الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أخبار الصین والهند /

فهرس الموضوعات

أخبار الصین والهند

أخبار الصین والهند

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/19 ۱۸:۰۱:۲۶ تاریخ تألیف المقالة

أَخْبارُ الْصّینِ وَ الهِند، من أوائل کتب الرحلات التي خلفها الرحّالة المسلمون.

یضم هذا الکتاب قسمین منفصلین بعنواني الکتاب الأول، و الکتاب الثاني. ولا یعرف مؤلف الکتاب الأول علی وجه الدقة، ولا نعلم ما إذا کان هذا الکتاب ثمرة رحلاته و مشاهداته هو فحسب، أم أنه أضاف إلیه مسموعاته أیضاً. و قد نقل ابن الفقیه (ص 11) في أثره عن شخص یدعی سلیمان التاجر أموراً، یمکن العثور علیها بنصها تقریباً في الکتاب الأول. لهذا – و مع الأخذ بنظر الاعتبار بعض الشواهد الأخری – فقد اعتقد البعض أن هذا الکتاب، ألفه بحّار، یحتمل جداً أن یکون اسمه سلیمان التاجر، أو کتاب مجهول عن روایة سلیمان (فران، 13؛ سارتون، I/ 571). و رغم أن البعض الآخر یعارض هذا الرأي (ظ: خوري، 10–11)، إلا أن أغلب هذا الاختلاف في الرأي ناجم عن أنه لم یبق، سوی قسم من الکتاب الأول بحیث تلف وصف البحر الأول من بدایة الکتاب التي خصصت للحدیث عن البحار، ولم یبق سوی قسم من وصف البحر الثاني (الکتاب الأول، 29–30)، کما سقط قسم من الموضوعات الخاصة بالبحر الثالث أیضاً (ن. م، 34). و کما ورد في بدایة الکتاب الثاني، فإن الکتاب الأول ألف في 237هـ (السیرافي، 59). أما اسم مؤلف الکتاب الثاني، فقد ورد في بدایته بشکل: أبویزید الحسین السیرافي (ن.ص). و کان المسعودي قد التقي في البصرة سنة 303 هـ السیرافي الذي کان ابن عم أمیر سیراف و من أهل العلم و التمییز (ظ: ط القاهرة، 1/ 145، ط باریس، 1/ 321). و قد کُلّف السیرافي کما یقول هو (ص 59–61) العارف بأحوال الصین و بحارها و حکامها و أهلها، لیدرس صحة موضوعات الکتاب الأول، فوجد «جمیع ما حکي في الکتاب علی سبیل حقًّ و صدقٍ، إلا ما ذُکر فیه عن الطعام الذي یقدمه أهل الصین إلی الموتی منهم». ثم انبری لذکر معلومات أخری عن الصین و الهند و تقالید و عادات أهل تلک البلدان.

و لیس معروفاً بدقة التاریخ الذي کتب فیه السیرافي الکتاب الثاني، لکن استناداً إلی الشواهد المتوفرة ینبغي التقدیر أن الکتاب دُوِّن بعد 264 و قبل 272هـ، ذلک أن السیرافي نفسه، قد بدأ کتابه منذ نهضة یانشو علی الحکومة المرکزیة للصین في 264هـ و المجازر الفظیعة بحق المسلمین و الیهود و المجوس و مواطني الصین (ص 60 62). ویبدو أن ابن خراداذبه في تحریره الثاني لکتابه المسالک و الممالک الذي انتهی منه في 272هـ قد استفاد من أثر السیرافي هذا، من غیر أن یورد ذکراً لأخبار الصین، أو مؤلفه، ذلک أن معلوماته بشأن مواقع مثل جزائر سرندیب و الرامني و جبل الفضة و اللنجبالوس و کله و کذلک ما هو خاص بملوک الهند و ألقاب ملوک العالم، لها شبه کبیر بما ورد في أخبار الصین و الهند (خوري، 18، 23)).

و یمکن تلخیص الموضوعات الرئیسة في الکتاب الأول علی النحو التالي: بحر لا روي و بحر هرکند و جزرهما الکبیرة (ص 29–34)؛ الحدیث عن أوضاع التجار المسلمین في خانفو (کانتون) و ذکر محطات السفر البحري من سیراف إلی خانفو و المدّ و الجزر في البحر و ملابس أهل الصین و الأطعمة و الفواکه فیها (ص 34–40)؛ المدن الکبیرة و الصغیرة في الهند (ص 41- 44)؛ التنظیمات السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة في الصین مع ذکر المدن و أسلوب التعامل بین الناس و التعلیم و جبایة الضرائب و توزیع الأدویة (ص 44–50)؛ بعض تقالید الهنود و وفیات ملوک سرندیب و زهّاد الهند (ص 50–52)؛ تباین التقالید بین الهنود و الصینیین، خاصة عند اعتلاء العرش و الزواج و السرقة و أوضاع المنازل و تعدد الزوجات و نوعیة الأطعمة و عبادة الأصنام و السجن والقضاء و قطع الطرق و الأمور الخاصة بمعابد الأصنام و کیفیة الطهارة و الغسل (ص 52–55).

أما أهم موضوعات الکتاب الثاني للسیرافي فهي: تغلّب یانشو علی الصین و ارتکابه المجازر الفظیعة بحق أهل خانفو، مما أدی إلی قطع العلاقات التجاریة و تجارة الحریر مع المدن الغریبة و هزیمة یانشو أمام الأتراک (ص 60–62)؛ بعض تقالید الصینیین و عملتهم المتداولة و مهارتهم في الرسم (ص 62–65)؛ رحلة ابن وهب إلی الصین (ص 65–69)؛ وصف مدینة خانفو (ص 69–70) و أیضاً الزابج (یحتمل أن تکون جزیرة جاوة) (ص 70 -75)؛ رحلة تاجر خراساني إلی الصین و اختلافه مع أحد المقربین من ملک الصین و سجنه (ص 76–77)؛ کیفیة تعیین قاضي القضاة (ص 78)؛ بعض عادات أهل الصین خاصة في أمر الزواج من الأقارب (ص 80–81)؛ موضوعات متفرقة بشأن عقائد الهنود في إحراق أنفسهم و کذلک و صف جزیرة سرندیب و صنم المولتان و الحدیث عن بلاد الزنج و جزیرة سقطرة و الساحل الجنوبي لبحر الهند الصینیة و بعض عادات ملوک الهند في الزینة و تناول الطعام (ص 80–95).

والأمر المهم جداً في الکتاب الأول من أخبار الصین (ص 35–38) هو ذکر المسافات البحریة و خط سیر الملاحة من البصرة إلی خانفو. فقد ذکر المؤلف أولاً المسافة بین البصرة إلی سیراف و منها إلی مسقط بالفرسخ، و من بعدها، بیّن المسافات بعدد الأیام اللازمة لقطع المراحل بکثیر من الدقة، مکّنت فران – رغم وجود التصحیف و التحریف في الأسماء – من تحدید موقع کل واحدة من تلکم المراحل في الخرائط الجغرافیة الحدیثة. و قد نقل ابن الفقیه (ص 11–13) هذا القسم من الکتاب الأول. کما استفاد المسعودي أیضاً في مروج الذهب (ط القاهرة، 1/ 155–197)، و العجائب و آثاره الأخری (ظ: خوري، 19–20)، و کذلک البیروني في الصیدنة (1/ 128، أیضاً 104)، وفي الجماهر (ص 164، مخـ) من کتاب أخبار الصین و الهند.

ویبدو أنه لم یبق أکثر من مخطوطة واحدة لکتاب أخبار الصین و الهند (ظ: رینو، المقدمة، 3؛ خوري، 5). طبع هذا الکتاب أولاً في 1718م بعد ترجمته إلی الفرنسیة، ثم ترجم إلی اللغتین الإنجلیزیة و الإیطالیة. و قد أعد رینودو نسخته العربیة المحفوظة في المکتبة الوطنیة بباریس (EI2, S). و لأن موضوعات الکتاب لم تکن تتطابق و تقاریر المبشرین المسیحیین، و لأن الکاتب و المترجم لم یقدم معلومات عن المکان الذي تحفظ فیه هذه المخطوطة، فقد اتهم بالکذب (رینو، المقدمة، 1- 2)، بل إنه اتهم، بأنه اقتبس موضوعات من المصادر العربیة و لفّقها في الکتاب. طبع متن هذا الکتاب في 1811م مع ملاحق بواسطة لا نغلیه بباریس (م.ن، المقدمة بباریس (م.ن، المقدمة 3 -5)، لکنه لم یُوزَّع حتی 1845م حیث نشر آنذاک في باریس مرفقاً بترجمة رینو. وفي 1922م طبع غابریل فران قسمَي الکتاب مع مقدمة و تعلیقات و نقد وافٍ بالفرنسیة. وفي 1948م نشر سوفاجیه، المتن العربي و ترجمته الفرنسیة مع شروح وافیة. کما طبع إبراهیم خوري ببیروت في 1411هـ/ 1991م، متنَ الکتاب مع مقدمة تضمنت دراسة واسعة له، إضافة إلی شروح و تعلیقات.

 

المصادر

ابن الفقیه، أحمدف مختصر کتاب البلدان، تقـ: دي خویه، لیدن، 1967م؛ البیروني، أبوالریحان، الجماهر في معرفة الجواهر، حیدرآباد الدکن، 1355هـ؛ م.ن، الصیدنة، تقـ: محمد سعید ورانا إحسان إلهي، کراتشي، 1973م؛ خوري، إبراهیم، مقدمة أخبار الصین و الهند (ظ: همـ، السیرافي)؛ الحسن، الکتاب الثاني من أخبار الصین و الهند، تقـ: إبراهیم خوري، بیروت، 1411هـ/ 1991م؛ الکتاب الأول من أخبار الصین و الهند، المنسوب لسلیمان التاجر (ظ: همـ، السیرافي)؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، تقـ: باربیه دي مینار، باریس، 1874م؛ م.ن، ن.م، تقـ: محمد محیي الدین عبدالحمید، القاهرة، 1367هـ/ 1948م؛ و أیضاً:

Al-Biruni, Book on Pharmacy and Materia Medica, ed. S. K. Hamarneh, Karachi, 1973; EI2, S; Ferrand, G., Relations de voyages et textes géographiques arabes, persans et turks, Paris, 1913; Reinaud, M., Relation des voyages faits par les Arabes et les Persans…, Paris, 1845; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1950.

 عبدالأمیر سلیم/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: