الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / الإخوان المسلمون /

فهرس الموضوعات

الإخوان المسلمون

الإخوان المسلمون

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/27 ۱۸:۴۹:۰۲ تاریخ تألیف المقالة

اَلْإخْوانُ الْمُسْلِمون، جمعیة إسلامیة وسیاسیة بدأت نشاطها منذ أواسط القرن 14هـ/ 20م في مصر و من ثمفي بقیة الدول العربیة و الإسلامیة.

أسس حسن البنا (1324-1368هـ/ 1906-1949م) في ذي القعدة من عام 1347هـ في الإسماعیلیة بمصر، هذه الجمعیة التي بدأت أعمالها في غرفة صغیرة – سمیت مدرسة التهذیب – بتعلیم القرآن و التجوید والحدیث و التفسیر و بقیة العلوم الإسلامیة (البنا، مذکرات...، 72-73). وفي 1350هـ/ 1931م أصدر حسن البنا – الذي کان قد لقب بالمرشد العام – رسالة تضمنت أهداف هذه الجمعیة (بیومي، 81، 86). وفي 1351هـ/ 1932م انتقلت تنظیمات الإخوان وقیادتهم إلی القاهرة (البنا، ن.م، 103). و بعد انعقاد المؤتمر الثالث أوائل 1354هـ/ 1935م، أسست فرقة الجوالة السیاسیة – العسکریة (بیومي، 86-87)، و وضعت بإمرة القیادة العلیا المکونة من 7 أشخاص (السعید، 70). وفي 1355هـ/ 1936م و بمناسبة بدء حکم الملک فاروق، عقد المؤتمر الرابع للإخوان، وقد أیدت هذه الجمعیة الملک الجدید (بیومي، 88، 208). إلا أن مؤتمر الإخوان الخامس و الأهم، عقد في 1357هـ/ 1938م بمناسبة السنة العاشرة لتأسیس الجمعیة. و یعتبر هذا المؤتمر من جوانب عدة منعطفاً في تاریخ هذه الجمعیة، ذلک أن البرامج والأهداف التي أعلنها البنا في هذا المؤتمر و کذلک القرارات التي اتخذت، نقلت الجمعیة إلی مرحلة جدیدة في حقیقة الأمر، خاصة و أن ذلک تزامن مع دایة الحرب العالمیة الثانیة، ولم‌یکن بإمکان الجمعیة أن تقف موقف اللامبالي إزاء الأوضاع السیاسیة و التيورات العسکریة (ظ: البنا، مجموعة...، 260-326). ویمکنأن نلخص هدف الإخوان العام بعد المؤتمر الخامس، في تحریر الوطن الإسلامي من الاحتلال الأجنبي وإقامة الحکومة الإسلامیة الحرة فیه (بیومي، 91). ویحتمل أن تکون 3 عوامل قد أثرت في المواقف السیاسیة التي اتخذها الإخوان آنذاک: 1. التيورات المتسارعة للقضیة الفلسطینیة (عنایت، 153)؛ 2. معاهدة عام 1936م بین بریطانیا و الحکومة المصریة التي عارضها الإخوان (م.ن، 221)؛ 3. نشوب الحرب العالمیة الثانیة التي ترکت آثاراً سیاسیة واجتماعیة معینة في مصر.

وعلی هذا، یمکن اعتبار السنوات 1928-1938م فترة تأسیس وتمرکز جمعیة الإخوان، إلا أن هذه الجمعیة اتسع نطاقها بسرعة في السنوات 1938-1948م و ظهرت في مصر بشکل حزب دیني – سیاسي قوي أدی دوراً خطیراً في الصراعات السیاسیة والتحولات الاجتماعیة في ذلک البلد. وفي 1360هـ/ 1941م عقد المؤتمر السادس في القاهرة وقرر فیه الإخوان المشارکة في انتخابات المجلس النیابي بمصر (م.ن، 218؛ متولي، 68).

وبعد الحرب و تفاقم الأوضاع في فلسطین واستیلاء الصهاینة علیها، هرع الإخوان إلی دعم الفلسطینیین سیاسیاً ومالیاً وعسکریاً وشارک الکثیر من أعضائها في حرب فلسطین (السمان، 68-69). وقد أدی اشتراک جمعیة الإخوان في تلک الوقائع إلی ازدیاد جماهیریتها في العالم الإسلامي من جهة، وأقلق البلاط المصري و الحکومة البریطانیة بشدة من جهة أخری. و کان تسلح الإخوان واستعدادهم العسکري بشکل خاص یزید من هذا القلق. لهذا، أصدرت حکومة النقراشي باشا وبدمر من الملک فاروق، أمراً بحل هذه الجمعیة في صفر 1368/ کانون الأول 1948 واعتقل الکثیر من أعضائها وصودرت أموالها. ثم بدأت بعد ذلک دعایة واسعة ضدها من کل جانب (شاموق، 7؛ بیومي، 116-123، 228-230؛ عن أنشطة الإخوان في هذه الفترة، أیضاً ظ: البنا، مذکرات، مخـ).

وبعد قلیل من حلّها و في 28 کانون الأول 1948 قُتل النقراشي رئیس الوزراء علی ید أحد أعضاء جمعیة الإخوان (بیومي، 123)، وفي المقابل قتل حسن البنا أیضاً بعد فترة (ناتینغ، 33).

أدت الضربة الفاصمة الناتجة من حل الجمعیة وفقدان حسن البنا بشکل مفاجئ إلی أن تصاب أنشطة الإخوان بالجمود، إلا أن زعمائها أعادوا تنظیمهم بسرعة وواصلوا النشاط بشکل سري. و عقب نشوب صراع بین قیادییها داخل التنظیم لتسلم القیادة العلیا، انتخب حسن إسماعیل الهضیبي بشکل سري مرشداً عاماً للإخوان و خلیفة للبنا و من المحتمل أن یکون قد تم ذلک بعد جمادی الأولی 1369هـ/ شباط 1950م (الحسیني، 202-204). وبعد إجراء الانتخابات في مصر سنة 1949 م و فوز حزب الوفد بدعم سري من الإخوان، تسلم النحاس باشا رئاسة الوزراء في 1369هـ/ 1950م، وبذلک انخفضت تدریجیاً ضغوط الحکومة علی الإخوان (م.ن، 45-46). وکان أعضاء الجمعیة خلال فترة عملهم السري بمصر، ینشطون بحریة في خارجها، خاصة في سوریا و یوسعون من نطاق تنظیمهم (ن.ص).

وفي رجب 1369/ نیسان 1951 منحت الأحزاب في مصر حریة النشاط السیاسي (م.ن، 46-47؛ البشري،387)، و إثر ذلک، أصبح نشاط الإخوان و مرشدهم العام علنیاً وأعیدت بعض أبنیة الإخوان و أموالهم و مطابعهم (الحسیني، 46). و في ذي القعدة 1371 قام «الضباط الأحرار» بانقلاب عسکري أسقطوا فیه النظام الملکي وتسلموا مقالید الحکم. و رغم أن النظام الجدید اعتبر جمیع الأحزاب غیرقانونیة، إلا أنه سمح للإخوان بممارسة نشاطهم (کوپل، 17)، لکن هذا التفاهم و التعاون لم‌یدم طویلاً، بل اتجه إلی البرود ثم التوتر و أخیراً العداء. و بعد محاولة اغتیال جمال عبدالناصر – التي تمت علی یدأحد أعضاء جمعیة الإخوان فیما یبدو – أعلن في ربیع الأول 1374/ تشرین الأول 1954 عن حل الجمعیة و اعتبارها غیرقانونیة و تم اعتقال عدد من کبار قادتها – ومنهم الهضیبي – و عدد کبیر من أعضائها. و في شتاء 1955م أعدم 6 من قادتها و حکم علی عدد آخر منهم بأشد العقوبات (الحسیني، 243؛ متولي، 60-62؛ ماردیني، 136).

ورغم أن هذه الواقعة قد أصابت بالجمود نشاط جمعیة الإخوان العلني داخل مصر، إلا أن فروعها المختلفة واصلت نشاطها في کل مکان بعد إعادة تنظیمها في الداخل و توسیعه في الخارج، واستمرت الأعمال الثقافیة والإعلامیة لمصلحة الإخوان عن طریق المحاضرات و کتابة المقالات و تألیف الکتب حتی داخل السجون، خاصة و أن سید قطب (تـ 1386هـ) المؤلف الشهیر و لاصلب للإخوان انتج في هذه الفتر آثاراً مهمة وفاعلة. وقد انبری الإخوان خارج مصر بشن حملة إعلامیة واسعة ضدجمال عبدالناصر رئیس جمهوریة مصر و شرح مواقفهم وأفکارهم، و عقد في دمشق مؤتمر حاشد ضم ممثلي هذه الجمعیة في الشام و العراق و الأردن و السودان، وادعی الإخوان أن حل الجمعیة إنما تمّ لأجل أن تحل قضیة فلسطین لصالح إسرائیل و تصبح مصر و إلی الأبد مرتبطة بأمیرکا و بریطانیا، کما انتُقد عبدالناصر بشدة في هذا المؤتمر (الحسیني، 239). و في 1957م التقت زینب الغزالي إحدی مشاهیر قیادات الإخوان خلال سفرها إلی الحج بعدد من الإخوان المنفیین و ذلک بتشجیع و موافقة من الزماء السعودیین و تم الاتفاق علی تنسیق الجهود و التعاون. و قد استمرت إعادة التنظیم حتی أوائل سنة 1959م، إلا أن الجمعیة اتخذت شکلها النهائي (الرادیکالي العنیف) في 1962م (کوپل، 20-22).

وکان استرمار حل جمعیة الإخوان و قمع أعضائها في داخل السجون و خارجها (م.ن، 19) ودعم معارضي الحکومة المصریة لها، من بین عواملاتجاه أغلب أعضاء هذه الجمعیة – و خاصة الشباب – إلی اشتداد معارضتهم لجمال عبدالناصر. و قد ألف سید قطب کتابه المهم معالم في الطریق سنة 1382هـ/ 1962م و هو في السجن، و أعلن في کتابه هذا و بعض آثاره الأخری مثل جاهلیة القرن العشرین، أن المجتمعات المعاصرة، مجتمعات جاهلیة بحسب المفهوم القرآني، ولمّح إلی أن حکومات الدول الإسلامیة و منها مصر، هي معادیة للإسلام. کما کانت فتواه السیاسیة واضحة أیضاً: یجب الوقوف بحزم في مواجهة هذه الجاهلیة، و ینبغي إقامة نظام إسلامي. و سرعات ما تحول هذا الکتاب إلی برنامج سیاسي یهفو إلیه الشبان المتحمسون ذوو النزعة الإسلامیة من الإخوان داخل السجون و خارجها (م.ن، 33-35). و رغم أن الجناح المعتدل للإخوان کان یرفض أفکار العنف و الأعمال المسلحة، إلا أن الکثیر من أعضاء الإخوان قاموا بتشکیل تنظیمات مسلحة و الاستعداد للثورة مستلهمین من أفکار سیدقطب. فحتی الهضیبي و رغم کونه محافظاً، وافق علی هذا الأسلوب. وقد أدی هذا الاختلاف في الرأي إلی حدوث انشقاق داخل جمعیة إلاخوان (م.ن، 23-24). وفي ربیع الأول 1385/ حزیران 1965 شرعت الحکومة بحملة اعتقالات واسعة ضد أعضاء جمعیة الإخوان وألقي في السجن بکثیر من قیادییها وأعضائها؛ و من بینهم سید قطب الذي کان قد أطلق سراحه لتوه (1384هـ) حیث اعتُقل ثانیة و حکم علیه بالإعدام في 1386 هـ مع اثنین آخرین (م.ن، 22، 25-27). کما حکم علی الآخرین بالسجن لفترات طویلة.

توفي الضیبي في 1394هـ/ 1974م. و رغم أنه کانت توجد ثلاثة أجنحة داخل صفوف الإخوان، إلا أنه و انطلاقاً من مصلحة التنظیم، انتخب عمر التلمساني (تـ 1406هـ/ 1986م) الذي کان قائداً و رمزاً للجناح المعتدل و موضع اهتمام أنور السادات، مرشداً عاماً؛ رغم أن هذا الانتخاب لم‌یتم علی الإطلاق بشکل رسمي و وفقاً لمقررات الجمعیة (ماردیني،139-140). و في 1391هـ/ 1971م تسلم السادادت السلطة، و في 1396هـ فتح أبواب السجون فأصبح نشاط الإخوان علنیاً و حصلت مجلة الدعوة بإدارة التلمساني علی إذن بالصدور (م.ن، 32-33، 37). وفي هذه الفترة، ظهر تغیر في الأفکار السیاسیة للإخوان ووافقت الجمعیة علی دعم السادات بشروط (ظ: آقایي، 131-140)، وبدوره بادر السادات، ولأجل الاستفادة من الإخوان في التغلب علی خصومه (و من بینهم أنصار عبدالناصر)، إلی منح الإخوان الإذن بممارسة نشاطاتهم (دکمجیان، 130-132)، لکن لم‌یمض طویل وقت حتی أقدمت حکومة السادات علی قمع الإخوان في 1398هـ و من ثم في 1401هـ/ 1981م.

مرت أنشطة الإخوان السیاسیة و الدینیة و علاقاتهم بالحکومة المصریة منذ عهد السادات حتی الآن وکذلک دور الإخوان السیاسي والاجتماعي في البلدان الإسلامیة بتقلبات کثیرة سیشار إلیها في التاریخ المعاصر لکل واحد من هذه البلدان. أما المرشد العام للإخوان المسلمین الیوم فهو محمد حامد أبونصر (کوپل، 18، أیضاً ظ: الصور المنشورة في هذا المصدر).

 

أفکار الإخوان و أهدافهم

لایمکن الحدیث بدقة و وضوح عن تفاصیل أفکار الإخوان و أهدافهم، ذلک أنهم أنفسهم لم‌یتحدثوا بشکل صریح بهذا الشدن، کما أن الاتجاهات المختلفة التي کانت قائمة داخل جمعیة الإخوان منذ البدء و إلی الان، تجعل آراءهم و أهدافهم تبدو غامضة، خاصة و أن المواقف المتضاربة لبعض قادتها و فروعها المتنوعة تزید من هذا الغموض. و ینبغي القول إن القسم الأکبر من کلام الإخوان و عقائدهم وأهدافهم هو من العمومیة من شيء بحیث لایعارضه أي مسلم (للاطلاع علی هذه الأهداف، ظ: أمین، 155-156). ولهذا، لم‌تلاحظ معارضة جدیة تجاه الإخوان قبل دخولهم معترک الصراعات السیاسیة، لکن دعوتهم أثارت شکوکاً منذ أن شهروا بشکل حزب سیاسي و ثوري مستند إلی أهداف الإسلام الاجتماعیة و السیاسیة، وأول رد فعل سلبي تجاهم، أبداه فریق من الصوفیة لامرتبطین بالإخوان کانوا یقولون: إن حرکة الإخوان خرجت عن الدعوة الدینیة الخالصة (بیومي،271)، رغم أن البنا انبری للرد علی هؤلاء المنتقدین (ظ: مجموعة، 272).

وکان شعار الإخوان: «الله غایتنا، الإسلام دیننا، القرآن دستورنا، محمد (ص) زعیمنا، الجهاد سبیلنا و الموت في سبیل الله أسمی أمانینا» (متولي، 66). وربما کان أکثر أهداف الإخوان شمولیة هو ماورد في کلام للبنا من قوله: إنها دعوة سلفیة و طریقة سنیة و حقیقة صوفیة و تنظیم سیاسي و فریق ریاضي و ارتباط علمي و ثقافي و مشارکة اقتصادیة و فکر اجتماعي (ن.م، 273-275غ أیضاً ظ: الحسیني، 79). ویبدو أن البنا کان یرمي قبل کل شيء من وراء تأسیسه جمعیة الإخوان إلی تربیة جیل جدید و فریق رائد و نموذج من المسلمین المهذبین الکملي الإیمان مثل مسلمي صدر الإسلام، لیکونوا قدوة لغیرهم (ن.م، 294-295؛ قا: الحسیني، 79-84، الذي حاول تبویب مبادئ الإخوان الدینیة و الاجتماعیة و السیاسیة برؤیة هادفة).

وتتلخص أهم أهداف جمعیة الإخوان بوصفها تنظیماً سیاسیاض و دینیاً في الأمور التالیة:

1. إقامة حکومة إسلامیة: کان تأسیس الحکومة الإسلامیة و التيبیق الدقیق و الکامل لأحکام الشریعة منذ المؤتمر الخامس و مابعده علی الأقل، من أهداف الإخوان الواضحة و الثابتة في جمیع أرجاء العالم الإسلامي. و تنبع ضرورة الحکومة الإسلامیة من فهم الإخوان للإسلاممن حیث کونه دیناً عالمیاً و شاملاً قدم نظاماً دقیقاً لکافة شؤون الحیاة لایعجز إطلاقاً عن حل مشاکل البشریة (البنا. مجموعة، 114). وأورد البنا في «رسالة التعالیم» آراءه حول الإسلام في 20 فقرة (ظ: ن.م، 11-16). و کان یعتبر تأسیس الحکومة الإسلامیة بشکل خلافة و حول محور الخلیفة من بین أهم مبادئ خطة الجمعیة (ن.م، 311-312، 388). وقد أعلن في 1938م أنه یحارب کل مسؤول، أو فریق لابهت لنصرة الإسلام ولایمهد السبیل لإقامة النظام الإسلامي (السعید، 122)، إلا أن الإطار المحدد للحکومة الإسلامیة التي ینشدها الإخوان غیر معروف، رغم أن البنا نفسه (ن.م، 11-16، 370-371) و بعض القیادیین الآخرین مثل عبدالقادر عودة و زینب الغزالي انبروا لتقدیم إیضاحات بهذا الشأن (السمان، 60-61؛ آقائي، 258-259)؛ وبطبیعة الحال، فإن البنا کان یصرح أن الإخوان لیسوا طلاب سلطة و حکم، لکنهم إذا وجدوا من هو جدیر بهذا المنصب فسیکونون بمثابة جنوده و أنصاره (ن.م، 299).

وفي مجال الدیمقراطیة أیضاً، فإن مواقف الإخوان لاتتمتع بوضوح کاف. و رغم أنهم انتقدوا مراراً و بشدة الدیمقراطیة الغربیة، إلا أنهم کانوا یزعمون أنهم تقبلوا مبادئ الدیمقراطیة و أهدافها و أنهم یحققونها بأفضل الوجوه و أصحها. ولم‌یکن البنا یعتبر النظام البرلماني القائم علی حکم الشعب و کون الحاکم مسؤولاً و احترام إرادة الشعب، معارضاً للإسلام (ن.م، 391-392، 397). و هو یری أن الإسلام لایعترف بالعقود الاجتماعیة فحسب، بل هو مؤسسها (ن.م، 390). وقد أید مراعاة جمیع الحریات الفردیة و المحافظة علیها و عدها نابعة من الإسلام (ن.م، 301)، لکن و من جهة أخری، فإن الإخوان یعتبرون البرلمان المتعدد الأحزاب مرفوضاً و متعارضاً مع الإسلام و عاملاً للفرقة (ن.م،315-317).

2. الإصلاحات الاجتماعیة: رغم أن حسن البنا و بقیة قیادات الإخوان لم‌یکونوا یرفضون علی الإطلاق، إلا بالحکومة الشرعیة التي یرتضونها، إلا أنهم أیدوا الإصلاحات و تعاونوا مع الدولة و الحکومة – خاصة علی عهد البنا – في الشؤون الاجتماعیة و الإصلاحات المتفق علیها، أو أنهم قدموا مقترحات لتحسین أوضاع المسلمین، و قد أعلن البنا في رسالة عنوانها «بین الأمس و الیوم» أن الهدف الرئیس و العام للإخوان هو تحریر الوطن الإسلامي من جمیع أشکال الهیمنة الخارجیة و إقامة دولة إسلامیة في مصر (ن.م، 250-252)، إلا أن تحسن الوضع الاقتصادي و الاجتماعي للمسلمین في مصر کان أیضاً یعد من الأهداف الخاصة للجمعیة. وقد بیّن في الرسالة التي کتبها في رجب 1366/ حزیران 1947إلی الملک فاروق والتي اشتهرت بت «نحو النور»، مطالبه بشکل محدد في المجالات العلمیة و السیاسیة والاقتصادیة والإداریة والاجتماعیة و طلب إلی الملک تحقیقها (ن.م، 217-224). کما قدم مقترحات واضحة بشأن استیفاء الضرائب والتقشف وتشجیع الصناعات الیدویة والمنزلیة (ن.م،437-440). ومن بین مقترحاته الإسلاحیة، تطبیق العدالة الاجتماعیة و تأمیم المصارف ومصادر الثروة الطبیعیة و تصنیع البلد و الإصلاحات الزراعیة ووضع فریضة الزکاة علی رؤوس الأموال و علی الأرباح بأسلوب جدید و غیر ذلک (آقائي، 135). وخلال الأربعینات أکّد علی تحدید الملکیة والإصلاحات الزراعیة (بیومي، 185). ورغم أن البنا کان یهتم بشکل أکبر بتحسین الأوضاع الاقتصادیة استناداً إلی مبادئ العدالة الإسلامیة، إلا أنه لم‌یکن غیر مبال بالقضایا الأخری و منها القضایا السیاسیة وأسلوب إدارة المجتمع وأمور أخری مثل شؤون المرأة، فقد طلب مثلاً في الرسالة المذکورة تعدیل قانون الانتخابات وأسالیب تشکیل المجلس واقترح حلولاً لها أیضاً (مجموعة، 409-412). ویبدو أن علاقة البنا السیاسیة و الحسنة بالملک فاروق، أو تقرب الإخوان التکتیکي إلی بعض الأحزاب، إنما کان في الأصل لأجل تحقیق أهدافهم، ذلک أنهم في ذي الحجة 1371/ آب 1952 و بعد انقلاب الضباط المصریین، طالبوا – إضافة إلی بقیة مقترحاتهم الاقتصادیة والاجتماعیة – بتطهیر کافة أرجاء البلاد من آثار النظام البائد و معاقبة أعوان ذلک النظام (متولي، 29-37).

وفیما یتعلق بالمرأة و قضایاها و مشاکلها أیضاً کان الإخوان یبدون اهتمماً خاصاً. ورغم أن رؤی قیادات الإخوان، أو فروعهم المختلفة متباینة بهذا الشأن، إلا أنهم جمیعاً کانوا یؤیدون النشاط الاجتماعي للمرأة و تطورها الثقافي و العلمي و تربیتها بشکل سلیم. و مع کل هذا، کانوا یعارضون بشدة السفور واختلاط النساء بالرجال و لامساواة الکاملة بین المرأة و الرجل و حتی تمثیل النساء في المجلس، أو تولیهن السلطة (بیومي، 292-299).

3. معارضة الاستعمار و تأیید استقلال البلدان الإسلامیة: و هذا الهدف هو من أهم المواقف السیاسیة للإخوان، وقد وضعه البنا ضمن الهدف المهم الآخر و هو إقامة الدولة الإسلامیة (ن.م، 250، أیضاً ظ: 420، 442). وکان البنا آنذاک یعتبر الدول الثلاث بریطانیا و فرنسا وإیطالیا، أعداء الإسلام (ن.م، 320-324)، وکان یعارض کافة أشکال الاستعمار. ورغم أن الإخوان کانوا علی الدوام یعادون الأنظمة السیاسیة في الشرق و الغرب علی السواء (ن.م، 310)، إلا أن القسم الأکبر من قیادات الإخوان و بمیلهم نحو الغرب في السنوات الأولی لحکم جمال عبدالناصر علی الأقل، هبّوا لمقاومة عبدالناصر و دولة سوریا (ظ: آقائي، 241-242).

کان الإخوان – رغم معارضتهم الشدیدة للقومیة – یعتبرون الوحدة الوطنیة، أو الوحدة العربیة و بالتالي الوحدة الإسلامیة مفیدة، بل ضروریة لمقارعة الاستعمار والهیمنة الأجنبیة (بیومي، 170). وبعد تأسیس جامعة الدول العربیة، رحب بها الإخوان واعتبروها – بشکل خاص – مقدمة لحل القضیة الفلسطینیة (م.ن، 169-171؛ عن الوطنیة و القومیة، ظ: البنا، ن.م، 306-311، 390-391).

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: