الصفحة الرئیسیة / المقالات / الاقیشر /

فهرس الموضوعات

الاقیشر


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1441/10/22 ۲۳:۵۸:۱۰ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأُقَيْشِر،   المغيرة بـن عبد الله، أو المغيرة بن الأسود (تـ ح 80ه‍ / 699م)، من قبيلة أسد، شاعر بني أمية. كان يكنّى أبا مُعرِض وقد ذكر ذلک في شعره في مواضع عدة (ابن قتيبة، 352؛ أبوالفرج، 11 / 251؛ النويري، 4 / 52). واستناداً إلى المصادر، فإنه دعـي بالأقيشر لأنه كـان أحمر الوجه أقشـر، لكن هذا اللقــب لم‌يكن يعجبه، ومتى ما دعاه أحد به عرّض نفسه لهجائه (ابن قتيبة، 352-353؛ أبو الفرج، 11 / 253؛ أبو عبيد، 1 / 261).
كان الأقيشر من أهل الكوفة، وبما أنه نظم شعراً في وصف مسجد سماك بن مخرمة الأسدي على عهد الخليفة عمر، يمكن أن نتصور أنه ولد في بداية العصر الإسلامي (أبو الفرج، 11 / 251؛ أيضاً ظ: الذهبي، 3 / 224؛ ابن حجر، 3 / 500)؛ وما أخلقه بأن يكون قد ولد في الجاهلية ونشأ في أول الإسلام حسب قول أبي الفرج ولكن في هذه الحالة ينبغي افتراض أن عمره قارب مائة سنة.
كان  الأقيشر  يعادي بني تميم ويهجوهم على الدوام اتباعاً منه لقبيلته (أبو الفرج، 11 / 254، 258-259، 266؛ النويري، 4 / 53-55)، وحتى عندما أصبح أحد أفراد بني تميم ويدعى مطر بن ناجية اليربوعـي والياً على الكوفة علـى عهد الضحاك بن قيس، فإنـه لم‌ يتخلَّ عن الاستهزاء بهم (ابن قتيبة، 353؛ أبو الفرج، 11 / 271-272). واشتهر منذ البدء في الكوفة بالمجون ومعاقرة الخمرة (م.ن، 11 / 253؛ المرزباني، معجم ...، 273)، وقيل إنه كان يهرع دوماً إلى مدينة الحيرة طلباً للخمر، دون أن یخشی رجال الحکومة (أبوالفرج، 11 / 257، 264؛ المرزباني، الموشح، 200).
کان الأقیشر یهجو هجاءً مقذعاً کلّ من يرفض له طلباً، أو يمتنع عن منح الصلات له (أبو الفـرج، 11 /  258، 263؛ النويري، 4 / 53-55؛ العباسي، 246، 249). وقيل إنه كان مولعاً بالخمر، بحيث كان يبيع ملابسه في سبيلها (أبو الفرج، 11 / 266-267؛ الآبي، 521-522؛ العباسي، 3 / 247). ويستفاد من بعض أشعاره أنه عندما کان متوجهاً إلى الشـام بقصد الحـرب، انتحى عـن الجيش ــ وهـو في الطريـق ــ وباع حماره واشترى بثمنه خمراً (أبو الفرج، 11 / 274-276؛ ياقوت، البلدان، 4 / 35-36).
وألقى الشُرط القبض علیه فی الحیرة لمرات عدیدة بتهمة شرب الخمر، لكنه كان علـى الدوام ينكرها ويبرئ نفسه منها (ابن قتيبة، 354؛ أبو الفرج، 11 / 257، 267- 268؛ الرقيق النديم، 401؛ النويري، 4 / 52).
لاتتوفر لدينا معلومات تحّدد التاريخ الذي شقّ فيه الشاعر طريقه إلى البلاط الأموي لكنه مدح مرة حاكم البصرة والكوفة، بشر بن مروان بحضور الشاعر أيمن بن خريم الذي أثنى بدوره على شعره (أبو الفرج، 11 / 270). وكـان الأقيشر يتـردد أيضاً إلى بلاط عبـد الملك (حك‍ 61-86ه‍ ) ويمدحه (المرزباني، الموشح، 172)، وأنشد مرة الخليفة شعراً بديعاً في وصف الخمر، وكان من الجمال، بحيث أثنى الخليفة على شعره، كما ظن فيه أنه یعاقر الخمر (أبو الفرج، 11 /  269؛ النويري، 4 / 54). وبالنظر إلى هجائه لبعض ولاة بني أمية (ابن قتيبة، 353؛ الدينوري، 314)، ورثائه لمصعب بن الزبير (البلاذري، 5 / 343)، يمكن القول إنه كان يميل إلى الزبيريين في وقت ما، غير أننا لانملك لإثبات ذلك إلا المقطوعتين الشعريتين.
لقد ذُکر أن عبد الله بن إسحاق بن طلحة أمر بقتله والسبب في ذلک هو أن الشاعر كان مولعاً بهجائه،  وعندما كان الأقيشر عائـداً مـن الحيرة إلى الكوفة أمر عبدالله غلمانه بقتله، فقتلوه (ابن حبيب، 249-250؛ النويري،  4 / 55-56؛ العباسي، 249-250).  كان الرواة يتداولون شعره، ويبدو أنه انتشر على نطاق واسع (ظ: ابو الفرج، 11 / 273). ومع كل ذلك، لم‌يكن للأقيشر ديوان، ذلك أن أيّاً من الكتّاب القدماء لم‌يشر إلیه. و إن ما بقي له من الأشعار هو حوالي 160 بيتاً متناثراً في المصادر جمعها خليل الدويهي وطبعها في مجموعة (بيروت، 1991م). وفضلاً عـن ذلك، واستناداً إلى ياقوت ( الأدباء، 18 / 117)، فإن أبا جعفر محمد بـن حبيب (تـ 245ه‍( كان له كتاب بعنوان شعر الأقيشر جمع فيه أشعار الشاعر.

المصادر: 

  الآبي، منصور، نثر الدر، تق‍ : سيدة حامـد عبد العال، القاهرة، 1989م؛ ابن حبيـب، محمد، «أسماء المغتاليـن»، نوادر المخطوطـات، تق‍ : عبد السلام محمد هارون، القاهرة، 1374ه‍ / 1954م، عد 6؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الإصابة، القاهرة، 1982م؛ ابن قتيبة، عبدالله، الشعر والشعراء، ليدن، 1902م؛ أبو عبيد البكري، عبدالله، سمط اللآلئ، تق‍ : عبد العزيز الميمني، القاهرة، 1354ه‍‍ / 1936م؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، القاهرة، 1963م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، بغداد، 1936م؛ الدينوري، أحمد، الأخبار الطوال، تق‍ : عبد المنعم عامر، بغداد، 1960م؛ الذهبي، محمد، تاريخ الإسلام، القاهرة، 1368ه‍ ‍؛ الرقيق النديم، إبراهيم، قطب السرور، تق‍ : أحمد الجندي، دمشق، 1969م؛ العباسي، عبد الرحيم، معاهد التنصيص، تق‍ : محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت، 1367ه‍ / 1947م؛ المرزباني، محمد، معجم الشعراء، تق‍ : عبـد الستار أحمد فـراج، القاهرة، 1379ه‍ / 1960م؛ م.ن، الموشح، تق‍ : محب الدين الخطيب، القاهرة، 1385ه‍ ؛ النويري، أحمد، نهاية الأرب، القاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي؛ ياقوت، الأدباء؛ م.ن، البلدان.


رضوان مساح / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: