الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفن و العمارة / أردستان، المسجد الجامع /

فهرس الموضوعات

أردستان، المسجد الجامع

أردستان، المسجد الجامع

تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/22 ۱۲:۲۹:۰۱ تاریخ تألیف المقالة

أَرْدِسْتان، اَلْمَسْجِدُ الْجامِع، أحد المساجد القدیمة ذات الأربعة إیوانات في القسم الأوسط من إیران. وجامع أردستان هو جزء من مجموعة کبیرة من الأبنیة العامة مثل المسجد و المدرسة و الحمام والحسینیة و خزان المیاه و الخان و السوق، تق, فيمرکز محلة «محال» من أهم محلات أردستان. وقد تشکلت هذه المجموعة في فترات مختلفة من التاریخ، و أقدم وجود تاریخي لها الیوم هو المسجد الجامع.

یقول یاقوت (1/ 198) نقلاً عن الإصطخري: «ولها حصن في کل محلة و في وسط حصن منها بیت نار». ویشیر المقدسي (ص 299) في بدایة النصف الثاني من القرن 4هـ/ 10م إلی جامع عامر في أردستان. وإذا اعتمدنا روایة یاقوت التي لاتشاهد في المتون المطبوعة من کتاب الإصطخري، فإن المسجد الجامع لم‌یحتل موضع بیت‌النار، بل أنشئ في الساحة المجاورة، أو داخل قلعة محال. وبرغم کل هذا، فمما لاشک فیه أن المسجد لم‌یُنشأ أیضاً علی أرض بکر، وتدل الشواهد المتوفرة عن المکان الذي أنشئ المسجد فوقه علی وجود بناء ضخم مکون من مجموعة متصلة ببعضها، بُني بآجر مربع طول ضلع الواحدة منه 32 سنتیمتراً، ملاطه الطین و الجص، وکان مستوی سطح أرضیته منخفضاً بحوالي 40-50 سنتیمتراً عن أرضیة المسجد الأولي. وفي بعض الأقسام منه استخدم جدار البناء القدیم جداراً للمسجد الأولي (آیت‌الله‌زاده، 7، 8).

 

وضع المسجد حالیاً

للمسجد الیوم صحن وسطي محاط بأروقة، ویشکل بیت القبة [البیت الذيتقوم علیه القبة] مع الإیوان الکبیر، رواقه الجنوبي. وقد قامت إیوانات ضخمة ورائعة في أواسط بقیة الجبهات. وقد بني الإیوان الذي في جهة القبلة وکذلک بیت القبة – استناداً إلی النقوش المتوفرة – في السنوات 553-555هـ/ 1158-1160م. أما بقیة الإیوانات فلها إکساء صفوي بلاشک. وکما تؤکد بوضوح لوحة صغیرة في وسط ذروة واجهة الإیوان الشمالي والتي تحمل تاریخ 946هـ/ 1539م، بأن ترمیمه تمّ علی الأقل في أوائل العصر الصفوي، أما بقیة أقسام الأروقة فهي مزیج من الطیقان القبابیة والطیقان التي علی هیئة المهد، و أغلب الطیقان التي علی هیئة المهد ظهرت بشکل طابقین بعد إضافة أحزمة قبابیة (شرودر، 952-950). ومع أن المسجد الجامع بأردستان اشتهر بأنه أحد أفضل النماذج الباقیة من العصر السلجوقي في إیران، فإن هذا البناء قام علی عناصر أکثر قدماً، وتم ترمیمه وإصلاحه في العصور اللاحقة (إیرانیکا، II/ 386).

 

فترات التغییر في البناء

الفترة الأولی، المسجد الأولي

خلال بحثه الوضع الأول للمسجد، کتب غودار: لم‌یکن الجوسق المقبب، أو النواة المرکزیة للمسجد الحالي، أقدم قسم في المسجد، بل أقیم في موضع بناءٍ أکثر قدماً ظلت أطلاله بشکل عدة أعمدة وحیطان و مدخل الرواق و هو یعدّ المسجد الأول من نوع المساجد ذات الهندسة الرواقیة و یعود للقرن 4هـ/ 10م (I(2)/ 289-290). ویقول شرودر بعد إیضاح أن من المؤکد أن المسجد یظهر آثاراً من العصور الهندسیة المختلفة: إن أقدم الدلالات علی العصور الأولیة یمکن رؤیتها أولاً في خارطة البناء، و من ثم في القطع الجصیة الباقیة تحت أحد طیقان الرواق الجنوبي الغربي الذي هو علی هیئة المهد. وبعد مقارنته بمحراب مسجد نائین و اللوحة الحجریة المنقوشة، رأی أن أواسط القرن 4 هـ هو تاریخ هذه اللوحة الحجریة وخطها وشریطها الزخرفي؛ و یقول أیضاً: إن الصحن المرکزي الذي حافظ علی حدوده التقریبیة، کان یحاط من 3 جهات عی الأقل بصحون ذات طیقان علی هیئة المهد قائمة علی أعمدة أسطوانیة. ویعتقد أنه کان هناک وسط الجهة الجنوبیة إیوان کبیر، کذلک ینسب المنارة والمدخل الجنوبي الغربي أیضاً إلی هذه الفترة (ص 950,952-954).

وفي المصادر المعاصرة ومن غیر ذکر أي شاهد نُسب بناء المسجد الأولي ألی عمر بن عبدالعزیز من أحفاد أبي دلف العجلي (ظ: جناب، 167). وإن کون أحد أحفاد أبي دلف العجلي خلال سنوات النصف الثاني من القرن 3هـ/ 9 م المشحونة بالاضطراب – وخاصة عمر بن عبدالعزیز الذي کان في حرب مع المعتضد و هُزم أمامه و تمت مصادرة أمواله – قد استطاع أن بیني مسجداً في أردستان، أمر یدعو للشک. وفضلا عن ذلک، فإنه لایوجد أیضاً مایدل علی أنه حکم أردستان (ظ: ابن خلدون، 3(3)/ 625، 3(4)/ 734). والأهم من کل ذلک، أنه لایمکن التصدیق بأن أردستان قد ظلت بلامسجد جامع منذ فتحها حتی النصف الثاني من القرن 3هـ.

 

خصائص الهندسة المعماریة للمسجد الأول

 

ألف- تصمیمه

کان المسجد الأولي یضم صحناً مرکزیاً بمساحة الصحن الحالي وکانت له 4 أروقة في جهاته الأربع. وکان في کل من الرواقین الشمالي و الجنوبي 5 فتحات بثلاث کوی و 3 صفوف من الأعمدة باتجاه القناء. وکانت الفتحة الوسطی للأروقة أکثر سعة من الفتحات الجانبیة، بینما تقع المقصورة في نهایة الفتحة الوسطی للرواق الجنوبي. وللرواقین الشرقي و الغربي 6 فتحات باتجاه الصحن بعمق کوتین. وکان المسجد محاطاً بجدار سمیک من اللبن، و الواجهة الجنوبیة الغربیة هي المدخل الوحید الباقي من المسجد الأولي (آیت‌الله‌زاده، 9، 10).

 

ب- حدوده

نظراً لقلة مساحة الأرض کان الشکل الهندسي للمسجد الأولي غیرمنظم، حیث مایزال الضلعان الشمالي والجنوبي من تلک المساحة قائمین بوضعهما الأصلي إلی حدّ ما (م.ن، 14).

 

ج- طراز البناء والمواد الإنشائیة

یدل وجود فروق واضحة في کیفیة بناء الأعمدة و نوع المواد الإنشائیة للأروقة، علی فترات بناءٍ مختلفة في المسجد الأولي. فالآجر المستخدم في أعمدة الرواق الجنوبي – الذي یلاحظ في هذا القسم من المسجد فقط – بأبعاد 8×42×24 سنتیمتراريال مثبت بملاط من الجص. أما أعمدة الفتحة الوسطی المطلة علی الفناء الشبیهة بأعمدة «تاریخانۀ دامغان» المنسوبة إلی القرن 2هـ/ 8م و تل میل ري (أوائل العصر السلامي)، فقد بنیت بالآجر في طبقات أفقیة و عمودیة. وقطر کل عمود في هذا الرواق 125سنتیمتراً، و هو مایزید علی ماهو علیه أعمدة بقیة الأروقة. وفي الرواق الجنوبي و مع الأخذ بنظر الاعتبار موضع الأعمدة، فإنها تتخذ أشکالاً وأوضاع مختلفة. فأقطار الأعمدة المطلة علی الفناء، هي بمقطع نصف دائرة نحو الداخل، ولأجل جعلها منسجمة مع الأعمدة الأسطوانیة الداخلیة، فإن لها قطعاً مربعاً باتجاه الصحن. أما الفاصلة بین محور کل عمود و الذي یلیه – ماعدا الفتحة الوسطی – فهو 20/ 4 أمتار، بینما الفتحة الوسطی (المقابلة للمقصورة) فهي أعرض بقلیل و تبلغ 90/ 4 أمتار. وإن کون هذه الفتحة أکثر عرضاً بسبب ارتفاع قوس الطاق بشکل أکبر و زیادة ارتفاع الفتحة الوسطی، یعدّ تأکیراً علی اتجاه القبلة، و هو مایشاهد في المسجد الجامع بأصفهان (عهد المعتصم و مابعده) والمسجد الجامع بنائین (القرن4هـ فیما یحتمل) و «تاریخانۀ دامغان» و مسجد فهرج (م.ن، 114-15).

 

د- مواد الإکساء

مع الأخذ بنظر الاعتبار ما یلاحظ من بقایا بناء الرواق القائم في منطقة ممر المدخل الجنوبي الغربي، فقد کان للوراق طاق علی شکل مهد متعامد علی الفناء. و یدل تغییر شکل الأعمدة من الأسوطاني إلی مکعب مستطیل ذي تیجان في الجزء الخاص بالمقصورة، علی تغییر نوع مواد الإکساء في هذا القسم، ویغلب علی الظن أنه في القسم الخاص بالمقصورة کان موضع المحراب و المنبر – وکما هو الحال بالنسبة للمسجد الجامع بنائین – یغیر من شکل المهد إلی قبة فوق المقصورة. والمسافة بین الجدار الذي في جهة القبلة مع آخر عمود، هي أقل منها بین عمودي الصفوف الأخری. کما أن المسافة بین محوري العمودین الوسطیین – المقابلین للمقصورة – في الرواق الجنوبي أکثر مما هي علیه في الأعمدة الأخری. لذا یمکن القول إن القبة کانت قد بنیت علی مقصورة علی أرضیة مستطیلة کانت قیاساتها تقرب من 15/ 3×70/ 3 أمتار (م.ن، 15-16، ها 46، 47).

هـ - الزخارف: کان في المسجد الأولي زخارف جصیة کثیرة، یلاحظ التنوع والتباین في تخطیط و تنفیر أجزاءها المختلفة. وإن الزخارف الجصیة المتبقیة من تلک الفترة عُثر علیها فوق أقواس ممر المدخل الجنوبي الغربي و تیجان الأعمدة الباقیة من المقصورة، علی عمودین في الزاویتین الجنوبیة الغربیة والشمالیة الغربیة، و علی أعمدة الإیوان الشمالي و إزارة حائط الرواق الشمالي الشرقي. و فضلاً عن ذلک،تلاحظ لوحة في وسط الرواق الجنوبي الغربي یحتمل أن تکون أکثر تأخراً من بقیة الزخارف الجصیة (م.ن،10). وإن دراسة هذه اللوحة من حیث حروفها و شریطها الزخرفي الذي یزینها تدل علی أنها تشبه تقریباً لوحة محراب المسجد الجامع في نائین. و لذا یمکن اعتبار النصف الثاني من القرن 4 هـ تاریخاً لها (شرودر، 950). و في واجهة المدخل و الأعمدة الصغیرة المطلة علی الفناء من الرواق الغربي و عمود مصباح الممر الغربي، تلاحظ الزخرفة الآجریة للمسجد الأولي (آیت‌الله‌زاده،10).

و- تاریخه: بني المسجد الأولي بین أواخر القرن 2 هـ و النصف الأول من القرن 4 هـ علی أبعد تقدیر في منطقة بنایات یحتمل أن تکون ساسانیة. و مع الأخذ بنظر الاعتبار خصائص بناء المسجد الأولي یغلب علی الظن أن لایکون تصمیم المسجد قد تمّ تنفیذه بأکمله في وقت واحد، بل إن بناء الرواق الجنوبي علی الأقل کان سابقاً لبقیة الأروقة. کما یجب اعتبار الرواق الشرقي أیضاً آخر جزءمن بناء المسجد الأولي (م.ن، 17).

 وإن النوعیة الممتازة لمسجد أردستان الأولي تعادل ماهي علیه نوعیة المسجد الجامع بأصفهان، و تدل علی أن بلاد أصفهان کانت حاضرة معماریة مهمة قبل ملکشاه بکثیر (شرودر، 949-950).

 

الفترة الثانیة (العصر السلجوقي)

تغیر شکل المسجد الأولي بأسره تقریباً في هذا العصر تغیراً جذریاً. وتم تبیان و تفسیر هذه التغیرات بأشکال مختلفة. و یعتقد غودار أن بیت القبة أقیم بادئ الأمر لوحدها في أواخر عهد ملکشاه داخل المسجد الأولي، وفي مجموعة من الإجراءات اللاحقة بین السنوات 553-555هـ أُضیفت الزخرفة الحالیة إلی المسجد ومُنح الشکل ذا الإیوانات الأربعة (I(2)/ 288, 290).

تدل البحوث و أعمال التنقیب التي تمت في السنوات الأخیرة حول بناء المسجد علی أن بناء القبة والإیوان تمّ في زمنین مختلفین، لکن و في نفس الوقت، فإن القبة و الإیوان هما جزءان من بناءواحد، و إن احتمال أن تکون سنة 553 هـ تاریخاً صحیحاً لبناء القبة یبدو أقرب إلی الواقع. وخلافاً لرأي غودار، فإن وضع بنائها یظهر فردوقاً واضحة بینها وبین بناء قباب المسجد الجامع بأصفهان الذي یرجع تاریخه إلی عهد ملکشاه والذي یشکل بحد ذاته تحولاً في بناء القباب بإیران، و فیما یحتمل بدایة بناء القباب ذات الکسائین (آیت‌الله زاده، 11). ولذا فإن أول توسع للمسجد خارج نطاق الفترة الأولی لبنائه، کان في بدایة النصف الثاني من القرن 6هـ و من الجهة الجنوبیة، وإن تجدید البناء هذا تم بین السنوات 553-555هـ/ 1158-1160م وذلک بأن أنشئ بناء القبة و الإیوان والرواق الجنوبي بعد هدم المقصورة الصغیرة للمسجد وإضافة أرض إلی الجنوب منها، ومن ثم وبإنشاء الرواقین الشرقي والغربي للقبة ألغي تصمیم الرواق الجنوبي ذي الأعمدة بشکل أساسي وازداد اتساع المسجد في الجهة الجنوبیة الشرقیة أیضاً (م.ن، 18).

وتضم اللوحات الزخرفیة المثبتة في بیت القبة والإیوان، تواریخ هذه التحولات واسم القائم بها: 1. لوحة زخرفیة جصیة محفورة تحت القة بقلم النسخ تحمل تاریخ 553هـ کتب فیها: «إنما یعمر مساجدالله ... أمر ببناء هذه القبة... أبوطهر الحسین بن غالي بن أحمد تقبل الله منه و غفر له ولوالدیه، علی ید الأستاذ محمود الأصفهاني المعروف بالغازي في سنة ثلاث و خمسین و خمسمائة» (رفعیعي، 1/ 31؛ هنرفر، 212؛ قا: غودار، I(2)/ 290)؛ 2. اللوحة الزخرفیة التي تحت الطاق الذي علی هیئة المهد في الإیوان الجنوبي و هي بقلم النسخ و تضم آیة الکرسي و تاریخ البناء و اسم الباني والمهندس: «أمر ببناء هذه الصفة ... العبد الضعیف أبوطاهر الحسین بن غالي بن أحمد، تقبل الله منه، و فرغ منها في سنة خمس و خمسین و خمسمائة. عمل محمود بن محمد الأصفهاني» (هنرفر، 214-215؛ قا: غودار، رفیعي، ن.صص).

وأغلب الزخارف التي تمت في العصر السلجوقي في المسجد، تترکز داخل الرواق و تحت القبة. و یمثل بیت القبة بشکل دقیق الطراز المعماري لمدرسة أصفهان، و من ذلک،التحول الحاصل في قوی الطیقان العدیدة و منطقة انتقال القبة من ذي الزوایات الأربع إلی ذي الزوایا الثماني عشرة (إیرانیکا، II/ 387). وتعتمد أعمال الزخارف علی أسلوبین أساسیین: أحدهما البناء الآجري نفسه، والآخر الزخرفة الجصیة ذات العلاقة الخاصة بالهندسة المعماریة، بمعنی أنه إما أن تتبع الخطوط المعماریة، أو أن تملأ المساحات الناجمة عن الخطوط الأصلیة الهندسیة. وبصورة عامة، فإن الإجراءات الهندسیة أقوی بکثیر من الدوافع الزخرفیة (إتینغهاوزن، 286). والعناصر الزخرفیة المستخدمة هي الزخارف الهندسیة و النباتیة، بأن یکون المبدأ الذي لامفر منه في الزخرفة الآجریة هو النقوش الهندسیة التي تنتج عن التغییر في کیفیة رصف الآجر، کما في رصف السطوح البارزة تحت القبة ذات الکسوتین الذي یفصل الأجزاء المختلفة عن بعضها، أو الذي یغطي السطوح المنحنیة تحت الإسقنش (م.ن، 280-288-289). والأکثر إثارة للانتباه، الترتیب الدقیق للآجر في القبة الذي یدل بتغطیته بالألوان الأرجوانیة والصفراء و الزرقاء البراقة و النقوش اللوزیة الشکل، علی استمرار طریقة التزیین بالآجر طوال القرون (م.ن، 286؛ إیرانیکا، II/ 386-387؛ پیرنیا، 178).

ومن جهة أخری، یشکل الخط و الأشکال النباتیة العناصر الأساسیة للزخرفة الجصیة کما في الزخرفة المتشابکة و المتداخلة التي تلاحظ في متن لوحة الحافة السفلیة لمنطقة انتقال القبة. ویلاحظ مثیل هذه الأشکال البسیطة التي علی هیئة قلب و التي هي السمة الممیزة للقرن 6هـ/ 12م، في مقبرة بایزید في بسطام أیضاً (کراتشکوفسکایا، 1781). غیر أن الأکثر تداولاً هو الزخارف الإسلیمیة المستخدمة في المحاریب الثلاثة للمسجد والتي تظهر من خلال غصونها و أوراقها روعة خاصة من الدقة و الجمال.و کان لهذه الإسلیمیات محاور تماثل محددة، تم بسطها و توسیعها بأوراق مکررة، و بهذا خلقت حرکة في العمق. وأغلب هذه الأشکال النباتیة نفسها تحوي تصامیم هندسیة مثقبة دقیقة جداً (إتینغهاوزن، 289؛ إیرانیکا، II/ 389).

 

الفترة الثالثة

في هذه المرحلة التي شهدت تغییرات واسعة في البناء، تم هدم أعمدة المسجد الأولي، أو إدغامها داخل دعامات جدیدة، ولم‌یبق في الوضع الجدید من الأکسیة التي علی هیئة المهد، سوی قسم صغیر. و یمکن اعتبار الأضرار الناجمة عن الزلازل، أو انخساف الأرض بسبب وجود أنقاب و قنوات تحت المسجد، و کذلک أعمال التجدید الهندسیة في البناء، من أسباب هذه التغیرات (آیت‌الله‌زاده، 18).

وآخر مرحلة مهمة من البناء في جامع أردستان هي إنشاء الإیوانات: الشمالي و الشرقي و الغربي و تحویل البناء إلی مسجد ذي أربعة إیوانات. ویر یغودار أن هذا التغییر و التحویل تم في 555هـ (I(2)/ 290). غیر أن شرودر عدّ التغییرات الحاصلة في إیوان القبلة و بیت القبة قد حدثت بین السنوات 553-555هـ. وکان یعتقد أن الذیوانات الأخری هي دون شک ذات کسوة صفویة، أوأن ترمیمها قد تم في أوائل العصر الصفوي علی الأقل. و تظهر اللوحة الزخرفیة للإیوان الشمالي المعروف بصفة صفا والتي تحمل تاریخ 946هـ/ 1539م واسم حیدرعلي المعمار الأردستاني، هذا الأمر بوضوح (ص 950؛ رفیعي، 1/ 32).

وتدل لوحة زخرفیة رخامیة أخری علی ترمیم الإیوان الشمالي في 974هـ/ 1566م علی ید سلطان بک (آیت‌الله‌زاده، 12).

 

الترمیم وإجراءات الصیانة

تم تسجیل جامع أردستان برقم 284 في عداد الآثار الوطنیة (مشکوتي، 61). ومنذ 1340ش و حتی الیوم استمرت العنایة و ترمیمه بإشراف جمعیة الآثار الوطنیة (بحرالعلومي، 753، 774)، و المؤسسة الوطنیة لحمایة الآثار القدیمة و مؤسسة التراث الثقافي في البلاد، و من ذلک: ألف- البحث و التنقیب في المسجد وما حوله لتحدید أزمان تسلسل أعمال البناء فیه؛ ب- إجراءات الصیانة لزیادة مقاومة الطیقان المتضررة و عملیات تدعیم خلفیات الطیقان وتدعیم إزاراتها و إصلاح السطوح و تبلیطأرضیات الصحن و الأروقة، وإجراء ترمیم جذريللمنارة؛ ج – ترمیم هیکلیة المسجد و تثبیت المقرنصات التحتیة لطاق الإیوان الشمالي و ترمیم النقوش الجصیة والنقوش تحت طاق الإیوان الجنوبي وبیت القبة، وإصلاح السطوح الزخرفیة و تثبیت النقوش الجصیة في اللوحات؛ د- تنظیم المنطقة المحیطة بالمسجد و الحسینیة و مخزن الماء و الرباط.

 

المصادر

آیت‌الله‌زاده، باقر، «مسجد جامع أردستان»، أثر، 1359ش، عد 1؛ ابن‌خلدون، العبر؛ بحرالعلومي، حسین، کارنامۀ أنجمن آثار ملي، طهران، 1355ش؛ پیرنیا، محمدکریم، شیوه‌هاي معماري إیران، تقـ: غلام‌حسین معماریان، 1369ش؛ جناب، سیدعلي، الأصفهان، أصفهان، 1303ش؛ رفیعي مهرآبادي، أبوالقاسم، أتشکدۀ أردستان، طهران، 1366ش؛ مشکوتي، نصرالله، فهرست بناهاي تاریخي و أماکن باستاني إیران، طهران، 1349ش؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، تقـ: محمد مخزوم، بیروت، 1987م؛ هنرفر، لطف‌الله، گنجینۀ آثار تاریخي أصفهان، 1344ش؛ یاقوت، البلدان؛ و أیضاً:

Ettinghausen, R. and O. Grabar, The Art and Architecture of Islam 650-1250, London, 1987; Godard, A., Athārd-éIran, Paris, 1936; Iranica; Kratchkovskyay, V. A., «Ornamental Naskhi Inscriptions», A Survey of Persian Art, London, 1967,vol. IV; Schroedr, E., «Standing Monuments of the First Period», ibid, vo. III.

زرین‌تاج شیباني/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: