ام ایمن

أُمُّ أَيْمَن،   بَرَكة بنت ثعلبة بن عمرو، مولاة رسول الله (ص) وحاضنته. كانت مولاة حبشیة (الزهري، 177؛ الطبراني، 25 / 86) ورثها النبي (ص) من أبیه عبد الله بن عبد المطلب، وقیل من أمه آمنة (ظ: ابن سعد، 8 / 223؛ البلاذري، 1 / 96). وبعد وفاة آمنة في الأبواء، حضنت النبي (ص) (ن.ع) (ابن قتيبة، 150) وکانت في خدمة الرسول الأعظم (ص) لفترة طويلة (البلاذري، 1 / 472). ثم أعتقها حین زواجه بخديجة، فتزوجها عُبيد بن زيد الخزرجي وأنجبت له أيمن ولذلك عرفت بـ «أم أيمن». وبعد وفاة عبيد، تزوجت من زيد بن حارثة وولدت له أسامة (ن.ع) (ابن سعد، 4 / 61، 8 / 223؛ البلاذري، ن.ص).
كانت أم أيمن من أوائل المسلمين وهاجرت فيما بعد إلى المدينة (ظ: البلاذري، 1 / 269؛ ابن عبد البر، 4 / 1793؛ ابن الأثير، 5 / 567). ووفقاً لما جاء في بعض المصادر هاجرت الهجرتین: إلى  الحبشة وإلی المدینة (ابن عبد البر، ابن الأثير، ن.صص)، رغم أن الروایة وردت متواترة في المصادر إلا أن هجرتها إلی الحبشة یعتریها بعض الشک وربما حدث بعض الخلط في هذا الباب (أيضاً ظ: ابن عبد البر، 4 / 1794).
شهدت أم أيمن غزوة أحد، حیث کانت تسقي وتداوي الجرحی، کما رافقت النبي (ص) في غزوة خيبر (الواقدي، 1 / 241، 250، 2 / 685؛ ابن سعد، 8 / 225؛ البلاذري، 1 / 320). لانعلم بالضبط تاريخ وفاتها. یقول البعض إنها توفيت بعد وفاة النبي (ص) بخمسة أشهر (الطبراني، ن.ص، نقلاً عن الزهري)، ووردت في بعض المصادر أنها كانت على قيد الحياة حتى أوائل خلافة عثمان (ابن سعد، 8 / 226؛ الطبراني، ن.ص؛ الذهبي، 2 / 227).
كان النبي (ص) متعلقاً بأم أيمن إلى درجة كبيرة بحیث كان أحياناً یزورها ویقول لها: یا أمّه (ابن سعد، 8 / 223). وقد أشار بعض الأحاديث إلی رفعة منزلتها لدى النبي (ص) (ظ: م.ن، 8 / 223-226؛ الذهبي، 2 / 224). كان الرسول الأعظم يزور أم أيمن في بيتها وقد سار على سنته من بعده أبو بكر وعمر (مسلم، 2 / 1907؛ ابن ماجة، 1 / 523-524؛ ابن عبد البر، ن.ص). ولذلك، فقد فتح بعض کتب الحدیث باباً تحت عنوان فضائل أم أيمن (ظ: مسلم، 2 / 1907- 1908). کما جاء ذکرها مقروناً بالتبجیل في بعض مصادر الشیعة (مثلاً ظ: الکلیني 2 / 405؛ ابن بابويه، 76).
روي عن أم أيمن عدد قلیل من الأحاديث (أحمد بن حنبل، 6 / 421؛ الطبراني، 25 / 87-91؛ ابن ماجة، 2 / 1107). رواها أشخاص منهم  أنس بن مالك، وأبي يزيد المدني وحنش بن عبد الله الصنعاني (ابن حجر، 12 / 459).

المصادر:  

ابن الأثير، علي، أسد الغابة، القاهرة، 1280ه‍ ؛ ابن بابويه، محمد، أمالي، تق‍ : حسين الأعلمي، بيروت، 1400ه‍ / 1980م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، تهذيب التهذيب، حيدرآباد الدكن، 1327ه‍ ؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الكبری، بيروت، دار صادر؛ ابن عبد البر، يوسف، الاستيعاب، تق‍ : علي محمد البجاوي، القاهرة، 1380ه‍ / 1960م؛ ابن قتيبة، عبد الله، المعارف، تق‍ : ثروت عكاشة، القاهرة، 1388ه‍ / 1969م؛ ابن ماجة، محمد، سنن، إستانبول، 1401ه‍ / 1981م؛ أحمد بن حنبل، مسند، القاهرة، 1313ه‍ ؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تق‍ : محمد حميد الله، القاهرة، 1959م؛ الذهبي، محمد، سير أعلام النبلاء، تق‍ : شعيب الأرنؤوط وآخرون، بيروت، 1406ه‍ / 1986م؛ الزهري، محمد، المغازي النبوية، تق‍ : سهيل زكار، دمشق، 1401ه‍ / 1981م؛ الطبراني، سليمان، المعجم الكبير، تق‍ : حمدي عبد المجيد السلفي، بغداد، 1981م؛ الطبري، تاريخ؛ الکلیني، محمد، الكافي، تق‍ : علي أكبر الغفاري، بيروت، 1401ه‍ ؛ مسلم بن الحجاج، صحيح، تق‍ : محمد فؤاد عبد الباقي، إستانبول، 1401ه‍ ؛ الواقدي، محمد، المغازي، تق‍ : مارسدن جونس، لندن، 1966م.

حسن يوسفي إشكوري / خ