التی شهر

أَلْتي شَهْر (= المدن‌ الست‌)،   منطقة تضم‌ 6 مدن‌ هي: آق‌‌سو و أوچ‌ تورفان‌ وكاشغر وياركند (يارقند) وختن‌ وكوچا (كُچا)، تقع‌ في سهل‌ تاريم‌ وقسم‌ من‌ تركستان‌ الشرقية (أو تركستان‌ الصينية).
وفي بعض المصادر الحديثة تضاف إلى هذه المدن الست مدينة سابعة وهي ينگي حصار ومن ثم أطلق عليها اسم حتي شهر، أو يتّي شهر(المدن السبع) (EI1 ؛ قا، بارتولد، گزیده ... ، 39).
تحد سهل‌ تاريم‌ من‌ الجنوب‌ ارتفاعات‌ التبت‌ (كون‌ لون)، ومن‌ الشمال‌ جبال‌ تيان‌شان ومن‌ الغرب‌ جبال‌ پامير ويتصل‌ من‌ الشرق‌ بسهول‌ منغوليا (شميدر، 344؛ قا: إقبال‌، 4، 16-17) وتقع أعمق منخفضاته علی ارتفاع 750 متراً فوق مستوی البحر(شميدر، (345. وبالرغم من أن الدراسات‌ الجيولوجية لاتزال تجري في هذه‌ المنطقة، لكن‌ المعلومات‌ التي تم‌ الحصول‌ عليها تشير إلى‌ مخزونات نفطية في سفوح‌ جبال‌ تيان‌‌شان‌ (نيف‌، 238).
كانت‌ هذه‌ المنطقة معروفة لدی‌ المسلمين‌، باسم‌ كاشغر وختن‌ (إقبال، ‌4)، وتتمتع‌  بأهمية كبيرة بسبب‌ وقوعها على‌ طريق‌ الحرير التاريخي. وتشكل اليوم مع سهل دزونغاري‌ ولاية سين‌كيانغ‌ ويبلغ‌ مجموع‌ مساحتها 1,700,000كم‌2 (نيف‌، 238؛ غروسيه‌، 91).
كانت‌ الإمبراطورية الصينية تحرص دوماً على فرض هیمنتها علی المنطقة لکي لا تفقد سيادتها وإشرافها على طريق الحرير مما أدى إلى نشوب نزاعات مستمرة بينها وبين حكام كوچا وياركند وكاشغر وآق‌ سو وختن‌ (م‌.ن‌، 96-97).
وقد تم‌ في تركستان‌ الصينية العثور على‌ وثائق‌ بوذية باللغات‌ التركية والتبتية والصينية وبعض‌ اللغات‌ السائدة في غربي إيران وتدل‌ على‌ أن‌ بعض المدن مثل‌ ختن‌ وياركند كانت‌ خاضعة للنفوذ الثقافي الهندي (فراي، 67)، في حين‌ أن‌ أهالي المدن‌ الشمالية مثل‌ كوچا وتورفان كانوا بوذيين،‌ أو مانويين كما اعتنق‌ خان‌ أويغور الديانة المانوية في 143ه‍ / 760م‌ (إقبال‌، 17). وفي هذا التاريخ‌ تم‌ الإعلان‌ عن‌ المانوية باعتبارها دين‌ الدولة الأويغورية الرسمي (غروسيه‌، 217).
وفي نهاية القرن‌ 4ه‍ / 10م‌ ظهرت‌ دولة الأتراك المسلمين‌ تحت‌ ظل‌ حكم‌ الإيلك خانيين‌، أو القراخانيين‌ في تركستان‌ الشرقية والغربية وانقرضت‌ الدولة الأويغورية (بارتولد، گزيده‌، 218)؛ وحكمت‌ السلالة القراخانية في آسيا الوسطى‌ من‌ القرن‌ 4 إلى‌ 7ه‍ / 10 إلى‌ 13م‌ وكانت‌ المناطق‌ الشمالية والجنوبية من‌ تيان‌‌ شان‌ جزءاً من ممتلکات هذه‌ السلالة (م‌.ن‌، ن‌.م‌، 336).
يعد بغراخان‌ ملك كاشغر أول‌ أمير قراخاني ذكر اسمه في المصادر الإسلامية (غروسيه‌، 250). وفي أوائل‌ القرن‌ 7ه‍ / 13م‌ سيطر كوچلك خان‌ على‌ مناطق‌ تركستان‌ الشرقية (بارتولد، تركستان‌ نامه‌، 2 / 767) وراح‌ يطارد المسلمين‌ ويلحق‌ بهم‌ الأذی‌ وارتكب‌ مظالم‌ كثيرة بحق‌ سکان مناطق‌ كاشغر وختن‌ (الجويني، 1 /  49).
ثم حكم‌ تركستان‌ الشرقية الدوغلات‌ (الدوقلات‌) من‌ المغول‌ (بارتولد، گزيده‌، 417). حیث اتخذوا آق‌سو مركزاً لحكمهم‌ (غروسيه‌، 693). وواصل‌ أحفاد المغول‌ سيطرتهم‌ على‌ تركستان‌ الشرقية حتی انضمت في 1172ه‍ / 1759م‌ كوچا وياركند وكاشغر  
 إلـى‌ الإمبراطوريـة الصينية، وبـذلك تشکل الخط الحـدودي لسين‌‌ كيانغ‌ (م‌.ن‌، 882) وفي 1946م تحولت ترکستان الشرقیة رسمیاً إلی ولایة من ولايات‌ الصين‌ باعتبارها «منطقة سين‌كيانغ‌ الأويغورية» (شميدر، 345).
یتألف‌ سكان‌ ألتي ‌شهر من‌ أقوام مختلفة مثل‌ القزاق‌ والقرغيز والمغول‌ والأويغور، حيث‌ تعتبر الأويغور أهمها. ولغة سكانها التركية الأويغورية وتحول خطهم بعد انتشار الدين‌ الإسلامي إلی الخط العربي الذي مايزال‌ متداولاً حتى‌ الآن‌. وفضلاً عن‌ محمود الكاشغري، الذي خلف‌ أول‌ معجم‌ لغوي تركي باسم‌ ديوان‌ لغات‌ الترك، فإننا لانجد بين‌ العلماء الذين‌ كانوا يعاصرون‌ القراخانيين‌ في تركستان‌ الشرقية، سوي‌ اسم‌ مؤرخ‌ يدعى‌ أبا‌ الفتوح‌ عبد الغافر بن‌ الحسين‌ الألمعي الذي كان‌ يعيش‌ بكاشغر في القرن‌ 5ه‍ / 11م‌ وألف‌ تاريخ‌ هذه‌ المدينة (بارتولد، ترکستان نامه، 1 / 67). والإسلام هو دین أهالي المنطقة الأصليين الذين یشتغل أکثرهم بالزراعة.

المصادر:  

ابن‌ الأثير، على، الكامل‌، بيروت‌، 1979م‌؛ إقبال‌ الآشتياني، عباس‌، تاريخ‌ مغول‌، طهران‌، 1365ش‌؛ بارتولد، ف. ف.، تركستان‌ نامه‌، تج‍ : كريم‌ كشاورز، طهران‌، 1352ش‌؛ م‌.ن‌، گزيدۀ مقالات‌ تحقيقي، تج‍ : كريم‌ كشاورز، طهران‌، 1358ش‌؛ الجويني، عطاملك، تاريخ‌ جهانگشا، تق‍ : محمد قزويني، ليدن‌، 1911-1937م‌؛ غروسيه‌، رينيه‌، إمپراطوري صحرانوردان‌، تج‍ : عبدالحسين‌ ميكده‌، طهران‌، 1353ش‌؛ فراي، ريتشارد، عصر زرين‌ فرهنگ‌ إيران‌، تج‍ : مسعود رجب‌نيا، طهران‌، 1353ش‌؛ وأيضاً:

Neef, E., Das Gesicht der Erde, Zürich / Frankfürt, 1976; Schmieder, O., Die alte Welt, Wiesbaden, 1965

منصوركيائي / ع.خ.