الأردیة، اللغة
cgietitle
1443/3/24 ۲۰:۴۷:۴۰
https://cgie.org.ir/ar/article/237155
1447/5/24 ۱۵:۲۵:۴۳
نشرت
6
وعلی مدی القرون العدیدة الماضیة، کانت اللغة الأردیة في دلهي وأکرا و کافة المناطق الشمالیة و کذلک في الدکن و کجرات قد امتزجت تدریجیاً بالفارسیة وکان عدد الکلمات والتعابیر الفارسیة یزداد یوماً بعد یوم حتی في اللغة المتداولة بین عامة الناس. و برغم أن الکثیر من السکان الهندوس في هذه المناطق کانوا یشارکون المسلمین في الأعمال الدیوانیة والحکومیة، وکان کثیر منهم من أدباء و شعراء الفارسیة و الأردیة وکان لهم دو رفاعل فينشر اللغة الفارسیة في الهند (ظ: سیدعبدالله، مخـ)، لکن کلما کانت نسبة الکلمات و المکونات الفارسیة تزداد في اللغة المتداولة بین الناس، کانت لغة المجتمع الهندوسي تبتعد أکثر عن لغة المسلمین. و کان هذا الانفصال بطبیعة الحال أوسع و أکثر وضوحاً في الشعر و الأدب و لغة المراسلات مما هو علیه في لغة الحوار الیومیة. لکن مهما یکن ومع أن کلتا اللغتین الهندیة والأردیة کانتا في الأصل لغة واحدة و من مصدر واحد، فإنه و بمرور الزمن و تطور الآداب في کلتا اللغتین و بسبب استخدام خطین مختلفین بشکل خاص، ازدادت الفجوة بینهما.
وقد حاول جان غیلکریست عمید کلیة فورت ولیم، عن طریق تقلیض الکلمات الفارسیة، علی التقریب بین لغتي المسلمین و الهندوس و ترویجهما و ترسیخهما تحت اسم مشترک، لاهندي ولا أردي، بل هندستاني (ظ: عابد حسین، 170)، ذلک أن هذه اللغة کانت الوحیدة التي لها استخدام عملي في جمیع أرجاء المناطق الشمالیة و الوسطی من شبه القارة الهندیة و التي کان بإمکانها أن تکون وسیلة الارتباط بین سکان هذه المناطق و الحکومة المرکزیة، لکن اللغة الأردیة کانت تکتب بالخط الفارسي منذ العهد الذي کانت فیه تسمی بأسماء الهندوسیة والدهلویة والکجریة والدکنیة، بینما کان الهندوس الناطقون بالهندیة – و منذ فترة طویلة – یستخدمون للغتهم الخط الدیفاناغري الذي کانت کتبهم المقدسة تکتب به. و في هذا التاریخ و بسبب الشعور بالانفصال والاثنینیة بین هذین الفریقین مما ازداد شدة و وضوحاً منذ عهد أورنک زیب بشکل خاص، لمیکن من الممکن استخدام خط واحد للغة الهندستانیة. وبطبیعة الحال، فإنه نتیجة لاستخدام خطین مختلفین، أصبح الخط الفارسي و اللغة الأردیة خاصین بالمسلمین، والخط الدیفاناغري و اللغة الهندیة خاصین بالهندوس. وفي اللغة الأردیة ظلت الکلمات الفارسیة والمضامین والموضوعات الإیرانیة والإسلامیة والتي هي بالنسبة للهندوس غریبة و غیر هندیة، تستخدم بحریة. کماکانت اللغة الهندیة قد اتجهت إلی حذف الکلمات والمکونات الفارسیة واستقطاب و اقتباس ألفاظ محلیة و کلمات سنیسکریتیة. وقد أدی فصل الخط و اللغة عملیاً إلی فصل الهندوس والمسلمین في شبه القارة الهندیة عن بعضهما (ظ: م.ن، 171؛ أحمد، 254-255).
وفي 1835م أدت سلطة الإنجلیز و نفوذهم إلی إلغاء اللغة الفارسیة التي کانت حتی ذلک الوقت مستخدمة في المراکز العامة و الدوائر الحکومیة، بشکل رسمي و أحلت الأردیة محلها. ومنذ ذلک الحین واصلت کل من الهندیة و الأردیة تطورها و انتشارها في اتجاهین مختلفین. وفالشعر الأردي کان یتبع تقالید و أسالیب الشعراء الناطقین بالفارسیة في الغزل والقصیدة والمثنوي والرثاء و سائر الأغراض الشعریة، وکان یطور نفس هذه المضامین المعروفة، لکن النثر الأردي تجاوز حدود الموضوعات الدینیة والعرفانیة والأخلاقیة و روایة الأساطیر و الحکایات. و فضلاً عن ترجمات لکتب فارسیة معروفة، فقد ترجم القرآن منذ البدء إلی هذه اللغة مرتین (ظ: آزاد، 35)؛ کما طبع المبشرون المسیحیون أجزاء من «العهد الجدید» للکتاب المقدس بالأردیة. وخلال هذه الفترة وعلی أیدي الأوروبیین، أعدت وألفت أول المعجمات و قوامیس اللغة الأردیة وأول المؤلفات في صرف هذه اللغة ونحوها (ظ: چترجي، I/ 211-212؛ غورکر، 16). ومع تأسیس کلیة فورت ولیم في کلکتا، و من بعدها کلیة دلهي في 1240هـ/ 1825م بدأ تألیف الکتب العلمیة و ترجمتها و تدریس مقدمات بعض العلوم الجدیدة بهذه اللغة (ظ: عابد حسین، 173؛ غورکر، ن.ص)؛ لکن من جهة أخری، کلما کانت هذه اللغة تزداد غنیً وتطوراً من هذه الجوانب، کانت تبتعد بشکل أکبر عن لغة أبناء الشعب التي کانت هي نفسها اللغة الهندیة العامیة.
وکانت ثورة 1273هـ/ 1857م وبدء نهضة علیکره، مقدمة لتحول عظیم في اللغة الأردیة. وکانت الأوضاع والتطورات السیاسیة و الاجتماعیة في تلک الفترة وظهور أفکار ورؤی جدیدة، قد أدت إلی یقظة المسلمین والهندوس؛ وینبغي للغة أیضاً أن تتغیر بحسب الحاجات الاجتماعیة والثقافیة وکذلک لتبیان الأهداف والمعاني الجدیدة و أن تجد القدرة علی نشر و نقل العلوم و المعارف الغربیة. وخلال ذلک، أسس السیر السید أحمدخان مرکزاً في علیکره تحت عنوان «الجمعیة العلمیة» کان الهدف منه ترجمة الکتب العلمیة من الإنجلیزیة إلی الأردیة و تعریف مسلمي الهند بأسالیب التفکیر العلمي. وقد کتبت في هذا المرکز عشرات الکتب بالأردیة، وانبری فریق من الکتّاب المستنیرین بالتعاون في إصدار جریدة تهذیب الأخلاق التي کان هو قد أسسها. ومن خصائص النثر الأردي في آثار أشخاص مثل أسدالله غالب و السید أحمدخان و شبلي النعماني و نذیر أحمد، البساطة و الوضوح و اقترابه من لغة عامة الناس، وابتعاده عن أسالیب النثر الإنشائي والأدبي القدیمة، وتشکل الموضوعات الرئیسة الحدیثة في النظم و النثر، القضایا السیاسیة والاجتماعیة التي لمیسبق لها مثیل في الأدب الأردي حتی ذلک الوقت. وقد شاعت ترجمة الآثار الأوروبیة في شتی المجالات من تاریخ و فلسفة وعلوم وحتی الروایات والشعر والمسرحیات. وبذلک فُتح الطریق لدخول الکلمات الإنجلیزیة في لغة الناس و في المؤلفات بحیث أصبحت الألفاظ والتعابیر الإنجلیزیة الیوم أحد العناصر المهمة في اللغة الأردیة. وقد کان التحول في اللغة الأردیة خلال تلک السنوات من السرعة – وکمایقول محمدحسین آزاد (ص 36) – بمکانٍ أن مؤلفاً لوقارن بین کتاباته في هذه السنة و کتاباته في السنة الماضیة، وجد البون شاسعاً بینهما.
وفي 1287هـ/ 1870م طُرحت قضیة الخط واللغة اللذین ینبغي أن تکون لهما صفة رسمیة للاستخدام في المحاکم و الدوائر العامة. وکان واضحاً أن طرح مسألة کهذه بین الهندوس و المسلمین سیؤدي إلی نشوب نزاعات و خصومات و إلی تشدید و تیرة التناقضات بین مجتمعین کبیرین في الهند بشکل أکثر حدة. وکانت الحکومة البریطانیة تلتزم جانب اللغة الهندیة و خطها، کما کانت الصحف تزید من اشتعال نیران النزاع. وقد أسس الهندوس جمعیة باسم «هندي پرچار سبها» (جمعیة ترویج الهندیة) لصیانة اللغة الهندیة والخط الدیفانا غري و وسعوا من نشاطهم في مختلف المدن. وقد بادر السید أحمدخان (تـ 1315هـ/ 1897م) – الذي کان یعدّ الاعترافَ بالخط واللغة الهندیین في الدوائر العامة والمحاکم هو عملیاً انتهاکاً للحقوق التاریخیة والاجتماعیة للمجتمع المسلم – إلی النضال والمقاومة بشکل مستمیت في مواجهة ذلک، فشکل لجنة مرکزیة في الله آباد للتفاوض مع الحکومة، کما أسس في پنجاب «جمعیة رعایة الأردیة» للإبقاء علی الخط واللغة الأردیین والمحافظة علی حقوق المسلمین و مصالحهم، لکن الحکومة البریطانیة التي کانت و منذ عهد طغیان تیپوسلطان في أواخر القرن 18 م و ثورة 1273هـ/ 1857م فزعة علی الدوام من ازدیاد قوة المسلمین، وکانت تسعی إلی الاستفادة من جمیع الإمکانات لإثارة الصراع بین المسلمین والهندوس، و سلّطت عملیاً الأکثریة الهندوسیة علی المجتمع المسلم الذي کان یعدّ حکمَ الهند حقَّه الموروث. وکانت قضیة الخط واللغة في هذه الحالة أداة مناسبة جداً لتحقیق هذه المآرب.
ولمتکن قضیة الاعتراف الرسمي بخط واحد و لغة واحدة في المحاکم و الدوائر العامة قد حُسمت بعد، إذ طرحت و بقوة في 1299هـ/ 1882م قضیة تنص علی أن یصبح الخط و اللغة الهندیة رسمیان مقابل الخط واللغة الأردیة، في المدارس الابتدائیة والمتوسطة. وکانت المنشورات توزّع بشکل متواصل حاملة آلاف التواقیع التي یعترض فیها الهندوس علی تدریس اللغة الأردیة في المدارس. ویعدون آدابها بعیدة عن مبادئهم الدینیة و متعارضة مع عقائدهم الأخلاقیة، ومن مخلفات الحکم الأجنبي في الهند. وأخیراً وبعد صراعات طویلة، قُرر أن تکون کلتا اللغتین الهندیة والأردیة و کلا خطیهما، رسمیین بشکل متساوٍ في المحاکم والدوائر العامة. وهذا الحکم الذي کان في رأي المسلمین مقدمة لإزاحة اللغة الأردیة و خطها عن الساحة، والذي کان یعد في الأقسام التي أکثریتها من المسلمین، نوعاً من الاعتداء علی الحقوق الاجتماعیة والثقافیة والدینیة، أدی إلی سخط واعتراض هذا المجتمع بشدة، وشارکت الصحف والمجلات المؤیدة مثل مسلم کرونیکل و پایونیر والصحف الناطقة بالأردیة في شتی المدن، في الاعتراض علی هذا الحکم. و کان السید أحمدخان قد توفي، وکان یقود الإجراءات اللازمة والاحتجاجات أولاً الأمیر محسن الملک وقد دعا جمعاً من کبار شخصیات المسلمین من لاهور و دلهي والکناو و مدن أخری إلی علیکره لینظم بشکل شامل وفاعل المواجهة مع هذا الحکم الصادر من الحکومة. وتزامناً مع ذلک أسست «جمعیة الدفاع عن الأردیة»، کما أسست جمعیة أخری في لکناو لنفس الغرض. وفي پنجاب أیضاً جعل الأمیر فتحعليخان قزلباش مجموعة من الهندوس المؤیدین الأردیین یضمون أصواتهم إلیه. وفي بدء القرن 20م عَمَّ الدفاع عن الخط واللغة الأردیین بشکل ثورة شاملة أرجاء المناطق الشمالیة من الهند. وبدلاً من أن تحقق هذه الإجراءات والتحرکات لمؤیدي الخط واللغة الأردیین النتیجة المرجوة، أدت إلی إثارة غضب السلطات البریطانیة، حیث اتهمت زعماءها بالشغب وإثارة القلاقل، و ظل الأمر موضوعاً للصراع بین المسلمین والهندوس حتی نهایة الحکم البریطاني (ظ: رفیق زکریا، 13-34؛ أحمد، 259-262؛ رضوي، II/ 433-435).
ومن جهة أخری، أدی انعکاس النقاشات في الصحف الناطقة بالأردیة و في المقالات و الکتب التي کانت تدوّن في خضم تلک الأوضاع، إلی تعزیز قدرة هذه اللغة علی تبیان القضایا السیاسیة والاجتماعیة، وإلی أن یعي مسلمو الهند أهمیتها في الحیاة الثقافیة وعلاقتها بهویتهم القومیة و الدینیة. وبقیت جمعیة حمایة الأردیة قائمة وواصلت نشاطها. وفي 1321هـ/ 1903م أسست جمعیة رقي الأردیة برئاسة السیر توماس آرنولد الخبیر المعروف بالشؤون الإسلامیة، وإدارة شبلي النعماني.
ومنذ بدء القرن 20 م و إلی یومنا هذا الکان تطور اللغة الأردیة سریعاً وملحوظاً لیس في أسالیب النظم و النثر التقلیدیین فحسب، بل من حیث الأسالیب و الأشکال الجدیدة في الشعر والمسرحیة و القصة والنقد الأدبي والتدوین التاریخي، وکذلک من حیث القوة والبلاغة في تبیان الموضوعات العلمیة والاجتماعیة. وخلال سنيّ النضال في سبیل الاستقلال والحریة، کانت العلاقة بین مسلمي شبه القارة الهندیة واشتراکهم في الکفاح یتم جمیعه بواسطة هذه اللغة. وعقب الاستقلال أیضاً – وفضلاً عن کونها مفهومة لسکان شتی المناطق في قسم کبیر من شبه القارة الهندیة و پاکستان، وأنها تربط مسلمي هذه الدرض المترامیة الأطراف ببعضهم – عُدّت في باکستان مظهراً للهویة القومیة والثقافیة والدینیة لسکانها.
إن ماذُکر آنفاً کان تاریخاً موجزاً لماضي اللغة الأردیة، لکن کیف سیکون مستقبلها والطریق الذي یجب أن تسلکه بعد ذلک في مواجهة العالم الجدید، فهي قضیة معقدة تدعو إلی النظر. وکما أسلفنا، فإن الأردیة لغة مرکبة، وکان أصلها بعض اللغات المحلیة في المناطق الشمالیة والشمالیة الغربیة من الهند، المتفرعة من لغة «پراکریت شوراسني»، والتي تأثرت خلال القرون الماضیة و من شتی الجوانب باللغة الفارسیة وهیمنتها، وإن مایزید علی نصف کلماتها في لغة الکتابة والأدب، فارسي (وعربي و ترکي عن طریق اللغة الفارسیة). وفي بضع من القرون الأخیرة وجدت ألفاظ وتعابیر إنجلیزیة کثیرة أیضاً، طریقها إلیها. وکان تطور هذه اللغة وتکاملها هو من حیث استعارة اللغات وترکیبها، کما کانت بلاغتها وقدرتها الحالیة، نتیجة لتقبلها الترکیب وصهر العناصر الدخیلة. لکنها الیوم و مع التطورات المتلاحقة في شتی المیادین والعلاقات الوطیدة بین شعوب الشرق والغرب، تضاف کل سنة مئات المصطلحات والمعاني الجدیدة إلی المفردات العلمیة والصناعیة والاقتصادیة والثقافیة في العالم. ولأجل تبیان هذه المعاني یستفید الغربیون من لغاتهم و من التراثین الیوناني و اللاتینیي الغربیین. وفي اللغتین الفارسیة والهندیة أیضاً – حیث لکل منهما جذور قدیمة معروفة – فإن نقل المعاني الجدیدة وبناء المصطلحات علی أساس مصادر اللغتین الهندیة و الإیرانیة، ممکن إلی حد ما، لکن اللغة الأردیة انفصلت تماماً عن أصلها الهندي، و هي لاتتقبل العودة إلی اللغات السنسکریتیة والپالیة والپراکریتیة والاستفادة منها من النواحي النفسیة والفکریة والثقافیة؛ کما أن علاقتها بالفارسیة لها صبغة تاریخیة وأدبیة فقط. وقد ابتعدت منذ زمن طویل عن اللغة الفارسیة الحیة والمتداولة، واتخذ تدریسها في المدارس والجامعات صبغة ثانویة وجمالیة. وإن الاتجاه نحو اللغة الإنجلیزیة وشحن اللغة الأردیة بالکلمات والمصطلحات الأجنبیة الغربیة بشکل متزاید، لن یؤدي بدوره، إلا إلی تشویش الصورة الأصلیة والطبیعیة للغة وتدمیرها.
وفي 1335ش/ 1956م صادق المجلس الأعلی في پاکستان علی أن تکون اللغة الإنجلیزیة ولمدة 20 سنة اللغة الرسمیة للدوائر الحکومیة وجامعات البلاد علی أن تحل الأردیة محلها بعد ذلک. لکن في 1344ش/ 1965م مددت هذه الفترة إلی زمن غیر محدود (بریتانیکا، ماکرو، XIII/ 897).
کانت اللغة الفارسیة وآدابها أهم العوامل المؤثرة في الحیاة الفکریة والجمالیة لمسلمي شبه القارة الهندیة وپاکستان، کما ترکت بصماتها لیس في الشعر والنثر والقوالب والأسالیب الأدبیة فحسب، بل في هیکلیة علم اللغة ومجموع کلمات کافة لغات المناطق الوسطی والشمالیة من الهند بدءاً بالپنجابیة والسندهیة والکشمیریة وانتهاء بالکجراتیة والمراتهیة والبنغالیة.
وکان مجموع الکلمات الپراکریتیة واللغات الهندوآریة الجدیدة قد تشکل في الأصل من ثلاثة عناصر: 1. الألفاظ المأخوذة مباشرة من اللغة السنسکریتیة (تت بهافه علی حد تعبیر النحاة الهنود)؛ 2. الکلمات ذات العلاقة باللغة السنسکریتیة من حیث الاشتقاق و وفقاً لقواعد النطق (تت سمه)؛ 3. الکلمات المحلیة (دِشیه). مع دخول الإسلام في الهند وانتشار اللغة الفارسیة في المناطق الوسطی والشمالیة منها و تأثیرها علی اللغات المحلیة، ظهر عنصر رابع في تراکیب کلمات هذه اللغات، وفي کل واحدة منها دخلت کلمات کثیرة فارسیة (وعربیة عن طریق الفارسیة) بمقدار العلاقة و بحسب القرب من مراکز الحکومة الإسلامیة. وهذه الحالة ملحوظة في جمیع اللغات المذکورة وبدرجات متفاوتة، لکنها في الأردیة تستلفت النظر کثیراً، وتبدو أشد وضوحاً من سواها. وتبلغ نسبة الکلمات الفارسیة معدلاً علایاً جداً أحیاناً وخاصة في لغة الشعر والأدب بحیث أن جمیع الکلمات في النشید الوطني الپاکستاني تقریباً، فارسیة. وفي المراحل المبکرة من العلاقة، کانت الکلمات التي ترد من الفارسیة إلی اللغات المحلیة في الهند مقتصرة علی الکلمات و المصطلحات الدینیة والدیوانیة و العسکریة، لکن معدل دخول الکلمات والمصطلحات الفارسیة ورواج المعاني الثقافیة والأدبیة الإسلامیة، کان یزداد تدریجیاً باتساع نطاق العلاقات والتبادل التجاري والتعارف. ولمیکن تأثیر اللغة الفارسیة في الأردیة مقتصراً علی الکلمات وتقبل الألفاظ والمصطلحات، بل إن تأثیر خصائص اللغة الفارسیة ملحوظ في جوانب أخری، أي في الفونولوجیا ومجموعة الأصوات و کذلک في بناء النحو والصرف والترکیبات اللفظیة لهذه اللغة. وفي اللغة الهندیة البدائیة، أو الهندوسیة، وقبل أن یتم الاتصال والتمازج باللغة الفارسیة، فإن مجموعة الأصوات الصامتة والصائتة کانت نفسها هي الموجودة في السنسکریتیة والپراکریتیة الشوراسینیة والتي تستخدم الیوم في تلفظ الکلمات الهندیة المحلیة و تدوینها بالخط الفارسي؛ لکن في الفترات اللاحقة و بدخول ألفاظ فارسیة و عربیة، زیدت بعض الأصوات الأخری التي لمیکن لها وجود في اللغات الهندو آریة البدائیة، إلی مجموع حروف أبجدیات هذه اللغات: الأسوات/ ح، ع، ء، غ، خ، ق/ في مجموعة الحروف الحلقیة، والصوت / ژ/ في الحروف الحنکیة، والأصوات/ ز/ (ذ، ض، ظ) في المجموعة السِّنِّیَة، والصوت / ف/ في المجموعة الشفویسنّیة (في الأردیة أیضاً وکما هو الحال في الفارسیة فإن/ غ، ق/ ، ع، ء/ ، / ز، ذ، ض، ظ/ ، / ث، س، ص / ، / هـ، ح / تلفظ بنفس الشکل).
وفي الخط الأردي تکتب الحروف المهموسة المرکبة النَّفَسیّة بإضافهة «هـ» إلی الحرف الأصلي(/ کهـ، گهـ/ چهـ، جهـ / تهـ، دهـ/ بهـ، پهـ/ ...)، والحروف التي تُثنی خلف اللسان الیومَ بإضافة علامة «ط» صغیرة فوقها(/ بـ ط، بهـ ط، د ط هـ، رط/ ). ویستخدم لـ «نون الغُنّة» شکل نون من غیر نقطة (ں)، و في مجموعة الحروف المجهورة وبدلاً من الکسرة الممدودة، أو الیاء المجهولة، یُستخدم شکل الیاء الراجعة (ے) في أواخر الکلمات، والیاء الوسطی، أو الأولیة، أواسط الکلمات (/ سے = من / نیچ = تحت/ لِینا = أَخْذ/ دِینا = عطاء/ ). والواو المجهورة وکما هو الحال في الفارسیة، فهي حیناً ضمة (ō) وحیناً لها صوت واوي (ū) (/ بولنا = قول/ ، دودهـ = حلیب/ ).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode