الامارات العربیه المتحده

اَلْإماراتُ الْعَرَبيَّةُ الْمُتَّحِدَة،   بلد في سواحل خلیج فارس الجنوبیة، يتألف من 7 إمارات بأسماء أبوظبي، دبي، عجمان، الشارقة، أم القیوين، الفجيرة ورأس الخيمة، وتقع في القسم الغربي من شبه الجزيرة العربية الذي ينتهي عند سواحل الخليج الفارسي وبحر عمان. تبلغ مساحتها 600,83كم2، وکان عدد نفوسها في 2013م 000,346,9 نسمة، حيث کان المهاجرون الأجانب یشکّلون غالبية سكانها. دينها الرسمي الإسلام، ولغتها الرسمية العربية («حولیة ... »، 1998م، 732؛ إنکارتا؛ «الإمارات العربیة المتحدة».

التسمية:

البلد الذي يحمل اليوم اسم الإمارات العربية المتحدة، كان يسمى بأسماء مختلفة طيلة التاريخ وخاصة خلال القرنين الأخيرين؛ منها: الحكومات المتصالحة، المشیخات المتصالحة، عمان المتصالحة، السواحل المتصالحة، سواحل القراصنة والإمارات السبع (أسعـدي، 1 /  208؛ دايرة المعارف ... ، 2 /  328).

الحدود والمساحة:

  يحد الإمارات العربية المتحدة مـن الشمال الخليج الفارسي، ومن الشرق والشمال الشرقي سلطنة عمان، ومن الجنوب السعودية و من الشمال الغربي قطر. يقع هذا البلد بين خطي عرض 22°و26°و30´ شمالاً وخطي طول 51°و56°و30´ شرقاً ( إمارات ... ، 2). ويمر مدار رأس السرطان   من وسط هذا البلد وخاصة من وسط إمارة أبوظبي (ن.ع) («أطلس بریتانیکا»؛ شاملوئي، 879).
يبلغ طول خطها الساحلي في الخليج الفارسي من خور العديد عند أقصى نقطة في الجنوب الشرقي من قطر وحتى رأس شبه جـزيرة مُسَنْـدَم فـي جنـوب مضيـق هـرمـز، 777كم (أسعـدي، 1 /  209).
ولانعلم بالضبط مساحة هذا البلد بسبب عدم تحدید حدوده، وقد اعتبرتها المصادر المختلفة 700,77كم2 (م.ن، 1 /  208؛ بشير، 22)، و800,72كم2 (ميریان، 170) و650,83كم2 (موسوعة ... ، 57)، وإلا أن الكتاب الرسمي الصادر في الإمارات العربية المتحدة في 1997م اعتبرها 600,83كم2.
توجد بين إمارات هذا البلد خلافات حدودية كثيرة سببها الرئيس التركيبة الجغرافية للإمارات، حيث إن بعضها یتألف من عدة أقسام مستقلة ومتباعدة وبحدود وثغور غير معينة؛ وعلى سبيل المثال، فإن كلاً من الشارقة وعجمان يتكون من 3 أقسام مستقلة، ویتكون كل من دبي والفجيرة ورأس الخيمة من قسمین منفصلين وتعود أقصى نقطة في الشمال الشرقي من شبه جزيرة مسندم إلى عمان، حيث بقيت معزولة عن أراضي مسقط وعمان بواسطة الامتداد الشرقي للإمارات العربية المتحدة حتى ساحل بحر عمان (أسعدي، 1 /  209).
لقد سوّیت حتى الآن الكثير من الخلافات بين هذه الإمارات؛ ومن ذلك ما حدث بين دبي وأبوظبي، حيث منحت 10كم من سواحل أبوظبي إلى دبي بموجب اتفاقية حدودية عقدت في 1968م /  1388ه‍ كما توصلت الإمارتان إلى اتفاق حول عدد من الآبار النفطية بموجب اتفاقية في 1970م / 1390ه‍. غیر أن هناک خلافات عالقة على الحدود والأراضي بينهما تثیر أحیاناً النقاش والمشادّة (جعفري، 328-329).
يبلغ طول مجموع الحدود البرية للإمارات العربية المتحدة 163,1كم، منها 513کم مع عمان، و586كم مع السعودية و64كم مع قطر (أسعدي، ن.ص).

التضاريس:

تتألف أرض الإمارات العربية المتحدة من صحراء جافة وقاحلة في حالتها الطبیعیة وإذا ما استثنينا التلال الساحلية، فإنها تخلو من أیّة تضاريس مهمة والسلسلة الساحلية الشرقية هي الکتلة الجبلیة الوحيدة، حيث تعتبر بدورها جزءاً من جبال حجر (ذكرت أيضاً باسم هجر والحجاز). تبدأ هذه الجبال من رأس مسندم في أقصى نقطة شمال جزيرة مسندم وتمتد حتى رأس الحـدود في أقصى الجنوب بطـول 650كم ويقـع 80كم منها داخل الحدود السياسية للإمارات بمعدل عرض یبلغ 32کم حیـث إن ارتـفـاع أعـلـى قممها فـي هـذا القسـم یـبـلـغ 438,2 مـتـراً ( الكتاب ... ، 41).
تغطي القسم الغربي من الإمارات العربية المتحدة صحراء ملحية سبخة واسعة تمتد حوالي 112كم باتجاه الجنوب وتتصل بصحراء الربع الخالي في السعودية. وتحيط بالحاشية الجنوبية من هذا البلد واحة ليوا، ويمتد في ساحلها الشرقي شريط ضيق خصب بدءاً بالمرتفعات الشمالية لساحل بحر عمان وحتى أرض عمان نفسها. وتغطي کثبان رملیة زاحفة سهول هذا البلد الساحلية وتقع على امتدادها واحات تستقي من المياه الجوفية القليلة العمق (أسعدي، 1 /  209-210).

السواحل والجزر: 

سواحل الإمارات العربية المتحدة قليلة العمق للغاية وتتألف من تكوينات مرجانية ومصدات مائية ومنصات رملية متعددة، حيث یکثر فيها الجزر والمدّ (م.ن، 1 / 209). وتوجد على طول سواحل الإمارات، جزر مرجانية كثيرة وهي أحد العوامل التي تسببت في وجود أرقام مختلفة عن مساحة الإمارات العربية المتحدة، ففي بعض الحالات لم تؤخذ بنظر الاعتبار مساحة هذه الجزر في حساب مساحة الإمارات. تقع غالبية جزر الإمارات العربية المتحدة على طول الساحل الشمالي وهي تعود إلى إمارة أبوظبي (ن.ع). وقد قدر عدد هذه الجزر الصغيرة بـ 122 جزيرة (قلعجي، 665).

المناخ: 

تتمتع الإمارات العربية المتحدة بمناخ جاف وحار جداً (جناب، 145) وهي نتیجة مباشرة لموقعها الجغرافي في حاشية شبه الجزيرة العربية. وفي المناطق الساحلية القريبة من البحر یتحول المناخ الحار والجاف إلی المناخ الحار والرطب.
يبلغ معـدل درجة الحرارة فـي الإمارات 34° سنتيغراد صیفـاً و 18° شتاء ویکون معدل درجة الحرارة في السنة 21°، فيما يصل معدل درجة الحرارة القصوى صيفاً 48° والمعدل الأدنى للحرارة شتاء بين 10° إلى 15° (ميريان، 171).
ترتفع رطوبة الجو في المناطق الساحلية من الإمارات العربية المتحدة على مدار السنة بحيث يبلغ معدل الرطوبة النسبية في أشهر الصيف 85٪ وقد يرتفع إلى 100٪ لتصبح الحياة صعبة في مثل هذه الظروف، ویهبط مستوی الرطوبة كلما اقتربنا من السواحل إلى داخل الإمارات ( الكتاب، 42).
الرياح الرئيسة في الإمارات هي نتيجة لاختلاف درجات الحرارة في أجواء شبه الجزيرة العربية والخليج الفارسي في الأشهر المختلفة؛ ومنها الرياح الجنوبية الشرقية المعروفة باسم «الریاح الشرقیة» والتي تهب في شهور الصيف من جهة البحر وتحمـل معهـا نسبـة عـالیـة مـن الرطوبـة (أسعـدي، 1 / 210). أما أشهر الشتاء، فهي فصل هبوب الرياح الموسمية التي تتحرك من الداخل باتجاه الشمال. وتحمل هذه الرياح المعروفة برياح الشمال، معها دوماً تراباً وغباراً كثيفين من الصحارى الداخلية الجافـة. وريح الشمال هي جافة وتؤدي إلـى خفض درجة الحرارة   ( الكتاب، ن.ص).
أما الأمطار في الإمارات فهي قليلة للغاية ومتفرقة، حيث تهطل 94٪ منها في النصف البارد من السنة ــ من تشرين الأول حتى آذار ــ خاصة في شهري كانون الأول وكانون الثاني (ن.م، 43). ويتراوح معدل الأمطار السنوية بین 25 حتى 125 مليمتراً. تتمتع رأس الخيمة بأكبر نسبة من الأمطار والمياه بين الإمارات الأخرى، حيث يبلغ المعدل السنوي للأمطار فيها 130 مليمتراً. تهطل الأمطار في الإمارات العربية المتحدة شأنها شأن جميع المناطق الجافة في العالم على شكل زخات شديدة وعابرة، حيث تؤدي إلى السيول والتآكل الشديد للتربة. وقد تعادل كثافة الأمطار المؤقتة والمفاجئة في یوم واحد متوسط كمية الأمطار على مدار السنة كلها؛ فالإحصائيات تشير إلى أن بعض الفترات شهدت هطول أمطار بمقدار 5 / 156 مليمتراً في يوم واحد مقابل المعدل السنوي البالغ 125 مليمتراً (ميريان، أسعدي، ن.صص).
لایوجد في جمیع أرجاء الإمارات نهر دائمي بسبب قلة هطول الأمطار وإن المیاه السطحیة تقتصر علی السیول الموقتة في الواحات، حیث توفر فیها الظروف للحیاة.

السكان:

  تتمیز الإمارات بمواصفات خاصة من حيث السكان مما جعلها مستثناة بین بلدان العالم. والسبب في ذلک یکمن في أن النمو السريع للصناعات المرتبطة بمصادر النفط الوفیرة في هذا البلد وحاجتها الماسة إلى الأيدي العاملة لتأمين الاحتياجات الصناعية والخدمية، کلها أدی إلى جذب أنواع المتخصصين المبرزین والعمال المهرة والعاديين من البلدان البعيدة والقريبة (أسعدي، 1 / 212).

جدول 1

من مواصفات هذا البلد الأخرى نموها السكاني السريع، فقد ارتفع عدد سكانها خلال 27 سنة (من 1968  حتى 1995م /  1388- 1416ه‍( التي تعادل جیلاً واحداً من الناس من 100,179 نسمة إلى 453,377,2 نسمة، وبعبارة أخرى فقد تضاعف 13 مرة وبالتالي فقد بلغ العدد النسبي لتوزیع السکان في الإمارات من شخصین في کل کیلومتر مربع، إلی 27 شخصاً، مما یندر نظیره في النمو السکاني بین بلدان العالم (ظ: الجدول 1).
بلغ عدد سکان الإمارات حسب إحصاء 2010م 070,264,8 نسمة یشکل المواطنون نسبة 16٪ من إجمالي عدد السکان الذي یمثل 980 ألف مواطن و32 / 7 ملایین مقیم؛ تشیر الإحصائیات إلی أن عدد النفوس شهد سرعة متزایدة في النمو خلال 27 سنة وإن حدثت وقفة قصیرة في وتیرة النمو بین سنوات 1985-1992م / 1405-1413ه‍ . يجب أن نضيف أن النمو السكاني في الإمارات السبع لم يكن على وتيرة واحدة. ففي حين أن نمو السكـان كان حوالي 10 أضعاف فـي دبـي والشارقـة وعجمان وأم القیوين، ازداد عدد السكان في نفس الفترة 20 ضعفاً في أبوظبي التي تعتبر من أهم الإمارات وأوسعها وأكثرها نشاطاً من الناحية الاقتصادية کما تعد مقر حاكم الإمارات. ولذلك، فقد أحرزت الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى في العالم بنموها السكاني السنوي الذي بلغ 19٪ (أسعدي، 1 / 211).
ومما جعل من الإمارات المتحدة العربیة بلداً متمیزاً هو ترکیبتها القومية والعرقية وخاصة الفارق الکبیر بین أعداد السكان الأصليين والمهاجرين الأجانب فيها، حيث حوّل سكان هذا البلد إلى مزيج من القوميات المختلفة. ويشكل العرب العدنانيون، أو العرب الشماليون العنصر الغالب بين السكان المحليين، حيث يشكلون 25٪ من مجموع السكان. ويجب أن نذكر أن من بين السكان الأصليين عدداً كبيراً من السود الأفارقة والذي يعيد إلى الأذهان ازدهار سوق النخاسة في القرنين 18و19م في الإمارات (م.ن، 1 / 213). ولكن من بین غالبية سكان الإمارات الذین يمثلون المهاجرين الأجانب، أو «الوافدين» (الفيل، 154)، تشکل الجالیات الإیرانیة والهندیة والباکستانیة حسب بعض المصادر 75٪ من سكان الإمارات، حيث قدموا إلى هذا البلد بحثاً عن فرص العمل (أسعدي، ن.ص).
وبجانب هولاء یجب ذکر عدد من المهاجرین العرب من فلسطين، مصر، العراق، سورية ولبنان، المنتشرین في أرجاء البلد. وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان يعيش في الإمارات سابقاً (1976م)، 550,3 أمریکیاً وعدد أكثر من ذلک بقليل من البريطانيين (م.ن، 1 / 213-214). وتفيد دراسة أجريت عن سكان الإمارات في 1980م / 1359ش بأن 75٪ من سكان هذا البلد کانوا يتمثلون في الوافدين، أي غير المحلیین حيث كانت نسبتهم المئویة كالتالي: السكان المحلیون 14٪ ، المهاجرون العرب: 8 / 17٪ ، والمهاجرون الأجانب: 2 /  68٪ (الفيل، 154-155). ومما يجدر ذكره أن المهاجرين من جنوبي وجنوب شرقي آسیا (الفیلیبین والتایلند) کانوا يشكلون نسبة من الوافدين (ن.ص).
ومما جعل من سکان الإمارات ظاهرة استثنائیة هو اختلاف نسبة الأجناس ذکوراً وإناثاً، بحیث أصبح عدد الرجال في البلد أکثر بکثیر من النساء ویعود السبب في ذلک إلی أن المهاجرین أکثرهم من الرجال ودخلوا الإمارات تارکین وراءهم أسرتهم. واستناداً إلى إحصائيات سنة 1995م فقد کان عدد الرجال من مجموع سكان الإمارات 743,579,1 (66٪) فيما بلغ عدد النساء 710797, (34٪) ( الكتاب، 44)؛ في حين كانت هذه النسبة في 1980م 69٪ للرجال و 31٪ للنساء ( إمارات، 4).
في 1995م، كانت نسبة سكان المدن 84٪ ، فيما بلغت نسبة السكان في القرى 16٪ . وفي 1989م كانت غالبية سكان المدن تعيش في المدن الخمس الرئيسة في البلاد:
              دبي    189,585 نسمة
              أبوظبي    432,363 نسمة
              العين    411,176 نسمة
              الشارقة    000,125 نسمة
              رأس الخيمة    000,42   نسمة
واستناداً إلى الشواهد الإحصائية، فإن عدد سكان الإمارات يتضاعف كل 32 سنة («حولية»، 1999م، 853).
الإسلام هو الدين الرسمي للإمارات العربية المتحدة، حيث يضم 7 / 96٪ من سکانها فيما يشكل المسيحيون والهندوس النسبة المتبقية. غالبية مسلمي الإمارات من أتباع السنة والجماعة ویتبعون المذهب المالكي والحنبلي والشافعي واستناداً إلى بعض التقارير، فإن الاثني عشرية يشكلون 20٪ من سكان الإمارات المسلمين، وإنهم في الأغلب المهاجرون الإيرانيون. وفيما عدا ذلك فإن هناك عدداً من أتباع الأباضية والوهابية أيضاً يعیشون في هذا البلد (أسعدي، 1 / 214-215). وقد كانت نسبة أتباع المذاهب في الإمارات في 1995م كالتالي: أتباع السنة والجماعة: 80٪، الشيعة: 16٪ والمسيحيون والهندوس: 4٪ («حولية»، 1998م، 732).

التربية والتعليم:

بذلت الإمارات العربية المتحدة جهوداً كبيرة لتطوير قطاع التربية والتعليم. ففي 1971م حيث تأسست الإمارات العربية المتحدة، بلغ عدد طلاب المدارس في جميع أرجاء البلاد 28 ألفاً، ولكن هذا العدد ارتفع في 1983م إلى 464,139. وفي هذه الفترة تأسست المدارس الابتدائية والثانوية والمهنية والصناعية وقدم غالبية المعلمين فيها من البلدان العربية الأخرى خاصة الكويت، مصر والأردن، ففي نفس السنة بلغ عدد المعلمين الإماراتیین 646 فقط من مجموع 859, 8 معلماً. وکان الطلاب حتى 1977م یتابعون دراساتهم العليا في البلدان الأخرى، ولم یلبث حتی تأسست في نفس السنة جامعة في العين (إمارة أبوظبي) تستوعب 300 طالب وخطت خطوات واسعة حتى تضاعف عدد طلابها خلال 3 سنوات، أي حتى 1980م إلى 6 أضعاف ( إمارات، 6-7).