الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / إدلب /

فهرس الموضوعات

إدلب

إدلب

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/1 ۲۰:۳۶:۴۰ تاریخ تألیف المقالة

إدلِب، اسم محافظة و مرکزها في سوریا.

 

محافظة إدلب

تقع هذه المحافظة التي انفصلت عن محافظة حلب سنة 1960م و التي تبلغ مساحتها 7,063 کم2، إلی الشمال الغربي من دمشق و الجنوب الغربي من حلب، وتتکون من 5 مناطق، هي إدلب، أریحا، حارم، جسر الشغور و معرّة النعمان، و فیها 5 مدن کبیرة و 20 ناحیة و 15 مستوطنة و عدد کبیر من القری (ظ: المعجم ...، 2/ 60؛ حمیدة، جغرافیة...، 33؛ الأسدي، 1/ 91). واستناداً إلی إحصاء 1986م کان یسکنها مایقرب من 700,000 نسمة.

ومن أهم مدن هذه المحافظة: حارم، جسر الشغور، سراقب، خان شیخون، قلعة المضیق و الدانا (حمیدة، دلیل ...، 243؛ البستاني). وأهم مصادر المیاه في هذه المحافظة هو نهر عري و معدل جریانهکان 1,000 لتر في الثانیة سنة 1982م (حمیدة، ن.م، 227). والمناطق الشهیرة بهذه المحافظة هي: 1. قریة مرتین التي کانت قبل تأسیس إدلب مدینة واسعة؛ 2. ریحة، وهي مدینة قدیمة تعود إلی عهد الکلدانیین و تقع فیها دوائر المحافظة المهمة؛ 3. جبل الزاویة، أو جبل الأربعین؛ 4. خربة البارة و هي جبل ذو آثار تاریخیة تعود إلی عهد الرومان والکلدانیین، اکتشفت فیه حتی الآن آثار جمة؛ 5. سرمین (ظ: الغزي، 1/ 403-407).

وتعد محافظة إدلب دغنی محافظات سوریة زراعیاً، ففي 1985 م زرع 343 ألف هکتار من أراضیها بشتی أنواع المحاصیل و کان فیها 55 ألف هکتار من المراعي و المروج (حمیدة، ن.م، 244-245). واستناداً إلی إحصاء 1985م، فإن هذه المحافظة کان فیها حوالي 18,500 خط للهاتف (ن.م، 256).

 

مدینة إدلب

تقع هذه المدینةالتي اعتبرت عام 1960م مرکزاً للمحافظة علی خط العرض 35 و 9 شمالاً و خط الطول 36 و 7 شرقاً علی بعد 60 کم من حلب و 335 کم من دمشق و 127 کم من اللاذقیة، و یبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 446 متراض (ن.م، 226، 257؛ البستاني). ویحد إدلب من الغرب سهل الروج، و من الشرق سهول حلب المترامیة الأطراف، و من الشمال الغربي جبال باریشا و الأعلی و دویلة، و من الجنوب جبل الزاویة (الطباخ، 3/ 276؛ البستاني). و قد أورد الغزي أسماء 71 محلة في المدینة (1/ 400).

 

تسمیتها

کانت هذه المدینة کما یقول الغزي تدعی في الماضي «وادي لب»؛ ودعاها البعض إدلِب أیضاً (1/ 401). ووجد کامل الکیالي في الوثائق التي عثر علیها في المکتبات المحلیة أن أصل الکلمة إدلیب، واعتبرها – مستنداً إلی ماضي المدینة التاریخي – کملة کلدانیة (ظ: الطباخ، 3/ 277)، إلا أن خیرالدین الأسدي یعتبر هذه الکلمة آرامیة (ن.ص).

 

تاریخها

تشاهد قریباً من هذه المدینة آثار تاریخیة عدیدة (المعجم، 2/ 62). وقد شهدت إدلب خاصة في القرون الوسطی حوادث و حرویاً دامیة تشهد علیها المقابر المکتشفة في هذه المنطقة. ورغم کل هذا، فإنه لم‌یرد في کتب التاریخ ذکر لهذه المدینة (ظ: الطباخ، 3/ 273-274، 277-278)؛ والزبیدي هو الوحید الذي أشار إلیها بشکل عابر (ظ: تاج‌العروس). وتدل الآثار القدیمة الباقیة في إدلب علی اهتمام الملوک والأمراء الخاص بها.و من بین هذه الآثار، یمکن الإشارة إلی الجامع العمري و الملجأ الذي بناه الملک بیبرس والمعروف الیوم بخان الشحاذین والذي کان في الشتاء ملجأً للمسافرین و العجزة (ظ: الطباخ. ن.ص). وکانت إدلب منذ الفتح الإسلامي و إلی أواخر القرن 10 هـ تتکون من منطقتي إدلب الکبری و إدلب الصغری اللتین تبعدان عن بعضهما 1 کم، وقد اندثرت إدلب الکبری ولم‌یبق منها سوی آثار، وإن مایعرف الیوم بإدلب هو إدلب الصغری التي تضم المنطقة الواقعة بین خان الرز و خان الشحاذین (ظ: تاج العروس؛ الطباخ، 3/ 277، 278، 280؛ الغزي، ن.ص؛ البستاني؛ للاطلاع علی بعض الآثار التاریخیة في إدلب، ظ: أبوعساف، 38-40).

وفي أواخر القرن 10هـ، اشتری أحد الأمراء الترک المدعو محمد باشا کوپریلي من الدولة العثمانیة کثیراً من أراضي إدلب، وبعد أن أصبح صدراً أعظم، بادر إلی إعمارها و شید مباني عدیدة ووسع المدینة حتی إدلب الکبری وخصص لکل نوع من البضائع سوقاً خاصاً بها و بنی حماماً وخاناً ومسجداً جامعاً أیضاً سُمي باسمه ودفن فیه هو وأبناؤه وجعل کوپریلي مدینة إدلب وقفاً علی الحرمین الشریقین، وباستحصاله فرماناً من السلطان، جعل إیرادات إدلب حکراض لنفسه. کما حصل علی امتیازات خاصظ وقیّمة للمدینة بهدف تحسین أوضاعها، ومن ذلک أنه منع سیطرة موظفي السلطان علیها. و بذریعة أن المدینة موقوفة علی الحرمین الشریفین فقد أعفاها من الضرائب التي کانت ملزمة بدفعها حتی ذلک الوقت؛ وبأمر سلطاني جعل لنفسه وحده حق إنتاج الصابون بحیث أصبحت جمیع مناطق الشام ملزمة بشراء الصابون من إدلب. وکان مطلق الید في إدارة المدینة، حتی قیل إنه إذا دخلها أحد الجناة من بلاد أخریف أمن علی نفسه من طائلة العقاب (الطباخ، 3/ 275، 280؛ الغزي، 1/ 401-402؛ البستاني).

 

مناخها

تمتاز إدلب بمناخ معتدل حیث لاتقل درجة الحرارة فیها في فصل الشتاء عن 8 درجات مئویة، إلا نادراً، ولاتتجاوز في الصیف 30 درجة مئویة. وقد ساهم وجود الأشجار الکثیفة المحیطة بالمدینة في اعتدال جوّها بشکل کبیر. و في الفترة الواقعة بین 1946-1964م کان معدل الأمطار 477 ملیمتراً، ویهطل أکثر کمیة من الأمطار في إدلب في شهر کانون الأول، حیث یبلغ مقدارا 7/ 91 ملیمتراً. بینما ینعدم وجود المطر تقریباً في شهري تموز و آب، ویکون الجو ممطراً في 58 یوماً من السنة (ظ: البستاني؛ الطباخ، 3/ 275).

والمشکلة الرئیسة في المدینة هي قلة میاه الشرب. و قد کان أهلها في الماضي یستفیدون من میاه الأمطار، و لهذا الغرض، کانوا یبنون في باحات بیوتهم صهاریج لینتفعوا من میاهها في بقیة أشهر السنة. کما کان في شمال غربي المدینة بئر تؤمن الماء لحمامات المدینة. وکان استخدام الصهاریج الملوثة یؤدي إلی انتشار أمراض العیون و الأمعاء إلی أن تم مد أنابیب میاه من عیون ماء مرتین سنة 1343هـ/ 1924م و من عین عري الغزیرة – علی بعد 50 کم من المدینة – سنة 1951م إلی داخل إدلب، و بذلک تم تأمین احتیاجات الأهالي من المیاه (ظ: م.ن، 3/ 274؛ الغزي، 1/ 402؛ البستاني). ویؤمَّن ماء المدینة في الوقت الحاضر من شبکة إسالة آبار سیجر (ظ: المعجم، 2/ 64).

 

الزراعة والصناعة

و تربة إدلب حرماء و خصبة للغایة، کما أن وفرة أمطارها أدت إلی ازدهار الزراعة فیها (الطباخ، 3/ 275). وزراعة الزیتون هي المصدر الرئیس لدخل الناس. و تشغل أشجار الزیتون التي تحیط المدینة والتي کان عددها یبلغ نصف ملیون شجرة سنة 1961م؛ مساحة تبلغ 6,000 هکتار، وتنتج سنویاً حوالي 27 ألف طن من الزیتون، أو 3,000 طن من زیته. وقد شبّه بورکهارت الرحالة الذي زار إدلب في 1812م المکان من حیث وفرة أشجار الزیتون بمدینة أثینا. وتحتل زراعة القطن المرتبة الثانیة من بین المحاصیل الزراعیة. ویعود تاریخ زراعة القطن التقلیدیة فیها إلی مایزید علی 17 قرناً. وقد روّج الفرنسیون بعد 1924م طریقة زراعة أنواع جدیدة من القطن مثل لوکیت و واتسن و کوکر في المنطقة. وتشغل الأراضي المزروعة بالقطن مساحة تقدر بـ 6,763 هکتاراً، یزرع ثلاثة أرباعها زراعة دیمیة، کما یوجد عدد کبیر من أشجار العنب في مساحة تقدر بـ 300 هکتار. أما بقیة محاصیلها الزراعیة فهي القمح و الشعیر و الرقي والبطیخ و الخیار و الرمان و الفستق و التین والکرز و المشمش واللوز و الجوز و الخروع و السمسم (الغزي، 1/ 401؛ الطباخ، 3/ 274-275، 276؛ الخانجي، 1/ 179؛ البستاني). وملکیة الأراضي في إدلب هي بشکل ملکیات صغیرة، وقد وزعت الأراضي بمساحات صغیرة بین الناس (البستاني).

أما التطور الصناعي في إدلب فهو قلیل جداً مقارنة بالزراعة، وکانت صناعة الصابون أهم صناعات إدلب في الماضي، لذلک سمیت إدلب الصابون أیضاً، وکانت علی مدی نصف قرن تقریباً مصدرة الصابون إلی بغداد و إلی بلاد الروم و بقیة المدن الکبری، و کان في المدینة 36 مصبنة، وتلاحظ الیوم 3 تلال من مرجوع القلي في أطراف المدینة یدعی کل منها الرمادة. غیر أن هذه الصناعة اندثرت بإلغاء حصرها، ولایصنع الصابون الیوم، إلا في بعض البیوت بشکل تقلیدي (الطباخ، 3/ 275، 278-279؛ الغزي، 1/ 402).

والمراکز الصناعیة والورض المختلفة في المدینة عبارة عن ورش حدیثة وتقلیدیة لاستخراج الزیوت و قطع الأخشاب و معامل حدیثة لتجفیف فواکه مثل التوت والتین، ومصانع لحلج الأقطان و تقطیر ماء الورد، وتعبئة المیاه المعدنیة الغازیة و صناعة الثلج و کذلک تربیة الدواجن. و کان التعامل التجاري في الماضي مقتصر علی أسواق الأربعاء حیث کان المتعاملون بأتون إلیها من المدن و القری المحیطة بها. وقد نعمت إدلب بالطاقة الکهربائیة سنة 1938م (الطباخ، 3/ 279-280؛ الغزي، 1/ 403؛ البستاني).

 

سکانها

کانت إدلب ولفترة طویلة تتمتع بأهمیة خاصة بسبب انحصار امتیاز صناعة الصابون فهیا و کذلک و قوعها علی طریق حلب – اللاذقیة التجاري (ظ: الطباخ، 3/ 281)، لکن مع مرور الزمن ولأسباب مختلفة، منها إلغاء انحصار صناعة الصابون و کذلک تغییر مسار خط سکة حدید دمشق – حلب، قلّت أهمیتها تدریجیاً (م.ن، 3/ 284). وبطبیعة الحال، فإن بعض الحوادث الطبیعیة هي الأخری لم تکن دون تأثیر في هذا الأمر. فقد أدی الانجماد الشدید في 1950م إلی تلف عدد کبیر من أشجار الزیتون (ظ: الخوري، 60)، مما حدا بعدد کبیر من سکانها إلی الهجرة إلی المدن الکبیرة، أو المناطق الأخری. ولذا فإن معدلات نمو السکان کانت تتأرجح کثیراً عبر الفترات المختلفة. واستناداً إلی بورکهارت، فإن ألف عائلة کانت تسکن إدلب في 1812م، وبحسب إحصاء 1877م فإن عدد سکانها کان یتجاوز 8,000 نسمة، واستناداً إلی ماذکره کوینه الرحالة الفرنسي فإن المدینة کانت في أواخر القرن الماضي تضم 2,138 عائلة. وذکر البعلبکي أن عدد سکانها 55,000 نسمة (5/ 171؛ أیضاً ظ: البستاني). وفي الفترة الواقعة بین 1970 و 1981م کان معدل النمو السکاني فیها 4/ 38% (حمیدة، دلیل، 243).

 

الحیاة الاجتماعیة فیها

وأهل إدلب مسلمون علی المذهب الشافعي، وتوجد بینهم أقلیة دینیة کبیرة نسبیاً من المسیح الأورثوذکس. وقد تحدث برهان الدین أفندي في العقد الثالث من القرن الحالي عن تشابه عادات و تقالید المسیحیین فیها والمسلمین وقال إن أزیاء نسائهم أیضاً مثل أزیاء النساء المسلمات، کما وصف العلاقات بین المسلمین والمسیحیین بأنها ودیة (ظ: الطباخ، 3/ 274). وتشکل العشائر قسماً من سکان إدلب (زکریا، 122، 545).

یتمتع سکان إدلب برفاهیة نسبیة و سلامة في الأبدان، وقد أدی اهتمامهم الخاص بالعلوم المختلفة و ظهور فقهاء و أدباء و مؤرخین کثر في أوساطهم إلی أن تدعی هذه المدینة الأزهر الأصغر. و من علمائها وأدبائها المشهورین، یمکن أن نذکر أحمد الکاملي وإسماعیل الکیالي وشعیب الکیالي و عمر الفیومي و صالح الحمیداني (ظ: الطباخ، 3/ 281-283؛ أیضاً للتعرف إلی بعض قضاة إدلب، ظ: الحلبي، 203، 235، 346؛ أیضاً للاطلاع علی الأسر الشهیرة، ظ: الغزي، 1/ 407-409).

وخلال العهد العثماني کان في إدلب مدرسة ابتدائیة واحدة فحسب، وفي 1950م أسست مدرستان ابتدائیتان للبنین و مدرسة للبنات وروضة للأطفال الذکور، وبعد 10 سنوات أصبح في المدینة مدرستان ثانویتان حومیتان للبنات و البنین و روضتان حکومیتان و 7 مدارس ابتدائیة للبنین و 5 للبنات و مدرستان ابتدائیتان ألیتان و روضة أهلیة و ثانویة أهلیة واحدة. ویمکن أن نصف الأنشطة الثقافیة فیها خلال السنوات الأخیرة علی النحو التالي: 1. تأسیس مرکز ثقافي في 1960 م لنشر الوعي الثقافي – الوطني و یضم مکتبة و مکتبة خاصة بالأطفال وأرشیفاً للأشرطة و قاعة للموسیقی وقاعه لعرض الأفلام وقاعة للمحاضرات؛ 2. تأسیس نادي المعلمین في 1961م؛ 3. تأسیس مرکز رعایة الشباب لیأخذ علی عاتقه إقامة المباریات الریاضیة والاحتفالات و کذلک إدارة الأندیة الریاضیة؛ 4. تأسیس جمعیة النهضة الإسلامیة في تموز 1961، تتولی تعلیم ورعایة الأیتام و العجزة و المکفوفین (البستاني).

 

المصادر

أبوعساف، علي، آثار الممالک القدیمة في سوریة، دمشق، 1988م؛ الأسدي، م. خبرالدین، موسوعة حلب المقارنة، حلب، 1401هـ/ 1981م؛ البستاني؛ البعلبکي، منیر، موسوعة المورد، بیروت، 1981م؛ تاج العروس؛ الحلبي العرضي، أبوالوفاء، معادن الذهب، تقـ: محمد التونجي، حلب، 1987م؛ حمیدة، عبدالرحمان، جغرافیة سوریة البشریة، القاهرة، 1971م؛ م.ن، وساطع محلي، دلیل العلام، دمشق، 1988م؛ الخانجي، محمدأمین، منجم العمران، القاهرة، 1325هـ/ 1907م؛ الخوري، سلیم جبرائیل و سیلم میخائیل شحادة، آثار الأدهار، بیروت، 1291هـ/ 1875م؛ زکریا، أحمد وصفي، عشائر الشام، دمشق، 1983م؛ الطباخ، محمد راغب، أعلام النبلاء، حلب، 1343هـ/ 1925م؛ الغزي، کامل، نهر الذهب، تقـ: شوقي شعث و محمود فاخوري، حلب، 1991م؛ المعجم الجغرافي، تقـ: العماد مصطفی طلاس، دمشق، 1992م.

مریم صادقي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: