الصفحة الرئیسیة / المقالات / الیس /

فهرس الموضوعات

الیس


تاریخ آخر التحدیث : 1441/11/10 ۱۴:۳۱:۴۰ تاریخ تألیف المقالة

أُلَّيْس،   موضع في جنوب العراق، بالقرب من الحيرة، فتحت حرباً في 12ه‍ / 633م. وتعود شهرة أليس في المؤلفات التاريخية والجغرافية المتعلقة بالقرون الهجرية الأولى، إلى فتوح المسلمين في المناطق الجنوبية من العراق وهكذا الحال بالنسبة إلى آثار القرون التالية (مثلاً ظ: ياقوت، 1 / 354؛ عبد المؤمن، 1 / 113). لاتتوفر لدینا معلومات بشأن هذا الاسم من الناحية اللغوية ومن   المحتمل أن تکون هذه الكلمة وکذلک أسماء القرى المجاورة لها أعجمیة ولیست بعربیة (ظ: تتمة المقالة).
كانت أليس على الضفة اليمنى من نهر الفرات، بالقرب من الحيرة، وإحدى القرى الصغيرة في المناطق الجنوبية من الفرات. ويمكن تحدید موقع أليس في الخرائط الحالية، في الجنوب الشرقي من النجف الأشرف، قرب السماوة والخضر (ظ: كمال، 233؛ الخريطة 15، أيضاً 340، الخريطة 25؛ أطلس... ، الخریطتان 61 و62). وقد ذكر موسيل الذي زار العراق في العقود الأولى من القرن 20م، أن أليس کانت تقع في الناحية الشمالية الغربية من عين ضاحج الجنوب الشرقي من الحيرة ويبدو من خلال تقریره إمکان معرفة تلك المنطقة بنفس الاسم (ص 293). واستناداً إلی الأخبار التي وصلتنا من الأحداث التاريخية في تلك العهود، کانت أليس في الغالب مستودعاً للأسلحة والأدوات الحربیة لأهالي القـرى المحيطة بها، وخاصة مدينة أمغيشيا الكبيرة (ظ: أبو يوسف، 153-154؛ ياقوت، 1 / 363؛ كمال، 238). كما يمكن اعتبارها إحدى القواعد العسكرية، وخاصة لمواجهة أي هجوم محتمل على حكم ملوك الحيرة.
قد نسب ابن الفقيه الهمداني بناء أليس إلى سابور ذي الأکتاف (سلـ 309-379م)، الملك الساساني واستناداً إلى روايته، فقد بنى سابور أليس كقلعة عسكرية في مواجهة عرب البادية. کما اهتم أنوشروان (سلـ 531-579م) فيما بعد بإعمار تحصينات أليس بهذا الهدف (ص 388، أيضاً ظ: ياقوت، 3 / 595، نقلاً عن ابن الفقيه، إلا أن أليس ورد ضبطها على شكل «ألوس»).
یری بعض الباحثين أن أليس هي نفس مدينة ولاش کرت، أو ولاش آباد بالقرب من طيسفون (ظ: بروكلمان، 75؛ پیرنیا، 2644-2645؛ تقي زاده، 114، ها 1). ولكن مما لاشك فيه أن ولاش آباد التي كانت تعتبر من المدن المهمة في إمبراطورية إيران القديمة، كانت تقع في موضع يسمى ساباط، أو ساباط المدائن (للتفصيل، ظ: حمزة، 44؛ ياقوت، 3 / 5؛ أيضاً ظ: پيرنيا، 3 / 2644-2645؛ كريستن سن، 411؛ پاولي، LXVI / 767 ff).
وتحمل إحدى المناطق التي ذكرت في رواية سيف بن عمر التميمي عن الفتوح، اسم أمغيشيا وكانت تقع على بعد 40 كيلومتراً تقريباً عن أليس (ظ: كمال، ن.ص). ويرى كائتاني أن أليس وأمغيشيا كانتا اسمين لموضع واحد ثم أطلق العرب فيما بعد علی أمغيشيا اسم أليس؛ ولكن کما یؤکد موسیل، یتعذر تحريف أمغيشيا إلى أليس من حيث فقه اللغة، ومن جهة أخری جاء في رواية سيف أن أليس كانت من توابع أمغيشيا (للتفصيل، ظ: موسيل، 293-294؛ كمال، ن.ص). وعلى أي حال، فإن مما يحظى بالأهمية أن مؤرخي الفتوح الآخرين التي وصلتنا  
 آثارهم لم يشيروا إلى أمغيشيا.
لايمكن من خلال الروايات المتناقضة في الغالب، التوصل إلى نتيجة مقنعة فيما يتعلق بسكان مجموعة قرى تلك المناطق ومنها أليس. وفي الحقيقة، فإن هناك مجموعات أخرى من العرب استولت على تلك المناطق بعد سقوط الأسرة الحاكمة في الحيرة وحاولت أن تقيم علاقات مع حكومة إيران المركزية (نولدكه، 501؛ ها 146) ويبدو أن سكان هذه المناطق، كانوا ــ فضلاً عن الإيرانيين ــ يمثلون العرب (وخاصة العرب المسيحيين) الذين كانوا يتعاونون مع دولة إيران بعد ملوك الحيرة (م.ن، 551-552، ها 2؛ پيغولوسكايا، 282 وما بعدها).
وتطالعنا فيما يتعلق بكيفية فتح أليس تناقضات أساسية في الروايات. وتعود أكثر الروايات تفصيلاً إلى سيف بن عمر التميمي والتي تبدو مبالغاً فيها، ومختلقة أحیاناً (ظ: تتمة المقالة). واستناداً إلى مجموع الروايات التي وصلتنا من سيف وأبي مخنف وابن إسحاق، فقد انطلق خالد بن الوليد في حدود صفر 12ه‍ ، من اليمامة ــ أو المدينة ــ إلى جنوب العراق بأمر من أبي بكر (الطبري، 3 / 343). ومن قبله كان المثنى بن حارثة الشيباني منشغلاً بشن الهجمات في تلك المناطق نفسها ثم جعل أبو بكر، المثنى تحت إمرة خالد، بدخول الأخير في المنطقة (م.ن، 3 / 344-345). ولكن الروايات لاتتفق بشأن أي منهما فتح أليس. وتسمي المصادر العربية القائد الإيراني الذي قيل إنه كان يتولى قيادة ألیس ومناطقها في هذه المعركة، «جابان» (= گاوايان: يوستي، 113). استناداً إلی روایة سیف أن أعداء المسلمين وخاصة المسيحيين العرب في المنطقة کانوا قد تجمعوا في أليس ودفع قائد إيراني آخر يدعى بهمن جاذویه (ن.ع)، جابان إلى أن يفد على «أردشير» [؟]. لما دخل خالد أليس، رأی سكان تلك المنطقة، هادئین مطمئنین لایهتمون به ولابجنوده لأنهم كانوا يستهينون بالجند العرب المسلمين على مايبدو. وعلى أي حال، فقد هجم عليهم خالد وألحق بهم هزیمة نکراء. وقيل إن خالداً أمعن في سفك دماء أسرى الحرب حتى جرت الدماء في نهر سمـي فيما بعد نهـر الـدم (الطبـري، 3 / 345 ومـا بعـدها؛ أيضـاً ظ: أبو يوسف، 153-154، الذي تقترب روايته من رواية سیف کثیراً؛ ابن حبيش، 2 / 28-31). وفضلاً عن أن الروايات الأخرى لاتؤيد هذه الرواية، فـإن آثار المبالغة واضحة في التفاصيل الأخرى أيضاً (للتفصيل، ظ: العسكري، 2 / 53 وما بعدها؛ زرين كوب، 299). وجاء في رواية أخرى أن خالداً أرسل المثنى لخوض معركة إلى جانب نهر الدم وهزم جابان وقد نسبت أخيراً معظم تلك الأحداث إلى المثنى (ظ: الطبري، 3 / 344-345، نقلاً عن أبي مخنف؛ قا: البلاذري، 242). لم ترد أية إشارة إلى نشوب حرب في روايـة ابن إسحـاق ــ المنقولـة فـي تاريخ الطبري ــ وبناء علـى ذلك، فقد تصالح خالد بن الوليد مع المتبقين في أليس والمناطق حولها، من المسیحیین الذین کانوا يسكنون في حوالي الحيرة، وعقدت معاهدة صلح بينهم. واستناداً إلى هذه المعاهدة والتي كانت موجودة فيما بعد أيضاً (أبو يوسف، 157)، فقد تعهدوا بدفع الجزية كما وافقوا أيضاً على أن يتجسسوا لصالح المسلمين ويساندوهم في الحرب ضد الفرس (البلاذري، 243؛ الطبري، 3 / 343-344). وبعد الجمع بين هذه الرواية والروايات التي تشیر إلی وقوع المعرکة یمکن القول بأن خالداً، أو المثنى تصالحا مع أهالي أليس العرب والمناطق الأخرى، وحاربوا الإيرانيین.
قيل إن أليس كانت من النواحي المعدودة التي كتبت معاهدة لها (ابن آدم، 88- 89؛ البلاذري، 245؛ قدامة، 356). ومنذ ذلك الحين، حافظت ألیس لفترة ما على موقعها باعتبارها قاعدة عسكرية، لأننا نعلم أن المثنى كان مقيماً في أليس عند اقتحام العرب العراق وكان يدعوهم منها إلى القتال (البلاذري، 253). ومنها أبلغ الخليفة الثاني خبر «يوم الجسر» (م.ن، 251-252). كما تشیر إحدى الروايات إلی أن أهل أليس ساعدوا، الجند الخاضعين لإمرة أبي عبيد الثقفي، ودلّوهم على ممرات كانت تعد مهمة من الناحية العسكرية (ابن آدم، 89؛ أبو عبيد، 92؛ أيضاً حميد بن زنجويه، 1 / 244-245). وفي السنة التالية (شعبان 13ه‍ / تشرين الأول 634)، وقعت ــ على رواية سيف ــ حادثة أخرى في أليس ذكرت باسم «أليس الصغرى» (الطبري، 3 / 459-460). واستناداً إلى هذه الرواية، فقد أسر المثنى بن حارثة، جابان الذي كان قد نجا من الهجوم السابق وشخصاً آخر من الإيرانيين يدعى مردان شاه وأمر بقتلهما وقتل مرافقيهما.
يبدو أن أهالي أليس كانوا يدفعون الجزية لفترة طويلة. فهناك رواية تشير إلى أن عمر رفع الجزية عن شخصين من أهالي تلك المنطقة كانا قد اعتنقا الإسلام (ابن آدم، 62؛ أیضاً ظ: دنت، 67-68). وقد ورد ذکر أليس في الأشعار المنسوبة إلى أبي محجن الثقفي (ن.ع) وأبي مقرن الأسود بن قطبة والتي نظمت في وصف الفتوح والوقائع المرتبطة بها (ياقوت، 1 / 354-363). بما أن أليس كانت من الأماكن المعدودة التي فتحت صلحاً، فقد رأى الفقهاء فيما بعد أن أليس والحيرة وبانقيا هي المناطق الوحيدة من أرض السواد (أي العراق) التي یجوز بیعها وشرائها (ظ: أبو عبيد، 91؛ الخطيب، 1 / 14؛ أيضاً ظ: دنت، 54).

المصادر: 

  ابن آدم، يحيى، الخراج، تق‍ : حسين مؤنس، بيروت  /  القاهرة، 1987م؛ ابـن حبيش، عبد الرحمن، الغـزوات، تق‍ : سهيـل زکـار، بيـروت، 1412ه‍ / 1992م؛ ابن الفقيه، أحمد، البلدان، تق‍ : يوسف الهادي، بيروت، 1416ه‍ / 1996م؛ أبو عبيد القاسم بن سلام، الأموال، تق‍ : عبد الأمير علي مهنا، بيروت، 1988م؛ أبو يوسف، يعقوب، الخراج، القاهرة، 1382ه‍ ؛ أطلس تاريخ الإسلام، تق‍ : حسين مؤنس، القاهرة، 1407ه‍ / 1987م؛ بروكلمان، كارل، تاريخ ملل ودول إسلامي، تج‍ : هادي جزائري، طهران، 1346ش؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تق‍ : دي خويه، ليدن، 1866م؛ پيرنيا، حسن، إيران باستان، طهران، 1313ش؛ پيغولوسكايا، ن. و.، أعراب حدود مرزهاي روم شرقي وإيران درسده‌هاي چهارم ـ ششم میلادي، تج‍ : عنايت الله رضـا، طهـران، 1372ش؛ تقـي زاده، حسن، أز پرويز تـا چنگيـز، طهـران، 1349ش؛ حمزة الأصفهانـي، تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء، بيروت، دار مكتبة الحياة؛ حميد بن زنجويه، الأموال، تق‍ : شاكر ذيب فياض، الرياض، 1406ه‍ / 1986م؛ الخطيب البغدادي، أحمد، تاريخ بغداد، القاهرة، 1349ه‍ / 1931م؛ دنت، دانيال، ماليات سرانه وتأثیـرآن درگرایش بـه إسـلام، تج‍ : محمـد علـي موحـد، طهران، 1358ش؛ زرين كوب، عبد الحسين، تاريخ إيران بعد أز إسلام، طهران، 1368ش؛ الطبري، تاريخ؛ عبد المؤمن بن عبد الحق، مراصد الاطلاع، تق‍ : علي محمد البجاوي، بيروت، 1373ه‍ / 1954م؛ العسكري، مرتضى، عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى، طهران، 1392ه‍ / 1972م؛ قدامة بن جعفر، الخراج، تق‍ : محمد حسين الزبيدي، بغداد، 1979م؛ كريستن سن، آرثر، إيران در زمان ساسانيان، تج‍ : رشيد ياسمي، طهران، 1332ش؛ كمال، أحمد عادل، الطريق إلى المدائن، بيروت، 1406ه‍ / 1986م؛ نولدكه، ثيودور، تاريخ إيرانيان وعربها در زمان ساسانيان، تج‍ : عباس زرياب، طهران، 1358ش؛ ياقوت، البلدان؛ وأيضاً:

Justi, F., Iranisches Namenbuch, Hildesheim, 1963; Musil, A., The Middle Euphrates, New York, 1927; Pauly.
علي بهراميان / خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: