الوار

أَلْوار،   مدينة وقضاء بنفس الاسم في محافظة راجستان في شمال غربي الهند. وتقع المدينة على مسافة 129 كیلومتراً إلى الجنوب الغربي من دلهي («دائرة المعارف ...»، II / 737) وفي شرق جبال أراوالي (سوجيش، 43) وعلى خطي العرض الشمالي 27°و46´ والطول الشرقي 76°و37´ (بريتانيكا، ميكرو، I / 285). ويحيط بها خندق وسور قديم وتشرف عليها قلعة قديمة بنيت على تل مخروطي الشكل (ن.ص). ولقد ورد ضبطها في بعض المصادر علی شکلي ألوور (ن.ص) وأولوور (EI1,I / 324). وقيل إن كلمـة ألوار اشتقت من ألبـور بمعنى المدينة الحصينـة («دائرة المعارف»، ن.ص).
كانت ألوار في تاريخ الهند القديم جزءاً من منطقة متسيا ـ دسا (جيپورحالياً) («تاريخ جامع ...»، III(1) / 656؛ دي، 238) وكانت تسمى سوباناغاز، أو سالواناغارا وكانت عاصمة بلاد   مارتيكاواتا وتخضع لحکم راجا سالوا (م.ن، 218).
وكانت شعوب متسياس في ألوار في نزاع مع السكان الآريين غير الأصليين فضلاً عن نزاعهم مع سكانها الأصليين (كيث، 75).
وقد ذكرت ألوار لأول مرة في تاريخ الإسلام في 399ه‍ /  1009م. ففي هذه السنة هاجم السلطان محمود ناريانپور من نواحي ألوار، وعاد محملاً غنائم باهظة (حكمت، 44؛ «معركة ...»، 10). وفي القرون التالية، حال المتمردون في منطقة من ألوار تدعى «كوهپايه موات»، دون تقدم جيوش سلاطين دلهي للسيطرة على راجستان. وإنهم كانوا من الراجبوت الذین تفرقوا في سائر المناطق بعد أن خسروا تحصيناتهم في بيانه وتهانغره (ن.م، 148). وكان أكثرهم تحركاً يتواجدون في منطقة موات (التي تضم منطقة جنوب دلهي والقسم الأكبر من ألوار). وقد اعتنق رؤساء هذه القبائل الإسلام وعرفوا باسم «خانه زاد» وكان رئيسهم في فترة هجوم تيمور على الهند في القرن 8ه‍ / 14م يدعى بهادر ناهر (هيغ، «خمسة ملوك... »، 515).
وقد حاصر مبارک، سلطان دلهي في 828ه‍ / 1425م معارضيه المتمردين الذين كانوا قد هربوا إلى ألوار (م.ن، «سلسلة ... »، 213). وخرج سرور الملك في 831ه‍ /  1428م لمحاربة جلال خان وسائر رؤساء موات واستولى على قلعة ألوار (داف، 248). وكانت ألوار قاعدة موات آنذاک وقد احتلها الحاکم المغولي بابر في 933ه‍ / 1527م (راس، 17).
ولى همايون (تـ 963ه‍ / 1556م) خليفة بابر أخاه هندال على ألوار (مجومدار، 433). وفي 1185ه‍ / 1771م حول المهاراجا پرتاپ سينغ المدینة إلی قضاء ألوار («دائرة المعارف»، ن.ص). وأقام نجف خان المغولي في 1189ه‍ / 1775م بعد السيطرة على قلعة ألوار حكومة مستقلة فيها وهكذا انفصلت إداریاً عن جيپور. وأعان بختاور سینغ خليفة نجف خان، اللورد لیک ممثل الحكومة البريطانية ضد الماراثیین حتی خضعت ألوار في 1218ه‍ / 1803م تحت انتداب البریطانیین (سوجيش، 43). وفي نفس السنة هزم اللورد لیک ما تبقـى مـن القـوات الفرنسية فـي منطقـة ألوار (إدواردز، 374).       
وانضمت ألوار إلى اتحاد متسيا بعد سیطرة بریطانیا علی الهند وتولى مهاراجا ألوار رئاسة الاتحاد (ظ: EI2,I / 426). وظهرت في عهد اللورد أمهرست (1823- 1828م)، حركات معارضة في ألوار (لوارد، 577). ويرتبط أول استعراض بريطاني للقوة في الهند بحادثة قتل خلقها أحمد بخش خان، حاكم فيروزپور في 1239ه‍ / 1824م، فقد طالبت الحكومة البريطانية باعتقال المتهمین ومنهم أحد وزراء البلاط والذي كان له ضلع في هذه الکارثة؛  
 ولكن راجا ألوار رفض وقام بحشد القوات وتحصین قلعة ألوار والتفـاوض للتعاون مع أمراء جيپـور وبهـاراتپـور («تاريـخ سيطرة ... »، I / 21). وآل حكم ألوار في 1857م إلى حدث يبلغ من العمر 13 سنة، وقد أثار غضب كبار الراجبوت عندما تزوج من امرأة مسلمة (دادول، 498).
ومنذ 1291ه‍ / 1874م وحتى استقلال ألوار، حکمها علی التوالي كل من ساوي منغل وساوي جي سينغ وتج سینغ (سوجيش، 44-46). وانضمـت ألوار في 1949م /  1368ه‍ إلى اتحاد راجستـان (ظ: EI2، ن.ص).
يتكلم غالبية أهالي ألوار بالهندية والمواتیة، ویؤلف المسلمون ربع أهالي المدينة (ن.ص). وفي 1921م / 1339ه‍ بلغ عدد سكانها، 760,44 نسمة، حيث بلغت نسبة المسلمين 28٪ («دائرة المعارف»، II / 737) بینما في 1971م / 1391ه‍ بلغ هذا العدد 791,100 نسمة ( بريتانيكا، ميكرو، I / 285). تقع ألوار في منطقة خصبة (سوجيش، 43)، وفي 1844م، بنى راجا ساوي فیني سينغ سداً بالقرب من المدينة (م.ن، 44).
ومن محاصيل ألوار: الشعیر والقمح والحبوب، ومن معادنها البیریليوم والقصدیر والفضة والباريت والرخام، ومن أهم صناعاتها النساجة والزیت النباتي والأصباغ والورنیش والفخار والزجاج (بریتانیکا، ن.ص).
تضم الآثار الإسلامية في مدينة ألوار فضلاً عن عدد من المساجد القديمة، مزار ترنغ سلطان شقيق فيروز شاه، حيث يعود تاريخه إلى القرن 8ه‍ / 14م (ن.ص) ومقبرتین إحداهما لبختاور سينغ والأخری لفتح جنگ (EI2 ، ن.ص). ومن المعالم الأثریة الأخرى في المدينة، قصر المهاراجا باني سينغ («دائرة المعارف»، ن.ص) الذي یضم متحفاً يتم الاحتفاظ فيه بمجموعة من المخطوطات الهندية والسنسكريتية والفارسية النفیسة للغایة وكذلك مجموعة من التحف الفنية الراجستانية والمغولية ( بريتانيكا، ن.ص). ومن المباني الجديدة والجدیرة بالذکر في ألوار، مستشفی الليدي دافرين ( آمريكانا، I / 460).
وخلال الکفاح لنيل الهند استقلالها ظلت جمعية العلماء المسلمين في ألوار تتعاون بشكل وثيق مع سائر الجمعيات الإسلامية الهندية (خان، 264-266).          
المصادر:   حكمت، علي أصغر، سرزمين هند، طهران، 1337ش؛ خان، حافظ بابر، برصغیر پاك وهندكي سياست میں علماء كاكردار، إسلام آباد، 1985م؛ وأيضا

Americana ; Britannica , 1978; British Paramountcy and Indian Renaissance , ed. R. C. Majumdar, Bombay, 1970; A Comprehensive History of India, ed. R. C. Majumdar, New Delhi, 1982; Dey, N. L., The Geographical Dictionary of Ancient and Mediaeval India , New Delhi, 1927; Dodwell, H. H., »The Relations of the Government of India with the Indian States, 1858-1918«, The Cambridge History of India¸New Delhi, 1987, vol. VI; Duff, C. M., The Chronology of Indian History , Delhi, 1972; Edwards, S. M., »Final Struggle with the   Marathas«, The Cambridge History of India , New Delhi, 1987, vol. V; EI1; EI2; Enciclopedia Italiana , Rome; Haig, W., »The Five Kingdoms of the Deccan, A. D. 1527-1599«, »The Sayyid  Dynasty«, The  Cambridge History of India, New Delhi, 1982, vol. III; Keith, B., »The Age of the Rigveda«, ibid, 1987, vol. I; Luard, C.E., »The Indian States«, ibid, 1987, vol. V; Majumdar, R. C., An Advanced History of India , London, 1958; Ross, E. D., »Babur«, The Cambridge History of India, New Delhi, vol. IV; The Struggle for Empire , ed. R. C. Majumdar, Bombay, 1979; Sugich, M., Palaces of India , London, 1992.
پرويز أمين / خ