أَرْتْوین، محافظة في الشمال الشرقي من ترکیا إلی الجنوب الشرقي من البحر الأسود و کما أن مرکزها هو مدینة أرتوین. تقع بین خطي العرض 40° و 35´ حتی 41° و 32´ شمالاً، و خطي الطول 41° و 7´ حتی 42° و 26´ شرقاً (YA, II/ 885).

وخلال العصور القدیمة، کانت هذه المنطقة تدعی کُلخیدا، وبالیونانیة کُلخیس و هو الاسم الذي کان مرتبطاً بشعب کلخ، أو کولخ («دائرة المعارف...»، III/ 420؛ آروتونیان، I/ 118). وقد ذکرت أیضاً مدینة قدیمة باسم کالخ في منطقة أورارتو (پیوتروفسکي، 40). وقد ذکر هیردوتس هذه المنطقة باسم کلخیس وقال إنها حوالي نهر فازیس (ص 19، 61). واستناداً إلی ماکتبه هیرودوتس، یعتقد دیاکونوف أن هذه البلاد تتعلق بالشعوب الإیبریة – الجورجیة، وأن حدود بلاد میدیا تمتد حتی منطقة کلخیدا و سهل فازیس (فاسیس) ص 339).

والقسم الجبلي من کحافظة أرتوین مغطی بالثلوج وطقسه بارد، لکن مناخ نواحیها الواقعة في المنطقة الساحلیة للبحر الأسود، معتدل وتزرع فیها أشجار الحمضیات (میدان لاروس، I/ 702). وتضم محافظة أرتوین في الجنوب، قسماً من صحراء چوروخ وتمتد حتی أرضروم. ویلتقي نهر بِرتا بنهر چوروخ قرب مدینة أرتوین، ویواصل سیرة من أردهان حتی طریق قارص – أرضرورم («دائرة المعارف»، IIII/ 420-421).تبلغ مساحة المحافظة 7,436کم2 ونفوسها حوالي 228,997 نسمة (YA، ن.ص). وفضلاً عن مرکز المحافظة فإن لأرتوین 7 أقضیة هي: أردانوچ، أرهاوي، بورچکا، کوک تاش (مرغول)، هوپاف شاؤشات و یوسف إیلي («دائرة المعارف»، III/ 422؛ میدان لاروس، I/ 703). وللمحافظة 21 ناحیة و 303 قری. وقُدِّر معدل الکثافة السکانیة للمحافظة 30 نسمة في کم2 («دائرة المعارف»، ن.ص). ومراکز نواحي محافة أرتوین هي: موراتلي (مرادلي)، چَمیلي، میدانچیک، ولي کوي، أورتا کويف کوک تاش، زیتون لیک، توتون لو، أوگدم، ساري کول، دمیرکند، کمال باشا، قلیج قایا (میدان لاریوس، ن.ص).

تتصل مدینة أرتوین ببورچکا بواسطة طریق ومن هناک یمتد لیصل مدینة هوپا علی ساحل البحر الأسود («دائرة المعارف»، III/ 420). وقد بنیت المدینة بشکل مدرجات تقع مناطقها المتوسطة علی ارتفاع یتراوح بین 300-400متر. وتدعی هذه المنطقة أورتا محلّه (المحلة الوسطی). وأوطأ أجزاء المدینة، محلة چاي أغزي (فتحة النهر). وتقع محلة چارشي علی ارتفاع 550 متراً و فیها السوق والإدارات الحکومیة و مراکز الأعمال. وأعلی محلة في المدینة هي چاملیک (غابة السرو) التي تقع علی ارتفاع 800-900متر (ن.م، III/ 421-422). وفي سفوح الجبال و تبعاً لزیادة الارتفاع تثمر أشجار الزیتون والتین والرمان والتفاح والکمثری. ومن الأمور المثیر للاهتمام أنه عند تفتح البراعم في بساتین أسفل المدینة، فإن المحلات الواقعة أعلاها ماتزال تکسوها الثلوج (ن.م، III/ 421-422). کان عدد نفوس هذه المدینة إلی ماقبل 1970م لایتجاوز 10 آلاف نسمة. وبلغ في تلک السنة 13,109 نسمة، وفي 1985م أصبح 18,720 نسمة (ن.م، III/ 422).

وأرتوین منطقة أثریة، عثر خلال التنقیبات التي تمت في أطرافها علی آثار یصل تاریخها الی الألف الثانیة ق.م (ن.م، III/ 420). وعند نهایة الألف الثانیة و بدء الألف الأولی ق.م ظهر إلی الوجود في المناطق الواقعة ذلی الجنوب الغربي من جورجیا في الموضع الذي یقیم فیه الکلخیون، اتحاد لمجموعة من الشعوب والقبائل (BSE3, VIII/ 364). ویستفاد من الآثار التي تم العثور علیها أن کلخیدا کانت في القرن 9 ق.م تحت سلطۀ أورارتو و أشور. وفي لوحة أشور ناصر بال الثالث المحفوظة في متحف الهرمیتاج بسان بطرسبورغ، وردت معلومات عن تدمیر کلخ وبنائها من جدید و ترحیل الأسری إلی هذه البلاد (پیوتروفسکي، 40-41). وفي القنر 8 ق.م عُرِّضت هذه المنطقة لهجمات الکیمریین والسکیثیین من الشمال، مما کان عاملاً فعالاً في سقوط دولتي أورارتو وأشور. ومنذ القرن 6 ق.م، ظهرت غربي جورجیا دولة کلخید التي حظیت فیها قبائل کلخ بمکانة مرموقة. وفي تلک الفترة أصبح سک العملات النقدیة في کلخید أمراً مألوفاً، وظهرات إلی الوجود مدن وتجمعات سکنیة في السهول المحیطة بضفاف نهري ریوني وفازیس وسواحل البحر الدسود. وفي أواخر القرن 6 وأوائل القرن 5 ق.م أصبحت دولة کلخیدا تابعة للدولة الأخمینیة الإیرانیة. ومنذ أواخر القرن 5 وأوائل القرن 4 ق.م تقلص نفوذ دولة کلخیدا بین الأمم المجاورة لها، وأصبح محدوداً بالسهول المحیطي بضفاف ریوني وفازیس. وفي أواخر القرن 4 ق.م حکم فرنواز بلاد کلخیدا (BSE3, VIII/ 364, XII/ 472). وأصبحت کلخیدا في أواخر القرن 2 ق.م تابعة لدولة پونتوس التي کان یحکمها میتراداس (مهرداد) السادس أوپاتور (132-63 ق.م) (ن.م، XII/ 472, XVI/ 338؛ پاسدرماجیان، 50). وقد حارب میتراداس الروم 3 مرات، أدت به إلی الهزیمة، وأخیراً تمکن القائد الروماني پومپیوس (پمپه) من الانتصار علیه و تقدم بقواته حتی کلخیدا (غریمبرغ، 3/ 60؛ پلوتارک، V/ 191,203, 207؛ پیرنیا، 3/ 2137-2149؛ BSE3, XVI/ 338). وخلال القرنین 1 و 2 م ظهرت دولة لازیکا في بلاد کلخیدا إلی الشمال من مصب نهر چوروخ، فجعلت من شمالي کلخیدا تابعاً لها (ن.م، VII/ 479).

وخلال حدیثه عن کلخیدا یقول پروکوپیوس مؤرخ القرن 6م إن هذه البلاد کانت تدعی علی عهده لازیکا والتي کانت – کما یقول سوخرا القائد الإیراني في عصر قباد الساساني – منذ القدم تحت سلطي إیران،وقد اغتصبها الرومان بالقوة (ص 55). ویبدو أن الحکام المحلیین التابعین للدولتین الإیرانیة والرومانیة کانوا یحکمون أحیاناً هذه المنطقة. ولم‌یکن الرومان الذین حکموا هذه المنطقة التي دعیت فیما بعد باسم أرتوین، یتمتعون بنفوذ کبیر («دائرة المعارف»، ن.ص). في أوائل القرن 5م استولت الإمبراطوریة الرومانیة الشرقیة علی منطقة أرتوین فتحولت إلی قسم من خلدیة (ن.ص).وقد ذکر قدامة بن جعفر هذه المنطقة باسم خالدیة (ص 187، 190)، لکن ابن خرداذبه (ص 108) أوردها بشکل خلدیة. ویقول پروکوپیوس: إن الاستیلاء علی لازیکا جعل الإیرانیین بمأمنٍ من هجمات قبائل الهون الذین کانوا یعیشون إلی جوار لازیکا (ص 209). وتبدو الأوصاف التي وصف بها پروکوپیوس، لازیکا قریبة من أوصاف أرتوین.

وفي القرن 4 م لافت المسیحیة رواجاً في منطقة أرتوین و بنیت الکنائس في هذه البلاد (YA, II/ 901). وخلال عهد یزدجرد الأول کانت منطقة أرتوین تحت سلطة الدولة الإیبریة (جورجیا) (ن.ص). وفي 24هـ/ 645م أصدر عثمان أمراً إلی حبیب بن مسلمة الفهري وسلمان بن ربیعة الباهلي بفتح بلاد الروم (البیزنطیة) والقفقاز (البلاذري، 197-203؛ الطبري، 4/ 244-247). وقد ذکر ابن‌الأثیر هذه الواقعة ضمن حوادث سنة 25هـ (3/ 83-86). وقد فتحت أرتوین في هذه السنة («دائرة‌المعارف»، III/ 420). وفي 32هـ/ 653م استولی قسطنطین الثاني مرة أخری علی هذه المناطق. وخلال السنوات 76-81هـ/ 695-700م تمکن عبدالله ابن الخلیفة الأموي عبدالملک بن مروان من استعادة قارص وأرهان من أیدي القوات البزنطیة، لکنه لم‌یستطع الوصول إلی منطقة چوروخ التي کانت أرتوین أیضاً جزءاً منها (YA، ن.ص). ومنذ ذلک الحینکانت أرتوین تغدو بأیدي المسلمین مرة وبأیدي البزنطیین مرة أخری.وخلال تلکم المعارک الطویلة بنیت في 327هـ/ 939م قلعة لیوانه التي تشکل الیوم أساس مدینة أرتوین. وکان الهدف من بناء هذه القلعة أن تکون مقر استطلاع ومعرفة معلومات عن تقدم الجیوش الإسلامیة («دائرة المعارف»، ن.ص). وفي 460هـ/ 1068م بدأ حکم السلاجقة لأرتوین، لکن هذه المنطقة کانت تخضع أحیاناً لحکم الجورجیین (ن.ص).وبعد ذلک قام علاءالدین کیفباد (حکـ 616-634هـ/ 1219-1237م) بضم شاوشات ویوسف إیلي اللتین کانتا تعدان من مناطق أرتوین، إلی منطقة حکم الدولة السلجوقیة (YA, II/ 903).

وفي القرن 7هـ/ 13م خضعت أرتوین لحکم المغول و الإیلخانیین. وفي القرن 9 هـ/ 15م حکم الآق قویونلویون هذه المنطقة، حیث استولی أوزون حسن علی جمیع المناطق فیها. ولم‌یبق علی حالهم، سوی الأتابکة الذین کانت بأیدیهم إدارة الشؤون المحلیة. وعقب ذلک وعندما احتل الجورجیون المنطقةمرة أخری، طلب بیگات أرتوین في 902هـ/ 1497م النجدة من السلطان سلیم المعروف بیاووز سلیم الذي کان آنذاک حاکم طرابزون، وتمکنوا بمعونة العثمانیین من طرد الجورجیین من منطقة أرتوین.کانت أرتوین والمناطق المحیطة بها آنذاک تتمتع بحکم شبه مستقل في ظل حمایة الدولة العثمانیة (ن.م، II/ 904؛ «دائرة المعارف»، ن.ص). وحدث علی عهد السلطان سلیمان القانوني أن أعرض محمدخان بن شاهرخ‌بیگ المعروف بـ «ذوالقدري» عن خدمة الدولة الصفویة وانخرط في خدمة الدولة العثمانیة، فتمکن بعد فترة من أن ینال منصب «بیگلربیگي» لأرضروم (أوزون چارشیلي، 2/ 403).واستطاع في 944هـ/ 1537م خلال عملیات حربیة تمت لصالح الدولة العثمانیة، أن یستولي علی مساحات واسعة کانت من بینها أرتوین. وقد بنی ولایة لیوانه وألحق تلک المنطقة ببیگلربیگیة أرضروم، لکن ذلک لم‌یدم طویلاً وخرجت المنطقة من سلطي الدولة العثمانیة («دائرة‌المعارف»، ن.ص). کما أن هذه الحال لم‌تستمر طویلاً، فالجورجیون الذین کانوا بین الدولتین الإیرانیة والعثمانیة، کانوا یمیلون لهذه الدولة مرة وإلی تلک مرة أخری. ورداً علی تحرکات الشاه طهماسب الصفوي، قدم السلطان سلیمان القانوني الذي کان یمضي فصل الشتاء في حلب، إلی دیاربکر وأصدر أوامره إلی الوزیر الثاني أحمد باشا بالحرب ضد الجورجیین. ونتیجة لذل، أصبحت منطقة أرتوین تابعة للدولة العثمانیة. وفي 986هـ/ 1578م ومع استئناف الحرب بین إیران و الدولة العثمانیة، أصبحت مرة أخری تحت سلطة‌الدولة العثمانیة (ن.ص؛ أوزون چارشیلي، 2/ 412-413؛ YA، ن.ص). وفي 987هـ/ 1579م وعقب إحداث محافظة چیلدیر، أصبحت مدینة أرتوین التي کانت متصلة بچیلدیر، مرکزاً لولایة لیوانه («دائرة‌المعارف»، ن.ص).

احتلت أرتوین في القرن 13هـ/ 19م من قبل القوات الروسیة. وأعقب ذلک توقیع اتفاقیة في 1245هـ/ 1829م في أدرنة أدت إلی تغییر في خارطة المنطقة فأصبحت أرتوین جزءاً من ولایات طرابزون و مدینة باطوم. وقد استمرت هذه الأوضاع إلی مابعد الحرب الروسیة العثمانیة في 1877-1878م (ن.ص؛ YA, II/ 906؛ شاو، 2/ 70-72، 314-318). وفي 3 آذار 1878 وُقّعت اتفاقیة في سان ستیفانو (یشیل کوي الحالیة) الواقعة قریباً من إستانبول، بین الدولتین الروسیة والعثمانیة، تم بموجبها انتزاع باطوم وقارص وأردهان ودوغو بایزید وألشکرت التي کانت أرتوین جزءاً منها، من ید الدولة العثمانیة (م.ن، 2/ 324-326؛ «دائرة المعارف»، BSE3, XXII/ 571; III/ 420). وفي 13 تموز من نفس السنة وقعت اتفاقیة في برلین بمشارکة عدة دول أوروبیة تم بموجبها تسلیم أرتوین وقارص وأردهان التي اشتهرت باسم المحافظات الثلاث، إلی روسیة (YA، ن.ص؛ «دائرة‌المارف»، III/ 420-421؛BSE3, ). وفي 13 تموز من نفس السنة وقعت اتفاقیة في برلین بمشارکة عدة دول أوروبیة تم بموجبها تسلیم أرتوین وقارص وأردهان التي اشتهرت باسم المحافظات الثلاث، إلی روسیة (YA، ن.ص؛ «دائرة‌المعارف»، III/ 420-421؛ BSE3, 246-247؛ ساهاکیان، 103). وفي 8 شباط 1879 ووفقاً لاتفاقیة وقعت في إستانبول أُمهل الأهالي مدة 3 سنوات لبیع ممتلکاتهم و ترک منازلهم بشکل طوعي. وهکذا أصبحت أرتوین تحت الإدارة الروسیة وتحولت إلیجزء من قارص وهاجر سکانها إلی مناطق القفقاز ذات الکثافة السکانیة القلیلة («دائرة‌المعارف»، أیضاً YA، ن.صص؛ شاو، 2/ 326). ومع أن أرتوین کانت في 2 تشرین الثاني 1914 في قبضة القوات العثمانیة لمدة 4 أشهر، لکن بصورة عامة، استمرت السیطرة الروسیة علی‌هذه البلاد إلی مابعد ثورة 1917م.

وعقب سقوط الدولة القیصریة في 18 تشرین الثاني 1917، وقعت اتفاقیة هدنة في أرزنجان أخلت بموجبها القوات الروسیة آرتوین. وفي 3 آذار 1918 وبموجب معاهدة الصلح الموقعة في برست لیتوفسک، تم تعدیل الحدود الفاصلة بین الاتحاد السوفیتي و ترکیا، والعودة إلی الحدود التي کانت قائمة قبل الحرب الروسیة – العثمانیة في 1877-1878م، فسلمت أردهان وقارص و باطوم إلی الدولة العثمانیة («دائرة‌المعارف»، ن.ص؛ BSE3, IV/ 26؛ شاو، 2/ 548؛ پاسدرماجیان، 492). وفي هذه المرة أیضاً لم‌تمکث أرتوین مدة طویلة بأیدي الأتراک، إذ بموجب معاهدة هدنة مودروس (مندروس) الموقعة في 30 تشرین الأول 1918 تراجعت القوات العثمانیة إلی الحدود التي کانت قائمة قبل1914م (م.ن، 494؛ «دائرة‌المعارف»، ن.ص؛ شاو، 2/ 552-553).

وفي 17 تشرین الثاني 1917 احتلت القوات البریطانیة أرتوین واستمر هذا الوضع حتی نیسان 1920. وعقب خروج القوات البریطانیة أصبحت المنطقة تحت سلطة دولة جورجیا (YA, II/ 907؛ «دائرة‌المعارف»، ن.ص). وبعد استیلاء القوات العثمانیة علی قارص في 30 تشرین الأول 1920، أمکن حل قضیي أرتوین بالوسائل الدبلوماسیة. وفي 22 شباط 1921، أمکن حل قضیةأبتوین بالوسائل الدبلوماسیة. وفي 22 شباط 1921 بادرت ترکیا إلی فرض شرطو علی جورجیا بشأن أرتوین، ثم أُخرجت القوات الجورجیة من أرتوین وأردهان. وبعد 4 أیام عادت أرتوین من جدید لتصبح جزءاً من ترکیا. وقد اتخذ هذا الإجراء شکلاً قانونیاً وفق معاهدة 16 آذار 1921 التي عقدت في موسکو (ن.ص؛ شاو، 2/ 598-599). في البدء أصبحت أرتوین ولمدة أربعة أشهر ونصف جزءاً من أردهان، لکن في 7 تموز 1921 استحدث قضاء أرتوین وأصبحت مدینة أرتوین مرکز هذا القضاء («دائرة‌المعارف»، ن.ص). وفي 1924م و مع ظهور التعدیلات التي أجریت في القوانی الإداریة للدولة الترکیة، حولت أرتوین إلی محافظة. وأصبحت مدینة أرتوین و بهذا الاسم نفسه مرکزاً لهذه المحافظة الجدیدة. وفي الأول من حزیران 1933 عادت أرتوین لتصبح قضاء تابعاً لمحافظة چوروخ التي کان مرکزها ریزه، وفي 4 کانون الثاني 1936 ألغي کون منطقة چوروخ القدیمة محافظةً، واستحدثت محافظة أخری بضم مناطق أخری إلیها وبنفس اسم چوروخ، مرکزها أرتوین. وأخیراً وفي 17 شباط 1956 غُیَّرت محافظة چوروخ إلی محافظة أرتوین، وأصبح اسمها متطابقاً مع اسم مرکز المحافظة (مدینة أرتوین) (ن.ص).

تفتقر أرتوین إلی المراکز الصناعیة المهمة و کانت المؤسسة الصناعیة الوحیدة فیها هي مصنع لألیاف النسیج. وفي السنوات الأخیرة، حول أحد متنزهات أرتوین إلی منطقة صناعیة. ومع‌ذلک، فإن صناعات المدینة لم‌تتطور کثیراً، ولهذا السب، کانت الهجرة فیها من الریف إلی المدینة قلیلة إذا ماقورنت بالنسب التي هي علیها في بقیة المدن الترکیة. یشتغل 40% من سکانها في مجال الخدمات الإداریة و 8% في قطاع التجارة («دائرة‌المعارف»، III/ 422).

ووفقاً لإحصائیة وزارة الشؤون الدینیة في ترکیا لسنة 1990م فإن عدد المساجد في محافظة أرتوین کان 595 مسجداً، منها 60 مسجداً في مرکز المحافظة و مراکز المدن. وفي مدینة أرتوین 12 مسجداً. وتضم المواقع الأثریة في المدینة: مسجد چارشي، أومسجد المرکز ویقع في محلة چارشي الذي یرجع تاریخ بنائه إلی سنة 1278هـ. وقد ت ترمیمه سنة 1953م. والموقع الأثري الآخر هو أورتا جامع الواقع في محلة میاني وقد دمر خلال الحرب العالمیة الأولی. ومسجد دیري الذي بني في 1207هـ ویقع في محلة چاي آغزي. ویوجد مسجد أیضاً في لیوانه یدعی چاي آغزي جامعي. وکان یوجد مسجد قدیم في «درةمحلة» بني محله مسجد آخر في 1921م باسم مسجد بالچي أوغلو. ومن الأبنیة الأخری في المدینة حمام چارشي (ن.ص).

ومن المناطق السیاحیة في المدینة، موضع یدعی کافکازور یقع علی ارتفاع 1,100 متر. وکانت هذه المنطقة فیما مضی مصیفاً، لکنها أصبحت الآن و من خلال استحداث مرافق سیاحیة،منطقة سکنیة. مما یشد السیاح إلی هذه المدینة التنوّع الواسع في ارتفاع مستویات محلات المدینة (ن.م، III/ 421). ولمحافظة أرتوین حدود مشترکة مع جمهوریة جورجیا.

المصادر

ابن‌الأثیر، الکامل؛ ابن‌خرداذبه، عبیدالله، المسالک والممالک، تقـ: دِ‌خویه، لیدن، 1889م؛ أوزون چارشیلي، إسماعیل حقي،تاریخ عثماني،تجـ: وهاب ولي، طهران، 1370ش؛ پاسدرماجیان، هراند، تاریخ أرمنستان، تجـ: محمد قاضي، طهران، 1366ش؛ پروکوپیوس، جنگهاي إیران و روم، تجـ: محمد سعیدي، طهران، 1347ش؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، لیدن، 1865م؛ پیرنیا،حسن، إیران باستان، طهران، 1313ش؛ پیوتروفسکي، ب.ب.، أورارتو، تجـ: عنایت‌الله رضا، طهران، 1348ش؛ شاو، س.ج. وأ.ک. شاو، تاریخ إمبراتوري، عثماني و ترکیة جدید، تجـ: محمود رمضان‌زاده، مشهد، 1370ش؛ الطبري، تاریخ؛ غریمبوغ، کارل، تاریخ بزرگ جهان،تجـ: ضیاءالدین دهشیري، طهران، 1369ش؛ قدامة بن جعفر، الخراج، تقـ: محمدحسین الزبیدي، بغداد، 1979م؛ هیردوتس، تواریخ، ترجمة مع حواش بقلم وحید مازندراني، طهران، 1368ش؛ وأیضاً:

Arutyunyan, N. V., Toponimika Urartu, Erevan, 1985; BSE3; Dyakonov, I. M., Istoriya Midii, Moscow/ Leningrad, 1956; Meydan Larouse, Istanbul, 1987; Plutarch, Lives, tr. B. Perrin, London, 1968; Saakyan, R. G., «Raboty angliiskikh istorikov», Navaya istoriya Armenii v trudakh Sovremennikh zarubezhnikh avtorov, Erevan, 1993; Türkiye diyanet vakfi İslâm ansiklopedisi, Istanbul, 1991; YA.

عنایت‌الله رضا/ هـ.