الصفحة الرئیسیة / المقالات / امان الله خان /

فهرس الموضوعات

امان الله خان


تاریخ آخر التحدیث : 1441/11/16 ۱۴:۵۳:۲۹ تاریخ تألیف المقالة

أَمانُ اللّٰه خان   (1310-1380ه‍ / 1892-1960م)، أول ملوك أفغانستان وثالث أبناء الأمير حبيب الله خان باركزائي الذي أقام الحكم الدستوري الملكي فنادی بنفسه، ملكاً للبلاد.
کان أمان الله خان منذ شبابه یدعم ویؤید أفکار أستاذه ووالد زوجته محمود طرزي الذي بادر بإنشاء جمعیة «أفغانستان جوان» (أفغانستان الحدیثة) وأصدر أسبوعیة سراج الأخبار، بالتعاون مع بعض المحدثین والمسؤولین من أنصار التجدید بما فیهم أمان ألله خان، بعد عودته من الإمبراطوریة العثمانیة، متأثراً بأفکار السید جمال الدین وکان أمان الله خان حینئذ من أوائل المتخرجین من المدرسة العسکریة (الحربیة) في کابل، حیث کان یجلّه محمود طرزي وکان ترتبطهما علاقة حمیمة (سكينازي، 35,38,210,247؛ فرخ، 1 / 372؛ آهنگ، «سابقه ... »، 66؛ روا، أفغانستان ... ، 33؛ هيمن، 24). كانت تلک الجمعية تطالب بتغييرات جذرية في المؤسسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في أفغانستان وكان أمان الله خان صاحب الشعبیة والنفوذ ويمثل هذا التيار في بلاط والده (آدمك، 143؛ غبار، 724؛ هيمن، 21؛ فريزرتايتلر، 195). وبعد مقتل الأمير حبيب الله خان في 1337ه‍ / 1919م حل محله شقیقه نصر الله خان نائب السلطنة في جلال آباد مدعوماً من قبل بعض القبائل والقادة العسكريين (غبار، 742)؛ لکن الریاح لم تکن تجري بما تشتهیه سفن نصر الله فبعد أیام من وصوله إلی سدة الحکم، نادی أمان الله خان بنفسه ملکاً علی البلاد في کابل ومدعوماً من الشعب والعسکر (م.ن، 742-743، 752؛ آدمك، 143-144؛ بريتانيكا، ماكرو، I / 176؛ عن مقتل حبيب الله خان والحدیث عن تورط أمان الله خان بذلک، ظ: فرخ، 1 / 363-366؛ غبار، 742؛ مکمن، 258؛ فريزر تايتلر، 192). ولم یلبث حتی انقاد نصر الله خان إلا أن أمان الله خان، سجنه بتهمة المشارکة في قتل والده (غبار، 743-745، 749).
لقد أعلن أمان الله خان فور تسلّمه مقالید الحکم أنه یسعی إلی تحقيق الاستقلال وتحرير أفغانستان، وصیاغة القانون وتطبيقه وتوفیر ما یحتاجه المجتمع وأنه سوف یقوم بإدارة الحکم على أساس مبدأ «وشاورهم في الأمر» بمشاركة الشعب، ولذلك یدعو الجميع إلی دعم الدين والدولة والوطن (آدمك، 147، 299؛ غبار، 752).
وخلال تلک الآونة كانت المشاعر المناهضة للبریطانیین قد بلغت ذروتها في أفغانستان (آدمك، 180-181؛ كليفورد، 175؛ غبار، 757)، ولأن السیاسة الخارجیة لأفغانستان کانت تخضع لمراقبة وإشراف بریطانیین وفقاً لاتفاق 1905م مقابل مبلغ 160 ألف ليرة بريطانية (EI2,I / 232). ففي أیار 1919 بادر أمان الله خان بتذکیر نائب السلطنة في الهند بمبدأ الاستقلال السياسي لأفغانستان وأكد علی ذلک خلال لقائه تشيلمسفورد، مندوب بريطانيا في أفغانستان (غبار، 756؛ آدمك، 145؛ «أفغانستان، الماضي...» 113). وبعد أن لمس التجاهل البریطاني حیال ذلک، تبنی عملیاً سياسة مستقلة وأعلن الاستقلال وكان الاتحاد السوفياتي أول دولة اعترفت رسمياً باستقلال أفغانستان (غبار، ن.ص؛ آهنگ، «سه مرحلة... »، 52، 53؛ ديتل، 38؛ بريتانيكا، أيضاً «أفغانستان، الماضي»، ن.صص). وفي هذه المرحلة التاریخیة ولما کانت حرکة الپشتو الوطنیة وانتفاضة الهنود ضد البریطانیین في أشد أدوارها، استغل أمان الله خان الفرصة لمواجهة البریطانیین والصمود بوجههم. فدارت بینه وبین القوات البریطانیة معارک عدة (آدمك، 148-152؛ غبار، 757، 760-769؛ نيول، 53؛ «أفغانستان، الماضي»، 116؛ إيرانيكا، I / 555)، بید أنه لم يحقق إنجازاً نتیجة ضعف التنسیق بین القوات العسكرية الأفغانية وتفوق القوات البريطانية وإنما محمد نادرخان استطاع إلحاق الهزیمة بالقوات البريطانية في جبهة قندهار، حیث أجبرها على التراجع والانسحاب (آدمك، 163-164؛ غبار، 768؛ فريزر تایتلر، 195)، وفي ظل هذه الظروف خضع أمان الله خان لتوقیع اتفاقیة سلام دون استشـارة ممثلي الشعب والقادة وبنـاء على رغبة بريطانيـة (3 حزيران 1919م) وانسحب من حدود الهند مسافة 20 ميلاً (غبار، 769-770؛ آدمك، 161؛ قا: كليفورد، 176).
1. …
تتضارب الآراء والمواقف بشأن نتائج هذه المعرکة والمعروفة بالحرب الأفغانية‌ ـ البريطانية الثالثة (ظ: م.ن، بريتانيكا، نيول، ن.صص؛ دائرة المعارف ... ، 3 / 323). ومما لاشک فیه هو أن الحرب انتهت دون غالب ومغلوب ومهما یکن من أمر أن أفغانستان تخلصت من النفوذ البریطاني وهیمنتها (آدمك، 164). جری التوقيع على اتفاقیة السلام بين بريطانيا وأفغانستان في راولپندي (8 آب 1919) دون التطرق إلی الخلافات الحدودیة حیث بقيت عالقة ولم تتمخض المفاوضات المتتالية في الهند وأفغانستان عن  
 نتيجة وأدت إلى استیاء القبائل القاطنة على الحدود (غبار، 777-783، 806 ؛ EI2، ن.ص؛ قا: آدمك، 184-222).
بعد أن حقق أمان الله خان الاستقلال السياسي وعزز قواعد حكمه صبّ جلّ اهتمامه علی إخراج أفغانستان من العزلة السياسية حیث أرسل الوفود بهدف التفاوض وإقامة العلاقات مع الدول الأوروبية ودول الجوار (توکلي، 120؛ غبار، 798؛ «أفغانستان، الماضي»، 139). کما أقام علاقات ودية مع الاتحاد السوفياتي تمخضت عن إبرام معاهدة الصداقة بين الحكومتين، وتعهد الاتحاد السوفياتي بموجبها إرسال المساعدات الاقتصادية والعلمية إلى أفغانستان والمساعدة علی تشكيل القوة الجوية فیها (نيول، ن.ص؛ هيمن، 42؛ آمريكانا، I / 218؛ ديتل، 42؛ غبار، 787؛ توكلي، 28). كما انعقدت معاهدات الصداقة، ومواثیق لتنفیذ المشاريع الثقافية والصحية والعسكرية المختلفة بين أفغانستان والدول الآسيوية والأوروبية الأخرى (مكي، 5 / 25؛ غبار، 785-799؛ فرخ، 1 /  398-402؛ مهدوي، 216؛ توكلي، 120-122؛ نيول، 54).
وفي مجال السياسة الداخلية أيضاً، بادر أمان الله خان مستلهماً من أفكار محمود طرزي وجمعية أفغانستان الحدیثة، إلى إجراء تعدیلات في الشؤون الثقافية والإدارية والعسكرية للبلاد علی مرحلتین («أفغانستان، الماضي»، 142) ولكنه أخفق في كلا المرحلتين لعدم التلاؤم بین التقالید والمعتقدات العريقة لدی الشعـب والطابع الطبقي للبنیة الاجتماعیة فـي المجتمع الأفغاني (ظ: ن.م، 141).
کانت المرحلة الأولى من إجراءات أمان الله خان التي دامت 5 سنوات (1337-1342ه‍ / 1919-1924م)، تحمل في طیاتها تغييرات كبيرة في الشؤون الثقافية والاجتماعية والدينية وتحسين ظروف المعیشة للطبقات الوضیعة من المجتمع وتعديل الضرائب، أو إلغاءها وتدعيم الصناعات الخفيفة (نيول، 55؛ غبار، 794؛ «أفغانستان، الماضي»، 140) وأصدر في هذا العهد لأول مرة دستوراً لأفغانستان تمت المصادقة عليه (1342ه‍ / 1924م) کما أسس مجلس شوری الحكومة كان یجري اختیار بعض اعضاءه بالتزکیـة من الملک ولبعض الآخـر باختیار من جانب الشعـب (ظ: غبار، 789، 794-796). ولكن هذه الإجراءات توقفت بسبب تمرد أهالي ولاية بکتیا (1342-1343ه‍ / 1924-1925م) وخاصة سکان خوست الذين كانوا قد ضاقوا ذرعاً بفساد مأموري السلطة وتصرفاتهم غیر اللائقة وعاد الکثیر من الأمور إلی مجراها الأول (ظ: غبار، 785، 798، 806، 811؛ «أفغانستان، الماضي»، 137؛ فريزر تايتلر، 204,205؛ أيضاً ظ: فرخ، 1 / 379-381).
في 1346ه‍ / 1927م قام أمان الله خان بزيارة إلى الدول الآسيوية والأوروبية امتدت فترة طویلة («تاريخ ... »، 45؛ غبار، 798؛ فريزر تايتلر، 207؛EI2,I / 232). وحیث جری استقباله، بحفاوة في جميع الدول بوصفه ملكاً لدولة مستقلة، إلا أنه لم یکف عن إلقاء الخطب ضد البریطانیین (غبار، 798-799؛ «أفغانستان، الماضي»، 138؛ قا: فرخ، 1 / 396- 398). وقد تأثر أمان الله خان في زيارته هذه، بالغرب وإجراءات أتاترك في تركيا وفور عودته، فرض بعض الإصلاحات والتعدیلات (غبار، 799، 813، 814؛ كوثري، 50؛ «أفغانستان، الماضي»، 140؛ هيمن، 42 ؛ ديتل، 38).
یذهب بعض المؤرخين، إلی أن أمان الله تأثر برضا شاه من خلال زیارته إیران (مهدوي، ن.ص؛ أفغانستان، 90) وبینما يرى البعض أن أمان الله خان ترك تأثيراً كبيراً على رضا شاه (دلدم، 362؛ إلول ساتن، 479).
أثارت المرحلة الثانية من إجراءت أمان الله أيضاً حالة سخط شعبي عارمة بل وحتى سبب استیاء أقرب المستشارين إليه، حيث أدى إلى عزل محمود طرزي عن وزارة الخارجية (غبار، 799، 812، 813-814؛ نيـول، 57؛ أيضاً ظ: «أفغانستان، المـاضي»، 141-143).
كان أمان الله خان قد تولى الحكم تحت غطاء ديني وإسلامي وكـان يعتبر نفسـه مضطلعاً بالمسؤولیـة الخطیرة في الإمامة والإمارة (آدمك، 288؛ ظ: روا، أفغانستان، 35؛ فريزر تايتلر، 195) وكان قد دعم انتفاضة مسلمي تركمانستان المعروفين باسم «باسماچي» ضد الاتحاد السوفياتي، بل إنه كان قد ضمّن استقلال تركمانستان في معاهدة حكومية مع الاتحاد السوفياتي (1921م) (غبار، 786؛ روا، «أفغانستان أز سال... »، 44؛ فرخ، 1 / 371-372)، ولكنه تنازل فيما بعد عملياً عن مواقفه الأولى عبر التخلي عن التركمان وحركة الخلافة الهندية (روا، أفغانستان، 98-101؛ مايل هروي، 57). ورغم أن معارضة بريطانيا لسياسات أمان الله خان اعتبرت من الأسباب الرئیسة في سقوطه (هيمن، 43 ؛ إيرانيكا، I / 555؛GSE,I / 325)، لکنه لابد من القول إن الأسباب الحقيقية كانت تتمثل في المعارضة الواسعة لعملیة الإصلاح التي قام بها أمان الله خان، ومسارعته في تنفيذ الإصلاحات وعدم تفهمّه لتطابق هذه الإصلاحات والأوضاع والظروف الدينية والثقافية والتركيبة القبلية لأفغانستان باعتبارها مجتمعاً تقليدياً، وكذلك التشدد في تطبيق الإصلاحات المذكورة، حيث أدى كل ذلك إلى تمرد القبائل ومعارضة رجال الدين والشعب وسقوطه في نهاية المطاف. ومع كل ذلك، لايمكن نسیان دور بريطانيا ومبادرتها بتحریض القبائل ضده (غبار، 801-805، 812-814؛ فرخ، 1 /  409-414). وعلى أیة حال، فقد تم تشكيل اتحاد من القبائل الجنوبية والشرقية في أفغانستان ضد الحكومة (روا، «أفغانستان أز سال»، 45) كما أن رجال الدين في الشمال كفّروا أمان الله وأعلنوا مواجهتم الصارفة له («أفغانستان، الماضي»، 152؛ مكي، 5 / 22). وفي هذه الأثناء أعلن حبيب الله كلكاني، المعروف باسم بچه سقا، نفسه حاكماً لأفغانستان في كلكان بدعم من رجال الدين وزعماء النقشبندية الذين كانوا يتمتعون بنفوذ کبیر واتجه بقواته إلى كابل  (روا، أفغانستان، 103-104؛ غبار، 814، 821، 822؛ فرخ، 1 / 414-415). ولذلك، فقد تراجع أمان الله عن مواقفه وأوقف الإصلاحات (غبار، 824؛ فرخ، 1 /  418-419). ولكنه تخلى عن الحكم وهرب بعد أن رأی بچه سقا یزحف نحو کابل، ولیس لدیه قوة لیصمد في وجهه، ورغم أنه جدد قواه مرة وحارب المتمردين إلا أنه مُني بالهزیمة وتوجه في نهایة المطاف إلى إيطاليا عبر الهند (غبار، 829؛ نيول، ن.ص؛ «أفغانستان، الماضي»، 152-155؛ دوپري، 454 ؛ فریزر تایتلر، 217 ؛ فرخ، 1 /  419-420؛ توكلي، 130؛ مهدوي، 217).

 

المصادر:   آدمك، ل. و.، تاريخ وروابط سياسي أفغانستان أز زمان عبد الرحمان تا استقلال، تج‍ : علي محمد زهما، كابل، 1349ش؛ آهنگ، محمد كاظم، «سابقه وآغاز ژورناليزم در أفغانستان،»، آريانا، كابل، 1348ش، عد 4؛ م.ن، «سه مرحله مذكرات استقلال أفغانستان»، عرفان، 1350ش، عد 5؛ إلول ساتن، ل. ب.، رضاشاه كبير یا إيران نو، طهران، 1335ش؛ «تاريخ وقايع مهم درأفغانستان»، تج‍ : محمد صديق طرزي، آريانا، كابل، 1346ش، عد 3؛ توكلي، أحمد، تاريخ روابط سياسي إيران با دنيا، أفغانستان، طهران، 1327ش؛ دائرة المعارف آريانا، كابل، 1956م؛ دلدم، إسكندر، زندگي پرماجراي رضا شاه، طهران، 1370ش؛ ديتل، ولهلم، گذرگاه أفغانستان، تج‍ : محسن محسنيان، مشهد، 1365ش؛ روا، أولیفییه، «أفغانستان أزسال 1919 تا 1973م»، جنگ أفغانستان، تج‍ : أبو الحسن سرو قد مقدم، مشهد، 1366ش؛ م.ن، أفغانستان، إسلام و نوگرايي سياسي، تج‍ : أبو الحسن سرو قد مقدم، مشهد، 1369ش؛ غبار، غلام محمد، أفغانستان در مسير تاريخ، كابل، 1359ش؛ فرخ، مهدي، نظري به مشرق، طهران، 1314ش؛ كليفورد، م. ل.، سرزمين و مردم أفغانستان، تج‍ : مرتضى أسعدي، طهران، 1368ش؛ كوثري، علي أكبر، «فتنۀ بچه سقا در أفغانستان»، يغما، طهران، 1352ش، عد 1؛ مايل هروي، نجيب، تاريخ وزبان در أفغانستان، طهران، 1362ش؛ مكي، حسين، تاريخ بیست سالۀ إيران، طهران، 1362ش؛ مهدوي، عبد الرضا هوشنگ، تاريخ روابط خارجي إيران، طهران، 1349ش؛ وأيضاً:

Afghanistan¸ Paris, 1970; Afghanistan: Past and Present, Moscow, 1982; Americana ; Britannica, 1978; Dupree, L., Afghanistan¸ New Jersey, 1973; EI2; Fraser-Tytler, W.K., Afghanistan, London, 1953; GSE; Hyman, A., Afghanistan under Soviet Domination , 1964-1983, London; Iranica  ; Macmunn, G., Afghanistan from Darius to Amanullah, Quetta; Newell, R. S., The Politics of Afghanistan, London, 1972; Schinasi, M., Afghanistan at the Beginning of the Twentieth Century, Naples, 1979.
فرزانه بگوند / غ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: