الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / الأخلاط الأربعة /

فهرس الموضوعات

الأخلاط الأربعة

الأخلاط الأربعة

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/22 ۲۳:۲۵:۱۷ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَخْلاطُ الْأَرْبَعَة، مصطلح طبي. استناداً إلی الطبیعیات الیونانیة القدیمة فإن جسم الإنسان و سائر الأحیاء ذوات الدم یحتوي علی 4 أنواع من السوائل: الدم و البلغم و الصفراء و السوداء. و کل واحد من هذه السوائل یدعي خِلطاً (جالینوس، 117- 119). و رغم أن هذه النظریة تنسب إلی بقراط، و فضلاً عن أن کتاب الأخلاط المنسوب إلیه، کانت من أوائل مصادره «الرسالة البقراطیة في طبیعة الإنسان» التي ألفها صهر بقراط و تلمیذه پولیبوس، یبدو أنه هو أیضاً أعلن عن أفکار أکثر قدماً (سارتون، I/ 96–97, 120؛ ریتر، 802؛ بریتانیکا، ماکروپدیا، V/ 365). و إن الفکرة المشابهة التي یرد الحدیث فیها عن الروح و البلغم و الصفراء بوصفها العناصر الرئیسة للجسم الإنساني کانت لها وجود لدی قدماء أطباء الهند (ن.م،XI/ 824).

و نظریة الأخلاط مستقاة من نظریة العناصر، أو الأرکان و هي دلیل علی تغلغل الفلسفة الیونانیة في الطب البقراطي. وفي القرن 5 ق.م أعلن أمبیذکلس أن جمیع المواد تتألف من العناصر الأولیة الأربعة: النار و الماء و الهواء و التراب. و بعده بقرن، نسب أرسطو الطبائع الأربع: الحرارة و البرودة و الرطوبة و الیبوسة إلی هذه العناصر الأولیة (شروح...، 163؛ بریتانیکا، میکروپدیا، III/ 864). و هذه النظریة و رغم أن بعض الأطباء الیونانیین مثل آراسیستراتوس في القرن 3 ق.م، و أسقلبیاذس في القرن الأول ق.م، هبوا لمعارضتها، فقد عُرضت في آثار جالینوس بشکل أکثر تکاملاً و بقیت مقبولة في عالم الطب حتی القرن 16م. ویشن جالینوس هجوماً علی أسقلبیاذس بشکل خاص بسبب معارضته لأفکار بقراط بشأن الأخلاط (جالینوس، 117- 140؛ سارتون، I/ 120–160, 302؛ بریتانیکا، ماکروپدیا، VII/ 849).

الکتسبت نظریة الأخلاط في العالم الإسلامي أیضاً مکانة و تأثیراً بعد ترجمة الآثار الخاصة بها علی ید حنین بن إسحاق و آخرین، و طرحت بشکل واسع في الآثار الطبیة و کذلک الفلسفیة و کتبت لها شروح و تعلیقات جمة (ابن ربن، 124–125، 293–297؛ الرازي، 1/ 38، 99، 102، 185، 3/ 32، 248، 5/ 36، 152–153، 10/ 93، 15/ 156–157، مخـ؛ ابن قتیبة، 2/ 62؛ رسائل...، 1/ 299–304، 2/ 380–382؛ أبوسهل، الأوراق 24 ألف–27 ألف، 159 ب–161ألف؛ ابن سینا، 1/ 17–36؛ القاضي سعید، 69–73). وفي الترجمات العربیة للآثار الیونانیة استخدم أحیاناً مصطلح الأسطقسات المأخوذ من کلمة ستویخیون الیونانیة التي تعني الأصل، بمعنی العناصر الأربعة حیناً و بمعنی الطبائع الأربع حیناً آخر (جالینوس، 117؛ پاولي، VII/ 582).

و بحسب نظریة الأخلاط فإن کل واحد من الأخلاط الأربعة، افترض نظیراً لأحد العناصر الأربعة، و قال البعض أیضاً إن الأخلاط الأربعة تکونت من الأسطقسات الأربعة، ولهذا فقد دعیت بـ «بنات الأرکان»، أو أسطقسات العالم الصغیر أیضاً. و علی هذا فالصفراء کالنار حارة و یابسة، و الدم مثل الهواء حار و رطب، و البلغم مثل الماء بارد و رطب، و السوداء مثل التراب باردة و یابسة (جالینوس، 117–118؛ الأهوازي، 44؛ ابن هندو، 100–102؛ ابن‌سینا، 1/ 17؛ السیوطي، 16–17). و استناداً إلی هذه النظریة فإن سلامة الإنسان منوطة بسلامة الأخلاط و وجود التوازن بینها، و إن زیادة أو نقصان أي واحد منها یؤدي إلی عدم التوازن، و یسبب إلی ظهور الطبائع الدمویة و البلغمیة و الصفراویة و السوادویة (الأهوازي، ن.ص؛ السیوطي، 17–18؛ پاولي، VII/ 582–583؛ بریتانیکا، میکروپدیا، V/ 205).

إن المحروري الطباع من الناس یکونون شجعان القلوب، أسخیاء النفوس، متهورین في الأمور المخوفة، قلیلي الثبات، مستعجلي الحرکة، شدیدي الغضب، أذکیاء النفوس، جیدي التصور؛ و المبرودین یکونون بلیدي الذهن، غلیظي الطباع، غیر نضیجي الأخلاق؛ و المرطوبین یکونون شجعاناً، ذوي طباع بلیدة و قلة ثبات في الأمور، لیّني الجانب، سمحاء النفوس، طیبي الأخلاق، سهلي القبول، سریعي النسیان؛ و الیابسي المزاج یکونون صبورین، ثابتي الرأي، عسري القبول، حقودین بخلاء (رسائل، 1/ 299). و جمیع هذه المیزات تنبع من الطبائع، فمن التراب العزم، و من الماء اللین، و من الحرارة الحدة، و من البرودة الأناة. فإن مالت به الیبوسة و أفرطت، کانت عزمته قساوة و فظاظة؛ و إن مالت به الرطوبة کان لینه توانیاً و مهانة؛ و إن مالت به الحرارة کانت حدته طیشاً و سفاهة؛ و إن مالت به البرودة کانت أناته ریثاً و بلادة (ن.م، 1/ 301).

 و الموضع الطبیعي للأخلاط هو الشرایین و الأحشاء الوسطیة من الأحیاء مثل المعدة و الکبد و الطحال و المرارة (الجرجاني، ذخیرة...، 12). و هذه الأخلاط الناتجة عن الأغذیة یمکن أن تکون جیدة، أو ردیئة، و یمکن لکل واحد من الأخلاط الجیدة أن یصبح، إما لوحده، أو مع مواد أخری جزءاً من الکیموس و ما شابهه و یحل محل ما یتحلل من ذلک الکیموس، أما النوع الرديء فهو لا ینفع، بل الأفضل أن یطرح خارج الجسم (ابن سینا، 1/ 13؛ الجرجاني، الأغراض...، 59). و بعد أن یمر الطعام بمراحل مختلفة، ینضج في الکبد، وفي کل مرحلة فإنه یظهر فیه شيء کالرغوة و الدُّردي، و کلما طالت فترة نضج الطعام فإنه ینتج شيء کالمحترق؛ و کلما قصرت المدة کان الناتج شیئاً نصف ناضج. و الرغوة صفراء، و الترسبات سوداء، و کلاهما طبیعي، و أما نصف الناضج فهو البلغم، و أما السائل المصفّی الذي یبقی من کل ذلک فهو الدم، و إلی حین خروجه من الکبد، فإنه یظل أکثر شفافیة مما هو مطلوب (أبوسهل، الورقة 24 ألف؛ الأخویني، 26–27؛ ابن سینا، 1/ 17–18؛ الجرجاني، الأغراض، 59–63، ذخیرة، 14–15).

و فیما یتعلق بظروف و صفات سلامة الأخلاط و الآفات التي تصیبها و علامات فسادها و آثار و فوائد کل واحد منها، و الأمراض التي تصیبها بسبب فسادها و کیفیة علاجها، فقد جری تفصیل الحدیث فیها في آثار الأطباء المتقدمین بشکل واسع (ابن ربن، 124–125، 292–297، 563- 565؛ الرازي، ن. صص؛ أبوسلیمان، 287–288؛ الأهوازي، 44–47؛ الأخویني، 26- 36، 738–744؛ ابن‌سینا، 1/ 13–17؛ الجرجاني، ن.م، 12–16؛ الشافعي، 385–386).

و أشهر المؤلفات و الرسائل التي کُتبت في الأخلاط هي:

1. الأخلاط، المنسوب لبقراط و الذي ترجمه حنین بن إسحاق من الیونانیة إلی السریانیة، و ترجمه عیسی بن یحیی بن إبراهیم من السریانیة إلی العربیة. و قد نقل الرازي من هذا الکتاب. توجد مخطوطة له محفوظة في مکتبة أیا‌صوفیة (الرازي، 15/ 158؛ ابن الندیم، 347؛ ریتر، 802؛ GAS/ III/ 35).

2. الأخلاط، المنسوب لجالینوس. و یحتمل أن یکون نفس الأثر الذي ذکره حنین بن إسحاق و ابن أبي أصیبعة بعنوان مقالة في الأخلاط علی رأي بقراط. و قد نقل الرازي نصوصاً جمَة من هذا الکتاب (1/ 38، 102، 185، 3/ 32، 248، 5/ 36، 152–153، مخـ؛ أیضاً ظ: ابن أبي أصیبعة، 1/ 102؛ GAS,III/ 130).

3. مقالة في الأخلاط علی رأي فراکساغوراس، من تألیف جالینوس (ابن أبي أصیبعة، ن.ص؛ GAS, III/ 139).

4. الأخلاط، من تألیف جرجیس بن بختیشوع. و قد نقل الرازي من هذا الکتاب (1/ 99؛ أیضاً ظ: GAS, III/ 209).

5. کتاب في الأخلاط الأربعة و ما تشترک فیه، من تألیف قسطا بن لوقا (الرازي، 11/ 161؛ ابن الندیم، 353؛ GAS,III/ 272).

 

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/ 1882م؛ ابن ربن الطبري، علي، فردوس الحکمة، برلین، 1928م؛ ابن‌سینا، القانون، القاهرة، 1294هـ؛ ابن قتیبة، عبدالله، عیون‌الأخبار، بیروت، 1343هـ/ 1925م؛ ابن‌الندیم، الفهرست؛ ابن هندو، علي، مفتاح‌الطب، تقـ: مهدي محقق و محمدتقي دانش‌پژوه، طهران، 1368ش؛ أبوسلیمان السجستاني، محمدف صوان الحکمة، تقـ: عبدالرحمان بدوي، طهران، 1974م؛ أبوسهل المسیحي، عیسی، المائة في صناعة الطب، مخطوطة مکتبة گنج بخش، رقم 769 (الطب؛ الأخویني البخاري، هدایة المتعلمین، تقـ: جلال متیني، مشهد، 1344ش؛ الأهوازي، علي، کامل الصناعة الطبیة، القاهرة، 1294هـ؛ جالینوس، في الأسطقسات علی رأي بقراط، تجـ: حنین بن إسحاق، تقـ: محمد سلیم سالم، القاهرة، 1986م؛ الجرجاني، إسماعیل، الأغراض الطبیة، طهران، 1345ش؛ م.ن، ذخیرۀ خوارزمشاهي، تقـ: سعیدي سیرجاني، طهران، 1355ش؛ الرازي ، محمد ن زکریا، الحاوي، حیدرآبادالدکن، 1374–1390هـ/ 1955–1970م؛ رسائل إخوان الصفاء. بیروت، دار صادر؛ السیوطي، الرحمة في الطلب و الحکمة، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ الشافعي، شهاب‌الدین، «المصابیح السنیة في طب البریة»، «المجلة الآسیویة» (ما)؛ شروح علی أرسطو مفقودة في الیونانیة، تقـ: عبدالرحمان بدوي، بیروت، دار المشرق؛ القاضي سعید القمي، تعالیق علی أثولوجیا لأفلوطین، تقـ: جلال‌الدین آشتیاني، طهران، 1356ش؛ و أیضاً:

Britannica, 1978; GAS; JA; 1865, vol. VI; Pauly; Ritter, H. and W. Richard, Arabische Übersetzungen griechischer Arzte in stambuler Bibliotheken, Berlin, 1934; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1927.

 قسم العلوم/ هـ>

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: