الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أرشگول /

فهرس الموضوعات

أرشگول

أرشگول

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/28 ۲۲:۲۳:۰۰ تاریخ تألیف المقالة

أَرْشْگول، مدینة قدیمة و جزیرة في شمال إفریقیة، کانت تقع قرب الساحل الجزائري و علی مصب نهر تافنا علی بعد میلین من البحر (ابن‌حوقل، 1/ 78؛ یاقوت، 1/ 195). ودعیت أیضاً بآرشقول وأرسقوله وأرجکوک (ابن‌حزم، 48؛ ابن‌حوقل، یاقوت، ن.صص؛ البستاني). وعدّت بعض المصادر أرشگول ساحلاً لتلمسان واقعاً علی بعد 25 میلاً من هذه المدینة (أبوعبید، 77؛ قا: أبوالفداء، 123).

کانت المدینة تقع مقابل جزیرة بهذا الاسم مما صحف فیما بعد تقلیداً لإسبانیین في القرن 16م إلی رشگون (البستاني؛ EI1). و تقع هذه الجزیرة علی بعد حوالي فرسخ واحد من الساحل الجزائري علی خط العرض 35° و 19´ و 28° شمالاً، و خط الطول 3° و 48´ و 53° غرباً. طولها 800 متر و عرضها 200متر، ویرتفع قسمها الشمالي 60 متراً. وکانت المنحدرات الساحلیة الحادة علی ساحل البحر والمنحدرات المعتدلة علی ساحلها الجنوبي تشکل حاجزاً طبیعیاً للمدینة (ن.ص). ومع کل ذلک فقد أغیر لمرات طوال التاریخ علی المدینة و دمرت، ثم اتجهت نحو العمران. وفي 212هـ کانت أرشگول تعدمیناءاً لسیگا (صیغة) عامة ملک صفاقس الذي تمکن منالاستیلاء علیها وجعلها جزءاً من ممتلکاته (البستاني؛ الجیلالي، 1/ 55).

وفي بدء القرن 4هـ/ 10م ذکرت أرشگول للمرة الأولی بوصفها مدینة إسلامیة (ابن‌حوقل، ن.ص). ومن أوائل حکامها المسلمین یمکن أن نذکر عیسی بن محمد بن سلیمان الإدریسي (تـ 295هـ). ثم أصبح حاکماً للمدینة من بعده إدریس بن إبراهیم بن عیسی الذي سجنه أبوعبدالله الشیعي سنة 323هـ بسبب میله للخلیفة الأموي في الأندلس عبدالرحمان الناصر (ابن حزم،ن.ص؛ ابن خلدون، 4(1)/ 35، 4(2)/ 306؛ أبوعبید، 78). وفي 320هـ/ 932م و خلال هجومه علی الأدارسة هاجم موسی بن أبي العافیة أرشگول؛ فاتخذ أبوالعیش الحسن بن عیسی منها قلعة لنفسه. لکن ابن أبي العافیة (ن.ع) و مع وجود الدعم الذي قدمه الخلیفة الأموي في الأندلس عبدالرحمان بن محمد ومحاصرته الجزیر بالسفن الحربیة، لم‌یحقق شیئاً وعاد إلی ألمریة، لکن ابنه، بوري، شن في 338هـ هجوماً علی أرشگول فتمکن من إلقاء القبض علی أبي العیش الذي کان قد التجأ إلیها و بعث به إلی الخلیفة في الأندلس. وعقب هذا الهجوم اضمحل حکم الأدراسة في أرشگول وأُعمل النهب في المدینة و الجزیرة وانتقل کثیر من أهالیها إلی الأندلس (ن.ص؛ البستاني؛ قا: ابن خلدون، 4(1)/ 35، 6(2)/ 277؛ الجیلالي، 1/ 189).

وصف ابن حوقل (ن.ص) أرشگول بقوله: «مدینة لطیفة لها مرسیً وبادیة و خصب وسعة في الماشیة والأموال السائمة. ومرساها في جزیرة لها فیها میاه و مواجن کثیرة للمراکب وأهلها والمحتاجین إلیها في سقي سوائمهم. وهي جزیرة معمورة بالناس».ولما کانت رحلة ابن‌حوقل إلی الشمال الإفریقي قد تمت خلال السنوات 336-340هـ/ 947-951م، یمکن القول إن أرشگول کانت عامرة قبل هجوم الأمویین وتغلبهم علی الفاطمیین سنة 338هـ (ظ: ن.د، ابن‌حوقل). وبعد قرن واحد منه، قدّم أبوعبید البکري تفاصیل وافیة عن المواصفات الجغرافیة لأرشگول وتاریخها السیاسي – الاجتماعي (ص 77)؛ فاستناداً إلی مایقوله فقد کانت أرشگول تقع علی شاطئ نهر تافنا. وکانت السفن التجاریة الصغیرة القادمة من البحر تشق طریقها إلی المدینة عن طریق نهر تافنا. کان یحیط المدینة سور یبلغ سمک جداره 8 أشبار وفیه عدة أبواب في جهاته الشرقیة والغربی والجنوبیة. وفي المدینة مسجد جامع ذوصحون مبلطة بالصخر وصومعة متقنة الصنع، و حمامان یعود تاریخ أحدهما إلی عصر ماقبل الإسلام. کما کان هناک موضوع تحفظ فیه الأغنام في الجزء الجنوبي للمدینة. واعتبر أبوعبید (ص 78) المدینة مقر إقامة التجار، ثم وصف مقاییسها و عملتها النقدیة المتداولة وأجزاءها. ویبدو أن المدینة ظلت إلی قرنین لاحقین تعیش في هدوء بمنأیً عن الدمار الذي تسببه الحروب، وکانت إحدی مواطن قبیلة الکومیة من قبائل الموحدین. لکن في القرن 7هـ/ 13م کانت أرشگول واحدة من عدة مدن لحق بها الدمار والخراب بسبب هجمات بني غانیة وصراعهم مع الموحدین (ابن‌خلدون، 6(2)/ 257؛ الجیلالي، 2/ 16-17).

وفي 939هـ/ 1532م التحق السلطان محمد السابع من السلالة الزبانیة بالإسبان ضد الأتراک و وقع معهم اتفاقیة یکون فیها الحق لملک إسبانیا شارلکان في بناء معکسر لجنوده بمدینة أرشگول، أمام مصب نهر مینه مما شکل لسنوات حاجزاً في مواجهة الأتراک ومانعاً لدخولهم نهر مینه (م.ن، 2/ 225-227).

 وعقب سنة 1536م اتجهت أرشگول نحو الخراب و هجر الناس الجزیرة، ولم‌یبق من المدینة، سوی برج مبني باللبن علی الساحل الأیسر لنهر تافنا (EI1). وفي 27 جمادی الآخرة سنة 1252 احتلت القوات الفرنسیة أرشگول بقصد عرقلة الحرکة الاقتصادیة لبلاد الجزائر الحرة (الجیلالي، 4/ 107)، لکن عقب الهجوم الذي شنه الأمیر عبدالقادر الجزائري في ذي القعدة 1252/ شباط 1837 ألحقت الهزیمة بالقوات الفرنسیة بقیادة المارشال کلوزیل والتي کانت تهدف إلی احتلال وهران (أوران)، وتراجعت إلی أرشگول و مکثت هناک محاصَرةً لمدة شهرین. وأخیراً وعقب المعرکة التي دارت رحاها في سهل تافنا، تراجع الفرنسیون إلی تلمسان ومن ثم إلی وهران (م.ن، 4/ 109). وعقب هذه الهزیمة وقعت معاهدة تافنا بین الفرنسیین والجزائریین تم بموجبها وضع میناء أرشگول تحت سلطة الأمیر عبدالقادر الجزائري بینما ظلت الجزیرة بأیدي الفرنسیین الذین بنوا برجاً فیها (البستاني؛ الجیلالي، 4/ 117-118؛ EI1).

وخلال عهد الأمیر عبدالقادر، کانت أرشگول جزئ من تلمسان و هي إحدی الولایات الجزائریة الثمان (الجیلالي، 4/ 71). وفي الفترات اللاحقة بني في الجزیرة برج وقریة علی ساحلها، لکن عقب بناء میناء نمور، انتقل النشاط التجاري من تلمسان إلی الغرب، ففقد نهر تافنا أهمیته. کان في قریة أرشگول عدة أکواخ یقیم فیها بعض المواطنین الإسبان. وبغیة التخطیط لإنشاء میناء عسکري في هذه المنطقة أوقفت حرکة العمران في أرشگول، لکن هذا المخطط أیضاً لم‌یکتب له أن یتحقق علی أرض الواقع (البستاني؛ EI1).

 

المصادر

ابن‌حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بیروت، 1403هـ؛ ابن‌حوقل، محمد، صورة الأرض، تقـ: کرامرس، لیدن، 1938م؛ ابن خلدون، العبر؛ أبوعبیدالبکري، عبدالله، المغرب، تقـ: دوسلان، الجزائر، 1857م؛ أبوالفداء، تقویم البلدان، تقـ: رینو و دوسلان، باریس، 1840م؛ البستاني؛ الجیلالي، عبدالرحمان، تاریخ الجزائر العام، بیروت، 1403هـ؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

EI1.

یمینی محقق/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: