الصفحة الرئیسیة / المقالات / اکادیر /

فهرس الموضوعات

اکادیر


تاریخ آخر التحدیث : 1441/10/22 ۲۳:۵۷:۲۲ تاریخ تألیف المقالة

أَکادير،    أو أغادیر مرفأ في الجنوب الغربي من مراكش مطل على المحيط الأطلسي، وقاعدة محافظة بهذا الاسم («دليل ... »، I / 218).

أورد ابن خلدون اسم هذه المدينة بشكل أكادير (7(1) / 95؛ قا: الخوري، 202، أیضاً سامي، 2 / 997: أغادیر). وكتبها ياقوت بشكل أقادير وذكّر في مادة تلمسان أنهما «مدينتان متجاورتان بينهما رمية حجر، إحداهما قديمة والأخرى حديثة، والحديثة اختطها الملثَّمون ملوك المغرب واسمها تافرزت ... واسم القديمة أقادير» (1 / 870-871)؛ وأوردتها المصادر الحديثة على شكل «أغادير» (الخوري، 202؛ سامي، 2 / 997). وأكادير على حد قول ابن خلدون (7(1) / 94-95) اسم أطلق على مدينة التلمسان القديمة مع مدينة تاكرارت التي اختطها المرابطون. وكتب ابن الأثير خلال حديثه عن تلمسان: «هما مدينتان بينهما شوط فرس، إحداهما تاهرت وبها عسكر المسلمين، والأخرى أقادير وهي بناء قديم» (10 / 580-581). وعدّ لوتورنو أکادیر اسماً لمواضع حصينة تشبه القلاع وكانت بعض قبائل البربر تسميها بهذا الاسم. ويبدو أن هذه الکلمة كانت «گادر» في اللغة الفينيقية، و «گادير» في اللغة العبرية. وفي الرسالة المؤرخة في 6 تموز 1510 التي أرسلها أهالي ماسيه إلى عمانوئيل الأول ملك البرتغال، سميت المدينة المذكورة باسم «أکادیر الأربعاء»، ومن هنا يستنتج أنه كان في تلك المنطقة موضع باسم أکادیر (أقادير) يقام فيه سوق كـل أربعاء. وشكك لوتورنو فـي كون أکادیر آهلة بالسكان قبل دخـول البرتغاليين (EI2)؛ غیر أن یاقـوت اعتبرها مأهولة معمورة (1 / 871).
في 539ه‍ / 1144م عندما كان عبد المؤمن يخوض معركة ضد تاشفين ذهب إلى تلمسان وحاصر مدينة أکادیر (أقادير) (ابن الأثير، 10 / 581). وفي النصف الثاني من 1505م / 911ه‍ بنى أحد النبلاء البرتغاليين ويدعى جواون لوپس دي سكئيرا قصراً من الخشب في أکادیر، ويحتمل أن يكون هدفه من ذلك حماية سفن صيد الأسماك. وكان هدفه الآخر صد الهجمات الإسبانية على جزر كناري. وقد تم هذا الأمر بموافقة ملك البرتغال، ذلك أن الإسبان كانوا يرومون احتلال السواحل الجنوبية للمغرب (EI2). وفي أواخر القرن 15م / 10ه‍ سيطر البرتغاليون على جميع التجارة الخارجية للمغرب. وفي أوائل القرن 16م تحول مرفأ أکادیر إلى أحد المراكز والقواعد التجارية للبرتغاليين الذين نظموه کمنطقة لصيد الأسماك. وكان البرتغاليون يطلقون على أکادیر اسم «سانتا كروز دل كابو دي أغوار» (ن.ص). وبعد احتلالهم أکادیر استولوا تدريجياً على جميع سواحل المحيط الأطلسي غربي المغرب ومن هناك توغلوا إلى الأراضي الداخلية للمغرب. وفي 1536م / 943ه‍ قاد الشريف محمد جمعاً من الجنود المغاربة وخاض حرباً ضد البرتغاليين واستولى على أکادیر. وفي القرنين 17و18م / 11و12ه‍ تحولت أکادیر إلى مركز للتجارة الخارجية في
المنطقة وخلال السنوات 1882-1912م / 1299-1330ه‍ أعلن عن الموافقة على بيع الحبوب للأوروبيين ضمن منطقة الشطر الساحلي من أکادیر («دليل»، I / 218). وفي أوائل القرن (20م / 14ه‍) حدثت نزاعات بين الدول الأوروبية وخصوصاً فرنسا وألمانيا لبسط هيمنتها وسيادتها على المغرب. وفي 1906م / 1324ه‍ عقدت فرنسا وإسبانيا في الجزيرة الخضراء اتفاقية بينهما تقضي بتقسيـم المغرب إلى مناطق نفوذهمـا. وعقب ذلك بذلـت الحكومـة الفرنسية جهـوداً لجعـل المغرب تابعـة لها، لكـن حكومة ألمانيا عارضت نوايا الحكومة الفرنسية، وسعت إلى ترسيـخ سیطرتها علی المغرب. وفي 1911م / 1329ه‍ أصبحت أکادیر ساحة لمناورات عسكرية للجيش الألماني (ن.م، I / 280,II / 145؛BSE3, I / 173).
في تموز 1911م وبعد سلسلة من النزاعات بين فرنسا وألمانيا أرسل الألمان سفينة «النمر» الحربية بمساندة جزء من أسطولهم إلى أكادير وقام الأسطول بعمليات عسكرية سميت بعمليات «النمر». وقد أدى وصول الأسطول الألماني إلى ظهور أزمة في العلاقات الدولية اشتهرت في التاريخ بـ «أزمة أکادیر»، أو أزمة المغرب الثانية. وقد زعزعت هذه الأزمة قرارات مؤتمر الجزيرة الخضراء في 1906م. وکان إرساء الأسطول الألماني في أكادير یعرض موقف البريطانيين في جبل طارق للخطر. فاضطرت الحكومة الألمانية إلی أن تأخذ على محمل الجد الإنذار الصادر في 21 كانون الثانـي 1911 من لويد جورج، مندوب الحكومة البريطانية. وقـد أعلنت الحكومـة البريطانية أنهـا لن تقف على الحياد بشأن الخلاف بين ألمانيا وفرنسا. وفي نهاية المطاف اضطرت حكومتا ألمانيا وفرنسا للجلوس إلى مائدة المفاوضات التي انتهت بتوقيع اتفاقية 4 تشرين الأول 1911 في برلين. وبموجب هذه الاتفاقية، قبلت ألمانيا انتداب فرنسا على المغرب باستثناء منطقة النفوذ الإسباني ومنطقة طنجة الدولية. وبدورها بادرت فرنسا إلى وضع جزء من مستعمرتها في الكونغو والتي كانت بجوار المستعمرة الألمانية في الكمرون، تحت تصرف الحكومة الألمانية. وكانت أزمة أکادیر مظهراً من مظاهر الخلافات الدولية والصراعات القائمة بین الدول الأوروبية قبل الحرب العالمية الأولى (ن.ص).
تبلغ مساحة محافظة أکادیر 900,5 كم2، وكان عدد سكانها في 1982م يبلغ 300,593 نسمة («دليل»، II / 145). وكان عدد سكان مدينة أکادیر آنذاك 500,110 نسمة (ن.م، I / 217). وتقع أکادیر على خط الزلازل (ن.م، II / 147). وهذه المدينة هي إحدى المواطن القديمة جداً التي لم يُعرف تاريخها ويبدو أنها كانت ذات تاريخ مأساوي مشحون بالحوادث ( أفريقيا، IV / 184).
یعد هذا المرفأ هو أكبر مركز لصيد الأسماك في المغرب، وفيه مصنع لتعليب أسماك السردين. وتصدر من هذا المرفأ الأسماك المعلبة والحمضيات والخضار والمعادن وغيرها من السلع. وهو أحد مراكز تصدير الفوسفات الخام في المغرب إلى مختلف مناطق العالم. وكان معدل شحن البضائع وتفريغها بأکادیر في 1980م حوالي 940 ألف طن. ويوجد في أکادیر معمل للإسمنت ومصانع خاصة لتعليب المواد الغذائية وصناعات الخشب والمعادن. وقد انخفض تصدیر البضائع من هذا المرفأ بشكل ملحوظ بسبب الزلزال الذي ضربه في 1960م («دليل»، I / 218,II / 157).

المصادر: 

  ابن الأثير، الكامل؛ ابن خلدون، العبر؛ الخوري، سليم جبرائيل و سليم ميخائيل شحادة، آثار الأدهار، بيروت، 1291ه‍ / 1875م؛ سامي، شمس الدين، قاموس الأعلام، إستانبول، 1306ه‍؛ ياقوت، البلدان؛ وأيضاً:

Schiffers, H., Afrika, München, 1962; Afrika entsiklopedicheskiĮ spravochnik, Moscow, 1986; BSE2; EI2.


عنايت الله رضا / ه‍

 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: