الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أدرنة /

فهرس الموضوعات

أدرنة

أدرنة

تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/1 ۱۰:۳۹:۳۳ تاریخ تألیف المقالة

أَدِرْنَة، مرکز محافظة بنفس الاسم واقع في الجزء الأوروبي من ترکیا في بلاد تراقیا في مرمرة. أول عاصمة أوروبیة للدولة العثمانیة وثاني عاصمة لها بعد مدینة بورسه (دارکوت، 1).

 

محافظة أدرنة

تقع هذه المحافظة في حوض نهر مریج بین خطي العرض 40° و 42° و 30´ شمالاً و خط الطول 26° و 27´ شرقاً (YA, IV/ 2352) علی الشریط الجنوبي الشرقي لشبه جزیرة باکمان. والموقع الجغرافي لمرکز المحافظة هو خط العرض 41° و 40´ و 15´´ شمالاً و خط الطول 26° و 23´ و 50´´ شرقاً (دارکوت، ن.ص). وتبلغ مساحة محافظة أدرنة 6,276 و کم2 («إحصاء...»، 8)، مما یشکل 8/ 0% من الأراضي الترکیة، ویبلغ ارتفاع مرکز المحافظة 41 متراً فوق مستوی سطح البحر، و یحده من الغرب الیونان، و من الشرق محافظات قرکلارایلي و تِکیرداغ وچناق قلعة (الدردنیل)، و من الشمال الغربي بلغاریا، و من الجنوب بحر إیجه. أما المدن التابعة لمحافظة أدرنة فهي: إنز و حفصه وإیپسالا وکِشان ولالاباشا و مریج و أوزون کوپرو (ن.م، YA, IV/ 2362; 27).

واستناداً إلی الإحصاء العام لسنة 1990م کان عدد سکان محافظة أدرنة 404,599 نسمة یکسن 210,421 منهم في المدن و 194,178 في الأریاف، وکانت نسبة زیادة السکان هي 54/ 7% ویحتل المرتبة السابعة والأربعین من حیث عدد الکسان بین محافظات ترکیة الثلاثة و السبعین («إحصاء»، 7). ومن هذه الناحیة أیضاً تعتبر مدینة أدرنة هي المدینة السادسة و الثلاثین بین المدن الترکیة (ن.ص).

 

الطبیعة الجغرافیة

تتباین التضاریس الأرضیة في هذه المحافظة فتتضمن الجبال و الهضاب و السهول. و جبالها قلیلة الارتفاع ویقع في الجنوب أعلی جبل فیها المسمی کورو و یبلغ ارتفاعه 725متراً. أما بقیة الجبال فهي: إسترانجه و ارتفاعه 590 متراً في الشمال و الشمال الشرقي، أوزون کوپرو وارتفاعه 378 متراً وچاندر وارتفاعه 385 متراً، تحیط بها من الشرق و الجنوب الشرقي علی التوالي. و من هضابها کازانفا و طونجه و إرکنه وإیپسالا (YA, IV/ 2353-2354).

وماء أنهار المحافظة یتجمع بشکل عام من الأمطار الربیعیة والخریفیة وذوبان الثلوج، ولهذا یتغیر ارتفاع مناسیب میاهها من 4-7 أمتار (ن.م، IV/ 2352-2354). وأهم أنهار المحافظة هي: مریج (هبروس) وآردا (آریسوس) و طونجة (تونزوس) (مانسل، 27) وإرکنه. وتتصل الأنهار الثلاثة الأخیره في نهایة المطاف بنهر مریج (YA, IV/ 2354-2355). کما تلاحظ في هذه المحافظة عدة بحیرات صغیرة ماؤها راکد مثل غالا ودالیان و توزلا وپاموک لو وغیرها (ن.م، IV/ 2355).

یتأثر مناخ أدرنة بمناخ البحر المتوسط وکذلک بمناخ القارة الأوروبیة المرکزیة، ویختلف مناخ بعض نقاطها متأثراً بمناخات البحر الأسود و بحر إیجه و بحر مرمرة. و هو حار وجاف صیفاً، ویکون شتاؤه معتدل الحرارة عندما یتأثر بمناخ البحر المتوسط، و ما عدا ذلک فهو بارد جداً. ومعدل درجة الحرارة السنویة 5/ 13 درجة مئویة، ومعدل سقوط الأمطار 3/ 599 میلیمتراً سنویاً (ن.م، IV/ 2359).

ومع الأخذ بنظر الاعتبار الظروف الإقلیمیة و نوع التربة و عدم استواء التربة، تلاحظ في هذه المحافظة ثلاثة أنواع من الأغطیة النباتیة: الغابات و الأعشاب و الشجیرات. ومساحة الغابات صغیرة جداً (ن.م، IV/ 2360).

وتاریخ محافظة أدرنة ممتزج بتاریخ مدینة أدرنة وبلاد تراقیا. و من مدنها إنز التي کانت تسمی في العصور القدیمة آنیوس، واستناداً إلی بعض الروایات فإنها بنیت علی ید آنیوس شقیق غونیوس الذي کان حبیب أودیسا. وفي 513ق.م استولی علیها داریوس الأخمیني و من بعده أحشویرش. وفي القرن 5 ق.م کانت هذه المدینة طریقاً تجاریاً مهماً و ظلت حتی القرن 2 ق.م تحت حکم مقدونیا و مصر علی التوالي. وفي 190 ق.م نالت استقلالها بمساعدة الروم وأصبحت فیما بعد مرکزاً لولایة رودف التابعة لبلاد الروم، ثم أصبحت تابعة للبیزنطیین. وفي 861هـ/ 1456م انضمت إلی ممتلکات الدولة العثمانیة.

أما حفصه (هافسا) المدینة الأخری في المحافظة فقد ضُمت إلی البلاد العثمانیة خلال عهد مراد الأول. و قد عُرفت هذه المنطقة التي کانت تدعی أیضاً حفص محمودباشا بهذا الاسم بسبب کونها قد مُنحت لمحود باشا بشکل خاص من قبل السلطان محمد الثاني (الفاتح) (ن.م، IV/ 2388). وذکر سامي أنها من توابع أدرنة و أن سکانها مسلمون ومسیحیون (بلغار و یونانیون) (3/ 1998). ویوجد الیوم في هذه البلاد التي تضم 23 قریة و 17 مزرعة کبیرة، 25 مسجداً و 10 کنائس (ن.م، IV/ 2389).

 والمدینة الأخری في محافظة أدرنة هي کشان التي کانت خاضعة لحکم الیونان و إیران و الأودریسیین (من القبائل التراقیة) و مقدونیا والبیزنطین وأصبحت من ثم جزءاً من منطقة السیادة العثمانیة. وقد احتل الروس هذه المدینة خلال الحروب الروسیة – العثمانیة في 1245هـ/ 1829م و أیضاً في 1294هـ/ 1877م، واحتلها البلغار و من ثم الیونانیون أوائل القرن 20م، و قد تم إجلاء القوات الأجنبیة عنها في 1922م (ن.ص). وکانت قدیماً تابعة لمنطقة کلیبولي و کان فیها 8 مساجد وکنیستان. و فیها قبر المتصوف المعروف الشیخ سلیمان (سامي، 5/ 3863).

 

مدینة أدرنة

تقع هذه المدینة علی شاطئ نهر مریج في منطقة التقاء نهري طونجه و آردا بمریج (پاولي، VII(2)/ 2184؛ دارکوت، 1؛ مانسل، 21). وتبعد عن مصب مریج في بحر إیجه 157کم وعن إستانبول 232کم وعن طریق السکة الحدید 318 کم (دارکوت، ن.ص). ولکونها واقعة علی الطریق بین أوروبا و آسیا فإنها تتمتع بأهمیة خاصة من الناحیة الإستراتیجیة. واستناداً إلی الإحصاء العام لسنة 1990م فإن عدد سکانها بلغ 124,361 نسمة، ویظهر ذلک زیادة قدرها 12/ 27% مقارنة بإحصاء سنة 1985م («إحصاء»، 27).

 

تسمیتها

عرضت المصادر التاریخیة معلومات متباینة عن اسم هذه المدینة (مانسل، ن.ص)، فقد أورد آمیانوس مارسلینوس ویوتروپیوس المؤرخان الرومانیان اسم أُسکوداما بوصفه أقدم اسم لها، بینما أورده المؤرخ البیزنطي استفانوس بشکل غونیس (ظ: پاولي، أیضاً مانسل، ن.صص)، وذکره بعض المؤرخین البیزنطیین بشکل أورستیا وأورستیاس و نسبوا بناءها الأول إلی الأودریسیین (پاولي، ن.ص؛ مانسل، 21-22). والبدیهي هو أن أحد القبائل التراقیة جعل موضع أدرنة الحالي محلاً للتبادل التجاري، وقام المقدونیون والروم بتوسیعه («دائرة المعارف....»، X/ 425). وربما کان الاختلاف في التسمیة ناجماً عن وجود قصبات وقری صغیرة متشابهة الأسماء في هذه المنطقة؛ مثلاً أوسکوداما یحتمل أن تکون هي نفسها قریة أوسکودار التي تقع الیوم في بلغاریا (مانسل، 21). وکانت هذه المنطقة علی عهد التراقیین لاتتمتع بالحقوق المدنیة خلال زیارته لها في 123-124م وسماها باسمه فعرفت منذ ذلک الحین و ماتلاه بـ «هادریانوپولیس» (م.ن، 23) وآدریانوپولیس وآدریانا پولیس (YA,IV/ 2365). وبعد استیلاء الأتراک علیها سمیت أدرِنة و أدیرنة (پاولي، VII(2)/ 2175)،وأدرونة (أولیا چلبي، 3/ 456)، وأَدْرَني (کاتب چلبي، 208)، وأَذرنا بولي (ابن تغري بردي، 60)، وأدْرَنَة (الخوري، 58) وآندرینوپله (غابریل، 82). وقد غیّر السلطان العثماني مراد الأول اسم هذه المدینة إلی أدرنة (فریدون بک، 1/ 94) ومنذ ذلک الحین عُرفت بهذا لااسم، وکانت لها في التاریخ العثماني ألقاب مثل دار النصر، دار القرار، دارالملک (کوک بیلکین، «حول...»، 161).

 

ماضیها التاریخي

تدل الآثار التي اکتشفت في منطقة أدرنة علی أن أول مکان سُکن منها کان یقع علی بعد 5 کم إلی الشمال الغربي منها (کانسو، 14) في الموضع الذي یقال له الیوم چارداق آلتي (م.ن، 13. ومن بین القبائل التراقیة ورد ذکر البتیکریین فضلاً عن الأودریسیین بوصفهم أوائل سکان أدرنة (مانسل، 21-22). وقد نقل الاهیّون «أو الآکیّون» الذین کانوا یعیشون في الیونان ثقافتهم و حضارتهم إلی هذه المنطقة في الفترة الواقعة بین 1400-1200 ق.م، وفي 513 ق.م استولی داریوس اأول علی مدینة أدرنة وضمها إلی الدولة الأخمینیة (ن.ص). وقد أصبحت أدرنة فیما بعد جزءاً من الدولة الأودریسیة.

وفي القرن 4 ق.م استولی فیلیب المقدوني علی أدرنة. بینما أصبحت منطقة تراقیا في 280-279 ق.م تحت سیطرة الغالاطیین، وبعدها وفي 168 ق.م تحت الحکم الروماني (م.ن، YA, IV/ 2367; 22-23). وکان هؤلاء یفرضون هیمنتهم علی المنطقة عن طریق الأمراء المحلیین. وقد أصبحت علی عهد کلاودیوس وفي الفترة الواقعة بین 44-46م واحدة من ولایات الإمبراطوریة الرومانیة، وقد أبقی الرومانیون علی التقسیمات الإداریة السابقة التي کان المقدونیون قد وضعوها والتي کانت تسمی ستراتغیا.

وقد بذل الإمبراطور الروماني ترایانوس (تراجان) جهوداً حثیثة التحویل قصبات تراقیا إلی مدن، واستبدال أسالیب الحیاة الریفیة – الزراعیة بالأسالیب المدنیة و بشکل خاص الثقافة المدنیة الرومانیة، ولهذا ظهرت في هذه الفترة عدة مدن کانت أدرنة واحدة منها (مانسل، 23). وفي القرنین 2-3م العصر الذهبي للإمبراطوریة الرومانیة، اتسعت مدن تراقیا و من بینها أدریانوپولیس (م.ن، 24). وعلی عهد الإمبراطور دیوقلیتیانوس و نظراً لإصلاحاته الإداریة، أصبحت أدرنة مرکزاً لولایة هایمیمونتوس التابعة لتراقیا (إیجه، 40؛ مانسل، 22). وفي القرن 4م کانت أدرنة و ضواحیها مسرحاً لمعارک مختلفة منها الحرب بین أباطرة الروم. وحدثت في 314م معرکة بین ماکسیمیانوس ولیقینیوس الحاکمین الرومانیین في موضع سیرنوم (سیرانوم) قرب أدرنة انتهت بانتصار لیقینیوس (ن.ص؛ YA, IV/ 2367). وفي 324م تحارب في هذا الموضع الإمبراطوران الرومیان قسطنطین ولیقینیوس. وقد نقل قسطنطین بعد انتصاره علی غریمه، عاصمته إلی بیزنطیة و سماها القسطنطینیة (کنستانتینوپولیس) (ن. صص).

ومنذ منتصف القرن 4 م استولی الهون و القوط علی تلک المنطقة، وقدّر المؤرخون عدد القوط الذین سکنوا تراقیا بـ 200,000 نسمة (مانسل، ن.ص). وکان القوط ینوون الاستیلاء علی تراقیا في 377م لکنهم لم‌یستطیعوا احتلال أدرنة، وقد هب الإمبراطور فالنس لقمعهم لکنه هزم في 378م قرب أدرنة (إیجه، 41؛ مانسل، YA; 28، ن.ص). وقد شرح آمیانوس مارسلینوس تفاصیل هذه المعرکة (ظ: مانسل، 28-37).

کانت أدرنة طیلة حکم البیزنطیین لها و بسبب موقعها المتمیز عرضة للتهدید الأجنبي و خاصة من قبل شعوب البلقان. وقد هوجمت في القرن 5م من قبل البلغار والسلافیین (إیجه، ن.ص). وفي 586م و علی عهد حکم الإمبراطور ماوریکیوس (582-602م) حاصرها الآواریون (م.ن، IA, IV/ 190; 43)، لکنهم لم‌یتمکنوا من الاستیلاء علیها و بقیت أدرنة تحت الحکم البیزنطي (YA, IV/ 2368). وبعد ذلک استولی البلغار علی المدینة حتی تمکن نقفورس من انتزاعها منهم سنة 191هـ/ 807م (إیجه، ن.ص). وفي صفر 302هـ/ أیلول 914م ضمها سیمون ملک البلغار مرة أخری إلی أراضیه (م.ن، 46). کما کانت مسرحاً للحروف بین البجناک و البیزنطیین في القرن 5هـ/ 11م، فقد استولی علیها البجناک مرةً في 442هـ/ 1050م (م.ن، 48)، وأخری في 471هـ/ 1078م (م.ن، IA; 50، ن.ص). وخلال الحروب الصلیبیة کانت أدرنة ممراً ومحطة للجنود الصلیبیین، وقد أصیبت بأضرار من هذه المسألة. وفي ثالث حملة صلیبیة دخل فردریک بربروس إلی أدرنة و هو في طریقه إلی إستانبول سنة 585هـ/ 1189م بعد سماعه خبر الصلح بین صلاح‌الدین الأیوبي والبیزنطیین. وقد أمضی الإمبراطور البیزنطي إیساکیوس الثاني معاهدة الصلح والصداقة مع فردریک في هذه لامدینة (إیجه، 52). و في الحملة الصلیبیة الرابعة و محاصرة إستانبول سنة 601هـ/ 1204م و في خضم تأزم أوضاع الحکومة البیزنطیة (م.ن، 53) و تقسیمها، أعطیت أدرنة للبنادقة (أستروغرسمکي، 391؛ إیجه،ن.ص). وقد اضطرت تصرفات البنادقة واللاتین المشینة (م.ن، 53) الناسَ الذین کانوا قد تقبلوا حکمهم مکرّهین إلی التمرد و الثورة (ظ: م.ن، 54-55). واتسع نطاق هذه الثورة بسرعة وتمّ الاستیلاء علی المعسکرات التابعة للإمبراطوریة في مختلف المدن و منها أدرنة التي کانت لدی البنادقة آنذاک. وبهذا سقطت الإمبراطوریة اللاتینیة بعد سنة من احتلال إستانبول. وبخروج الأجانب تحررت أدرنة بدورها (أستروغرسکي، 394-395). وقد وقعت أدرنة لفترة أیضاً تحت تصرف حکومة إزنیق (م.ن، 402). وأخیراً وفي 621هـ/ 1224م انضمت إلی الدولة البیزنطیة (إیجه، 56).

واکتسبت أدرنة أهمیة خلال الصراع علی حکمها بین أندرونیکوس الثاني وأندرونیکوس الثالث. وبمساعدة البنادقة قدم یوآنس الخامس إلی أدرنة في 753ه/ 1352م، وبعد فترة نهب الأتراک مدینة أدرنة بمعونة کانتاکوزنوس (م.ن، 60-61)، فطلب یوآنس الخامس المساعدة من البلغار (م.ن، 61)، وعاد کاناکوزنوس فطلب النصرة من صهره أورخان الغازي مرة أخری (ن.ص)، فأرسل هذا إلی أدرنة قوة مؤلفة من 10,000 مقاتل بقیادة ابنه الأکبر سلیمان لنصرته (ن.ص؛ إینالجیک، «ظهور...»، 274). وعقب وفاة سلیمان في 758هـ/ 1357م واصل شقیقه مراد عملیاته في روم إیلي و هاجم أدرنة و حاصرها في 762هـ/ 1361م (ن.م، 275). وعلی عهد مراد الأول، المعروف بـ «خداوندگارم فتح العثمانیون أدرنة بقیادة لالاشاهین باشد (إیجه، 62). وقد ألحق شاهین باشا الهزیمة بتکفور (حاکم) أدرنة في موضع یدعی «سازلي دره» قرب أدرنة، فهرب تکفور لیلاً بزورق، و عند السحر فتح الناس أبوبا المدینة و سلّموها للسلطان مراد (ن.ص؛ نشري، 1/ 196؛ صولاق‌زاده، 29-30؛ هامرپورغشتال،دولت...، 1/ 208). واستناداً إلی نشري (ن.ص) فإن فتح أدرنة تمّ في 762هـ/ 1361م. وقد أوردت المصادر تاریخ فتح أدرنة علی أیدي المسلمین باختلاف من 762-764هـ/ 1361-1363م، بل إن المصادر البیزنطیة اختلفت فیه فقالت إنه تمّ في 765هـ/ 1364م، أو حتی في 773هـ/ 1371م (أوزون چارشیلي، I/ 163-164). وقد قارن إینالجیک («فتح ...، 137-159) الروایات التي أوردها الغربیون بهذا الشأن مع کتابات المؤرخین العثمانیین المتقدمین مثل عاشق باشازاده و أوروج بک و روحي، و بعد دراسة معمقة اعتبر التاریخ الدقیق لفتح أدرنة هو 762هـ/ 1361م. وعقب الانتصار أصدر مراد أمره إلی شاهین باشا بمواصلة الفتوحات في روم إیلي، و هکذا فتحت زغرة وفیلیبة (نشري، أوزون چارشیلي، ن.صص). وبعد فترة قدم مراد من أدرنة إلی بورسه و أوکل إدارة أدرنة و المناطق المحیطة بها إلی شاهین باشا (نشري، 1/ 198). وبعد فتح أدرنة أرسل مراد رسائل بالفتح إلی حکام آسیا (هامرپورغشتال، ن.م، 1/ 211)، ومن بینها رسالة الفتح الموجهة إلی السلطان أویس الجلائري (فریدون بک، 1/ 93-94).

 عقب فتح أدرنة بدأت هجرة الأتراک من الأناضول إلی روم إیلي (أوزون چارشیلي، I/ 165)، ویبتوقیعه اتفاقیة اعترف الإمبراطور البیزنطي بدوره بالوضع القائم آنذک (ن.ص؛ هامرپورغشتال، ن.م، 1/ 212)، عندها نقل مراد عدداً کبیراً من الأتراک من الأناضول إلی بلاد تراقیا بعد دفعه 60,000 لیرة ذهبیة إلی حکام جنوی (أوزون چارشیلي، I/ 166). وبینما کان العثمانیون منهمکین بتعزیز مواقعهم و تنظیم أمورهم في البلاد الجدیدة، هجم الصرب و البلغار علی أدرنة مستعینین بالبابا والدول الأوروریة لاستعادة الأراضي التي فقدوها، لکنهم هزموا عند ضفاف نهر مریج (نشري، 1/ 202؛ أوزون چارشیلي، I/ 168). وامتناناً لهذا الانتصار بنی مراد مسجداً في بیره جیک، کما أنشأ زاویة لمقبرة بابا پوستین پوش (م.ن، I/ 169). وعندها نقل العاصمة في 767هـ/ 1365م إلی أدرنة، وظلت هذه المدینة عاصمة للدولة العثمانیة حتی فتح إستانبول (هامرپورغشتال، ن.م، 1/ 217؛ أوزون چارشیلي، I/ 170).

وبمقتل مراد علی ید أحد الصرب خلال حرب کوسوفو (هامر پورغشتال، ن.م، 1/ 251؛ إینالجیک، «ظهور»، 277)، خلفه في أدرنة ولده بایزید المعروف بیلدرم (الصاعقة) (هامرپورغشتال، ن.م، 1/ 259)،ومن هذه المدینة أعد العلدة لمحاصرة إستانبول لأول مرة (ن.م، 1/ 266). وعقب وفاته في 805هـ/ 1403م (ن.م، 2/ 85؛ IA, IV/ 110)، اعترف أبناؤه – سلیمان في أدرنة و محمد في آماسیا و عیسی في بورسه – بحکم تیمور الکورکاني. وبعد وفاة تیمور في 807هـ اندلعت الحرب الداخلیة بین أبناء بایزید لاحتلال العاصمة – أدرنة – و تسنم العرش (إینالجیک، ن.م، 279)، حیث تسنمه سلیمان في أدرنة وحاصر ابن بایزی الآخر موسی چلبي أدرنة (IA، ن.ص؛ هامرپورغشتال، ن.م، 2/ 104). وبعد مقتل أخیه سلیمان (ن.م، 2/ 105) تسنم هو العرش (ن.م، 2/ 106) و ضر النقود باسمه في هذه المدینة (IA، ن.ص)، لکن محمد الأول انتصر أخیراً علی خصومه (إینالجیک، ن.ص). وقد أمضی الشطر الأکبر من حکمه الذي دام 8 سنوات، في أدرنة و توفي فیها أیضاً (IA، ن.ص). وکانت أدرنة لفترة أیضاً بید مصطفی الابن الآخر لبایزید (إینالجیک، ن.م، 280) الذي ضرب النقود باسمه (IA, IV/ 110-111). وأخیراً ألقي القبض علیه بقیادة قوات مراد الثاني (إینالجیک، ن.م، 279-281) و تم إعدامه (هامرپورغشتال، دولت، 2/ 167).

تسنم مراد الثاني العرش في 824هـ/ 1421م (إینالجیک، ن.م، 280) وعلی عهده سارت أدرنة نحو العمران، و بقیت له آثار في هذه المدینة هامرپور غشتال، ن.م، 2/ 250؛ IA، ن.ص). وبعد اعتزال مراد الثاني ووفاته، قدم ابنه محمد الثاني إلی أدرنة و جلس علی العرش (هامرپورغشتال، ن.م، 2/ 257-258) و فتح إستانبول (ن.م، 2/ 278، عن فتح إستانبول، ظ: 2/ 278-307). ویعتبر فتح إستانبول منعطفاً في تاریخ أدرنة، ذلک أن هذه المدینة أصبحت منذ ذلک الحین و ماتلاه مرکزاً للعملیات العسکریة للدولة العثمانیة بهدف فتح شبه جزیرة البلقان (IA, IV/ 111).وبعد انتهاء حکم محمد الثاني – الفاتح – و خلال عهد بایزید الثاني (امرپور غشتال، ن.م، 3/ 241) وابنه سلیم، ومن ثم علی عهد سلیمان القانوني، حظیت أدرنة بالاهتمام بوصفها المدینة الثانیة في البلاد العثمانیة. و کان هؤلاء السلاطین و من تلاهم من الحکام یبدون اهتماماً خاصاً بأدرنة، حیث کان محمد الرابع یدیر الأمور السیاسیة لبلده من هذه المدینة (YA, IV/ 2373; IA, IV/ 112).

والواقعة الخطیرة التي أدت في 1115هـ/ 1703م إلی عزل مصطفی الثاني و تسنم السلطان أحمد الثالث العرش و مقتل شیخ الإسلام فیض‌الله أفندي (ظ: هامرپورغشتال، تاریخ...، 4/ 2913-2924)، اشتهرت في التاریخ العثماني بواقعة أدرنة (IA، ن.ص؛ «دائرة المعارف»، X/ 445-446). وقد ألحق الحریق الذي شبّ عام 1158هـ/ 1745م و الزلزال الذي ضرب المدینة في 1164هـ/ 1751م، خسائر فادحة بالمدینة، حیث دُمّرت 60 محلة (EI2). وأصبحت المدینة أواخر القرن 18 وأوائل القرن 19 وم مرکزاً تجاریاً بحیث کانت حلقة وصل بین سواحل البحر المتوسط و نهر الدانوب (YA, IV/ 2373-2374).

وللقرن 19 وأوائل القرن 20 المیلادي أهمیة خاصة في التاریخ السیاسي لمدینة أدرنة، ذلک أنها عُرّضت 4 مرات علی مدی هذه الفترة للعدوان والاحتلال: في الحرب الروسیة – العثمانیة، احتل الروس أدرنة في 1245هـ/ 1829م (بایکال، 183).وأخیراً تم بالصلح بین الطرفین عقد معاهدة باسم معاهدة أدرنة، أخلی بموجبها الروسُ المدینةَ، ومقابل ذلک اعتُرف بسیادة الروس علی إیروان و نخجوان (للاطلاع علی نص المعاهدة، ظ: راسم، 4/ 1770-1801؛ «دائرة المعارف»، YA, IV/ 2375; X/ 442-443). ومرة أخری احتل الروس أدرنة في 1295هـ/ 1878م ثم أخلوها بعد معاهدة صلح سان ستیفانوس، ونتیجة لذلک، تحولت أدرنة إلی مدینة حدودیة (بایکال، 192؛ چاغان، 202)، واستناداً إلی نصوص معاهدة لندن التي وقعت في 30 أیار 1913، فقد منحت أدرنة إلی بلغاریا (بایکال، ن.ص)؛ لکن الخلافات بین الدول المنتصرة أدت إلی توقیع معاهدة أخری في إستانبول (29 أیلول 1913)، سُلمت أدرنة بموجبها إلی العثمانیین مرة أخری (م.ن، 193). وعقب الحرب العالمیة الدولی و بدء انهیار الدولة العثمانیة في 1338هـ/ 1920م احتل الیونانیون أدرنة، وأخیراً و في 25 تشرین الثاني 1922 خرجت أدرنة من سیطرة الیونان و انضمت للأراضي الترکیة (م.ن، YA, IV/ 2383; 194).

 

أدرنة من وجهة نظر السیاح

لما کانت هذه المدینة واقعة علی الطریق الذي یربط بین آسیا و أوروبا، فقد مرّ بها علی مدی تاریخها – و بشکل خاص في القرون الوسطی والحدیثة – سیاح کثر وانبری کل واحد منهم لوصفها من وجهة نظره الخاصة. فقد تحدث فیلیب دو فرنیه کانه في 981هـ/ 1573م عن تجارتها و ترکیبتها الاجتماعیة التي کانت تضم المسلمین (الأتراک) والمسیحیین و الیهود (ن.م، IV/ 2385)؛ و وصف سیمون البولوني في القرن 17م مساجدها وخاناتها و فنادقها ومستشفیاتها (ن.م، IV/ 2386)، بینما وصف الشفالیة آرفیو في 1673م مسجد السلیمیة و أطلال أدرنة القدیمة و قصر الملک (ن.ص)، وأثنی هلموت فون مولتکه في 1835م علی جمالها (ن.م، IV/ 2387).

وقدّم أولیا چلبي شرحاً وافیاً لقلعة أدرنة و مساجدها و تکایاها و ینابیع میاهها و قصورها و محلاتها (3/ 425-454 و مابعدها). و ذکر کاتب چلبي – ضمن وصفه أدرنة – أن عدد محلاتها 160، واعتبرها بمصاف إستانبول و امتدج أسواقها و قصورها و مساجدها (ص 209-215؛ للاطلاع علی محلاتها و مؤسسیها، ظ: کوک بیلکین، «مؤسسو ...»، 161-178).

 

الوضع الاقتصادي

تعتبر أدرنة اقتصادیاً إحدی المحافظات النامیة في ترکیا، و تترکز أهم الأنشطة الاقتصادیة في المجال الزراعي بحیث تشکل 42% من مجمل العائدات. ومع الأخذ بنظر الاعتبار حرکة التصنیع التي بدأ منذ 1970م، فإن هذه المدینة تحولت إلی مرکز صناعات المحافظة (YA, IV/ 2390). وکانت أدرنة خلال العهد العثماني إحدی المراکز المهمة لإنتاج الغلال، إلا أن أزمات القرن 19م أدت إلی هجرة طاقاتها البشریة وسکانها النشیطین (ن.ص)، وقد روّج المهاجرون القادمون من دول البلقان إلی ترکیا زراعة نبات عباد الشمس بحیث تشکل الیوم 20% من مجموع الإنتاج العام لهذا النبات في ترکیا (ن.م، IV/ 2390, 2431) و تزدهر في أدرنة صناعة النسیج والصناعات الغذائیة فو تترکز تجارة هذه المحافظة أیضاً في التعامل بالمنتوجات الزراعیة مثل بنجر السکر و بذور عبادالشمس و القطن والحلیب و منتجات الألبان. وإن وقوع أدرنة علی طریق أوروبا و کذلک الاتصال بها عن طریق سکة الحدید أدی إلی تنشیط واتساع علاقات أدرنة التجاریة (ن.ص). ویعد فحم اللجنیت من الثروات المعدنیة لأدرنة التي تسد حاجة الإقلیم (ن.ص).

 

آثارها الثقافیة و التاریخیة

نظراً لماضیها التاریخي و مع الأخذ بنظر الاعتبار کونها واحدة من العواصم الثلاث للدولة العثمانیة، تضم أدرنة مجموعة من الآثار الفنیة و خاصة من العمارتین البیزنطیة و الإسلامیة (أصلان آپا، «تطور... »، 223). ولم یبق من آثار العهد البیزنطي سوی أطلال قلعة أدرنة و أسماء عدة کنائس، تحولت فیما بعد إلی مساجد (ظ: إیجه، 74-76). وآثار أدرنة التاریخیة هي:

قلعة أدرنة الواقعة علی شاطئ نهر طونجه و طرازها المعماري هو طراز القلاع الرومانیة. نسب بناؤها الأول إلی الإمبراطور هادریانوس. وتمّ تدمیرها في القرن 19 م علی عهد خورشید باشا من أجل بناء مدرسة ومستشفی و دوائر حکومة (م.ن، 65). وکان للقلعة 6 أبواب رئیسیة وعدة أبواب فرعیة (أولیا چلبي، 3/ 425-427). وقد ذکر کاتب چلبي أن عدد أبوابها 9 (ص 209). ولم یبق منها الیوم سوی أسوارها و برج ساعتها (YA, IV/ 2431, 2446).

أما مسجد یلدرم بایزید أقدم بناء یرجع للعهد العثماني، فقد بني في 799هـ/ 1397م، أو 802هـ/ 1400م (أصلان آپا، ن.م، 224). وهو في الأصل بناء یرجع للمسیحیین، ویحتمل أن یکون من القرن 4-5م، أنشئ هذا المسجد فیما بعد علی أطلاله (إیجه، 70-71).

إسکي جامع (المسجد القدیم)، أسس في 806هـ/ 1403م علی ید الأمیر سلیمان چلبي وأکمل بناؤه في 817هـ/ 1414م علی ید السلطان محمد چلبي، و له 9 قباب و یلاحظ نظیره في أغلب مدن الإمبراطوریة العقمانیة (أولیاچلبي، 3/ 436؛ أصلان آپا، ن.ص، أیضاً «الفن المعماري...»، 45).

مسجد المرادیة، بني في 838هـ/ 1434م في محلة المرادیة علی ید السلطان مراد الثاني. ویعتبر محرابه من حیث البناء بالقاشاني أحد أروع التحف الفنیة (م.ن، «تطور»، 224, 225).

مسجد أوچ شرفه لي، یقع في وسط مدینة أدرنة، بناه السلطان مراد الثاني في الفترة الواقعة بین 842-851هـ/ 1438-1447م (ن.ص). واستناداً إلی أولیاچلبي (3/ 432) فإن مؤسسیه الدولین کانا عیسی و موسی چلبي. و قد سمي المسجد أوچ شرفه لي بسبب وجود 3 شرفات علی کل منارة (أصلان آپا، ن.م، 226).

مجموعة مسجد بایزید الثاني، و هي مجموعة تشتمل علی مسجد و مدرسة ومستشفی وبنایة و مخزن للماء، بناها المهندس خیرالدین في الفترة بین 889-893هـ/ 1484-1488م، وهي أحد أهم الآثار الدینیة والمرافق العامة في العالم الإسلامي (ن.ص). وقد أوردت المصادر التاریخة زمن الانتهاء من بناء هذه المجموعة باختلاف في 893هـ/ 1488م (کاتب چلبي، 212) و 896هـ/ 1491م (أولیاچلبي، 3/ 436)، ویبدو أن الصحیح بحساب الجمبل هو 893هـ إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار مجموع حروف مادة التاریخ «خیرٌجمیلٌ» (ن.ص). وفي وقفیة بایزید الثاني المحفوظة في المکتبة السلیمیة، توجد أسماء 167 شخصاً من موظفي هذه المجموعة (أصلان آپا، ن.م، 227). وفي المستشفي الذي کان یشکل قسماًمهماً من هذه المجموعة و الملحقة به مدرسة لتخریج الأطباء أیضاً، کان المصابون بالأمراض العقلیة یُعالجون بعزف الموسیقی. ولهذا الهدف کان 10 من المغنین والعازفین یعملون فیها (أولیاچلبي، 3/ 469-470). کما کان طبیب عیون و جرّاح و صیدلي یؤدون مهامهم في هذا المستشفي تحت إشراف (حکیم باشي) رئیس الأطباء (أصلان آپا،ن.ص).

مسجد السلیمیة الواقع في مرکز مدینة أدرنة، بناه المهندس سنان أشهر المهندسین الأتراک بأمر من السلطان سلیم الثاني في الفترة الواقعة بین 977-983هـ/ 1569-1575م (أولیاچلبي، 3/ 439؛ أصلان آپا، ن.م، YA, IV/ 245; 224)، وهو أحد روائع الفن المعماري الإسلامي. وقد ارتفعت في زوایاه الأربع منائره التي یبلغ ارتفاع کل منها 89/ 70 متراً، ولکل واحدة منها 3 شرفات (أولیا چلبي، 3/ 441؛ أصلان آپا، ن.م، 229). وفي الفناء الخارجي المحیط بالمسجد کانت توجد بنایات «دار القرّاء» و «دار الصبیان» و «دار الحدیث» والتي تشکل الیوم جزءاً من متحف أدرنة (ن.م، 230).

وفضلاً عن هذه المساجد المهمة یمکن أن نذکر من المسجاد الصغیرة الأخری: بیگلربیگي و قاسم باشا والسلیمانیة ولاري و مصطفی باشا و غیرها (YA, IV/ 2448-2451؛ أصلان آپا،ن.ص).

ولم یبق أثر من قصور أدرنة التي کانت یوماً تضاهي قصر طوب قاپو في إستابنول، بل تحولت أراضیها إلی مزارع للقمح (ن.م، 232). ومن هذه لاقصور یمکن أن نذکر القصر القدیم (إسکي سراي) الذي بناه مراد الأول (أولیاچلبي، 3/ 455-456) وکذلک القصر الجدید الذي بناه مراد الثاني في 1450م.

ومن مشاهیر لعماء هذه المدینة یمکن أن نذکر عبدالرحمان الحبري مؤلف کتاب أنیس المسامرین (بروسه‌لي، 3/ 97؛ لمزید من الاطلاع بشأن أنیس المسامرین، ظ: حاجي خلیفة، 1/ 198-199) وآلي حسین أفندي المؤرخ و الأدیب (بروسه‌لي، 3/ 4)، کما أن نظمي الأدرنوي الشاعر الدیواني في القرن 10هـ/ 16م کان من هذه المدینة (YA, IV/ 2462).

 

المصادر

ابن تغري بردي، یوسف، منتخبات من حوادث الدهور، 1930م؛ أولیا چلبي، محمد، سیاحت‌نامه، إستانبول، 1314هـ؛ بروسه لي، محمدطاهر، عثمانلي مؤلفلري، إستانبول، 1342هـ؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الخوري، سلیم جبرائیل، آثار الأدهار، بیروت، 1291هـ/ 1875م؛ راسم، أحمد، عثمانلي تاریخي، إستانبول، 1327-1329هـ؛ سامي، شمس‌الدین، قاموس الأعلام، إستانبول، 1306هـ؛ صولاق‌زاده، محمد، تاریخ، إستانبول، 1297هـ/ 1880م؛ فریدون بک، أحمد، منشآت السلاطین، إستانبول، 1274هـ/ 1858م؛ لیتل فیلد، هنري، تاریخ أروپا أز 1815م به بعد، تجـ: فریدة قرجه داغي، طهران، 1366ش؛ نشري، محمد، جهان‌نما، تقـ: فایق رشید أونات و محمد کویمن، أنقرة، 1987م؛ هامرپورغشتال، یوزف، تاریخ إمپراتوري عثماني، تجـ: زکي علي‌آبادي، تقـ: جمشید کیان‌فر، طهران، 1368ش؛ م.ن، دولت عثمانیة تاریخي، تجـ: محمدعطا، إستانبول، 1328-1330هـ؛ وأیضاً:

Aslanapa, O., «Edirne’de türk mimarisinin geliṣmesi», Edirne (vide: ibid); Osmanli devri mimarisi, Istanbul, 1986; Baykal, B. S., «Edirne’nin uğramiṣ olduğu istilâlar», Edirne (vide: ibid); Çağan, N., «Balkan harbinde Edirne», Edirne (vide: ibid); Census of Population 1990 State Institute of Statistics, Ankara, 1991; Darkot, B., «Edirne coğrafi giriṣ», Edirne (vide: ibid); Edirne, Ankara, 1965; EI2; Eyice, S., «Bizans devrinde Edirne ve bu devire ait eserler», Edirne (vide; ibid); Gabriel, A., La Turquie terre d’histoire et d’art, Istanbul, 1956; Gökbilgin, T., «Edirne hakkinda yazilmiṣ tarihler ve Enîs-ül Müsâmîrin», Edirne (vide: ibid); id «Edirne ṣehrinin kuruculari», Edirne (vide: ibid); IA; Inalcik, H., «Edirne’nin fethi», Edirne (vide: ibid); id, «The Emergence of the Ottomans», The Cambridge History of Islam, ed. P., M. Holt, Cambridge, 1970, vol. I; Kansu, Ş. A., «Edirne’nin tarihöncesine ait araṣtirmalar», Edirne (vide: ibid); Katip Çelebi, «Cihannümâ», Katip Çelebi, hayati, kiṣiliği ve eserlerinden seçmeler, ed. Orhan Şaik Gökyay, Ankara; Mansel, A. M., «Ilkçagda Edirne», Edirne (vide: ibid); Ostrogorsky, G., Bizans devleti tarihi, tr. F. Iṣiltan, Ankara, 1981; Pauly, Türkiye diyanet vakfi Islam ansiklopedisi, Istanbul, 1994; Uzunçarṣılı, İ H., Osmanlı tarihi, Ankara, 1982; YA.

علي‌أکبر دیانت/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: