الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أرجان /

فهرس الموضوعات

أرجان

أرجان

تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/6 ۱۹:۴۶:۵۷ تاریخ تألیف المقالة

أَرَّجان، مدینة من العصر الساساني وإحدی التقسیمات الإداریة خلال القرون الهجریة الأولی تقع في الجنوب الغربي من إیران علی الحد الفاصل بین فارس و خوزستان.

 

الاسم و سبب التسمیة

ورد اسم أرجان علی الأختام الساسانیة (فراي، 60-63) بشکل «أ. ر. گ. أ. ن» (غاوبه، «مسکوکات... »، 85). وعلی المسکوکات العربیة – الساسانیة والإسلامیة بشکل «أرْجْن» (وُکر، 85؛ غاویه، ن.ص). وورد هذا الاسم في مصادر العصر الإسلامي بشکل الرجان و أَرگان (ابن البطریق، 191؛ الطبري، 2/ 92، 94؛ المقدسي، 421؛ الگردیزي، 82؛ للاطلاع علی الأشکال الأخری لهذا الاسم، ظ: حدود العالم، 404؛ ناصرخسرو، 164)، والشکل الأصلي والصحیح هو أرگان الذي عُرِّب إلی أرّجان.

کان الملک الساساني قباذ الأول (488-531م) وعقب انتصاره علی الروم سنة 502م وفتح آمِد و میافارقین و أسره کثیراً من الروم، أمر ببناء مدینة جدیدة بین فارس والأهواز بشکل کورة وضم إلیها عدة رسانیق (ابن الفقیه، 199؛ الدینوري، 66؛ الطبري، 2/ 94؛ نهایة ...، الورقة 171 ب؛ حمزة، 39؛ أبوعلي مسکویه، 1/ 89، 91؛ مجمل التواریخ...، 74)، وسمی هذه المدینة الجدیدة «قباذ خرّة» التي هي نفسها أرجان (ابن البطریق، ن.ص؛ ابن البلخي، 148؛ حمدالله، 129؛ أحمد زرکوب، 31).

خلطت بعض المصادر بین برقباذ الواقعة علی الضفة الشرقیة لنهر دجلة (ابن خرداذبه، 7؛ یاقوت، 1/ 194؛ غاوبه، «ولایة...»، 28؛ مایلز، 368؛ أیضاً ظ: ن.د، أبرقباذ) و بین قباذ خرة (أرجان) (ابن الفقیه، الدینوري، ن.صص). ذکرها الطبري باسم أقدم هو رامقباذ، وهو نفسه بومقباذ (برمقباذ) 2/ 94 وها 5). وورد في نهایة الأرب بشکل آمد قباذ (ن.ص) وذکرها حمزة الأصفهاني بشکل «به أز آمدکواذ» بمعنی «قباذ أفضل من آمد» (ن.ص). وذکر الطبري لها بهذا الاسم أدی ببعض بمنطقة أوسع. رأی مارکوارت أن «وه أز آمد کواد» هو الاسم الرسمي لأرجان (ص 41-42)، کما عده شوارتس أقدم أسماء أرجان (ص 112)، بینما لم‌یکن لآخرین في بحوثهم علم بالاسمین اللذین ذکرهما الطبري، ونظروا بعین الشک – علی مایبدو – إلی الاسم الذي أورده حمزة الأصفهاني (نولدکه، 248). وقارن وکر هذین الاسمین باسمي زرنج وسیستان اللذین یبدوان أنهما کانا اسمین لموضع واحد و وردا علی المسکوکات بوصفهما دارالضرب، عَدّ برمقباذ وأرجان مرتبطین بموضع واحد. وهو یعتقد أن «أرجان» کان اسم مقر الحکومة و«برمقباذ» اسم منقطة کبیرة من ذلک المرکز (المقدمة، 108).

وقد طرح البعض الآخر افتراضاً مفاده أنه لما لم‌یرد في المصادر الإسلامیة في القسم الخاص بفتوحات المسلمین والمدن التي کانت تخضع لسیطرتهم، ذکر لبرمقباذ، وإنما ذکر اسم أرجان فقط، فقد کانت توجد قبل قباذ الأول مدینة – أو رستاق علی الأقل – باسم أرجان. وعلی هذا فعقب الانتصار الذي حققه قباذ في شمالي بلاد مابین‌النهرین وتهجیره سکان تلک المنطقة إلی منطقة أرجان، ظهرت إلی الوجود مدینة جدیدة دعي مرکزها باسمه. ولذا فإنه إلی جانب هذا الاسم الرسمي، تم إحیاء الاسم القدیم، أي أن اسم أرگان القدیم حل محل اسم «وه أز آمد قباذ» (غاوبه، ن.م، 29-30؛ أیضاً ظ: EI2, I/ 659)، غیر أن الذي یضعف من احتمال أن یکون هذان الاسمان أطلقا علی مدینة، أو حتی موضع، أو ناحیة واحدة، هو العثور علی مسکوکات تمّ ضربها في أرجان و برمقباذ في نفس التاریخ (سنة 54هـ) و باسم حاکم واحد (عبدالرحمان بن زیاد) (عن التاریخ والموضع الذي عثر فیه علی هذه المسکوکات، ظ: وکر، 85، أیضاً المقدمة، 51). ذلک أنه من المستبعد جداً أن یکون حاکم واحد وخلال سنة واحدة قد ضرب باسمه في موضع واحد ودارضرب واحدة، سکة تحمل اسمي موضعین؛ کما أن استمرار ضرب هذا النوع من المسکوکات في أرجان سنة 56هـ، وفي برمقباذ في 58هـ باسم حاکم محلي آخر هو الحکم بن أبي العاص (م.ن، 86, 87، أیضاً المقدمة، 52)، مدعم للنظریة المذکورة.

لم یتم حتی الآن العثور علی مسکوکة ضربت في أرجان قبل الإسلام، مع أن ضرب المسکوکات العربیة، الساسانیة في هذه المدینة لایقلل من احتمال ضربها في العصر الذي سبق الإسلام (ظ: غاوبه، ن.م، 29)، وأن اسم برمقباذ أیضاً ورد علی الاختام الساسانیة بشکل وه أز آمد قباذ (یامایوتشي، 58)، وعلی مسکوکات هذه الفترة بالعلامة المختصرة لدار ضربها «ب. ر.م» (وکر، المقدمة، 15؛ غاوبه، «المسکوکات»، 92). ولهذا فإن نظریة کون أرگان هو الاسم الأقدم لبرمقباذ، غیرمقبول في الوقت الحاضر إذا أخذنا بنظر الاعتبار عدم العثور علی مسکوکات.

 

الموقع الجغرافي

تقع أطلال مدینة أرجان في سهل بهبهان علی بعد 10 کم إلی الشمال الشرقي من ذلک القضاء (فرهنگ ...، 52). وکانت هذه الکورة تقع في أقصی غرب بلاد فارس و تعدّ أول کورة في فارس بعد کورة الأهواز (ابن رسته، 189؛ ابن الفقیه، 198؛ قدامة، 242). وکان النهر الذي یروي المدینة یسمی في العهود الإسلامیة الأولی نهر طاب (ابن حوقل، 2/ 274؛ أشکال...، 113؛ ابن البلخي، 148؛ الإصطخري، 99)، حیث یطلق الیوم علی قسمیه الأعلی والأوسط اسم نهر مارون، وعلی قسمه الأسفل نهر الجرّاحي (فرهنگ، 51؛ مینورسکي، 49؛ قا: فرصت، 411). وکان هذا النهر یشکل في مساره الطویل نحو أرجان، الحد الفاصل بین خوزستان و فارس (ابن حوقل، ن.ص). واستناداً إلی المصادر، یبدو أن الحدود الجغرافیة لکورة أرجان کانت أواخر العهد الساساني علی النحو التالي: تحدها أصفهان من الشمال و الشمال الشرقي، ومن الجنوب الخلیج الفارسي، ومن الجنوب الغربي مدینة دورق (سُرَّق)، ومن الغرب والشمال الغربي کورة رامهرمز. وتمتد من الشرق حتی کورة سابور، وتتص من الجنوب الشرقي بولایة أردشیر خرة (ابن الفقیه، 199؛ ابن خرداذبه، 42، 47؛ الطبري، 2/ 94؛ ابن حوقل، 2/ 269؛ المقدسي، 421-422). کما أنه ومع الأخذ بنظر الاعتبار المناطق والأماکن المنسوبة لکورة أرجان، یمکن احتمال أن تکون حدودها الجغرافیة خلال القرون الهجریة الأولی قد حُددت بموجب التقسیمات الإداریة للعهد الساساني. وفضلاً عن ذلک، حفقد حدث في القرنین 2 و 3 هـ أن ضُمَّ المیناءان الغنیان گناوه (جنابة) وسینیز إلی کورة أرجان مما أدی إلی تدعیمها اقتصادیاً (ابن حوقل، 1/ 49؛ المقدسي، 422؛ الإصطخري، 113).

وردت في المصادر الجغرافیة إشارات کثیرة بشأن الطرق والمسافات بین موضع و آخر (ظ: ابن‌رسته، 188-189؛ ابن الفقیه، 200؛ ابن خرداذبه، 42-43؛ قدامة، 195؛ ابن‌حوقل، 2/ 258، 286؛ المقدسي، 453؛ أشکال، 119؛ الإصطخري، 133-134). والطریق الوحید الذي کان یربط سهل بهبهان بسهل دهدشت، یمر من مدخل تنگ تکاب علی بعد 10 کیلومترات إلی الشمال الشرقي من أرجان (غاویه، «ولایة»، 136؛ ستاین، الخارطة 2). کما کانت أرجان تقع علی بدایة الطریقین الرئیسین المتجهین إلی بغداد. وکانت کورتا فارس وخوزستان تتصلان عبر مدینة أرجان وطریقي البصرة – بغداد، أو واسط – بغداد،بمرکز الخلافة الإسلامیة (ابن حوقل، 2/ 258؛ أشکال، 107؛ الإصطخري،95).

وفي الحقیقة، فإن أرجان إنما کانت ترتبط بالمدن الساحلیة بواسطة هذه الطرق. وکان لطریق مهروبان – أرجان أهمیة فائقة لجمیع من کانوا یسافرون عن طریق البحر إلی خوزستان ومن یأتون من البصرة إلی خوزستان و فارس و أصفهان (حمدالله، 131؛ أیضاً ناصرخسرو، (المقدسي، ن.ص). وکما أشیر في المصادر الجغرافیة فإنه کان هناک طریق یصل موانئ أرجان الثلاثة، أي مهرویان و سینیز و گناوه ببعضها وینتهي بشیراز (ن.ص؛ ابن البخي، 162-163). وکانت هناک أیضاً طرق أخری فرعیة علی الطرق الواصلة بین المدن یمکن إعادة شقها علی أساس بقایا آثارها القدیمة (غاوبه، ن.م، 146). وقد انبری المقدسي (ص 425) بعد ابن حوقل (2/ 269) بنظرته الثاقبة لوصف المدینة بمنتهی الدقة. واستناداً إلیه، فإن أرجان کان لها 6 بوابات هي: الأهواز، ریشهر، شیراز، الرصافة، المیدان، الکیالون. وکانت بوابات الأهواز تقع في الشمال الغربي، وریشهر في الجنوب الغربي، وشیراز في الجنوب الشرقي، والرصافة في الشرق، أو الشمال الشرقي، وتقع بوابة المیدان في القسم الأعلی من المدینة، وکانت تستخدم لممارسة الألعاب الریاضیة مثل لعبة الصولجان. وکانت بوابة الکیالین جنب سوق باعة الحنطة (شوارتس، 115).

واستناداً إلی المقدسي، فإن نهراً وفیر الماء یمر وسط المدینة (ن.ص). وکما ذکر ابن حوقل فإنه تتم الاستفادة في أرجان من میاه القنوات التي تجري إلی بیوت أهلها و سرادیبها (2/ 415). وبناء علی ماشاهده ناصرخسرو – و هو مایؤید ماذکره ابن حوقل – فإنه کان علی الجانب الشرقي للمدینة نهر یجري نحو الشمال، ولکي یجري إلی داخل المدینة حُفرت له أربعة جداول کبیرة یستفاد منها لسقي المزارع والبساتین الواقعة خارج المدینة (ص 164؛ أیضاً ظ: ستاین، 81). واستناداً إلی قول ابن حوقل من أن ماء أرجان غیر طیب ولامريء (2/ 269)، فینبغي أن یکون ماء شرب أهلها غیر الماء الذي یستخدمونه لسائر الاحتیاجات (ظ: شوارتس، 113-114).

کان في أرجان مسجد جامع جمیل بناه الحجاج بن یوسف الثقفي (البلاذري، 2/ 292؛ المقدسي، ن.ص)، یقع إلی جانب السوق وله مئذنة عالیة وجمیلة (ن.ص). بنیت طیقانه من الصخر المنحوت و الجص، وزُین محرابه بالآیات القرآنیة بالخط الکوفي، کما کتب تاریخ بناء المسجد بالخط الکوفي (فسایي، 2/ 1470؛ اعتماد السلطنة، 124). واحتمل اعتماد السلطنة الذي لم تسفر جهوده للعثور علی النص الکوفي لتاریخ هذا البناء عن شيء،أن یکون هذا المسجد من الأبنیة التي شیدت خلال العصر البویهي (ص 125).

 

الأوضاع الاقتصادیة

کانت أرجان بسبب وقوعها علی مفترق طرق العراق و فارس و کذلک لتمتعها بوجود موانئ شهیرة مثل مهروبان وگناوه وسینیز،تُعد من المراکز التجاریة المهمة. وکانت هذه المنطقة ومدنها، مخزن العراق و فارس و فرضة خوزستان و أصفهان (المقدسي، 421-425).

تقع المدینة في منطقة حارة، لکن کان فیها میاه وفیرة وهواؤها نقي (ابن حوقل، 2/ 269، 287، 289؛ حدود العالم، 404؛ أشکال، 117، 120؛ المقدسي، ن.ص؛ الإصطخري، 128).

وکانت المیاه الوفیرة و الطریقة السلیمة المتبعة في إیصالها إلی المزارع والبساتین – فضلاً عن المناخ الحار – قد هیأت لأرجان وضعاً اقتصادیاً أفضل مقارنة بمدن أخری. وکانت الزراعة مزدهرة کثیراً علی ضفتي نهر طاب (مارون الحالي). وکانت أرجان ذات بساتین کبیرة ومزارع نخیل عدیدة،وکان بالإمکان زراعة فواکه المناطق الباردة فیها أیضاً فضلاً عن التمر وفواکه المناطق الحارة. وکانت محاصیلها الزراعیة تضم فواکه مثل التین والزیتون والجوز والأترج واللیمون والزمان (المسعودي، 3/ 54؛ ابن حوقل، 2/ 269؛ المقدسي، 421، 425؛ أشکال، أیضاً ناصرخسرو، ابن البلخي، الإصطخري، ن.صص). وإضافة للمحاصیل الزراعیة، فقد انتشرت هناک صناعات النسیج والصابون و صید الأسماک أیضاً، کما کان یتم الحصول فیها علی دبس التمر و العنب (المقدسي، 442؛ الإصطخري، 154).

ویدل نشاط دار ضرب المسکوکات في أرجان علی عهد الصفاریین (ظ: مایلز، 372)، علی أهمیتها السیاسیة والاقتصادیة. وکما ذکر المقدسي فإن أرجان کانت لها عائدات ضخمة بحیث کان عضدالدولة البویهي (338-372هـ) یولي أهمیة کبری لجمع ضرائبها (ص 421). وکان خراجها 510,000 دینار سنة 350هـ (ابن‌حوقل، 2/ 304).

 

تاریخها

استناداً إلی اللقی الأثریة الفخاریة التي ترجع إلی الألفین 4 و 3 ق.م والتي عثر علیها في «تپه سبز» في الجنوب الشرقي من أرجان، یمکن الاستنتاج أن هذه المنطقة کانت منذ القدم محط الأنظار لمعیشة الإنسان (ظ: توحیدي، 242). کما أنه اعتماداً علی ماعثر علیه من آثار سنة 1361ش علی ضفة نهر مارون و شمالي مدینة أرجان القدیمة، فإن خلفیة استقرار الإنسان في أرجان ترجع إلی العصر العیلامي الجدید (العیلامي الثالث) (ظ: بقیة المقالة). وقد قُدِّر تاریخ بناء المدینة بأنه حدث بعد 502م (ابن الفقیه، 199؛ الدینوري، 66؛ أیضاً ظ: الطبري،2/ 94؛ غاویه، «ولایة»، 28). ولکن یستفاد من روایات أخری أنه کانت هناک قبل سنة 502م منطقة باسم أرجان. فاستناداً إلی الطبري، فإن أردشیر الأول (حکـ 241-272م) مرّ بطریق أرجان خلال إحدی هجماته العسکریة التي کان متجهاً فیها إلی الأهواز (2/ 40؛ أیضاً ظ: شوارتس، 113). کما أشار الثعالبي (ص 527) إلی بناء جسر أرجان بأمر من سابور الأول (حکـ 241-272م).

ومعلوماتنا عن مدینة أرجان و منطقتها خلال العصر الساساني، قلیلة جداً، لکن لما کانت المدینة واقعة علی نقطة التقاء طرق مختلفة، یبدو أنه تمّ توسیعها علی ید قباذ فقط (ظ: شوارتس، ن.ص). وفي أواخر عهد الخلیفة الثاني، شن أبوموسی الأشعري برفقة عثمان بن أبي العاص هجوماً علی أرجان و فرض علی سکان تلک البلاد الجزیة والخراج وفتح المدینة صلحاً (البلاذري، 2/ 388). وعقب فتح عثمان بن أبي العاص أرجان، عیّن أخاه الحکم بن أبي‌العاص حاکماً علیها (الدینوري، 133). لکن استناداً إلی ابن قتیبة (ص 183) فإن المغیرة بن شعبة کان حاکماً هناک سنة 22هـ/ 643م. ویستفاد من المسکوکات التي ضربت في أرجان خلال السنوات 54 و 56هـ/ 674 و 676م أن هذه المنطقة کانت خلال العصر الأموي أیضاً تتمتع بأهمیة سیاسیة. و وفقاً للمصادر فقد کان للخوارج في مدینة أرجان نشاط ملحوظ (المبرّد، 3/ 1261-1262؛ معمر، 2/ 199). وکما أفاد ناصرخسرو في رحلته، فإن الناس هناک کانوا علی شتی المذاهب (ص 164)، ویبدو أن أغلب الناس کانوا معتزلة (ن.ص).

وکما ذُکر فیما مضی، فقد کانت أرجان مزدهرة خلال العهد البویهي، ویبدو أنها کانت مقر إقامة رکن‌الدولة (بوسه، 283-289). وقد ذهب وزیره ابن العمید من قبله مراراً إلی هذه المدینة التي شهدت لقاء الوزیر باشاعر المتنبي (ن.ص). کانت المدینة تقع في قلب منطقة حکم البویهیین، وفضلاً عن الاهتمام الذي حظیت به لازدهارها و الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته، فقد کانت علی الدوام مرکزاً لمعارک الحکام البویهیین (ابن الأثیر، 9/ 62-63؛ أیضاً ظ: شپولر، 1/ 186). واستناداً إلی مارواه حمزة الأصفهاني، فقد انتشر في أرجان و باء مهلک سنة 344هـ/ 955م أدی إلی انخفاض عدد سکانها (ص 126)، کما تواصل حدوث زلازل فیها، ومنها ما حدثت في 444 و 478هـ/ 1052 و 1085م وأدتا إلی تدمیر کثیر من القری (ابن الأثیر، 9/ 591، 10/ 145).

ویبدو أن السلاجقة استولوا علی أرجان في 447هـ (م.ن، 9/ 605)، وأنها من الناحیة الأداریة کانت تابعة لخوزستان علی عهد أبي کالیجار، آخر حاکم بویهي لها، لکنها کانت تُعدّ في الأصل جزءاً من کورة فارس (ظ: ابن البلخي، 121؛ أبوالفداء، 318، 319). وفي أواخر الحکم البویهي و نتیجة المعارک المتلاحقة التي کانت تدور بین السلاجقة والحکام البویهیین (ابن الأثیر، ن.ص)، کانت بلاد أرجان- خاصة بعد الدمار الذي لحق بمینائیها المهمین سینیز و ناوه – تسیر نحو الأفول (غاوبه، ن.م، 25).

کانت أرجان محط أنظار الإسماعیلیة الذین بنوا لهم قلاعاً في شتی نواحیها (ظ: قسم الآثار التاریخیة من هذه المقالة). وقد أدی هجومهم علی أرجان و نهبهم لها في القرن 8 هـ/ 14 م إلی تدمیر المدینة بأسرها.

 

آثارها التاریخیة

لم تتم حتی الآن تنقیبات أثریة بشکل علمي ضمن نطاق مدینة أرجان التاریخیة، وقد تم العثور علی آثار قلیلة في هذه المنطقة من خلال تنقیبات مصادفةً في 1361ش (توحیدي، 233). تم العثور علی قبر انفرادي ذي شکل مستطیل بقیاسات 90-88×250 سنتیمتراً وارتفاع 136 سنتیمتراً (م.ن، 249). بنیت الجدران الجانبیة لهذا القبر بواسطة أحجار منظمة اشکل تقریباً وبالجص (ن.ص). ویبدو أن إشارة أبي دلف للتوابیت الحجریة في أرجان، علی علاقة بهذا النوع من المقابر (ص 91). والتابوت الموجود في هذا القبر مصنوع من البرونز و علی شکل U أو حوض الاستحمام (علي‌زاده، 266) مما یمکن مقارنته بالتوابیت الفخاریة للعصر العیلامي و هو عدیم المثال في نوعه من حیث الشکل الهندسي و أسلوب التزیین (توحیدي، 254؛ حول الآثار الأخری التي تم العثور علیها، ظ: م.ن، 285). ومن الآثار التي عثر علیها في هذا القبر حلقة ذهبیة حفرت علی مقبضها کتابة باللغة العیلامیة. وقد أدت هذه الکتابة إلی أن یعتقد بعض الباحثین أنها تعود إلی العصر العیلامي الجدید (والا، 189). لکن آخرین – واستناداً إلی تشابه الأسلوب فقط بین آثار أرجان و بقیة الآثار – یعتقدون أن هذا القبر یعود للنصف الأول من القرن 8 ق.م وأن الشخص المدفون فیه یحتمل أن یکون أحد الملوک المجهولین للمناطق الجبلیة (علي‌زاده، 286).

ومن آثار العصر الساساني في هذه المنطقة، بقایا صخور و آجر من مختلفات جسرین تحدث عنهما دوبود، أول مکتشف للآثار القدیمة بأرجان في 1840م (ص 189). واستناداً لابن الفقیه (ص 199) فإنه کانت توجد قنطرة علی النهر الذي یمر وسط المدینة (أیضاً ظ: ابن‌رسته، 189). وقد سماها ابن خرداذبه القنطرة الکسرویة التي بنیت علی نهر أرجان (ص 43). وقد دعیت هذه القنطرة في بعض المصادر، ثکان (ابن‌حوقل، 2/ 274؛ ابن البلخي، 148)، وفي مصادر أخری، نکار (أشکال، 113). وقال ابن حوقل إن القنطرة تقع علی باب أرجان ممایلي خوزستان (2/ 298؛ أیضاً ظ: أشکال، 124-125؛ الإصطخري، 134). واستناداً إلی ابن‌حوقل (2/ 286-298) والإصطخري (ص 152)، فإن هذه القنطرة علی بعد رمیة سهم من أرجان و کان بأنیها الدیلمي طبیب الحجاج بن یوسف (أیضاً ظ: الإدریسي، 1/ 412). وشیدت القنطرة من الصخر و هي «طاق واحد سعة مابین عمودیه عن وجه الأرض ثمانون قدماً، وارتفاعها مقدار مایجوز فیه راکب الجمل بیده علم من أطول مایکون من الأعلام» (ابن حوقل، ن.ص؛ أشکال، 124-125). وبرغم أن ستاین یری أن هذه القنطرة تعودللعصر الساساني، لکنه یشکک في قیاساتها التي ذکرها الجغرافیون (ص 86). وکما أشار دوبود فإن أحد قنطرتي مدینة أرجان یدعی پل بیگم والآخر پل دختر (ن.ص). ولیس معلوماً بشکل جازم أي قنطرة من هاتین القنطرتین عدّها الجغرافیون قنطرة ثکان وأي منهما عدّوها قنطرة الدیلمي (شوارتس، 117).

کان في أرجان بیت للنار یرجع المؤرخون تاریخ بنائه إلی عصر الکیانیین (المسعودي، 2/ 253؛ الشهرستاني،254). کما کانت فیها قلعة شهیرة (الگردیزي، 350) کان الزرادشتیون منهمکین فیها بتعلم کتبهم (أشکال، 112؛ الإصطخري،118).

 

المصادر

ابن‌الأثیر، الکامل؛ ابن البطریق، سعید، التاریخ، بیروت، 1905م؛ ابن‌البلخي، عبدالله، فارس‌نامه، تقـ: جي لسترنج و ر. أ. نیکلسون، طهران، 1363ش؛ ابن‌حوقل، محمد، صورة الأرض، تقـ: کرامرس، لیدن، 1938-1939م؛ ابن خرداذبه، عبیدالله، المسالک والممالک، تقـ: دي‌خویه، لیدن، 1889م؛ ابن رسته، أحمد، الأعلاق النفیسة، تقـ: دي‌خویه، لیدن، 1891م؛ ابن الفقیه، أحمد، مختصر کتاب البلدان، تقـ: دي‌خویه، لیدن، 1302هـ/ 1884م؛ ابن قتیبة، عبدالله، المعارف، تقـ: ثروت عکاشة، القاهرة، 1388هـ/ 1969م؛ أبودلف، مسعر، سفرنامه، تجـ: أبوالفضل طباطبائي، طهران، 1342ش؛ أبوعلي مسکویه، أحمد، تجارب الأمم، تجـ: أبوالقاسم إمامي، طهران، 1369ش؛ أبوالفداء، تقویم البلدان، تقـ: رینو ودوسلان، باریس، 1840م؛ أحمد زرکوب، شیرازنامه، تقـ: إسماعیل واعظ جوادي، طهران، 1350ش؛ الإدریس، محمد، نزهة المشتاق، بیروت، 1409هـ/ 1989م، أشکال العالم، المنسوب لأبي لاقاسم الجیهاني، تجـ: علي عبدالسلام الکاتب، تقـ: فیروز منصوري، طهران، 1368ش؛ الإصطخري، إبراهیم، المسالک والممالک، تقـ: دي‌خویه، لیدن، 1927م؛ اعتمادالسلطنة، محمدحسن، هوامش علی سفرنامۀ جنوب إیران من تألیف بابن و فردریک هوسه، طهران، 1363ش؛ البلاذري، أحمد، فتوح‌البلدان، تقـ: دي خویه، لیدن، 1865م؛ توحیدي، فائق و علی محمد خلیلیان، «گزارش بررسي أشیاء آرامگاه أرجان – بهبهان»، أثر، طهران، 1361ش، عد 7، 8،9؛ الثعالبي المرغني، حسین، غرر أخار ملوک الفرس و سیرهم، تقـ: زوتنبرغ، باریس، 1900م؛ حدود العلام، تقـ: مینورسکي، کابل، 1342ش؛ حمدالله المستوفي، نزهة القلوب، تقـ: جي لسترنج، لیدن، 1331هـ/ 1913م؛ حمزة الأصفهاني، تاریخ سني ملوک الأرض والأنبیاء، برلین، 1304هـ؛ دوبود، سفرنامۀ لرستان و خوزستان، تجـ: محمدحسین آریا، طهران، 1371ش؛ الدینوري، أحمد، الأخبار الطوال، تقـ: عبدالمنعم عامر، القاهرة، 1960م؛ شپولر، ب، تاریخ إیران در قرون نخستین إسلامي،تجـ: جواد فلاطوري، طهران، 1369ش؛ الشهرستاني، محمد، املل و النحل، تقـ: محمد سیدکیلاني، بیروت، 1404هـ؛ الطبري، تاریخ؛ علي‌زاده، عباس، «آرامگاهي مربوط به دورۀ عیلام نو در أرجان نزدیک بهبهان»، تجـ: رسول وطن‌دوست، أثر، طهران، 1369ش، عد 17؛ فرصت، محمد نصیر، آثار الحجم، تقـ: علي دهباشي، طهران، 1354ش؛ فرهنگ جغرافیایي آبادیهاي کشور، بهبهان، المؤسسة الجغرافیة التابعة للقوات المسلحة، طهران، 1370ش، ج 91؛ فسایي، حسن، فارسنامۀ ناصري، تقـ: منصور رستگار فسایي، طهران، 1367ش؛ قدامة بن جعفر، الخراج، تقـ: دي‌خویه، لیدن، 1889م؛ الگردیزي، عبدالحي، زین‌الأخبار، تقـ: عبدالحي حبیبي، طهران، 1363ش؛ المبرد، محمد، الکامل، تقـ: محمدأحمد الدالي، بیروت، 1406هـ/ 1986م؛ مجمل التواریخ و القصص، تقـ: محمدتقي بهار، طهران، 1318ش؛ المسعودي،علي، مروج الذهب، تقـ: محمد محیي‌الدین عبدالحمید، القاهرة، 1964-1967م؛ معمر، علي یحیی، الإباضیة في موکب التاریخ، القاهرة، 1964م؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، تقـ: دي‌خویه، لیدن، 1906م؛ مینورسکي، حواش وتعلیقات علی حدودالعالم، تجـ» میرحسین‌شاه، (ظ: همـ)؛ ناصرخسرو، سفرنامه، تقـ: محمد دبیرسیاقي، طهران، 1356ش؛ نهایة الأرب، المنسوب للأصمعي، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ نولدکه، ثیودور، تاریخ إیرانیان و عربها در زمان ساسانیان، تجـ: عباس زریاب، طهران، 1358ش؛ والا، فرانسوا «تذکري در مورد نوشتۀ میخي شیئي طلایي مکشوفة أز أرجان»،تجـ: أفسانه خلعت‌بري، أثر، طهران، 1364ش، عد 10، 11؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

Busse, H., «Iran under The Büyids», The Cambridge History of Iran, ed. R. N. Frye, Cambridge, 1975, vol. IV; EI2; Frye, R. N., Sasanian Remains from Qasr-I Abu Nasr, Cambridge, 1973; Gaube, H., Arabosasanidische Numismatik, Braunsch weig, 1973; id, Dir süd-persische Provinz Arrağān/ Küh-Gilüyeh…, Wien, 1973, vol. II; Markwart, J., Ērānšahr, Berlin, 1901; Miles, G. C., «Numismatics», The Cambridge History of Iran, ed. R. N. Frye, Cambridge, 1975, vol. IV; Schwarz, P., Iran im Mittelalter nach den arabischen Geographen, NewYork, 1969; Stein, A., Old Routes of Western Iran, NewYork, 1969; Walker, J., A Catalogue of the Arab-Sassanian Coins Oxford, 1967; Yamauchi, K., The Vocabulary of Sasanian Seals, Iranian Studies 5, Tokyo, 1993.

جواد نیستاني/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: