الصفحة الرئیسیة / المقالات / امامی، مدرسه /

فهرس الموضوعات

امامی، مدرسه


تاریخ آخر التحدیث : 1441/11/15 ۱۴:۵۹:۵۲ تاریخ تألیف المقالة

إماميّ، مَدْرَسَة،   أو مدرسة «بابا قاسم» وعرفت في بعض المصادر الفارسیة بمدرسة «إمامیة». تقع في حارة شَهشهان بأصبهان وهي جزء من مجموعة أبنیة بناها سليمان بن أبي الحسن بن طالوت الدامغاني ومن المحتمل أن يكون قد شيدها حوالي سنة 725ه‍ / 1325م، لمرشده بابا قاسم، العالم الأصفهاني (ظ: الأصفهاني، 73؛ هنرفر، 303؛ غودار، 182-183). وقعت المدرسة موقع اهتمام الباحثین في تاريخ الفن حيث قام غودار بدراستها بشكل دقيق.
تعتبر المدرسة من أقدم الأبنیة المشیدة التي تحاکي النمط السلجوقي لبناء المدارس. وتخطیطها القائم علی إیوانات أربعة وتوزع الحُجرات فیها یدل علی ارتباطها بالأسالیب المعماریة في العصر السلجوقي بحیث لایمکن إغفال وجود الصلة بین العمارة الآذریة والطراز السلجوقي والذي یقع هذا البناء في إطارهما (ن.د، 1 / 174-176؛ پیرنیا، 200؛ فیلبر، 36؛ هیلنبراند، 178,218).

                                        

                                                         الزاویة الجنوبیة الشرقیة لمدرسة إمامي


لقد شیدت المدرسة في العهد المظفري وظلت تمثل دورها الثقافي عبر القرون وبالرغم من نشوب النزاعات في عهد آل مظفر (ن.ع) واستمرارها في العصور التالیة. واستناداً إلی المعلومات العامة وعلی ما یظهر أن سلیمان الدامغاني کان قد وقف أموالاً لتأمین قسم من نفقات المدرسة وصیانة بنائها وزخارفها (ظ: حافظ أبرو، 247، 288-289؛ غودار، 177,182-183؛ هیلنبراند، 179-180؛ للمزید حول موقوفات المدرسة وإدارتها في العهد الصفوي، ظ: أدیب برومند، 138-139).
وإننا للتوصل إلی تاریخ إنشاء المدرسة علی وجه أدق، فلابد أن نلتجئ إلی النقوش المؤرخة في البناء حسب العادة. فیلاحظ علی أحد الطیقان في المجنبة الغربیة نقش مؤرّخ غیر أنه تعرض للخدش وتشوهت بعض حروفه أثر ترمیم ناقص. واستطاع غودار ومن خلال الحروف المتبقیة تحدید حرفین «خمس» و«سبع» منه ولذلک وبالنظر إلی تاریخ 741ه‍ المذکور في نقش مقبرة «بابا قاسم» فإنه اقترح سنة 725ه‍ کتاریخ مناسب لإنشاء البناء. غیر أن کرین وبغیة استکمال دراسته، استعان بنقش مشوه آخر في الجانب الغربي من إیوان القبلة یتضمن آیات قرآنیة مشوشة الحروف واندثرت کلماتها الیوم أثر إعادة البناء ویستنتج بعد أن یشک في وجود علاقة ما بین تاریخ إنشاء المدرسة وبناء المقبرة مصرحاً بأن ما یتوسط الرقمین الأول والثالث فلابد أن یکون الخمسین (ظ: ص 98-99؛ أیضاً الصورتان  6و5؛ غودار، 165؛ دراسات میدانیة).
 
وظل غودار یؤکد علی أن المدرسة تم إنشاؤها في الفترة نفسها متمسکاً بأدلة عدة منها: التناغم بین زخارف المدرسة والمقبرة وانسجامهما، وجود الاختلاف الزمني بین تاریخ إنشاء المدرسة وتاریخ تزیینها، التنسیق بین العناصر المعماریة في هذا البناء والعمائر المظفریة الأخری وغیرها من الأدلة التاریخیة وما یرتبط بعلم الآثار والنقوش. کما یری أن المدرسة والمقبرة کانتا جزءاً من مجموعة معماریة واحدة ولهذا یزعم أن تاریخ 755ه‍ لایوافق سنة إکمال البناء ولا تاریخ تجدید زخارفه. وکما یتضح من نقش الإیوان، فإن المرمم قد وضع بلاطة مؤرخة متعلقة بأحد الأبنیة المدمرة من المجموعة، موضع الجزء المنهار من البناء. وبذلک یحظی رأي غودار بالتأیید والقبول وإن تاریخ إنشاء البناء لایزال یکتنفه الغموض وتحدیده علی وجه أدق یتوقف علی کشف شواهد جدیدة واستخدام أسالیب أکثر حداثة (ظ: کرین، الصورة 6؛ غودار، 172-178,181-183؛ پوپ، 1328-1329).
رغم تناسب المدرسة وتمتعها بالفن المعماري الجمیل، إلا أنها صغیرة المساحة. یتألف المبنی في طابقین بعدة غرف وإن الإیوانین في الجانبي الشرقي والغربي، أصغر من الإیوانین الشمالي والجنوبي. لم تکن العتبة الحالیة والقسم الأمامي من مدخلها جزءاً من المبنی الرئیس بل أضیف إلیه فیما بعد. یرتفع العرض الأعلی لکل إیوان من خط السطح للأجزاء الجانبیة وکأن نتوءة ارتفاعه یکمل المظهر البصري والأقواس والفتحات ویدل علی أهمیة المنظر الداخلي للمبنی. ما یوجد هذه المیزة البصریة،  هـو مسـاحـة مبنـی المـدرسـة، إذ تـبلـغ تـقـریـبیـاً 146م 2 (ظ: الأصفهاني، ن.ص؛ فیلبر، 183؛ هیلنبراند، 178-179؛ دراسات میدانیة).
یستطیع الباحث تقییم مکانة أسلوب العمارة في المدرسة من خلال دراسة زخارفها. علی سبیل المثال ولا الحصر، فإن أحد الأجزاء الرئیسة في المبنی هو ما تبقی من النقوش والزخارف التي تزیّن الإیوان الشمالي وقوسه الداخلي. وإن التصمیم العام في قاشانیة قوس الإیوان والزخارف المتشابکة کان سائداً في العمارة الآذریة (ظ: هنرفر، 304؛ هیلنبراند، 225؛ پیرنیا، 200؛ دراسات میدانیة). أما الجزء الآخر الذي تتمیز به المدرسة هو المصلی؛ کما أن مقرنصات تحت القبة وزخارفها الآجریة والقاشانیة تعتبر من ممیزات هذا الأسلوب. بالإضافة إلی أننا نستطیع تصنیف الخزف ذي النقوش الناتئة المستخدمة لزخرفة حنایا الجامع، نوعاً قدیماً، نظراً لممیزاته في فن العمارة الآذري (هنرفر، 303؛ پیرنیا، ن.ص؛ دراسات میدانیة).
ویمکن ملاحظة فن المعرق علی العدید من النقوش الملونة باللون الأبیض، بأرضیة مزینة بالقاشاني اللازوردي والفیروزجي، کما أنه یتمیز بعض النقوش بالخط الکوفي علی أرضیة آجریة وقد أصبح هذا النوع من الزخارف أکثر رواجاً منذ أن ظهر الأسلوب الآذري. تقع تلک النقوش في ألواح من المستطیل والمربع والأشکال الهندسیة الأخری وقد سجل المعماري الشیخ محمد بن عمر إسماعیل نقشین في الإیوان الشمالي والإیوان الجنوبي من الجامع. تترکز خطوط معظم النقوش علی سور القرآن الکریم والأدعیة وأسماء صحابة الرسول الأعظم وأسماء الخلفاء الراشدین والأئمة (ع). لاسیما الإمام علي (ع)، ما یذکر الزائر بالتساهل الدیني السائد آنذاک (ظ: پیرنیا، ن.ص؛ هنرفر، 303-310؛ غودار، 178-179،172-174). وهذه الظاهرة تعود إلی ثقافة العهد المظفري حسب رأي غودار حیث ناقش الموضوع عند حدیثه عن تاریخ تشیید البناء قائلاً إنه لم یکن هناک اختلاف وفارق بین المدارس الشیعیة والسنیة في إیران من حیث فن العمارة. لقد تحول عنوان مدرسة بابا قاسم إلی الإمامیة في العهد الصفوي کما تم إعادة إعمار القاشانیات في الجانب الخلفي للفتحات والأواوین علی الطریقة القاجاریة وبذلک قد تغیر فحوی بعض الکتابات في نقوش المبنی (ظ: هنرفر، 305؛ رفیعي، 439-440؛ غودار، 181-182،178،167؛ هیلنبراند، 178، الصورة 126).
یدل أسلوب الزخارف القاشانیة في مدرسة ومقبرة بابا قاسم علی أن تفضیل الزخرفة النباتیة علی الزخرفة الهندسیة في عهد التیموریین قد انطلق فعلیاً منذ ذلک الحین (ظ: کرین، 96-97؛ غودار، 165؛ دیماند، 204-205؛ هات، 257-258،255،253). وبذلک فإن قاشانیة واجهة المدرسة والمحراب، حیث جری نقلها إلی متحف متروبولیتان في العقد الرابع من القرن العشرین، تحظی بأهمیة بالغة في تاریخ تطور القاشانیة والزخرفة الإیرانیة. تبلغ مساحة المحراب 3 / 46×2 / 30، وتم تزیینه بنقوش ذات خطوط کوفیة وثلث والرسوم النباتیة والهندسیة المختلفة والمنوعة بألوان معظمها أبیض وفیروزجي وبرتقالي وأخضر وأزرق فاتح (کرین، دیماند، ن.صص؛ هنرفر، 303؛ ویلبر، 184؛ أیضاً ظ: «دراسة... »، 402، الصورة). إن المحراب المعزول عن المبنی في حالة ممتازة رغم أنـه خضع لبعض الترمیم، لاسیما فـي الجـزء الأسفـل منه (ظ: کرین، أیضاً «دراسة»، ن.صص؛ «فن... »، 52، الصورة 57).
إن آخر عملیات الإعمار والترمیم في المبنی هي عبارة عن ترمیم إعمار أبنیة الجهة الشرقیة من المدرسة في عام 1995م وترمیم الإیوان الشمالي والنقوش بین الطابقین في عام 1997م (ظ: گزارش، 1374ش، 51؛ ن.م، 1376ش، 45، 46؛ دراسات میدانیة).

المصادر: 

  أديب برومند، عبد العلي، «وقف نامۀ مدرسۀ إماميۀ أصفهان»، ميراث جاويدان، طهران، 1376ش، س 5، عد 19-20؛ الإصفهاني، محمد مهدي، نصف جهان في تعريف الإصفهان، تق‍ : منوچهر ستوده، طهران، 1368ش؛ پيرنيا، محمد كريم، شيوه‌هاي معماري إيراني، تق‍ : غلام حسين معماريان، طهران، 1369ش؛ حافظ أبرو، عبدالله، ذيل جامع التواريخ رشيدي، تق‍ : خانبابا بياني، طهران، 1350ش؛ رفيعي مهرآبادي، أبو القاسم، آثار ملي الإصفهان، طهران، 1352ش؛ گزارش فعاليتهاى ميراث فرهنگي أستان إصفهان، سنة 1374ش، تق‍ : حسين آقاجاني و محمد كريم متقي، مؤسسة التراث الثقافي للبلاد؛ هنرفر، لطف الله، گنجينۀ آثار تاريخي إصفهان، 1344ش؛ دراسات ميدانية للمؤلف؛ وأيضاً:

Crane, M. E., »A Fourteenth Century Mihrab from Isfahan«, Ars Islamica, Michigan, 1940, vol. VII; Dimand, M. S., A Handbook of Muhammadan Art, New York, 1958; Godard, A., »Le Tombeau de Bābā Իāsem et la madrasa Imāmī«, Āthār-é Irān, Haarlem, 1949, vol. IV; Hillenbrand, R., Islamic Architecture, Edinburgh, 1994; Hutt, A., »Key Monuments of Islamic Architecture Iran«, Architecture of the Islamic World, ed. G. Michell, London, 1987; Persian Art, London, 1931; Pope, A. U., »Islamic Architecture, the Fourteenth Century«, A Survey of Persian Art, Tehran etc., 1967, vol. III; A Survery of Persian Art , ed. A. U. Pope, 1967, vol. VIII; Wilber, D. N., The Architecture of Islamic Iran (The Ilkhānid Period), Princeton, 1955
ید الله غلامي / ف.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: