اکثم بن صیفی

أَكْثَمُ بْنُ صَيْفيّ،   من خطباء العرب في الجاهلية ومن المخضرمین من قبيلة بني تميم. تتوفر لدینا معلومات قليلة عن حياته، قد امتزجت بالأساطير،كان من المعمرين (الكلبي، 269)، وعُرف بالحكيم (ظ: ابن دريد، 207).
وما یجدر بالذكر في حياة أكثم هو إسلامه والحكم التي رویت عنه وقیل: لما ظهر النبي(ص) ودعا إلى الإسلام بعث أكثم ابنه إليه فأتاه بخبره فقصد المدينة لاعتناق الإسلام، فمات في الطريق إليه (ابن قتـيبة، المـعارف، 299؛ المفضل، 189-190؛ قا: حمد الله، 248؛ الزركلي، 2 / 6).
وجاء فـي إحدى الروايات التي لـم توثّـق أن الآيـة الكريمـة « ... ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ... » (النساء  / 4 / 100) نزلت بحق أكثم (البلاذري، 1 / 265؛ ابن الأثير، 149)، واستناداً إلى رواية ابن عبـد البر، فقـد اعتبر في عداد الصحابة (ظ: 1 / 146-147)، بينما لم یثبت إسلامه وقيل إنه مات على الشرك (ﻧﻜ : فروخ، 1 / 201).
ذكره الرواة والمؤرخون في عداد القضاة في العصر الجاهلي وكان يحكم بين القبائل عند نشوب الخلافات والحروب (اليعقوبي، 1 /  258؛ ابن قتيبة، عيون... ، 1 /  108) وقيل إنه دخل مرة على النعمان بن المنذر، حاكم الحيرة بغية إطلاق سراح الأسرى من بني تميم (أبو حاتم، 18-25).
ولقد نال أكثم منزلة رفيعة، بحيث أرسله النعمان بن المنذر مع جمع من خطباء العرب بلاط كسرى، وقد تحدث في هذا اللقاء مع الملك (ابن عبد ربه، 2 /  9-12).
لقد وردت خطبه ووصاياه في كثير من المصادر التاريخية والأدبية (مثلاً ظ:  الجاحظ، البخـلاء، 1 /  79، البيان ...، 2 / 54، 3 / 160؛ أبو حاتم،14-25؛ ابن قتيبة، ن.م، 1 / 5، 108، 246، 284، 319، 329، 331، 3 / 20، 88).کما نجد في كتب الأدب طائفة من الأمثال في الأدب والحكمة نسبت إليه وليس في إمكان أحد إثبات أن هذه الأمثال هي لأكثم وكما يظهر أنها أمثال لبزرجمهر الفارسي نقلت إلى العربیة فيما بعد ونسبت إلى حكماء العرب كأكثم بن صيفي وغيره ويشهد ذلك ما أورده ابن عبد ربه في باب «أمثال أكثم بن صيفي وبزرجمهر الفارسي» في كتابه العقد الفريـد (3 / 76-80). حیث ذکر أکثر من 200 مثل الأمثال المشهورة دون أن یمیز بین أمثال بزرجمهر وأمثال أکثم بن صیفي و من الطریف أن أغلبیة هذه الأمثال ثبتت فی القرون التالیة ضمن کتب الأمثال باسم أکثم بن صیفي دون ذکر بزرجمهر الفارسي وكـان عبدالعزيـز بن يحيی الجلـودي قـد جمع أخباره وأمثاله في كتاب سماه «أخبار أكثم» (الزركلي، 2 / 6).
خلَّف أكثم أبناء كانوا يعيشون في الكوفة (ابن قتيبة، المعارف، 299)، وكان يحيى بن أكثم (159-242ه‍ ) وزير المأمون من ذريته (ابن خلكان، 6 / 147).

المصادر: 

  ابن الأثيـر، المبارك، المرصع، تق‍ : إبراهيم السامرائـي، بغـداد، 1391ه‍ / 1971م؛ ابـن خلكان، وفيات؛ ابن دريد، محمـد، الاشتقاق، تق‍ : عبد السلام محمد هارون، القاهرة، 1378ه‍ /  1958م؛ ابن عبد البـر، يوسف، الاستيعاب، تق‍ : علي محمد البجاوي، القاهرة، 1380ه‍ / 1960م؛ ابن عبد ربه، أحمد، العقد الفريد، تق‍ : أحمد أمين وآخرون، بيروت، 1402ه‍ / 1983م؛ ابن قتيبة، عبد الله، عيون الأخبـار، القاهـرة، 1343ه‍ / 1925م؛ م.ن، المعـارف، تق‍ : ثروت عكاشة، القاهـرة، 1388ه‍ / 1969م؛ أبو حاتم السجستاني، سهل، المعمرون والوصايا، تق‍ : عبد المنعم عامر، القاهرة، 1961م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تق‍ : محمد حميد الله، القـاهـرة، 1959م؛ الجاحـظ، عمـرو، البخـلاء، تق‍ ‍‌: أحمـد العـوامـري وعلـي الجـارم، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ م.ن، البيـان والتبيين، تق‍ : حسـن السندوبي، القاهـرة، 1351ه‍ / 1932م؛ حمد الله المستوفـي، تاريخ گزيده، تق‍ : عبد الحسين نوائي، طهران، 1362ش؛ الزركلـي، الأعلام؛ فروخ، عمر، تاريخ الأدب العربي، بيروت، 1984م؛ القرآن الكريم؛ الكلبي، محمد، جمهرة النسب، تق‍ : ناجي حسن، بيـروت، 1407ه‍ / 1986م؛ المفضـل بـن سلمـة، الفاخـر، تق‍ : ستـوري، ليـدن، 1915م؛ الیعقوبي، أحمد، تاريخ، بيروت، دار صادر.

حسن يوسفي إشكوري / ه‍.