الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أرسلان الجاذب /

فهرس الموضوعات

أرسلان الجاذب

أرسلان الجاذب

تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/27 ۲۱:۴۹:۴۱ تاریخ تألیف المقالة

أَرْسَلانُ الْجاذِب (تـ بین 419-421هـ/ 1028-1030م)، قائد الجیش و والي طوس و خراسان علی عهد السلطان محمود الغزنوي. ذکر الگردیزي أن کنیته هي أبوالحرث (ص 411)، وقیل إنه اشتهر بالجاذب الثقافته بجذب الأوهاق أو أنه کان یقود الجنیبة لکبار الشخصیات في ابتداء أمره (المنیني، 1/ 311-312).

کان من الغلمان الأتراک للسلطان محمود (ن.ص؛ الشبانکارئي، 80) ونال المناصب الرفیعة العسکریة والسیاسیة نظراً لکفاءته في الأمور العسکریة، و قیل أیضاً إنه أصبحت له علاقة قربی بالسلطان الغزنوي (دولتشاه، 132). واستناداً إلی العتبي، فإن السلطان محموداً عندما تمکن في 389هـ من إلحاق الهزیمة حوالي مرو بالتحالف العسکري لعبدالملک بن نوح الساماني و فائق وبکتوزون و أبي‌القاسم السیمجوري (ن.ع) من الأمراء السامانیین المتمردین، کان أرسلان الجاذب متواجداً في عسکر السلطان الغزنوي؛ ثم إنه انبری من قِبله لملاحقة بکتوزون و طرده من خراسان. وعقب هذه المهمة الناجحة، عینه محمود والیاً علی طوس. وتمکن في مهمة أخری من طرد أبي‌القاسم السیمجوري من قهستان إلی طبس (ظ: ص 178-180). وعقب ذلک ومع احتفاظه بمنصب والي طوس، کان أرسلان الجاذب یکلف بمهام عسکریة خطیرة من قبل السلطان الغزنوي. وفي 395هـ قام أتباع ابن‌بهیج الأعرابي في مفازة مرو بتحریض من عامل محمود علی تلک المنطقة بقتل أبي إبراهیم المنتصر آخر الأمراء السامانیة الذي کان قد التجأ إلیهم، فأُرسل أرسلان الجاذب إلی هناک، فتمکن بعد معرکة من قتل ابن بهیج و عامل محمود (الگردیزي، 384-385؛ العتبي، 198-199؛ أیضاً ظ: ناظم، 46-47).

وفي 396 هـ حینما توجه محمود لفتح مُلتان، أوکل إلی أرسلان أمر المحافظة علی الأمن في مدن غزنة وهراة ونیسابور، لکنه لم‌یحرز تقدماً في مواجهة سوباشي تکین من أمراء إیلک‌خان القراخاني الذي کان قد احتل هراة وعرّض نیسابور لهجماته. ومع‌ذلک، فبعد أن علم سوباشي بعودة السلطان الغزنوي آثر الفرار، فبادر أرسلان الجاذب إلی مطاردته، وبعد أن قتل کثیراً من جنود سوباشي، ألجأه للفرار إلی جرجان (الگردیزي، 388-389؛ العتبي، 281-283؛ ابن الأثیر، 9/ 188). کما تولی قیادة جزء من جیش محمود خلال الحرب التي خاضها في مواجهة إیلک‌خان والتي انتهت بانتصار محمود (ظ: العتبي، 284-287). وفي 401هـ شارک أرسلان مع ألتون‌تاش (ن.ع) بإضافة مناطق الغور إلی السیادة الغزنویة؛ وفي 403هـ اشترک في قمع تمرد حاکم غرشستان (م.ن، 312-313، 328-331؛ أیضاً ظ: ناظم، 60-62).

یقول الشبانکارئي في مجمع الأنساب (في إحدی مخطوطات هذا الأثر، ظ: نفیسي، 1/ 61) حیث یحتمل أن‌یکون قد اقتبس القسم الخاص بالغزنویین من أحد آثار أبي‌الفضل البیهقي المفقودة، و خلال حدیثه عن واقعة في 419هـ (للاطلاع علی تفاصیل هذه الواقعة، ظ: الگردیزي، 416؛ ناظم، 65): «في هذا الحین یکون قد تصرمت سبعة أعوام علی مجيء الترکمان إلی خراسان و ثلاث سنوات علی حکم أرسلان الجاذب لهذه الدیار». ولما کنا نعلم أن السلطان محموداً قد أسکن الترکمان سنة 416هـ في خراسان (الگردیزي، 401، 410-411)، کما أن المصادر التاریخیة لم‌تشر بعد موت نصر بن سبکتکین القائد العسکري لخراسان في 412هـ (ظ: م.ن، 402) إلی اسم خلیفته، یمکن احتمال حدوث تغییر في روایة الشبانکارئي؛ أي أن تکون قد مضت آنذاک 3 أعوام علی مجيء الترکمان إلی خراسان و 7 أعوام من حکم أرسلان الجاذب، و یحتمل أن یکون قد عُین خلیفة لنصر عقب وفاته. وإذا رکنّا أیضاً إلی روایة الشبانکارئي المذکورة آنفاً فإن أرسلان الجاذب حکم خراسان بأسرها منذ 416هـ علی الأقل (أیضاً ظ: الشبانکارئي، 63، 80؛ العقیلي، 154). وإن أرسلان قد أرسل في 419هـ من قبل محمود إلی فراوة لصدّ الترکمان السلاجقة، رغم أن الگردیزي (ص 415-416) یدعوه «أمیر طوس» فحسب. وآخر معلومة لنا عن حیاة أرسلان الجاذب و هي خاصة في الحقیقة بآخر سنيّ حیاته، ذات علاقة بهذا التاریخ. ذلک أن البیهقي خلال حدیثه عن الوقائع المتعلقة بآسیغتکین الحاجب قائد جیش خراسان علی عهد مسعود، قال إن السلطان محموداً أحلّه محل أرسلان الجاذب (ص106، 169). وعلی هذا، فإن وفاة أرسلان ینبغي أن‌تکون قد حدثت خلال السنوات الواقعة بین 419-421هـ (السنة التي توفي فیها محمود).

واستناداً إلی البیهقي، فإن أحد أبناء أرسلان و یدعی سلیمان کان من بین القادة العسکریین لدی السلطان مسعود و انضمّ أخیراً في أواخر عهده إلی السلاجقة (ص 506، 756، 805).

کان أرسلان الجاذب من بین القادة الذین یستشیرهم السلطان محمود في أعماله؛ فمثلاً ماحدث في 408هـ عندما عارض جمیع أرکان الحکومة هجوم محمود علی خوارزم، استشار محمود أرسلان الجاذب في الأمر، فکان الوحید الذي حرّض السلطان علی الاستیلاء علی خوارزم (ظ: العقیلي، 166-168). وکثیراً ما أشاد مؤرخو العصر الغزنوي بشجاعة أرسلان في القتال و خاصة في مواجهته للترکمان السلاجقة. وحینما أمر محمود بإسکان الترکمان في بعض مناطق خراسان، عارض أرسلان قرار السلطان هذا وقال له بصراحة: «کان خطأً ماقمتَ به. والآن وقد أسکنتهم فإما أن تقتلهم بأسرهم، أو أن تسلمهم لي لأقوم بقطع إبهام ید کل واحد منهم کلي لایتمکنوا من رمي السهام»، فاستولت الدهشة علی محمود لسماعه ذلک وقال: «أي رجل عدیم الرحمة أنت وقاسي القلب» (الگردیزي، 411؛ أیضاً ظ: الراوندي، 92-93؛ الحسیني، 27). و لذا، فإن أبا الفضل البیهقي عندما تحدث بعد سنوات عن عهد مسعود عن الاضطرابات التي أحدثها الترکمان في خراسان و إلحاقهم الهزیمة بالغزنویین، تحدث عن یقظة أرسلان و ثباته في مواجهة الترکمان و استبداد السلطان محمود برأیه (ص 77، 348، 626، 709).

وبرغم کون أرسلان علی حد تعبیر البیهقي (ص 709) «رجلاًعنیداً لم‌یأت من هو مثله حتی الآن»، لکنه هزم أمام الترکمان سنة 418هـ مما جعله عرضة لتعنی، محمود عقب سماعه شکوی أهالي بعض مدن خراسان الذین ابتلوا بغاراتهم. و أخیراً قدم السلطان نفسه إلی طوس فتحرک أرسلان بالجیش الذي کان قد وضعه تحت إمرته إلی فراوة وقضی علی الترکمان (الگردیزي، 415-416؛ أیضاً ظ: بازورث، 224).

تزامنت السنوات العشرون الأخیرة من حیاة أبي القاسم الفردوسي معت حکم أرسلان الجاذب لطوس، أو خراسان، وفي بدایة الشاهنامه وضمن ثنائه علی السلطان محمود و نصر بن سبکتکین أثنی أیضاً علی «قائد جیش طوس» في أبیت (ص 27، الأبیات 220-222)، وعلی أغلب الظن أن‌یکون المقصود به هو أرسلان الجاذب. ولذا فقد قیل إنه کان في عداد رجالات العصر الغزنوي القلائل الذین کانوا یکرمون شاعر طوس الکبیر، ویحتمل أن‌یکون هو الذي شجعه علی الذهاب إلی غزنة وتقدیم الشاهنامه للسلطان محمود (ظ: تقي‌زاده، 110-111)، کما قیل إن أرسلان بنی مقبرة للشاعر ظلت قائمة حتی القرن 7 هـ (ظ: ماسیه، 111؛ تقي‌زاده، 121). واستناداً إلی دولتشاه (ص 132) فإن أرسلان الجاذب کان مهتماً بتشیید الأبنیة، وإنه هو الذي بنی رباط «سنگ بست» علی مفترق طرق نیسابور – مرو، وطوس – هراة. کما دفن جثمان أرسلان الجاذب هناک (أیضاً ظ: الراوندي، 92)، وماتزال أطلال مقبرته باقیة في نفس هذا الموضع إلی یومنا هذا (ظ: مولوي، 1/ 6- 7).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ البیهقي، أبوالفضل، تاریخ، تقـ: علي‌أکبر فیاض، مشهد، 1350ش؛ تقي‌زاده، حسن، «منشأ أصلي وقدیم شاهنامه»، هزارۀ فردوسي، طهران، 1362ش؛ الحسیني،علي، زبدة التواریخ، تقـ: محمد نورالدین، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ دولتشاه السمرقندي، تذکرة الشعراء، تقـ: محمد رمضاني، طهران، 1338ش؛ الراوندي، محمد، راحة الصدور، تقـ: محمد إقبال، طهران، 1333ش؛ الشبانکارئي، محمد، مجمع الأنساب، تقـ: میرهاشم محدث، طهران، 1363ش؛ العتبي،محمد، تاریخ یمیني، تجـ: الجرفاذقاني، تقـ: جعفر شعار، طهران، 1357ش؛ العقیلي، سیف‌الدین، آثار الوزراء، تقـ: جلال‌الدین محدث أرموي، طهران، 1364ش؛ الفردوسي، شاهنامه، تقـ: ي. أ. برتلس، موسکو، 1966م؛ الگردیزي، عبدالحي، زین الأخبار، تقـ: عبدالحي حبیبي، طهران، 1363ش؛ ماسیه، هنري، فردوسي و حماسة ملي، تجـ: مهدي روشن ضمیر، تبریز، 1350ش؛ المنیني، أحمد،شرح الیمیني (الفتح الوهبي)، القاهرة، 1286هـ؛ مولوي، عبدالحمید، آثار باستاني خراسان، مشهد، 1354ش؛ نفیسي،سعید، در پیرامون تاریخ بیهقي، طهران، 1352ش؛ وأیضاً:

Borsworth, C. E., The Ghaznavids, Beirut, 1973; Nāzim, M., The Life and Times of Sultān Mahmūd of Ghazna, New Delhi, 1971.

أبوالفضل خطیبي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: