الیگودرز

أَليگودَرْز،   قضاء ومدينة في محافظة لرستان.

التسمية:

يرى البعض أن تاريخ بنائها يعود إلى عهد گودرز، أحد أبطال الشاهنامه فاعتبروا على هذا الأساس أن الاسم الأول للمـدينـة هـو آل گـودرز، لکنـه تغیـر فیمـا بعـد إلـى أليگـودرز ( فرهنگ جغرافیایي آبادیها... ، 20). وقد سجل شوارتس هذا الاسم على شكل أليگودر (V / 578).
تعتبر قضاء أليگودرز أحد الأقضية التسعة في محافظة لرستان حيث تحدها محافظة مركزي شمالاً، ومحافظة أصفهان شرقاً، فیما یقع بجواره غرباً کل من أقضیة أزنا، خرم آباد ودورود (محافظة لرستان)، وتجاوره محافظة خوزستان من الجنوب ( آمارنامه، 1372ش، 8).
يبلغ ارتفاع ألیگودرز عن سطح البحر 000,2 متر، وهي منطقة جبلية في شرق محافظة لرستان (جغرافیا ... ، 2 / 1097). ومن أهم جبال هذه المنطقة أشترانكوه (050,4 متراً) وقالي كوه (901,3 متر) وهما جزء من سلسلة جبال زاغروس ( فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 18-19؛ خریطة العملیات) الواقعة في الجنوب الشرقي من أليگـودرز وتمتد شرقاً باتجاه أصفهـان ( فرهنگ جغرافیایي إیران، 6 / 22).
مناخ المنطقة بارد ومعتدل في أغلب الأحیان فالأجزاء الوسطى والشمالية معتدلة، بینما الجزء الجبلي في الجنوب والجنوب الغربي، بارد ( فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 19). ومن الخصائص المناخية التی تتمیز بها المنطقة، التذبذب الشديد في درجة الحرارة خلال أشهر السنة وكذلك خلال فترات النهار والمساء، بحیث تُقدَّر نسبة الاختلاف بين درجة الحرارة القصوی (شهر تمـوز) والدنيا (شهر كانون الثانـي) في المنطقة بـ 5 / 72° سنتیغراد (قادري، 18-19). وفي الحقيقة، فإن الارتفاع الكبير نسبياً عن سطح البحر وقربها من جبل أشترانكوه، یؤدیان إلى هبوب دائم للریاح وتساقط مستمر للثلوج في الشتاء، ما یسبب ببرودة قارسة طيلة هذا الموسم، بحيث تنخفض درجة الحرارة في الكثير من الأحیان إلى -30° تحت الصفر وهذا الأمر بدوره یؤثر سلبیاً علی حرکة المرور في طرق المواصلات في المنطقة.کما یؤدي الانخفاض المفاجىٔ لدرجات الحرارة خلال الربيع إلى البرودة الشديدة وبالتالي إلى زوال الغطاء النباتي الطبيعي (جغرافیا، 2 / 1097- 1098).
تعتبر الرياح المحلية ظاهرة شبه دائمة في منطقة أليگودرز: فهناك رياح أصفهان (أواخر الخريف وحتى الربيع) باتجاه شرقي ـ غربـي، والريـاح الربيعيـة (أواخـر شبـاط) باتجـاههـا الجنوبـي ـ الشمالي، بالإضافة إلی رياح بنجه (أشهر الصيف) التي تهب باتجاه جنوبـي شرقي‌ ـ شمالي شرقي (قادري، 21-22). ویقدر معدل هطول المطر والثلج سنوياً بـ 4 / 644 مليمتراً (م.ن، 20).
وينحدر نهر أليگودرز وهو نهر قليل الماء من الجبال المحيطة بالمدينة. وبعد اجتياز جنوب مدينة أزنا ووسط مدينة دورود، وبعد أن تتصل به روافد عدة، يجري بموازاة خطوط السكك الحديدية، متحـولاً اسمـه إلـی نهـر سـزار ليصب أخیـراً فـي بحيرة سد دز ( فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 18). أما النهر الآخر الجاري في القضاء فهو كاكلستان الذي ينبع من الجبال الجنوبية، متکوناً من بعض الروافد ویطلق السکان علیه أسماء مختلفة، على طول مساره، منها آب رودبار وآب الكن وآب زالكي (ذلقي) ويصب أیضاً في بحيرة سد دز (ن.ص). تصب المياه السطحية الشمالية للمنطقة في الحوض المركزي (قم ومسيلة) وغيرها تنحدر في ودیـان عمیقة لتصب أخیراً فـي حوض الخليج الفارسي (جغرافیا، 2 /  1098).
يتكون الغطاء النباتي في قضاء أليگودرز من أشجار البلوط واللوز الجبلي والبَرياريس والجوز والتين في الأجزاء المرتفعة، خاصة الجبال الجنوبية والجنوبية الغربية (ن.ص) وأشجار البلوط المعمرة والدُّلْب على السفح الشرقي من قالي كوه، وكذلك الغطاء العشبي مثل لسان الثور والخُبَّة والسعتر، حيث تعتبر من النباتات الطبية؛ كما تغطي المروج والمراعي أجزاء کبیرة من المنطقة، لاسیما سفوح أشترانكوه ( فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 19). تعيش في المنطقة حيوانات وطيور مختلفة منها الدب والنمر والخنزير البري والفهد والذئب والتدرج والطیهوج (ن.ص).
وفضلاً عن مدینة ألیگودرز، هناک تجمعات سکانیة أخری في القضاء منها حي إمام (چمن سلطان) حيث یتحدث أهاليه اللغة التركية، وحي أبوذر (شابور آباد) بجذور تاریخیة طویلة نسبياً، وکانت حتى فترة متأخرة منطقة مسيحية یقطنها الأرمن (جغرافیا، 2 /  1099). ینسب البعض بناء القریة إلى سابور الساساني الثاني وقد تم العثور فيه على آثار قديمة (ظ: کیهان، 2 / 433). كما عثر علی مسکوکات تعود إلی عهد سابور بالقرب منها في موضع يدعى كهنة شهر (طلاشوران) (جغرافیا، ن.ص).
ينتمي معظم سکان القضاء إلى قبيلة بختياري وعشائر چهارلنگ التي تضم ممي وند وذلقي وموگوئي (جغرافیا، 2 / 1083). تعيش القبـائل الرحل لهذه المنطقة في محیط زز وبحیـرة گل گهر، حيث ترحل عند الشتاء إلى المناطق الحارة في دزفول وأنديمشك في شمال محافظة خوزستان (ن.م، 2 /  1099-1100).
 
یُصنف الجزء الأکبر من النشاط الاقتصادي في القضاء، ضمن نشاطات القطاع الاقتصادي الابتدائیة، حيث تشكل الزراعة وتربية المواشي إلى جانب التجارة والخدمات الإدارية والصناعیة والعمالیة، الأعمال الرئيسة للأهالي ( فرهنگ جغرافیایی آبادیها، 19). والزراعة في السهول المستوية، إروائیة وفي المرتفعات بعلیة. وتؤمن مياه السقي على مستوى القضاء من الينابيع، والقنوات والآبار العميقة والأنهار المحلية (ن.ص).
ویعتبر القمح والشعیر والقطن والبنجر والحبوب والقرعیات والعنب ومشتقـات الألبان مـن أهـم المحـاصيـل التقليدية في المنطقة ( فرهنگ جغرافیایی إیران، 6 / 22).
الصناعات في القضاء هي في الغالب تقليدية ويدوية مثل حياكة السجاد والبسط ( فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 19-20).
یتحدث سكان القضاء اللهجة اللرية التي هي في الأساس توفیق بين اللرية البختيارية واللرية في خرم آباد. ویعتنق السکان المذهب الشیعي الجعفري (الاثني عشري) (ن.ص). وتعود التلال الأثرية الموجودة في قريتي خمة السفلى والعليا إلى القرنين 5 و6ه‍ (جغرافیا، 2 / 1077).

المصادر: 

  آمارنامۀ أستان لرستان (1372ش)، مؤسسة التخطیط والمیزانیة في محافظة لرستان، طهران، 1373ش؛ آمارنامۀ أستان لرستان (1373ش)، نفس المؤسسة، طهران، 1374ش؛ جغرافیاي کامل إیران، وزارة التربیة والتعلیم، طهران، 1366ش؛ خریطة العملیات المشترکة، اوراق گلپایگان وخرم آباد، المؤسسة الجغرافیة للقوات المسلحة، طهران، 1371ش؛ فرهنگ جغرافیایي آبادیهاي کشور، گلپایگان، المؤسسة الجغرافیة للقوات المسلحة، طهران، 1369ش، ج 59؛ فرهنگ جغرافیایي إیران (آبادیها)، المحافظة السادسة، الدائرة الجغرافیة في هیئة أرکان الجیش، طهران، 1340ش؛ قادري، إسماعیل، بررسي مسائل وإمکانات بهسازي روستایي در إیران، قصبة پاچه لک الشرقیة (قضاء ألیگودرز)، أطروحة للماجستیر، جامعة الشهید بهشتي، طهران، 1370-1371ش؛ کیهان، مسعود، جغرافیاي مفصل إیران، طهران، 1311ش؛ وأیضاً:

Schwarz, P., Iran im Mittelalter nach den arabischen Geographen, Leipzig, 1925
عباس سعیدي / خ.