316ه‍ / 1885- 1898م)، ببناء قبة فخمة فوق قبره وجعل أم درمان عاصمة البلاد وسماها بقعة المهدي وفي أيلول 1885 استدعى عبدالله الأمراء والوجهاء إلى أم درمان للمبايعة. ودخلها الكثير منهم مع جنودهم ومعداتهم، رغم امتناع البعض الآخر وانخرطوا في خدمة عبد الله. وإنه فرض عليهم أن یبني كل منهم بيتاً لنفسه فیها. ولهذا اتسعت المدينة وبلغ عدد سکانها نحو 400 ألف نسمة (شقير، تاريخ السودان القديم، ن.ص؛ شبيكه، تاريخ ... ، 708-709).
وفي 1305ه‍ / 1888م أمر عبد الله عشیرته من قبائل القبّارة بالهجرة من دیارهم في أقصی الغرب إلى أم درمان لتعزیز سلطانه وتثبیت قواعد حکمه والتجاء إلی بأسهم عند الضرورة خاصة وأنه کان یشعر بالخطر من جانب «أولاد البلد» (القبائل الساحلية). وإثر رحیل هذا العدد الضخم کان من الطبیعي نفاد مخزون الحبوب فحدثت بذلک وبسبب قلة هطول الأمطار والجفاف مجاعة في 1306ه‍ / 1889م، أسفرت عن أضرار کبيرة (ظ: ن.م، 697- 698؛ ضرار، 177؛ شقير، تاريخ السودان، 642-643؛ هالت، 114-115).
وقد كانت معركة أم درمان، أو معارك الخرطوم وكراري التي نشبت في 1316ه‍ /  1898م بين المهدیین بقيادة الخليفة التعايشي والقوات المصرية والبريطانية بقيادة کتشنر في منطقة كراري على بعد 10 كيلومترات شمال أم درمان، من أهم أحداث تاريخ السودان في هذا العهد، حيث انتهت بزوال حكم المهديين وسيطرة القوات البريطانية على السودان. ففي 28 آب 1898 شن كتشنر هجوماً على التعايشي لاستعادة أم درمان ثم الخرطوم. ورغم أن أفراد جيش الخليفة التعايشي كان يبلغ عددهم 40 ألفاً، إلا أنهم لم يكونوا یقدرون على مواجهة المعدات الحربية المتطورة لکشنر. فانسحب الخليفة التعايشي من أم درمان بعد صمود لم یطل أکثر من 5 أيام في 2 أيلول، وبهزيمته سقطت أم درمان ثم السودان برمتها بيد قوات کشنر (شقير، ن.م، 923-924، 928-935). وقد كان من أسباب سقوط أم درمان: نقص سرعة القوات السودانية وتباطؤهم في المواجهة، تأخر وصول قوات الإسناد من مدينة قضارف إلى النيل الأبيض وابتعاد قسم من أسطول الخليفة عن المدینة حیث کان یحارب الفرنسيين (ظ: ن.م؛ 944-945؛ ضرار، 181، 206-207).
وقد أدى قصف أم درمان من قبل أساطيل کشنر الحربیة في 1898م إلى هدم قسم من مقبرة المهدي. وفي 18 أيلول، أي بعد مرور 16 يوماً من سقوط المدينة، دمرت قبته على إثر انفجار ولم يبق قائماً منها سوى أرکانها الأربعة (شقير، ن.م، 928، 937). إلا أن ابنه عبد الرحمن جدد بناءها في السنين الأخيرة من الحكم البريطاني المصري  المشترك (هالت،126) كما تحول بيت عبد الله التعايشي أيضاً إلى متحف (ظ:EI2).
كانت أم درمان من أوائل المراكز الثقافية والاجتماعية في السودان في العقود الأولى من القرن العشرين وإحدى المدن العشر الكبيرة فیها في 1956م. ففي 1961م تأسست في أم درمان الجامعة الإسلامية التابعة للجامع الرئيس والخاصة بتدريس الحقوق الإسلامية والشریعة (شلبي، 271؛ بریتانیکا، ميكرو، VII / 530).
أصبحت هذه المدينة خلال سنوات 1948و1964و1970م بؤرة لبعض حركات التمرد (ضرار، 277؛ هالت، 196، 212). ورغم أن البعض أشار إلى الأوروبيين والسكان الأصليين في تركيبة أم درمـان السكانية، إلا أن غالبيـة أهاليها من العرب ( كلير... ؛ «دائرة المعارف»). ارتفع عدد السکان في أم درمان من 400,130 نسمة في الخمسينات إلى 200,232 نسمة في 1969م و500,258 نسمة فـي 1971م. وفـي 1983م قـدر عـدد سكانهـا بـ 287,526 نسمـة. تعتبر أم درمان والخرطوم من المراكز التجارية الهامة على جانبي النيل، حيث يوجد جسر يربطهما. وتتم حركة التردد والتبادلات التجارية بين هاتين المدينتين عبر هذا الجسر وبواسطة قطار كهربائي. وتقتصر تجارتها علی الجلود والمنسوجات والمواشـي والفخاریات والصناعـات اليدوية والكتـان والحبـوب ( كلير؛ «دائرة المعارف»؛ WNGD؛GSE). ذكرت أم درمان  
 باعتبارها مسقط رأس الصوفي السوداني حمد بن محمد (1056-1143ه‍ / 1646-1730م) (EI2).

المصادر: 

  شبيكه، مكي، تاريخ شعوب وادي النيل، بيروت، دار الثقافة؛ م.ن، السودان عبر القرون، بيروت، دار الثقافة؛ شقير، نعوم، تاريخ السودان، ﺗﻘ : محمد إبراهيم أبوسليم، بيروت، 1981م؛ م.ن، تاريخ السودان القديم والحديث وجغرافيته، القاهرة، مطبعة المعارف؛ شلبي، أحمد، رحلة حياة، القاهرة، 1978م؛ ضرار، ضرار صالح، تاريخ السودان الحديث، بيروت، 1968م؛ هالت، پ. م. وآخرون، تاريخ سودان بعد أز إسلام، ﺗﺠ : محمد تقي أكبري، مشهد، 1366ش؛ وأيضاً:

Britannica, 1978; Britannica Atlas, Chicago, 1996; Collier’s Encyclopedia ; EI2;  GSE; New Standard Encyclopedia, Chicago, 1961; WNGD
سیمین محقق / خ

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: