الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أراک /

فهرس الموضوعات

أراک

أراک

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/3 ۱۵:۳۸:۴۰ تاریخ تألیف المقالة

أَراک، مدینة (مرکز محافظة)، وقضاء بنفس الاسم في المحافظة المرکزیة بإیران. واسم أراک هو الشکل الفارسي لکلمة عراق. ویبد أن هذا الاسم الذي أطلق علی سلطان‌آباد (عراق) في 1314ش، استناداً إلی مصادقة مجلس الوزراء، ورد لأول مرة في بیت شعر للمیرزا آقاخان الکرماني (تـ 1314هـ) في وصف هذه المدینة (دهگان، «گزارش نامه»، 275؛ معین). وقد اعتبرت مدینة أراک و قضاءها منذ أقدم العصور، جزءاً من منطقة جبلیة واسعة سماها الیونانیون میدیا (لسترنج، 185؛ أفضل الملک، 299)، ودعاها الجغرافیون المسلمون، الجبال (ابن حوقل، 304؛ المقدسي، 384؛ حدود العلام، 139)، وقهستان العراق (بکران، 56) والجبال و العراق (یاقوت، 2/ 15-16) وعراق العجم (حمدالله، 51) (ظ: ن.د، آشتیان). وعلی‌هذا، فإن تطبیق هذا الاسم علی العراق المذکور في المصادر المتقدمة علی 1227هـ (سنة تأسیس سلطان‌آباد)، لایصح. واستناداً إلی روایة البرقي في تاریخ قم (القمي، 26)، فإن المنطقة التي أنشئت فیها سلطان‌آباد کانت جزءاً من من منطقة قم (للاطلاع علی تاریخ هذه المنظقة، ظ: ن.د، آشتیان، تاریخها).

وخلال العهد القاجاري کانت عراق تعد من الولایات و النواحي التي یعیَّن لها حاکم، وکانت تقسم إلی 5 مناطق رئیسة: خلجستان في الشرق، وفراهان في المرکز، و کَزِاز و سربندر (سربند) في الجنوب، وشراء ویزچلو ووفس في الغرب، ورودبار في الشمال (وکیلي، 385) وقسمت هذه المناطق الخمس فیما بعد إلی 9 مناطق: عراق وضواحیها، فراهان، شراء، بزچلو ووفس، آشتیان و گَرَکان و تَفرِش، رودبار، مشک‌آباد ولاخور، سربند و کزاز (کیهان، 2/ 386). وکان یحد هذه المنطقة من الشمال همدان و ملایر و ساوه، و من الشرق قم و کاشان، و من الجنوب محلات و کمره و جاپلق، و من الغرب بروجرد و نهاوند (ن.ص). وکانت سلطان‌آباد مرکز هذه المنطقة و مساحتها تزید علی 21,600کم2 وذلک في سنة 1334هـ (وکیلي 365، 367).

 

قضاء أراک

وأراک إحدی الأقضیة الثمان للمحافظة المرکزیة ولها ثلاث نواحٍ، تشتمل علی 18 قریة، ومکونة من 321 قریة صغیرة (آمارنامه، 1372ش، 3-4). وتحد هذا القضاء من الشمال، ساوه و محافظة همدان، و من الجنوب سربند و خمین، ومن الشرق تفرش وآشتیان و محلات، و من الغرب ملایر (محافظة همدان) سرشماري، التقاریر التفصیلیة، المحافة المرکزیة (سرشماري، التقاریر التفصیلیة، قضاء أراک، 1).

طبیعتها: تقع أقدم الرواسب في هذا القضاء، في الجنوب الغربي منه، وتعود للعصر الجیولوجي الثاني. وفي العصر الثالث تأثرت هذه المنطقة شأنها شأن أغلب مناطق البلاد بقوة تکوّن الجبال وشکلت منطقة جبلیة تزامن تشکیل مرتفعاتها مع بقیة سلاسل الجبال المرکزیة في إیران (جغرافیاي کامل ...، 2/ 1193، 1195). وفي العصر الجیولوجي الرابع و بسبب سیطرة المناخ الرطب و جریان الأنهار الوفیرة المیاه في هذه المنطقة، حدثت حرکة شدیدة لتأکل التربة، ونتیجة لنقلها المواد من المناطق المرتفعة إلی المناطق المنخفضة، تکونت سهول ومنها سهل فراهان (ن.ص). وقد قسم غرین العصر الرابع هذه المنطقة بشکل عام إلی ثلاث مجامیع: غرین کنغلومرا، مکون من عناصر خشنة مقرنة في الشمال والشمال الشرقي للسهل، وغرین ذو حبات خشنة في الشمال والشمال الغربي، وغرین الأجزاء المنخفضة في الجزء الأوسط للسهل، وحباته أکثر نعومة، وفي الصحراء الوسطی کانت نسبة الطَّفل فیها أکبر (مبشري، 9/ 234). لذا فإن نسیج التربة في القسم الوسطي للسهل أکثر ثقلاً، ونسبة الملوحة فیه أکبر (محتاط، 47).

یقع قضاء أراک علی شریط الزلازل في إیران، لکنه یعد من المناطق التي لایتعدی فیها الزلازل 5 درجات علی مقیاس ریختر، و هو من المناطق التي لاتخلّف فیها الزلازل خسائر (جغرافیاي کامل، ن.ص).

وتتکون دراک من سهل فسیح تقع في شماله جبال خلجستان، وفي جنوبه جبال کمره، وتؤمن میاهَه الأنهارُ الصغیرة التي تنبع من هذه الجبال (کیهان، 2/ 386).ویمتد جبل راسوند (3,389 متراً ) بامتداداته المختلفة، في عدة سلاسل متوازیة من الشمال الغربي إلی الجنوب الشرقي؛ وفي القسم الغربي امتدت سلسلتان من شرقي قریة شراء وغربیها موازیتان لبعضهما، نحو الشمال والشمال الغربي: تتصل سلسلة الجبال الواقعة في غرب هذا الریف بجبل أَلوند، بینما تواصل السلسلة الأخری التي یقل ارتفاعها تدریجیاً امتدادها بین فراهان وبزچلو لتتصل بجبل وفس (2,745 متراً ) الواقع شمال غربي القضاء (فرهنگ جغرافیایي ...، 2/ 5؛ فرهنگ کوهها ...، 48، 111). ومن القمم الواقعة في هذا القضاء: قمة بین طوره (توره) وشازند (219، 3 متراً)، قمة لشکر شمالي سرچال (2,938 متراً) وقرق (2,967 متراً (فرهنگ جغرافیایي، ن.ص).

وفي هذا القضاء،کما في کثیر من مناطق البلاد، وخاصة إیران الوسطی، لاتحظی الأنهار بأهمیة کبیرة مقارنة بمصادر المیاه الجوفیة (قا: وکیلي،366). وتبلغ سعة حوض مصب أراک 4,500 کم 2، منه 2, 527 کم 2 جبلي (مبشري، 9/ 233). وأهم أنهار هذا القضاء قره‌چای الذي ینبع من جبال ناحیة سربند کزاز (فرهنگ جغرافیایي، ن.ص)، وتتصل روافده العدیده التي تتخذ في کل موضع اسم ذلک الموضع (قا: محتاط، 58-61)، ببعضها في منطقة پل دوآب لتدخل ریف شراء. ومسیره حتی نهایة ریف شراء هو من الشمال نحو الجنوب و یدعی قره‌چاي. وبعد أن یتجاوز هذا النهر ریف شراء وأجزاء من قضاء همدان، یدور حول جبل وفس من الشمال و یجري نحو الشرق. ثم یمر من وسط ریف رودبار الجبلي و شمالي تفرش ویصل إلی بندِ ساوه. و یفیض هذا النهر في الربیع لیروي الجزءالأکبر من القری الصغیرة التابعة لریف شراء و القری الصغیرة الواقعة علی ضفاف نهر رودبار والقسم الرئیس من القری الصغیرة في جنوب ساوه (فرهنگ جغرافیایي، ن.ص).

وحوض المیاه الجوفیة في هذا القضاء حوض مغلق ینساب من المرتفعات نحو الصحراء الوسطی، ویتراوح انحداره في مختلف مناطق السهل بین 8/ 0-1 بالألف في حافات بحیرة میقان و بین 8-11 بالألف في المناطق الشمالیة. ویقل عمق الاصطدام بالماء کلما اتجهنا من حافات السهل نحو الصحراء الوسطی. وکمیته في أعلی نقطة تصل إلی 70 متراً، بینما تتراوح في الأقسام الشرقیة والغربیة بین 50-60 متراً وتبلغ في القسم الشمالي حوالي 7 أمتار (مبشري، 9/ 234-235). وکانت کمیة المیاه المسحوبة من 165 عیناً في هذه المنطقة، 14 ملیون م 3 في السنة، بینما بلغ مقدار المسحوب من حوالي 544 قناة الموجودة سنة 1969م، حوالي 290 ملیون م 3. وتتفاوت غزارة هذه القنوات فتتراوح بین 1-200 لیتر في الثانیة (م.ن، 9/ 237).

کانت أراک في 1988م من بین أقضیة المحافظة المرکزیة تملک أکبر عدد من الآبار العمیقة (785بئراً) وشبه العمیقة (2,270 بئراً) (فرهنگ آبادیها، الإحصاء الزراعي العام، العاشر). وقد أدی الحفر غیر المبرمج للآبار الآلیة في هذا القضاء کما في کثیر من مناطق البلاد الأخری، إلی انطمار القنوات، إلی الحد الذي طُمرت معه حوالي 150 قناة في هذه المنطقة خلال السنوات 1969-1988م (قا: مبشري، ن.ص؛ فرهنگ آبادیها، الإحصاء الزراعي العام، الحادي عشر). وتترکز الآبار العمیقة لهذا القضاء بشکل أکبر في شمال شرقي المدینة والأجزاء الجنوبیة الغربیة من السهل و خاصة المناطق التي تقع فیها الطبقات الصخریة المائیة تحت تأثیر التکوینات الکلسیة (مبشري، ن.ص).

وفي القسم المرکزي من سهل أراک، توجد بحیرة مالحة تدعی میقان (میگان)، یتغیر محیطها بین 16-24کم، ویتراوح مقدار الملح في کل لتر من ماءهذه لابحیرة بین 28 غراماً في الشتاء و 50 غراماً في الصیف. وتقع وسط هذه البحیرة جزیرة صغیرة تلاحظ فیها آثار بناء (محتاط، 40). وفي الماضي کان الملح المستخرج من هذه الجزیرة یستخدم في الاستهلاک المحلي (وکیلي، 367).

ویلاحظ جلیاً تأثیر المرتفعات علی مناخ قضاء أراک، و من الخصائص الإقلیمیة لهذه المنطقة، صیفها القصیر و المعتدل نسبیاً وشتاؤها الطویل والبارد (جغرافیاي کامل،ن.ص). ویمکن اعتبار مناخ هذا القضاء معتدلاً، مع شتاء قارس البرودة (کیهان، 2/ 386). وعلی هذا الأساس، فإن التباین في درجات الحرارة السنویة هناک کبیر جداً، إلی الحد الذي یبلغ معه الحد الأدنی المطلق للحرارة 5/ 30° - والحد الأقصی 44° مئویة (سالنامه، 13)؛ ومعدل درجة الحرارة في أشد الشهور برودة (کانون الثاني) حوالي 1°- مئویة، ومعدل درجة الحرارة في أشد الشهور حرارة (آب) یبلغ 28° مئویة (جغرافیاي کامل، ن.ص). ومتوسط عدد الأیام التي ینجمد فیها الماء بأراک یبلغ 90 یوماً (سالنامه، ن.ص).

وقدِّر معدل هطول الأمطار في محطة الأنباء الجویة بأراک 349 ملیمتراً سنویاً (ن.ص)، وفي الأقسام السهلیة 256ملیمتراً، وفي المرتفعات 270 ملیمتراً، فی بلغ مجموعه علی مستوی السهول والجبال 1,186 ملیون م 3 في السنة (مبشري، 9/ 236-237).

وتقسم تربة سهل أراک إلی 3 أقسام رئیسة: غربین مروحي الشکل یحتوي علی حصی؛ تراب السهول الغرینیة؛ تراب الأراضي المنخفضة (محتاط، 44-47). ویتألف الغطاء النباتي الطبیعي لهذه المنطقة بشکل رئیس من الشجیرات التي لها استخدامات طبیة في الغالب (ظ: م.ن، 83-100).

 

السمات الاجتماعیة – الاقتصادیة

لایمکن أن نعرف بدقة التغیرات التي طرأت علی سکان قضاء أراک، وذلک بسبب اختلاف حدودها الإداریة خلال علمیات الإحصاء المختلفة في البلاد. فقد کان هذا القضاء في 1355ش/ 1976م یضم – فیما عدا ناحیة سریند – 229، 390 نسمة (سرشماري 1355ش، «د، ش»). وزاد هذا العدد في 1365ش/ 1986م لیبلغ 476,759 نسمة، کان 57% (271,640 نسمة منهم یسکنون في المدن، 43% (205,099 نسمة) منهم یسکنون في القری (سرشماري، التقاریر التفصیلیة، قضاء أراک، 1). وفي آخر إحصاء (1370ش/ 1991م) کان عدد سکان قضاء أراک قد بلغ 553,039 نسمة (111,522 أسرة) (آمارنامه، 1372ش، 12).

نسبة النساء للرجال في هذا القضاء 107 بالمائة (ن.م، 13). ومن بین مجموع سکان هذا القضاء یشکل من هم دون 15 سنة من العمر 7/ 45% (سرشماري،التقاریر التفصیلیة، قضاء أراک، ن.ص). وبذلک، فإن مجتمعها یمتاز بظاهرة الشبابیة.

وکان 77% من مجموع سکان قضاء أراک مقیمین في مسقط رأسهم خلال إحصاء 1365ش/ 1986م. وعلی هذا فإن 5/ 14% کانوا قد هاجروا من القریة الی المدینة، و 6% من مدینة إلی مدینة أخری، و 3/ 1% من قریة إلی قریة أخری، وأخیراً 4/ 0% من المدینة إلی القریة (ن.م، 3). وکان 795,79 شخصاً من هؤلاء المهاجرین ممن هم في سن العاشرة و مافوق، وکان 2/ 32% منهم عاملین و 2/ 4% عاطلین (یبحثون عن عمل). وکانت هذه النسبة 3/ 61% و 5/ 7% علی التوالي بین لارجال، و 4/ 4% و 1/ 1% علی التوالي بین النساء (سرشماري، التقاریر التفصیلیة للهجرة، 15).

وکانت نسبة المتعلمین في القضاء بأسره تعادل 6/ 65% وفي المدن حوالي 2/ 75%، وفي الأریاف 5/ 52% (سرشماري، التقاریر التفصیلیة، قضاء أراک، 5). وفي 1986م ومن بین العاملین ممن هم في سن العاشرة ومافوق في هذا القضاء، کان 8/ 25% یعملون في القسم الأول (الزراعة...) و 6/ 32% في قسم الخدمات، و 6/ 13% في الأعمال الرئیسة للبناء، بینما یعمل الباقون فیما تبقی من الأعمال (ن.م، 8).

ویُعد مایزید علی 40% من القری الصغیرة المأهولة بالسکان في هذا القضاء والتي یقل عدد أسرها عن 50 أسرة،من بین الأریاف الصغیرة في البلاد، بینما یضم 6/ 5% من قراها الصغیرة علی مایزید من 500 أسرة (فرهنگ آبادیها، الإحصاء الزراعي العام، الثامنة).

ومن حیث الانتفاع بالخدمات و الإمکانیات المختلفة، یلاحظ تباین واسع بین المناطق المدنیة والریفیة في هذا القضاء، وکأنموذج علی ذلک، فإنه و من بین 118 طبیباً مقیماً في القضاء (1986م) تم إحصاء 7 فقط في المناطق الریفیة (284 قریة صغیرة)، أما الباقون فکانوا في منطقتین من المدینة. وعلی‌هذا، فإن کل 29,300 قروي کان لهم طبیب واحد فقط (سرشماري، التقاریر التفصیلیة، قضاء أراک، 6).

وفي 1986م، کان هناک 246 مدرسة ابتدائیة و 72 مدرسة متوسطة و 9 مدارس ثانویة، في 284 قریة صغیرة من هذا القضاء (فرهنگ روستایي، 30).

وأما مصادر دخل سکان الریف في هذا القضاء فهي بحسب أهمیتها: الزراعة، العمالة، والصناعات الیدویة (فرهنگ اقتصادي... «و»). وفي 1986م کان 66/ 20% من الأسر الریفیة في هذا القضاء لها صناعات منزلیة، کان 33/ 96% منهم یعملون في حیاکة السجاد، أو السجاجید الصغیرة، أو البُسُط (سرشماري، التقاریر التفصیلیة، قضاء أراک، 13، 14). والمحاصیل الزراعیة الرئیسة في هذا القضاء مع الأخذ بنظر الاعتبار المساحة المزروعة في کل منها بالهکتار هي: الحنطة (سیحاً ودیماً، 77,576)، والشعیر (سیحاً ودیماً، 13,979)، والبنجر السکري (254)، والحبوب (سیحاً ودیماً، 9,088)، نباتات الأعلاف (سیحاً ودیماً، 9,254)، البطاطا (1,474)، الحبوب الزیتیة (سیحاً و دیماً، 42) (فرهنگ اقتصادي، «و، ز»)؛ ویعد العنب و التفاح واللوز من محاصیلها الأخری (ن.م، «ز»).

ویشکل المسلمون 57/ 99% من سکان هذا القضاء، حیث تبلغ هذه النسبة في المدن 37/ 99% وفي الأریاف 83/ 99%؛ وأتباع بقیة الأدیان هم علی التوالي: الزرادشتیون و المسیحیون و الیهود (سرشماري، التقاریر التفصیلیة،قضاء أراک، 4).

 

مدینة أراک

تقع هذه المدینة التي مساحتها 3/ 28کم2 (شناسنامه، 2/ 27) علی دائرة العرض الجغرافي 34° و 5´، و خط الطول 49° و 42´ شرقاً وفي سهل فراهان (کیهان، 2/ 386؛ دهگان، کارنامه، 2). وارتفاع المدینة عن سطح البحر 1,800 متر (فرهنگ جغرافیایي، 2/ 6).

ومدینة أراک لیست عریقة. وقد أنشئت بسبب کونها مرکزاً للمنطقة الخصبة المحیطة بها، و بهدف تجهیز وإعادة بناء المؤسسة العسکریة الإیرانیة، علی عهد فتح علي شاه القاجاري (سلـ 1212- 1250هـ/ 1797-1834م) باسم سلطان‌آباد، باعتبارها مرکزاً لولایة عراق (وکیلي، 367؛ کیهان، أیضاً فرهنگ جغرافیایي، ن.صص؛ اعتمادالسلطنة، 1/ 890 وها 19؛ تهران...، 622). وفي الحقیقة فإن فتح‌علي‌شاه القاجاري و یهدف تحسین الوضع المضطرب للجیش وإیجاد نظام جدید خلال هذه الفترة في جمیع أرجاء البلاد و منها منطقة عَراق، اختار یوسف‌خان گرجي لقیادة جیشها، ووضع تحت تصرفه الکثیر من مناطق هذه الولایة لتأمین النفقات اللازمة لذلک (هدایت، 9/ 438). وکان قائد الجیش یوسف‌خان الذي اکتسب بمرور الزمن ثروة وهیمنة في عَراق، ولغرض تعیین مقر للحکم و تعزیز حکمه هناک، قد اقترح علی البلاط تأسیس مدینة جدیدة في هذه المنطقة. وبعد صدور أمرٍ من فتح‌علي‌شاه، بدأ ببناء المدینة الجدیدة سنة 1227هـ في موضع قصبتین متصلتین ببعضهما هما حصار وقلعة (وکیلي، 376، 393). وتاریخ بناء المدینة الجدیدة استناداً إلی ماکتب علی لوحة الموضع الذي تقرع فیه النَّقّارات في المدینة هو 1228هـ (ن.ص). وقد سمی یوسف‌خان هذه المدینة الجدیدة،سلطان‌آباد تیمناً باسم فتح علي‌شاه (هدایت، 9/ 703). وکان في المدینة 7 محلات هي: حصار، قلعة، عباس‌آباد، منق‌آباد، قناة خان حاکم(أُلکۀ بالا)، کلئه ئیها (کلّه إیها: بحسب تلفظ أهالي أراک)، زیراب حاج محمدقاسم، وجاء الناس من القری الصغیرة المحیطة و سکنوا في هذه الأحیاء (وکیلي، 394). ثم بُني حول أحیاء المدینة سور ذو خمسة بوابات هي: شهرجرد، قبلة، أرک، فراهزان، وحاج علینقي (م.ن، 394-396).

وخلال تفقده هذه المدینة، أمر فتح علي شاه بحفر خندق عمیق یحیط بالمدینة علی نفقة الدیوان (هدایت، 9/ 704). واعتبرت مصادر مختلفة بتفاوت فیما بینها زمن تأسیس هذه المدینة في السنوات: 1223هـ/ 1808م (تهران، ن.ص)، 1226هـ (کیهان، ن.ص)، 1227هـ (دهگان، «گزارشنامه»، 273)،وکذلک بین السنوات 1223-1227هـ (فرهنگ جغرافیایي،ن.ص).

وخلافاً لأغلب مدن البلاد، فقد خططت مدینة أراک بشکل رباعي منتظم مستطیل (کیهان، 2/ 386-387). وکانت مساحة قلعة سلطان‌آباد تساوي 850× 600 متر تقریباً مقسمة بواسطة أزقة طولیة وعرضیة مستقیمة ومتوازیة – تجري وسط کل منها ساقیة – إلی 48 قطعة (فرهنگ جغرافیایي، ن.ص؛ دهگان، ن.م، 274؛ وکیلي، 393). وکان الزقاقان المتقاطعان في مرکز المدینة یشکلان السوقین الرئیسین فیها، قد خطط في محل تقاطعهما لإحداث سوق علی شکل مفترق طرق کبیر (فرهنگ جغرافیایي، ن.ص).

ویقول ناصرالدین شاه القاجاري في کتابه سفرنامۀ عتبات: «إن تخطیط الأزقة وتقسیم میاه المدینة منظم جداً و بحشب الأصول. وانتقلت الدوائر الحکومیة إلی خارج المدینة بواسطة إنشاء قلعة صغیرة. وفي المدین أبنیة وبیوت راقیة کثیرة» (ص 193). وقد ذکر هو أیضاً أن القلعة المربعة لهذه المدینة هي بحجم «أرگ طهران» [قلعة طهران] (ن.ص). وکانت سلطان‌آباد ذات خانات جمیلة وفسیحة (وکیلي، 414-415؛ تهران، 622). وعندما أسس یوسف‌خان گرجي هذه المدینة، بنی فیها مسجدین أیضاً کان أحدهما یقع في قلعتها (اعتمادالسلطنة، 4/ 2019). وخلال السنوات الأولی لتأسیس المدینة بنیت مساجد عدیدة أخری، اندثر بعضها فیما بعد (ن.ص).

وکانت میاه الشرب في المدینة تؤمن بواسطة قنوات، کما کانت عدة مخازن میاه عامة و في أغلب البیوت کانت توجد مخازن میاه خاصة (فرهنگ جغرافیایي، ن.ص).

ومدینة سلطان‌آباد التي کانت تدعی أیضاً شهرنو [المدینة الجدیدة] و شهر عَراق [مدینةعراق]، اکتسبت بسرعة إلی جانب أهمیتها العسکریة، أهمیة تجاریة أیضاً، وأصبحت الحیاکة و تجارة السجاد تشکل أهم أنشطتها الاقتصادیة (تهران، ن.ص). ونظراً لمجاورة هذه المدینة لمراکز تربیة الماشیة في بروجرد وبقیة مناطق لرستان، و کونها مرکزاً لبیع الصوف، فقد شجّع کل ذلک هذه الصناعة و سرعان ماغدت سلطان‌آباد أهم مراکز حیاکة السجاد و تجارته؛ وبطبیعة الحال فقد ساعدت علی هذا الأمر طرق مواصلات المدنیة، خاصة بعد مدّ خط سکة الحدید (کیهان، 2/ 387).

وفي نهایة القرن 19م، أنشأت شرکة زیغلر الإنجلیزیة مجمعاً تجاریاً لتجارة السجاد خارج المدینة علی قطعة من الأرض مساحتها 40,000 یاردة مربعة. وکانت سعة هذا المجمع بما فیه من بیوت للعاملین و مکاتب ومخازن للشرکة قد جعلته یبدو علی شکل قلعة کبیرة (تهران، ن.ص)، حیث کان أهالیها یسمونها القلعة الإفرنجیة (وکیلي، 394). وقد أدی اتساع نشاط حیاکة السجاد بواسطة تجار کهؤلاء إلی أن یرتفع عدد ورش العمل الأربعین الموجودة في المدینة إلی 1,200 ورشة علی الأقل؛ وینبغي أن نضیف إلی هذه لاورض، 1,500 ورشة عمل موجودة في القری المحیطة بالمدینة (تهران، ن.ص). وفي 1900م انتقلت إدارة هذه الشرکة إلی أیدي التجار الألمان والسویسریین؛ ولم‌یکن لهؤلاء في الأساس ورشة خاصة بهم، بل کان السجاد یُحاک بموجب العقود التي کانت الشرکة تبرمها مع الأهالي، و وفقاً للنقوش والألوان التي تحدها الشرکة (ن.ص). وقد أدی ترویج هذه الشرکات للأصباغ الاصطناعیة والتشجیع علی الحیاکة السریعة للسجاد علی وتیرة واحدة، إلی أن تصبح أصالة النقوش وجمالها وکذلک جودة السجاد في هذه المنطقة عرضة للخطر (قا: کرزن، 2/ 624). وإلی جانب هذاالنمط من الشرکات الأجنبیة،کان التجار الآذربایجانیون و غیرهم أیضاً في هذه المدینة یعملون في تجارة السجاد والقطن فیصدّرون سنویاً کمیة کبیرة من السجاد إلی روسیا والدولة العثمانیة وسائر مناطق إیران (ظ: ناصرالدین‌شاه، ن.ص).

کان عدد سکان سلطان‌آباد أواخر القرن 19م، قد بلغ 6,000 نسمة (هوتوم شیندلر، 129)، وبلغ 62,000 نسمةسنة 1946م.وبطبیعةالحال فقد انفخض عدد السکان الحقیقي آنذاک بسبب الفقرو هجرة سکان المدینة إلی بقیة المدن ومنها طهران و الأهواز و آبادان، إلی حوالي 50,000 نسمة (فرهنگ جغرافیایي، ن.ص).

وفي أول إحصاء رسمي في البلاد (1335ش/ 1956م) کان عدد سکان مدینة أراک 58,998 نسمة (گزارش مشروح، «ألف»)، ولکن منذ ذلک الحین و بسبب الهجرة المتصاعدة إلی المدن، تزاید بسرعة، فبلغ 71,925 نسمة، سنة 1345ش/ 1966م، وبلغ 116,832 نسمة، سنة 1355ش/ 1976، وبلغ 265,349 نسمة، سنة 1365ش/ 1986م (آمارنامه ...، 5؛ سالنامه، 43).

واستناداً إلی آخر معطیات سنة 1365ش/ 1986م فإن مدینة أراک تضم 55,089 أسرة، ونسبة النساء للرجال 103 بالمائة (سرشماري، التقاریر التفصیلیة، قضاء أراک، 15، 18). ویشکل من هم دون 15 سنة من العمر حوالي 8/ 43% من السکن (ن.ص)، مما یدل علی ازدیاد عبء الإعالة وشبابیة سکان هذه المدینة، کما أن 7/ 75% من سکانها ممن هم في سن السادسة ومافوق، متعلمون؛ وهذه النسبة هي 3/ 84% بین الرجال و8/ 66% بین النساء (ن.ص). وقد بلغ عدد سکان مدینة أراک في آخر إحصاء (1370ش/ 1991م)، 336,853 نسمة (آمارنامه، 1372ش، 13).

ولمدینة أراک صناعات مختلفة: معدنیة وکیمیاویة ونسیج وغذائیة وأعمال بناء، یعد بعضها من الصناعات الأساسیة في البلاد ومنها مصنع الألومنیوم و صناعة السیارات، ومصنع پارس للعریات (محتاط، 450-451).و یوجد في هذه المدینة کلیة حکومیة ومرکز للتعلیم الفني والحرفي وعدد من المکتبات.

ومن الآثار القدیمة الباقیة لهذه المدینة، القلعة الحکومیة و المدرسة العسکریة و المیدان الکبیر (فرهنگ جغرافیایي، ن.ص).

 

المصادر

آمارنامۀ أستان مرکزي (1363ش)، مؤسسة التخطیط والمیزانیة في المحافظة المرکزیة، طهران، 1364ش؛ ن.م، 1372ش، مؤسسة التخطیط والمیزانیة في المحافظة المرکزیة، طهران، 1374ش؛ ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، بیروت، 1979م؛ اعتمادالسلطنة، محمدحسن، مرآة البلدان، تقـ: عبدالحسین نوائي وهاشم محدث، طهران، 1367-1368ش؛ أفضل الملک، غلام‌حسین، أفضل التواریخ، تقـ: منصورة اتحادیة و سیروس سعدوندیان، طهران، 1361ش؛ بکران، محمدنجیب، جهان‌نامه، تقـ: محمدأمین ریاحي، طهران، 1342ش؛ جغرافیاي کامل إیران، وزارة التربیة والتعلیم، طهران، 1366ش؛ حدود العالم، تقـ: منوچهر ستوده، طهران، 1362ش؛ حمدالله المستوفي، نزهة القلوب، تقـ: محمد دبیرسیاقي، طهران، 1336ش؛ دهگان، إبراهیم، کارنامه، یا دوبخش دیگر أز تاریخ أراک، أراک، 1345ش؛ م.ن، «گزارشنامه» یا «فقه اللغۀ أسامي أمکنة»، مع کرج نامه، یا تاریخ آستانه، أراک، 1342ش؛ سالنامۀ آماري کشور (1369ش)، قضاء أراک، مرکز إحصاء إیران، طهران، 1358ش؛ سرشماري عمومي نفوس و مسکن (1365ش)، التقاریر التفصیلیة، المحافظة المرکزیة، مرکز إحصاء إیران، طهران، 1367ش؛ سرشماري عمومي نفوس و مسکن (1365ش)، التقاریر الفصیلیة، قضاء أراک، مرکز إحصاء إیران، طهران، 1367ش؛ سرشماري عمومي نفوس و مسکن (1365ش)، التقاریر التفصیلیة للهجرة، المحافظة المرکزیة، مرکز إحصاء إیران، طهران، 1367ش؛ شناسنامۀ شهرهاي کشور (1364ش)، المحافظة المرکزیة، مرکز إحصاء إیران، طهران، 1365ش؛ فرهنگ آبادیهاي کشور (1365ش)، قضاء أراک، مرکز إحصاء إیران، طهران، 1367ش؛ فرهنگ آبادیهاي کشور، الإحصاء الزراعي (1367ش)، المحافظة المرکزیة، مرکز إحصاء إیران، طهران، 1369ش؛ فرهنگ اقتصادي دهات و مزارع، المحافظة المرکزیة، مؤسسة جهاد البناء، طهران، 1360ش؛ فرهنگ جغرافیایي إیران (القری الصغیرة)، المحافظة الأولی، الإدارة الجغرافیة لهیئة أرکان الجیش، طهران، 1328ش؛ فرهنگ روستایي (1365ش)، المحافظة المرکزیة، مرکز إحصاء إیران، طهران، 1367ش؛ فرهنگ کوههاي إیران، المؤسسة الجغرافیة الحکومیة، طهران، 1352ش؛ القمي،الحسن بن محمد، تاریخ قم، تجـ: الحسن بن علي القمي،تقـ: جلال‌الدین الطهراني،طهران، 1361ش؛ کرزن، جورج، إیران و قضیۀ إیران، تجـ: وحید مازندراني، طهران، 1363ش؛ گزارش مشروح حوزۀ سرشماري أراک، وزارة الداخلیة، طهران، 1338ش؛ کیهان، مسعود، جغرافیاي مفصل إیران، طهران، 1311ش؛ مبشري، فریدون وآخرون، أرزیابي وضع موجود وإمکانات توسعۀ منابع آب (منطقة طهران)، طهران، 1351ش؛ محتاط، محمأرضا، سیماي أراک، طهران، 1368ش؛ معین،محمد، فرهنگ فارسي؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، تقـ: دي خویه، لیدن، 1906م؛ ناصرالدین شاه القاجاري، سفرنامۀ عتبات (سنة 1287هـ)، تقـ: إیرج أفشار، طهران، 1363ش؛ هدایت، رضاقلي، ملحقات روضة الصفا، طهران، 1339ش؛ وکیلي طباطبایي، رضا، «تاریخ عَراق (أراک)»، فرهنگ إیران زمین، طهران، 1345-1346ش، ج 14؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

Houtum-Schindler, A., Eastern Persian Irak, London, 1896; Le-Strange, G., The Lands of the Eastern Caliphate, London, 1966; Tehran and Northwestern Iran, ed. L. W. Adamec, Graz, 1976.

عباس سعیدي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: