الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الموسیقی / الارتفاع /

فهرس الموضوعات

الارتفاع

الارتفاع

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/5 ۲۰:۴۶:۲۱ تاریخ تألیف المقالة

اَلْاِرْتِفاع، أحد الصفات الثلاثیة الأصلیة لطبیعة الصوت، الذي له دور أساسي في الموسیقی. وإن الذي یوجب اختلاف، أو تشخیص و تمییز صوت الزیر عن البم هو الارتفاع. ولذا ففي الفیزیاء الصوتیة یتم تشخیص ارتفاع کل صوت بحسب عد ارتعاشاته في الثانیة، مما یسمی تردداً، أو تواتراً. فصوت البم له تردد أقل، بینما صوت الزیر له تردد أکبر.

 

منذ زمن بعید، عرفت معاني الزیر والبم في إیران، وإن بقاء الزیر والبم بوصفهما وترین في آلاتٍ مثل العود، مدعم لوجهة النظر هذه، خاصة و أن الخوارزمي أعلن بوضوح أن العود هو نفسه البریط، أو الالة الإیرانیة القدیمة والأصیلة (ص 238).

وقد انبری عبدالقار المراغي في جامع الألحان وفي فصل بعنوان «بیان أسباب الحدّة والثقل»، ومن خلال نقل ونقد آراء عظماءمثل الفارابي و صفي‌الدین الأرموي، لبیان العوامل المؤثرة في الزیر و لابم من الأصوات (ص 22-26). واملفت للنظر هو أن ماذکره المراغي بهذا الشأن، یتفق تقریباً والدراسات الحدیثة في الفیزیاء، فکما أن الطول والغِلَظ والإرخاء عُدت عواملاً للثقل (= البم)، فعلی العکس من ذلک، فإن القِصَر والدقّة والتوتیر من أسباب الحدّة (= الزیر) (ن.ص). ویبدو أن هذه المعاني مستقاة من کتاب الأدوار لصفي‌الدین الأرموي (الورقة 2 ب) الذي أبان في الحقیقة، القوانی الثلاثیة للأوتار المرتعشة في الفیزیاء الصوتیة (إسماعیل بیگي، 2/ 240-245)، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن الإرخاء والتوتیر یحلان محل نقص وزیادة قوة الجذب، والغلظ والدقة هما مظهرا الکثاف. کما أن الإیضاح المتعلق بالحدّة في ذوات النفخ، أو الآلات الهوائیة، المنسجم مع عبارة کتاب الأدوار لصفي‌الدین الأرموي (ن.ص)، یتطابق إلی حدّما مع قوانین الآلات الصوتیة المفتوحة (إسماعیل بیگي، 2/ 105-113)؛ ذلک أنه في آلات من هذا القبیل – کالناي مثلاً – تؤدي الثقوب الأبعد من فم النافخ إلی إیجاد صوت أکثر ثقلاً.

ورد في جامع الألحان «... النغمات الصاعدة، و أعني انتقال النغمات من الطرف الأحدّ إلی الطرف الأثقل ... و حین تکون النغمات هابطة، ...» (المراغي، 23-24). وتدل هذه العبارة علی أنه خلال عصر المراغي (القرنین 8-9هـ) کان مصطلحا الأحدّ والأثقل دالین علی الأکثر حدةً والأکثر ثقلاً، ومبینین لارتفاع الصوت. وفي النغمات الصاعدة والهابطة، فبما أنهم غالباً ما کانوا یقصدون ذوات الأوتار، فإنهم کانوا یأخذون بنظر الاعتبار مفاهیمها العینیة والتي کانت محسوسة. ففي آلات کهذه، کلما کان طول الساعد متجهاً إلی الأعلی کان الصوت أکثر ثقلاً.

 

استخدم عبدالقادر المراغي مصطلح «الصاعدة» بمعناه اللغوي، أو العیني بدلاً من «الساعد المرتفع» لیکون مرادفاً للأکثر ثقلاً في الموسیقی، کما أن مصطلح الهابطة من وجهة نظره هو «الساعد الهابط»، أو الأکثر حدّة. وأخیراً، فإن ماقاله عبدالقادر المراغي في هذا الفصل بشأن صوت الإنسان، یمکن أن یکون بحد ذاته ذاقیمة من وجهة نظر الموسیقی، أو علم الأصوات إلی حدّما؛ کما أن حدة الصوت في «صغر السن» و ثقله «بعد البلوغ» (ص 25)، یمکن أن یکون شبیهاً بالسوبرانو (الأکثر حدةً) والباص (الأکثر ثقلاً) (دوکنده، 267).

 

المصادر

إسماعیل بیگي، ضیاءالدین، أکوستیک، طهران، 1330ش؛ الخوارزمي، محمد، مفاتیح العلوم، تقـ: فان فلوتن، لیدن، 1895م؛ صفي‌الدین الأرموي، الأدوار، مخطوطة مکتبة کلیة الإلهیات في مشهد، رقم 531؛ المراغي، عبدالقادر، جامع الألحان، تقـ: تقي بینش، طهران، 1366ش؛ وأیضاً:

De Candé, Dictionnaire de musique, Paris, 1973.

تقي بینش/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: