أَرْدَهان، مدینة من محافظة القارص، تق, في آخر الشمال الشرقي لترکیا علی خط العرض 41° و 8´ شمالاً، و خط الطول 42° و 42´ شرقاً، وکانت فیما مضی قاعدة ولایة القارص (EI2, I/ 626). کان اسم هذه المدینة قدیماً، آرتان (YA, VI/ 4504). تقع أردهان علی ضفتي نهر کورا، لکن القسم الأکبر منها و الإدارات الحکومیة تقع علی الضفة الیمنی للنهر. ویبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1,860 متراً («دائرة‌معارف الدیانة...»، III/ 350)، والمسافة بینها و بین مرکز المحافظة 85 کم (YA, VI/ 4528).

تقع أردهان في سهل فسیح بحمل هذا الاسم، یقع علی السفوح الجنوبیة لجبال یالنیزچام. وتطوق جبال یالنیزچام و جبل أوغورلو القسم الغربي لسهل أردهان، ویجري وسط هذه الجبال نهر کورا الذي یجمع میاه حوض گوله من الشرق والغرب (ن.م، VI/ 4472). وتکمن أهمیة واشتهار أردهان في موقعها و تحصیناتها.و أراضیها جبلیة وجوّها بارد (سامي، 1/ 111).

یحد أردهان من الشمال هاناک، ومن الشرق چیلدیر و سوسوز، ومن الجنوب گوله، ومن الغرب أرتوین. وتشتمل أردهان علی 60 قریة (YA, VI/ 4527, 4330)، ومساحتها 1,241 کم2 تقریباً («دائرة‌معارف الدیانة»، ن.ص). وعدد سکان مرکز ناحیة أردهان 16,761 نسمة، ومجموع سکان الناحیة مع القری بحسب إحصاء سنة 1990م، بلغ 52,574 نسمة مما سجل انخفاضاً نسبته 95/ 30% عما کان علیه في 1985م («إحصاء...»،30).

وقد دلت الآثار المکتشفة من التنقیبات علی قدم هذه المدینة ووجود حضارة فیها. تعرَّضت أردهان و القارص و ماحولهما لهجوم جیش الإسلام في 21هـ/ 642م. وفي 445هـ/ 1053م استولت علیها أولی القبائل الترکیة، ثم احتلها السلاطین السلاجقة. وحکم الأمراء الجورجیون والمغول والإیلخانیة والقره قویونلویون و الآق قویونلویون هذه البلاد کلٌّ منهم لفترة من الوقت. ألحقت هذه المدینة بأراضي الدولة العثمانیة علی عهد السلطان سلیم الأول (حکـ 1512-1520م). وکانت خلال السنوات 976-1201هـ/ 1568-1787م مرکز الولایة. وبسبب موقعها الحدودي فقد کانت غاباً موضع نزاع بین العثمانیین و الروس، وکانت مهددة دائماً من قبل الروس. وفي 1828م ضمت المدینة إلی روسیا، لکن ذلک لم‌یدم طویلاً، حیث عادت ثانیة إلی الدولة العثمانیة. ومرة أخری استولت علیها القوات الروسیة في 1855م («دائرة معارف الدیانة»، ن.ص). وعقب الحرب العثمانیة – الروسیة (1877-1878م) وطبقاً لمعاهدة أیاسطفانُس الموقعة في 1878م، منحت إلی روسیا من جدید (YA, VI/ 4504).

وفي نفس تلک السنة و بهدف توفیر الحمایة للمسیحیین، عقدت الاتفاقیة السریة بین الإنجلیز والعثمانیین التي حملت اسم اتفاقیة قبرص، ونصت علی أنه مادامت مدن أردهان و القارص وباطوم تحت الهیمنة الروسیة، فإن الإنجلیز من جانبهم یحتلون جزیرة قبرص؛ وفي مقابل ذلک یتعهدون بالدفاع عن حدود الدولة العثمانیة في مواجهة الهجمات الروسیة («وثائق...»، I/ 12؛ أسعدي، 2/ 316-317).

وفي 1914م و إبان بدایة الحرب العالمیة الأولی، شهدت أردهان أول انتصار للقوات لاروسیة في جبهة القفقاز (لاروس الکبیر). و عقب ثورة أکتوبر (1917م)، سحبت روسیا وحداتها العسکریة من أراضي الدولة العثمانیة، وأخیراً وفي 3 آذار 1918 وُقعت في مدینة برست في الاتحاد السوفیاتي، اتفاقیة برست – لیتوفسک، ظلت فیها مدن القارص وأردهان و باطوم تحت السیادة العثمانیة. وبهذا وضع حدّ للنزاعات بین الدولتین الروسیة والعثمانیة (فوسینیج، 127؛ أسعدي، 2/ 319).

وفي 26 نیسان 1919 احتل الجورجیون أردهان (YA، ن.ص). واستناداً إلی الاتفاقیة المعقودة في اذار 1921 بین الحکومة الوطنیة برئاسة مصطفی کمال و دولة الاتحاد السوفیاتي، عادت القارص وأردهان إلی السیادة الترکیة، بینما أصبحت باطومتحت سیادة الاتحاد السوفیاتي (أسعدي، 2/ 322؛ YA، ن.ص). ومنذ 1926م أصبحت أردهان تابعة لمحافظة القارص («دائرة معارف الدیانة»، ن.ص).

من المواقع الدثریة لهذه المدینة، قلعة أردهان التي بنیت علی الجهة الیسری من نهر کورا في المکان الذي تنفصل فیه أردهان القدیمة وأردهان الجدیدة عن بعضهما، والمطلة علی السهل بکامله. ولیس معلوماً تاریخ بناء القلعة (YA/ VI/ 4555). وقد ورد في بعض المصادر أن هذه القلعة بنیت بأمر من السلطان سلیم الدول («دائرة المعارف الجدیدة...»، I/ 172)، وتم ترمیمها في 1549م («دائرة معارف الدیانة»، III/ 350). وفي 1556م وعلی عهد سلیمان القانوني أصبحت بالشکل التي هي علیه الیوم وصار بناؤها شبیهاً بقلاع الأناضول وروم إیلي. وفضلاً عن الباب الکبیرة في غربي القلعة، فإنه توجد علی ضفة نهر کورا، «سوقاپوسي» (الباب السري، وباب الخروج). یبلغ طول سور القلعة 745 متراً، ولها 14 برجاً تعزز من قدرتها الدفاعیة (YA، ن.ص). وقد لعبت هذه القلعة دوراً مهماً طوال الحروب التي اندلعت بین الإیرانیین والروس، ذلک أنها کانت منذ 1828 حتی 1830م محتلة من قبل القوات الروسیة («دائرة‌معارف الدیانة»، ن.ص).

ومن الآثار التاریخیة الأخری في هذه المدینة الجسر المعلق الذي أقیم في 1895م علی نهر کورا («دائرة المعارف الجدیدة»، ن.ص). وتشکل غابة گُلبرت والمیاه المعدنیة الواقعة علی بعد 15 کم من أردهان متنزهاً لأهالي هذه المدینة («دائرة المعارف الترکیة»، III/ 273).

یتحکم الشتاء القاسي و الصیف القصیر لهذه المنطقة في فصول الزراعة، حیث لاینتج هنا، سوی الحنطة والسعیر وکمیة من البطاطا. و نظراً لکثرة مزارع الأعلاف، فإن الأمور المعاشیة للناس تؤمن عن طرق تربیة الماشیة والاستفادة من الغابات (YA, VI/ 4476). وأفضل أنواع السمن الترکي هو السمن المعروف بسمن القارص الذي هو من منتوجات أردهان. کما ینتج العسل هناک بوفرة. ومن صادراتها یمکن أن نذکر الأبقار والأغنام و السمن و الأجبان («دائرة المعارف الترکیة»، ن.ص).

المصادر

أسعدي، مرتضی، جهان إسلام، طهران، 1369ش؛ سامي، شمس‌الدین، قاموس الأعلام، إستانبول، 1306هـ؛ فوسینیج، وین، تاریخ إمبراطوري عثماني، تجـ: سهیل آذري، تبریز، 1346ش؛ وأیضاً:

Census of Population 1990, Ankara, 1991; Documents Diplomatiques ottomans, ed. B. N. Şimṣir, Ankara, 1985; EI2; Grand Larousse; Türk ansiklopedisi, Istanbul/ Ankara, 1968-1984; Türkiye dianet Vakfı Islâm ansiklopedisi, Istanbul, 1991; YA; Yeni Türk ansiklopedisi, Istanbul, 1985.

أبوالحسن دیانت/ هـ.