الصفحة الرئیسیة / المقالات / الإرجاني /

فهرس الموضوعات

الإرجاني

الإرجاني

تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/6 ۲۰:۱۸:۰۰ تاریخ تألیف المقالة

اَلإرجانيّ، أبویحیی زکریا (حکـ ح 295-310هـ/ 908-922م)، زعیم قبیلة نفوسة البربریة و آخر أئمة الإباضیة الوهبیة في إفریقیة الشمالیة. کان من أهل إرجان (منطقة في شرقي جبل نفوسة) و کان یکنی أیضاً بأبي بطّة (ابن عذاري، 1/ 187؛ الشماخي، 1/ 207). وبحسب ما ورد في فهرست زامباور (ص 101) عن أمراء نفوسة، فإن أبا یحیی اختیر للإمامة عقب خلع أفلح بن العباس في 283هـ/ 896م، لکن استناداً إلی التقریر والدراسة التي قام بها لفیتسکي لکتاب تسمیة شیوخ جبل نفوسة وقراهم الذي یرجع إلی القرن 6هـ، فإن اختیار الإرجاني للإمامة عقب أبي حاتم یوسف بن أبي یقظان تم بُعید سنة 294هـ (EI2).

تولی الإرجاني الإمامة تماماً في الوقت الذي کانت فیه قوة إباضیة المغرب تتجه إلی الانحدار، وسقطت علی أدیي الفاطمیین دولة الرستمیین بتاهرت في 296هـ/ 909م بعد حوالي 130 سنةمن دعم إباضیة شمال إفریقیة. وبسقوط هذه الدولة انهارت القدرة السیاسیة لإباضیة إفریقیة. وقد بقیت نفوسة لفترة طویلة عقب سقوط دولة الرستمیین، قاعدة لإباضیة لیبیا، لکن لم‌تؤسس إطلاقاً هناک دولةو إمامة (الباروني، 50-51؛ معمر، 2(1)/ 145؛ زامباور، ن.ص). وفي ظروف کهذه حیث تتواصل الحیاة الاجتماعیة للمجتمع – بحسب العقائد الإباضیة – وفقاً لمسلک الدفاع، اختیر الرجاني للإمامة (معمر، 1/ 93-94، 2(1)/ 151-152؛ سمیث، 284؛ ربشتوک، 313). ولهذا السبب فقد سماه الشماخي (ن.ص) – نقلاً عن کتاب السیر لمَقرین بن محمد البُغطوري – الإمام المدافع. ویبدو أن الإرجاني کان یهدف من وراء مسلک الدفاع أن یؤخر زمنیاً مرحلة اجتیاز الظهور إلی مرحلة الکتمان، لکن مسلکه هذا لم‌یتجاوز الحدود الإقلیمیة إطلاقاً. وظلت إمامة الإرجاني محصورة في جبل نفوسة، و حتی من بعده فإن الهیمنة الدینیة و القضائیة للإباضیة اقتصرت علی الحکام والقضاةالمحلیین ضمن نطاق المناطق التي کانوا یتمتعون بنفوذ فیها (ظ: ریشتوک، 297,313؛ حول مصطلحي «الظهور» و«الکتمان»، ظ: معمر، 1/ 93، 95، 96؛ سمیث، ن.ص).

وفضلاً عن کونه إماماً مدافعاً، فقد عرف الإرجاني أیضاً بوصفه الزعیم و الشیخ الأکبر لحلقة العزّابة (ظ: معمر، 1/ 103). ویبدو أن الهیئة الکبری للعزابة في عصره کان مقرها في مدینة جادو التي کانت بدورها المرکز السیاسي والإداري لتلک المنطقة و کل جبل نفوسة (ظ: م.ن، 1/ 102-103). واستناداً إلی روایة الشماخي في کتاب السیر (ن.ص)، فإن الإرجاني و في سبیل رعایة شؤون المجتمع الإباضي و خاصة القضائیة منها، کان یذهب کل یوم من إرجان إلی جادو ثم یعود إلی مدینته، مما کان یُعدّ أمراً طبیعیاً لدی شیوخ العزابة (أیضاً ظ: معمر، 1/ 103). ومع الأخذ بنظر الاعتبار صفات الثناء التي وصف بها الشماخي (ن.ص) أبا یحیی الإرجاني مثل العالم الکامل جمع علماً و عملاً و ورعاً و کذلک معرفة المهام التي کان یضطلع بها «الشیخ الأکبر» لحلقة العزابة (مثلاً ظ: الدرجیني، 1/ 171-174)، یبدو أن الإرجاني لم‌یکن‌ فحسب عالماً کاملاً له ید في القضایا العلمیة والاستشارات الدینیة، بل عُرف أیضاً بصفة «مستناب الشیخ» (عن الشیخ الأکبر و مستنابه، ظ: ن.ص).

وإضافة إلی ذلک، ینبغي التذکیر بأن المجتمع الإباضي علی عهد الإرجاني، جابه مشاکل في الداخل و الخارج. وففي ذلک الوقت احتدم النقاش بین جناحین من الإباضیة الوهبیة هما بنو زمّور و بنو طرمیسة. فقد قبل بنو زمور الذین کانوا أوفیاء للرستمیین، أبا یحیی بوصفه رئیساً للحکومة المحلیة، وأتا حوا للإرجاني إطلاقاً اللقاء بجیرانهم الإباضیة، الطرمیسیین (ظ: ریشتوک، 225). فخلال تلک الفترة لم‌یکن مسموحاً لهاتین الأسرتین أن یحضرا إلی سوق مدینة جادو في یوم واحد؛ ولذا فقد حدّد لکل واحدة منهما یوماً خاصاً بها. غیر أن بني زمور طلبوا إلی الإرجاني أن یأذن لهم بالذهاب إلی سوق جادو یوم عاشوراء و هو الیوم الذي کان مخصصاً لبني طرمیسة؛ ومع أن أبایحیی حاول التوسط بین هذین الفریقین، لکن الحرب نشبت أخیراً بینهما حیث قتل الکثیر وخاصة من أهل طرمیسة (الشماخي، ن.ص، الذي أورد کنیة الإرجاني خطأً بشکل «أبوزکریا»؛ أیضاً ظک شتروطمان، 278-279).

ومن جهة أخری وفي 310هـ و بأمر من عبیدالله الفاطمي تم إرسال جیش بقیادة علي بن سلیمان الداعي للقضاء علی المعارضة في نفوسة. وقد اشتبک الجیش الفاطمي مرتین مع إباضیة جبل نفوسة. مُنیت الحملة الدولی للفاطمیین علی الجزیرة بالهزیمة. لکن لما وصل نبأ الهزیمة إلی عبیدالله، بادر إلی إرسال تعزیرات لمد ید العون للمهزومین، فاشتبک علي بن سلیمان الداعي مرة أخری مع الإباضیین قرب تَرَکْت، وخلال المعرکة قام أحد الجنود الإباضیة من جیش أبي یحیی و ربما بسبب ظلم قد ناله، بقتل الإرجاني (الشماخي، ن.ص؛ ابن عذاري، 1/ 187؛ EI2؛ شتروطمان، ن.ص، الذي عدّ هذا الجندي الإباضي من بني طرمیسة). وبموت الإرجاني و ماتلاه من هزیمة الإباضیین، استولی علي بن سلیمان علی جبل نفوسة وانقرضت بذلک سلسلة الأمراء النفوسیین (زامباور، 101).

 

المصادر

ابن‌عذاري، أحمد، البیان المغرب، تقـ: ج.س. کولن ولیفي پروفنسال، لیدن، 1948-1951م؛ الباروني، سلیمان، مختصر تاریخ الإباضیة، تونس، 1357هـ/ 1938م؛ الدرجیني، أحمد، طبقات المشایخ بالمغرب، تقـ: إبراهیم طلّاي، قسنطینة (الجزائر)، 1394هـ/ 1974م؛ زامباور، معجم الأنساب والأسرات الحاکمة، تجـ: زکي محمدحسن و حسن أحمد محمود، بیروت، 1400هـ/ 1980م؛ الشماخي، أحمد، السیر، تقـ: أحمد بن سعود السیابي، عُمان، 1407هـ/ 1987م؛ معمر،علي یحیی، الإباضیة في موکب التاریخ، القاهرة، 1384هـ/ 1964م؛ وأیضاً:

EI2; Rebstock, U., Die Ibāditen im Moğrib, Berlin, 1983; Smith, P., «The Ibadhites», The Mostem World, Cairo, 1922, vol. XII; Strothmann, R., «Berber und Ibāḍiten», Der Islam, Berlin/ Leipzig, 1928, vol. XVII.

قسم التاریخ/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: