الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أران /

فهرس الموضوعات

أران

أران

تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/3 ۱۵:۵۱:۰۶ تاریخ تألیف المقالة

أَرّان، بلاد في القفقاز کانت حدودها متغیرة إلی حدّما في شتی العصور، وکتب الجغرافیون اسمها بأشکال مختلفة. فقد ورد اسمها في کتابات الیونانیین والرومانیین في العصور القدیمة والوسطی بشکل آلبانیا و آریانیا، و دُعي سکانها آلبانویین و آریانویین (مارکوارت، 116-118)، وکتب هذا الاسم باللغة الجیورجیة بشکل راني (م.ن، 116؛ EI2). وفي النصوص الأرمنیة: الوانک (آلوان) وآغوانک (آغوان) (بارتولد، III/ 334؛ موسی خورني، 64؛ کسروي، کاروند، 368).

کان اسم آلبانیا و أهلها معروفاً في العالم القدیم منذ القرن الرابع ق.م. فقد ورد هذا الاسم للمرة الأولی في مصادر أواخر القرن 4 وأوائل القرن 3 ق.م (آکوپیان، 12)، وقد ذکرها سترابون في مؤلفه (V/ 226-228). ویشیر المؤرخ الیوناني آرین إلی اشتراک آلبانیا في حرب کوکمیلة سنة 331ق.م ضمن قوات داریوس الثالث (ظ: I/ 247). وذکر شرق القفقاز في المراجع الفرثیة بشکل أردان (علي یف، «حول مصادر...»، 18-19). ویعتقد أن اسم أردان الذي کان یطلق في القرن 3 ق.م علی بلاد القفقاز الآلبانیة کان یخص الجارة الجنوبیة لآلبانیا. وهذا الاسم التاریخي القدیم قریب من أرّان الذي ورد في المتون الجغرافیة للعصر الإسلامي.

ولیس معروفاً جذر کلمة أران. فبعض المؤلفین خلطوه بأساطیر. فقد عدّ موسی کاغان کاتواتسي مؤلف «تاریخ بلاد آلوانک» في القرن 10م، أرّان رجلاً من أحفاد یافث بن نوح (ع) کان یحکم بلاد آلوانک. لما کان أران رجلاً سمحاً حسن الخلق فقد کانوا یسمونه آغو، أو آلو الذي یعني باللغة الأرمنیة الحسن الخلق. ولهذا سمیت البلاد التي یحکمها آغوانک أو آلوانک (ص 25؛ موسی خورني، 63-64).

کتب جوانشیر قراباغي مؤلف تاریخ قراباغ الذي بدأ تألیفه في 1263هـ/ 1847م، یقول عن سبب تسمیة أران بهذا الاسم: «لما حدث الطوفان في زمن النبي نوح (ع) وبعد مرور فترة علی الطوفان، هیمن أحد أخلاف نوح (ع) علی هذه الولایات الواقعة بین نهري کُر وأرس والتي هي عبارة عن مدن تبلیسي وکنجه وإیروان و نخجوان وأردوباد وبردع وبیلقان الواقعتان في أراضي قراباغ واللتان هما الآن أطلال، وعمرها وسماها کلها باسمه: أرّان» (ص 3-4). وفي المتون العربیة کتب أران بشکل الران (ایعقوبي، 1/ 178، 2/ 475). وکتبت في بعض المتون أیضاً بشکل آران (منجم‌باشي، 3، 15، 16). وقال یاقوت إن أران اسم أعجمي (1/ 183). کما وردت في بعض المصادر بشکل ران (آکوپیان، 5).

والمثال الآخر الذي یدعم وجود أران و مرزبانیة في عصر ماقبل الإسلام، هو لقب أرّان شاه الذي لُقّب به حکام هذه المناطق (سوازیان، «أسرة المهرانیین...»، 80). وخلال بحثه في الأسرة المهرانیة التي کانت من أقارب الملک الساساني خسرو أبرویز، أشار کاغان کاتواتسي إلی وردان البطل وقال إنه کان ینوي الذطاحة بأسرة ملوک أرّان (أرّان – شاهان) العریقة. والأمر الملفت للنظر أن المؤلف کتب لقب «أران شاهان» بکسر الهمزه «إران شاهیک» (ص 94).

وبشأن حدود أران، توجد نظریات مختلفة. فقد سمی البعض المنطقة الواقعة بین نهري کر و أرس بأرّان، بینما سمی البعض الآخر بهذا الاسم، المنطقة الواقعة بین أرس و دربند القفقاز. وبهذا فإن حدود هذه البقعةظلت منذ القدم و حتی القرون الممتدة بین 5-7م، هي نفسها تقریباً،وکانت تشمل الحدود الحالیة لجمهوریة آذربایجان (نوفوسلتسف، 7). واستناداً إلی سترابون، فإن 5,400 ستاد (من المصطلح اللاتیني ستادیوم stadium والمصطلح الیوناني ستادیون stadion الذي کان متداولاً آنذاک بوصفه و حدة قیاس الأطوال، والذي یعادل 185متراً) من طول سواحل بحرالخزر تقع في بلاد أران والکادوسیین (V/ 243, 245).

وتحدث سترابون عن وجود 26 قبیلة في أران کان لکل منها لغة خاصة و حاکم خاص بهم، لکن یبدو أن ملکاً کان یحکم جمیع أرجاء هذه البلاد، خلال عصره (V/ 229). ویحتمل أن یکون هذا الاتحاد قد شکل قبل هجوم پومپیوس في 64-65 ق.م (آکوپیان، 18). وقد ذکر بعض المؤلفین أن نهر کر هو الحد الفاصل بین أران و أمینیة (فاوستوس، 162؛ کاپانتسیان، 5)، وعدّوا شمالي هذا النهر هو الحد الجنوبي لأران، إلا أن البعض تحدث عن وجود الأرانیین فيکلا جانبي النهر (علي‌یف، «حول مصادر»، 23). ویستشف أن الحد الشمالي لأران لم‌یتجاوز دربند. وکان حدها الغربي ینتهي في نهري آلازاني و إیوري. کما کان حدها الشرقي بحر الخزر (م.ن، «حول شعوب...»، 18). وقد کتب آکوپیان خلال حدیثه عن أران أن موضعها هو بین نهر کر الکبیر وجبال القفقاز، وأطلق علی المنطقة الواقعة جنوبي نهر کر، اسم بلاسکان (ص 100). وفي لوحة الملک الساساني سابور الأول في «نقش رستم» و التي یعود تاریخا إلی 262م، جری الحدیق عن انتصاراته الکبیرة و هیمنته علی کثیر من البقاع و منها جورجیا و أران و بلاسکان بوصفها أحد الولایات التابعة لإیران، باسم کوست (= ولایة) کاپ کوه (قاف کوه) [= جبل قاف] (م.ن، 101؛ لوکونین، 125).

وفي المتون الإسلامیة أیضاً تناول الجغرافیون أران بالحدیث. فقد قسم ابن خرداذبه، أرمینیا إلی 4 مناطق و سمی أران باسم أرمینیة الرابعة (ص 122)، إلا أن البلاذري ذکرها باسم أرمینیة الأولی (ص 194). واعتبر ابن حوقل الذي سافر بنفسه إلی أران تلک البلاد بأنها تضم قسمین، فسماها أرّانین (2/ 349). وعدّ برذعة والباب (دربند) وتبلیسي، أکبر مدنها، ومدن بیلقان و ورثان و بردیج و شماخیه (شماخي) و شروان ولایجان و شابران و قَبَله وشکي (نوخا الحالیة) وشمکور (شامخور الحالیة) وجنزه (کنجه) و مدناً صغیرة أخری، جزءاً من أران (2/ 342). ففي القرن 4هـ کانت أران بلاداً بهذه السعة. وبعد ذلک دعیت البلاد الواقعة بین نهري کر و أرس باسم أران، وذکرت بلاد شروان الواقعة شمالي نهر کر بشکل منفصل. وأهم مدن أران في العصر القدیم کانت کَبَله. وقد سماها بطلمیوس بنفس هذا الاسم، بینما سماها پلینیوس کبلکه. وقد ورد اسمها في

بعض المصادر بشکل کَوَلَک، وفي متون العهد الإسلامي بشکل قَبَلة (بارتولد، III/ 334). ومانزال أطلال العاصمة القدیمة لأران قائمة في منطقة کوتکاشن بالقفقاز (BSE3, I/ 391).

وفي 385م قامت إیران و الدولة البیزنطیة وبسبب ضعف الدولة الأرشکیة في أرمینیة باقتسام هذه البلاد فیما بینهما. فکان القسم التابع للروم یحکمه أرشک الثالث الملک السابق لهذه البلاد، أما القسم التابع لإیران فقد أسند حکمه الملک الساساني سابور الثالث إلی خسرو الرابع من الأسرة الأشکانیة، والذي کان یضم بلاد أران أیضاً، وقد ظل مندویو هذه الأسرة یحکمون هذه البلاد حتی 428م. وقام بهرام جور (420-439م) بعزل أردشیر الخامس حاکم هذه البلاد. و منذ ذلک الحین وماتلاه أوکل حکمها إلی المرازببة ممن کانوا عمال الملک الساساني. ومذ ذاک أصبح الإقلیمان الواقعان علی ضفتي نهرکر: أوتیک وآرتساخ اللذان سماهما الأتراک فیما بعد باسم قراباغ، تابعین لمرزبانیة أران (آکوپیان، 109-110). وقد زوّج سابور الثالث أخته زروان أخت من خسرو ملک أرمینیة الذي کان یحکم أران أیضاً. وعدَّ بعض الباحثین مستندین إلی ماکتبه یغیشه 91, 114, 116) المؤرخ الأرمني الذي عاش في القرن 5م، تاریخ إلحاق آرتساخ ببلاد أران بعد السنوات 450-451م (آکوپیان، 115). وفي القرن 5م أحدثت الدولة الساسانیة، مرزبانیة أران التي کانت تضم النواحي الممتدة من بحر مازندران و ما حول نهر کر حتی دربند في القفقاز. وقد ذکر یغیشه خلال حدیثه عن وقائع سنة 450م شخصاً یدعی سُبوخت بوصفه مرزبان بلاد چور (دربند) (ص 77). ویحتمل أن یکون هذا الشخص هو نفسه مرزبان أران (یوزباشیان، 183).

وبعد وفاة یزدجرد الثاني في 457م، نشب صراع بین أبنائه للهیمنة علی العرش. وقد استغل حاکم أران حالة الاضطراب السائدة في الدولة الساسانیة فأعلن الثورة (یغیشه، 169). وأخیراً انتهی الصراع علی العرش بانتصار پیروز (حکـ 459-484م). وفي السنة الخامسة لحکمه قُمعت الثورة في أران (م.ن، 170-171). وهکذا وبعد 5 قرون من الحکم آلت مملکة أران إلی الزوال وسقطت. ویحتمل أن یکون الساسانیون قد نقلوا مقر المرزبانیة من چور إلی منطقة أکثر أمناً في الشاطئ الأیمن لنهر کر، أي مدینة پرتو (برذعة) التي أعید بناؤها فیما بعد (آکوپیان، 122). واستناداً إلی ماکتبه کاغان کاتواتسي، فإن پرتو أعید بناؤها علی یدواچه ملک دران، بأمر من الملک الساساني پیروز وسمیت پیروزآباد (ص 39). ویبدو هذا الأمر مستبعداً ذلک أن واچه هو الذي کان قد أعلن العصیان بعد وفاة یزدجرد الثاني. وقد عدّ المؤرخون والجغرافیون المسلمون – معتمدین علی مصادر أواخر العهد الساساني – إعادة بناء پرتو مرتبطاً بفترة حکم قباد (488-531م). کما أن المصادر التاریخیة تدعم هي الأخری هذا الرأي، ذلک أن مدینة برذعة، أو علی الأقل جزءاًمنها دُعي فیروزقباد (ابن خرداذبه، 123؛ البلاذري، 195).

ومنذ القرن الرابع المیلادي اعترف بالمسیحیة بوصفها الدین الرسمي في أران. ویستشف من المصادر أن غریغوریوس حفید غریغوریوس المُنَوَّر ونجل وردانجاثلیق الأرمن، تولی منصب أسقف تلک المنطقة، وسعی جاهداً للقضاء علی بقایا الوثنیة (فاوستوس، 148-156؛ موسی خورني، 148-149). وکانت چور في البدء أسقفیة أران، لکن مقر البطریرک انتقل في السنة الثانیة من حکم خسرو أنوشروان من چور إلی پرتو العاصمة الجدیدة لأران (کاغان کاتواتسي، 71).

ویبدو أن اللغة الأرانیة کانت وإلی القرن 5م تفتقر إلی الخط والکتابة. وفي هذا القرن دوِّنت الأبجدیة الأرانیة علی أیدي القساوسة. وکانت هذه الأبجدیة تتضمن 52 حرفاً (BSE3, I/ 250)، ذلک أنه کانت توجد في اللغة الأرانیة أصوات لاوجود لها في اللغة الأرمنیة (بارتولد، II(1)/ 672). وبعد ظهور الأبجدیة الأرانیة ترجمت الکتب المسیحیة المقدسة من اللغة الأرمنیة إلی الأرانیة (ن.ص). ویحتمل أن تکون لغة الغریغوریین قد شکلت أساس لغة الکتابة لأهل أران (موسی خورني، 193-194). ولم‌یعثر حتی الآن علی أنموذج واضح لخط وکتابة أهل أران في عصر ماقبل الإسلام (بارتولد، II(1)/ 662). وربما یمکن العثور في باکو علی نماذج من الخط الأراني (م.ن، II(1)/ 662-663)، إلا أن هذا الأمر بحاجة إلی البحث. وقد اکتشفت کتابة علی الحجر في منطقة لاجین بجمهوریة آذربایجان سنة 1980م عدّها الباحثون في معهد التاریخ التابع للمجمع العلمي بآذربایجان، لوحة أرانیة، لکن العلماء الأرمن رفضوا هذا الرأي. وقد قیل إن هذه اللوحةکتبت باللغة والخط الأمنیین (سوازیان، «حول لوحة...»، 276-280).

وقد أدی اعتناق الدیانة المسیحیة إلی أن تتخذ ثورات أهل أران ضد الحکومة الساسانیة طابعاً دینیاً. وخلال ثورة الأرمن في 451-452م ضد سیاسة یزدجرد الثاني،کان للأرانیین مشارکة واسعة نسبیاً. فإن یغیشه الذي کان قد رافق خلال تلک الواقعة، وردان (وارطان) مامیکونیان زعیم الثوار، کتب عن ضغوط یزدجرد الثاني علی الثوار وإجباره ملک أران علی اعتناق الدیانة الزرادشتیة «إن یزدجرد ملک الملوک، حوله بإصراره إلی مجوسي» (ص 169). وعقب هذه الواقعة قام یزدجرد الثاني بتعیین آذر هرمزد الذي کان من أسرة الملوک الفرثیین، مرزباناً لأرمینیة، ونفی عدداً من زعماء الثورة إلی ماوراء الخزر بعد مقتل وردان مامیکونیان. وقد أعاد پیروز نجل یزدجرد الذي کان یحمل لقب ملک کوشان و یحکم منطقة واسعة من آسیا الوسطی، في 457م الذین بقوا أحیاء من تلک المجموعة من المنفیین إلی أوطانهم (یوزباشیان، 13؛ لوکونین، 138). وفتح قباد الأول بلاد أران واستولی علی دربند (البلاذري، 194؛ الیعقوبي، 1/ 178). وعلی عهد کسری أنوشروان أسندت البلاد التي کانت تعد في الماضي قسماً من أران، إلی حکام وأمراء عدیدین کان کل منهم یحمل لقباً خاصاًمثل: فیلان‌شاه، لیران‌شاه، شروان‌شاه و غیرذلک (البلاذري، 196؛ سوازیان، «أسرة المهرانیین»، 79). وبذلک انقسمت مرزبانیة أران إلی أقسام مختلفة (ن.ص). وفي أواخر القرن 6 وأوائل القرن 7م تسلم المهرانیون مقالید الأمور في أران و ذهب مهران الذي کان من أقارب خسروأبرویز إلی مدینة پرتو، فبنی في أران مدینة سماها مهراوان. وفي القرن 6م بنی قباد الأول الملک الساساني ولأجل صد هجوم الهون قواعد حصینة في بلاد پرتو. ومنذ ذلک الحین أصبحت عاصمة لأران، وفقدت کبلک (قبلة) أهمیتها السابقة. وفي 628م هجم الأتراک والخزر علی بلاد أران، ففتحوا دربند أولاً ثم دخلوا پرتو. فاضطر أهل المدینة للجوء إلی الجبال (کاغان کاتواتسي، 78-79؛ غومیلف، 193-194).

وعقب وفاة خسروأبرویز أیضاً، حکم المهرانیون أران و کان أحدهم یدعی وراز غریغور وکان جاثلیق أران. وقد اشتهر ابنه جوانشیر في وقائع الفتوحات الإسلامیة (کاغان کاتواتسي، 93-94). وذُکر أن فترة حکم جوانشیر لأران کانت خلال السنوات 636-670م (بنیادوف، 151). وقد شارک بوصفه إصفهبذاً لأران في حروب یزدجرد الثالث التي خاضها ضد العرب، ولما تخلی یزدجرد عن طیسفون، عاد جوانشیر إلی أران عن طریق آذربایجان (کسروي، شهریاران ...، 267).

ویبدو أن فتوح أرمینیة وجورجیا وأران کانت قد تمت في السنوات 24-26هـ/ 645-647م، خلال خلافة عثمان علی ید حبیب بن مسلمة الفهري وسلمان بن ربیعة الباهلي. و کان سلمان قد استولی علی بیلقان وبرذعة تقدم حتی شروان التي کانت جزءاً من بلاد أران (الیعقوبي، 2/ 168). وبعد فترة عیّن معاویة بن أبي سفیان، شقیقَ جوانشیر المدعو وراز تیرداد (في الأرمنیة: واراز تردات) حاکماً علی أران و عاملاً للخلیفة هناک (بنیادوف، 165). وبذلک استتب الحکم لبني‌أمیة في أران. وعلی عهد الخلفاء العباسیین أیضاً کان حکام أران یدفعون الخراج للخلیفة بشکل شبه مستقل. ومع أن المهرانیین ساروا نحو الضعف خلال عهد الخلافة، لکنهم مع‌ذلک حافظوا علی وجودهم مدة، وکان آخر حکام أران من الأسرة المهرانیة یدعی – شأنه شأن شقیق جوانشیر – ورازتیرداد الثاني، وقد قتل في 207 هـ علی ید نرسه، أو نرسي (في الأرمنیة: نرسس) (إیرانیکا).

وقد أشار الیعقوبي إلی نرسي بوصفه بطریرک أران (2/ 461). کما کان سهل بن سنباط حاکم أران الذي اعتقل بابک الخرمي وسلمه إلی الأفشین عامل الخلیفة العباسي المعتصم، یحمل لقب بطریرک أیضاً (م.ن، 2/ 474-475). وذکر کاغان کاتواتسي، سهلَ بن سنباط بلق بأران شاه (أران شاهیک) (ص 164). وقد ورد في کتاب المسعودي اسم إیران شاه، مما لایبدو صواباً. فقد کتب یقول إن محمد بن یزید المشهور الآن بلقب شروان‌شاه، کان إیران‌شاه، تبعاً لأسلافه، ولما توفي علي بن الهیثم شروان‌شاه، استولی علی منطقة حکمه (1/ 228). ویستشف من کلام المسعودي أن هذه الحادثة وقعت قبل 332هـ/ 944م بقلیل. وینبئ هذا النص أن إیران شاه ینبغي أن تکون هي أران‌شاه، وعلی حد تعبیر کاغان کاتواتسي إران‌شاه.

وفي 332هـ عُرّضت برذعة عاصمة أران لهجوم الروس (أبوعلي مسکویه، 2/ 62-63)، غیر أن کسروی عدّ هذا التاریخ خطأً وذکر أن بدء هجوم الروش کان في آخر شهر من الربیع، أو الشهیر الأول من خریف سنة 333هـ، وأن حرب المرزبان محمد بن مسافر من الأسرة السالاریة ضدالروس کانت في خریف 334هـ (ن.م، 78).وعقب ذلک فقدت مدینة برذعة التي کانت قد عُرضت للدمار أهمیتها، وحلت کنجه محلها (بارتولد، III/ 335). وقد أشار یاقوت أیام حیاته إلی برذعة بوصفها قریة قلیلة الأهمیة (1/ 559). واستمر حکم المرزبان لأران وآذربایجان حتی 340هـ/ 951م.وعقب ذلک خضعت أران لحکم بني شداد لکنجه الذین کان أبو الأسوار شاور بن فضل بن محمد بن شداد أکثرهم قدرة (منجم‌باشي، 11-18؛ أیضاً ظ: ابن الأثیر، 9/ 598). وقد ورد هذا الاسم في قابوس‌نامه بشکل «أبوالسوار» (عنصرالمعالي، 200).

وبسبب الحروب والصراعات التي کانت تقع في هذه المنطقة، أصیب تسلسل الوقائع بالاضطراب. ففي أواسط القرن 5هـ/ 11م توجه طغرل بک السلجوقي بجیشه إلی أران، واضطر أبالسوار إلی الرضوخ وجعل الخطبة باسم طغرل، (کسروي، ن.م،302). وبعد طغرل، ذهب ألب‌أرسلان بجیش جرار من الأتراک إلی أران وأرمینیة،وعقب فتحه بلاد القفقاز، أسند حکم أران إلی فضلون الثاني نجل أبي السوار في 459، أو 460هـ (ن.م، 305-306) وقد ذکر منجم‌باشي أن دخول ألب‌أرسلان إلی بلاد أران کان في ذي الحجة سنة 459 (ص 16)؛ ویوجد اختلاف في الرأي بهذا الشأن، حیث یعتقد فراي أن ألب‌أرسلان أرسل أحد أمرائه المدعو ساوتکین لحکم أران (EI2)، بینما خالفه کسروي في ذلک، فاعتقد أن ملکشاه السلجوقي انتزع هذه البلاد من فضلان وأسند حکمها إلی خادمه ساوتکین و نصب فضلون علی إستراباد (ن.م، 307-308).

وخلال العهد السلجوقي تم تقسیم أران و أصبحت تدریجیاً تحت هیمنة الغُز وحلّت اللغة الترکیة محل جمیع اللغات السائدة في تلک البلاد (EI2). وقد کانت أران تحت حکم شروان شاه حیناً، وحکام آذربایجان حیناً آخر، فمثلاً حکم قراسنقر أران مدة، وقد ضرب علی عهده مدینة کنجه زلزال في 534هـ/ 1140م، قتل فیه کما یقول ابن الأثیر 230 دلف نسمة من سکانها و من بینهم أبناء حاکمها قراسنقر (11/ 77). ومنذ 618هـ/ 1221م شن المغول هجماتهم علی أران و تعاظم نفوذ الأتراک في أران فأصبحت علی عهد السلاجقة والمغول عقب ذلک، ترکیة بشکل تام وفقدت سماتها القومیة و حتی اسمها (IA, I/ 598).

وفي أواسط القرن 18 م قسم أران إلی أجزاء صغیرة مابین خانیة ومملکة وسلطنة کانت في حقیقتها مجرد أسماء فحسبک قراباغ، طالش، شکي، شروان، کنجه، باکو، نخجوان، أردوباد، دربند، قبه (قوبا) ولنکران. وتضم السلطنات: إیلي سو، آرش، کوتکاشن، کازاخ شمشادیل، واراندین، جَرابَرد، گلستان، دیزک، خاچِن في قراباغ الجبلیة (العلیا). وعقب الحروب التي حدثت بین إیران وروسیا و احتلال الدولة الروسیة لبلاد القفقاز، أصبح ذلک الفریق من الخانات تابعین لروسیا، وواصلوا حکمهم بشکل شبه مستقل تقریباً، لکنهم أصبحوا بعد ذلک بقلیل تابعین للحاکم العام من قِبل الإمراطوریة الروسیة علی القفقاز. وقد استمر هذا الوضع حتی 1918م، إذ مع دخول القوات العثمانیة إلی القفقاز. وقد استمر هذا الوضع حتی 1918م، إذ مع دخول القوات العثمانیة إلی القفقاز قام «حزب المساواة» بتأسیس دولة حملت اسم جمهوریة آذربایجان (ظ: ن.د، آذربایجان، الجمهوریة السوفیتیة الاشتراکیة).

وباستثناء «تاریخ آغوان» (أران) الذيکتبه کاغان کاتواتسي وبعض الکتابات المتناثرة الأخری، فإن الأثر الوحید الذي کتب بشکل مستقل خاص بتاریخ أران هو کتاب یحمل عنوان منشآت أران کتبه مؤلفه المدعو مسعود بن نامدار الذي عاش في عهد برکیارق بن ملکشاه السلجوقي وکان کاتباً لدی ألتون تاش حاکم أران. توجد مخطوطة هذا الکتاب في المکتبة الوطنیة بباریس (رقم 4433) (IA، ن.ص).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، لیدن، 1939م؛ ابن خرداذبه، عبیدالله، المسالک والممالک، تقـ: دي‌خویه، لیدن، 1889م؛ أبوعلي مسکویه، أحمد، تجارب الأمم، القاهرة، 1333هـ/ 1915م؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تقـ: دي خویه، لیدن 1865م؛ جوانشیر قراباغي، جمال، تاریخ قراباغ، باکو، 1959م؛ عنصر المعالي، کیکاووس، قابوس‌نامه، تقـ: غلام‌حسین یوسفي، طهران، 1364ش؛ کسروي، أحمد، شهریاران گمنام، طهران، 1335ش؛ م.ن، کاروند، تقـ: یحیی ذکاء، طهران، 1356، ش؛ المسعودي، علي، مروج‌الذهب، تقـ: یوسف أسعد داغر، بیروت، 1385هـ/ 1965م؛ منجم‌باشي، أحمد، باب في الشدادیة من کتاب جامع‌الدول، تقـ: ف. مینورسکي کمبردج، 1953م؛ یاقوت، البلدان؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، دارصادر؛ وأیضاً:

Akopyan, A. A., Albaniya-Aluank v greko-latinskikh I drevnearmy-anskikh istochnikakh, Erevan, 1987; Aliev, K., «K voprosu oplemenakh kavkazskoi Albanii», Issledovaniya po istorii kulturi narodov Vostoka…, Moscow/ Leningrad, 1960; id, «K voprosu ob istochnikakh I literature po istorii drevney Kavkazskoi Albanii», Voprosi istorii Kovkazskoi Albanii, Baku, 1962; Arrian, Anabsis Alecandri, London, 1976; Barthold, W. W., Sochineniya, Moscow, 1963-1965; BSE3; Buniyatov, Z. M., «Iz istorii Kavkazskoi Albanii VII-VIII v. v.», Voprosi istorii Kavkazskoi Albanii, Baku, 1962; Egishe, O vardane I voine Armyanskoi, tr. I. A. Orbeli, Erevan, 1971; EI2; Favstos Buzand, Istoriya Armenii, tr. M. A. Gevorgyan, Erevan, 1953; Gumilev, L. N., Drevine Turki, Moscow, 1967; IA; Iranica; Kalankatuatsi, Movses, Istoriya strain Aluank, tr. Sh. V. Smbatyans, Erevan, 1984; Kapantsian, G. A., introd. Istoriya strain… (vide: Kalankatuatsi); Lukonin, V. G., Kultura Sasanidskogo Irana, Moscow, 1969; Markwart, J., Ērānšahr, Berlin, 1901; Movses Khore-natsi, Istoriya Armenii, tr. Gagik Sarkisyan, Ervan, 1990; Novoseltsev A. P., «Kvoprosu o politicheskoi granits Armenii i Kavkazskoi Albanii v antichnii period», K osveshcheniyu problem istorii I kulturi Kavkazskoi Albanii I vostochnikh provintsii Armenii, Erevan, 1991, vol. I; Strabo, The Geography, tr. Horace Leonard Jones, London, 1961, 1961; Svazyan, G. S., «Ob odnoi Albanskoi nadpisi», «Rod Mihranidov v Albanii», K osveshcheniyu problem istorii I kulturi Kavkazskoi Albanii…, Erevan, 1991, vol. i; Yuzbashyan, introd. Egishe O vardane I voine Armyanskoi, Erevan, 1971.

عنایت‌الله رضا/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: