الصفحة الرئیسیة / المقالات / الفتکین /

فهرس الموضوعات

الفتکین


تاریخ آخر التحدیث : 1441/10/22 ۱۴:۳۴:۲۷ تاریخ تألیف المقالة

أَلْفْتِكين،   أبـو مـنـصـور الشـرابـي (تـ 368 أو 372ه‍ / 979 أو 982م)، من الأمراء الأتراك في عهد البويهيين (ن.ع)، حكم لفترة دمشق وبعض مدن الشام بعد موت معز الدولة. لقد ورد ضبط الكلمة على أشكال ألب تكين وأفتكين وهفتكين أيضاً.
كان في بداية أمره في خدمة معز الدولة ولذلك لقب بالمعزي. ثم اعتلى شأنه حتى انخرط في سلك كبار القواد بعد سبكتكين الحاجب، قائد الأتراك (أبو علي مسكويه، 2 / 334). وعندما اشتد النزاع في 363ه‍ / 974م بين الديلميين والأتراك في بغداد، شن سبكتكين هجوماً على قوات عزالدولة بختيار في واسط ويرافقه الخليفة الطائع والخليفة المخلوع المطيع ولكن لم یلبث حتی توفي كل من سبكتكين والمطيع في دير العاقول، فاختار الأتراك ألفتكين خليفة لسبكتكين. فإنه عقد عزمه علی مواصلة القتال ومحاربة عز الدولة بختيار حتی ألحق في نواحي واسط هزيمة فادحة بالديلميين (م.ن، 2 / 335-336؛ ابن الأثير، 8 / 645؛ ابن كثير، 11 / 277). فاضطر عز الدولة بختيار إلى أن یستنجد بعضد الدولة الديلمي حاكم فارس. وانطلق عضد الدولة الذي كان ينتهز الفرصة للسيطرة على العراق، نحو بغداد بحجة مساعدة عز الدولة وحاصر المدينة. ثم قامت معرکة ضارية بينه، وبین جیوش ألفتكين والأتراك في14 جمادى الأولى 364ه‍ / 15 تشرين الأول 974م، قرب المدائن (ظ: أبو على مسكويه، 2 / 336-340؛ الأنطاكي، 144؛ ابن الأثير، 8 /  648-649). فانهزم ألفتكين وهرب مع جماعة من الأتراك إلى حمص ومنها إلى دمشق التي كانت خاضعة لحكم خلفاء مصر الفاطميين. وفي هذه الفترة كانت دمشق تعیش في الاضطرابـات والفتن التـي أوجدتهـا فئة موسومـة بـ «الأحداث» (ن.ع). فدعا وجهاء دمشق، ألفتكين إلى حكمها للخلاص من أهل الفتن وإنه تولى الحكم في 23 شعبان 364ه‍ /  8 أيار 975م، بعد أن طرد ريّان الخادم الذي كان يحكم دمشق من جانب المعز الفاطمي. ثم أسقط اسم الخلیفة الفاطمي من الخطبة وخطب للطائع الخلیفة العباسي (م.ن، 8 / 656-657؛ الصفدي، 108- 109).
في هذه الفترة وفي خضم النزاعات المستمرة بين القرامطة في الشام والفاطميين في مصر، استغل الإمبراطور البيزنطي، تزيميسكس (في المصادر الإسلامية: ابن الشمشقيق) الفرصة وشن هجوماً على دمشق وأجبر ألفتكين على الدخول في طاعته وتسليم المدينة، غير أنه لم يلبث حتى تخلى عن النهب والعيث في نواحي الشام وعاد إلى القسطنطنية (365ه‍ / 976م)، فتولی ألفتكيـن حکومة دمشق من جدید (ابن القلانسي، 12-14؛ أيضاً ظ: التدمري، 264-266).
ومن جانب آخر، فقد هاجم المعز الفاطمي الشام في 365ه‍ ؛ بعد أن امتنع ألفتكين عن الدخول في طاعته، ولكنه توفي في الطريق، وعندئذ وجد ألفتكين الفرصة لتحقيق أهدافه وبسط  
 سلطانه، فاقتحم مدن الشام الساحلية مثل صيدا وعكا وطبرية وأكثر فيها من القتل والنهب (ابن القلانسي، 12؛ ابن الأثير، 8 / 657؛ قا: ابن الدواداري، 6 / 175-176؛ أيضاً ظ: سالم، 73). وفي هذه الأثناء بعث الخليفة الفاطمي الجديد العزيز بالله، جيشاً إلى الشام بقيادة جوهر الصقلي في ذي القعدة 365 / حزيران 976 واشتبکت جیوشه مع قوات ألفتکین واستمرت المعارک بینهما نحو شهرين وقتل خلالها عدد كبير من كلا الطرفين. ثم استنجد ألفتكين بصاحب الأحساء، الحسن بن أحمد القرمطي، فانسحب جوهر إلی الرملة خشية محاصرته بين العدوين القرامطة والأتراک. وعندما بلغه قدوم جيوش ألفتكين الجرارة وقوات القرامطة، تراجع إلى عسقلان، وتحصن فیها حتی أصابه القحط وقلة المیرة والأقوات (ابن القلانسي، 15-17؛ ابن الأثير، 8 / 657- 658؛ المقريزي، 1 /  378- 379). ولما اشتد علیه الأمر کتب إلی ألفتکین یفاوضه في الصلح، فوافقه ألفتكين وسمح له بأن يعود إلى مصر (ابن القلانسي، 17- 18؛ أيضاً ظ: سرور، 137).
بعد عودة جوهر إلى مصر، عزم العزیز بالله على محاربة ألفتكين فخرج بنفسه على رأس جيش واشتبكت قواته مع جنود ألفتكين والقرامطة في معركة ضروس حدثت في المحرم 368 / آب 978 قرب الرملة (ظ: ابن ظافر، 32؛ قا: ابن الأثير، 8 / 660، الذي سجل هذه الوقعة في المحرم من سنة 367) وانتهت بانتصار الفاطمیین ووقوع ألفتکین في أسرهم وتسليمه إلى الخليفة الفاطمي وذلك في شعبان 368  /  نيسان 979 (م.ن، 8 / 659-660؛ ابن ظافر، ن.ص؛ الذهبي، سير ... ، 16 / 307- 308، تاريخ ... ، 406-407). لكن الخليفة أعرب عن إکرامه له واصطحبه إلى مصر وأسكنه في قصره. ولم یلبث حتی نال حظوة ومنزلة رفیعة عنده بحيث أثارت حقد ابن كلس (ن.ع)، وزير الخليفة واعتبره خطراً على منصبه، فدس له سماً في طعامه وأودى بحياته في 368ه‍ (ابن القلانسي، 21؛ ابن الأثير، 8 / 660-661؛ الذهبي، سير، 16 /  308، تاريخ، ن.ص). وتشیر رواية أخرى إلى أن ألفتكين كان يعيش في بلاط الخليفة الفاطمي حتى أواخر رجب 372 / كانون الثانـي 983 وتوفي فـي نفس السنة (ابـن خلكـان، 4 / 54). ذُكر أن وفاتـه کانت في 370 أو371ه‍ (‌ظ: الذهبي، ابن ظافر، ن.صص).

المصادر:  

ابن الأثير، الكامل؛ ابن خلكان، وفيات؛ ابن الدواداري، أبو بكر، كنز الدرر وجامع الغرر، تق‍ : صلاح الدين المنجد، القاهرة، 1380ه‍ / 1961م؛ ابن ظافر، علي، أخبار الدول المنقطعة، تق‍ : أندري فيري، القاهرة، 1972م؛ ابن القلانسي، حمزة، ذيل تاريخ دمشق، تق‍ : آمدروز، بيروت، 1908م؛ ابن كثير، البداية؛ أبو علي مسكويه، أحمد، تجارب الأمم، تق‍ : آمدروز، القاهرة، 1333ه‍ / 1915م؛ الأنطاكي، يحيى، «تاريخ»، مع تاريخ ابن البطريق، تق‍ : لويس شيخو وآخرون، بيروت، 1909م؛ تدمري، عمر عبد السلام، تاريخ طرابلس، بيروت، 1404ه‍ / 1984م؛ الذهبي، محمد، تاريخ الإسلام، حوادث 351-380ه‍ ، تق‍ : عمر عبد السلام تدمري، بيروت، 1409ه‍ / 1989م؛ م.ن، سير أعلام النبلاء، تق‍ : شعيب الأرنؤوط وآخرون، بيروت، 1404ه‍ / 1984م؛ سـالـم، عبـد العزيـز، تـاريـخ مدينـة صيـدا فـي العصر الإسـلامي، القاهـرة، 1986م؛ سرور، محمـد جمال الدين، سياسـة الفاطمييـن الخارجية، بيروت، 1386ه‍ / 1967م؛ الصفدي، خليل، أمراء دمشق في الإسلام، تق‍ : صلاح الدين المنجد، بيروت، 1983م؛ المقريزي، أحمد، الخطط، القاهرة، 1270ه‍ / 1853م.


أبو الفضل خطيبي / خ

 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: