الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب الفارسی / أحمد مدحت /

فهرس الموضوعات

أحمد مدحت

أحمد مدحت

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/16 ۱۴:۰۱:۱۸ تاریخ تألیف المقالة

أَحْمَدَ مِدْحَت (1260 - 18محرم 1331هـ/ 1844–28 کانون الأول 1912م)، صحفي و مؤرخ و من الکتّاب البارزین في ترکیا العثمانیة خلال فترة ظهور التنظیمات الخیریة.

ولد أحمد في إستانبول، و توفي والده سلیمان آغا الذي کان بزازاً ضعیف الحال و لما یزل أحمد طفلاً، فترعرع و أنهی دراسته في کنف أمه الشرکسیة و شقیقه لأمه حافظ آغا الذي کان قائم مقاماً لإحدی الدقضیة (بانارلي، 964؛ کارا علي أوغلو، II/ 317؛ کورداکول، IA,I/ 184,27). ثم تولی عملاً حکومیا في مدینة روسچوق مرکز محافظة طونة (أو طونا، مقر أمیر بلغاریا في العهد العثماني)، و انبری لتعلم اللغة الفرنسیة هناک فضلاً عن دراسته العلوم الإسلامیة، و کان في نفس الوقت یکتب مقالات لصحیفة طونة المحلیة التي کانت تصدر في روسچوق (کارا علي أوغلو، أیضاً IA، ن صص). و بذلک لفت انتباه مدحت باشا المحافظ الداعي للإصلاح و نشر الثقافة هناک، فسماه باسمه مدحتاً (با نازلي، ن ص). و منذ ذلک الحین عُد من أعوان مدحت باشا المقربین (أورتایلي، 227)، و اشتهر بأحمد مدحت أفندي.

وفي 1285هـ/ 1868م و عندما أصبح مدحت باشا والیاً علی بغداد، رافقه أحمد إلیها و أسس فیها بمساعدته و تشجیع منه مطبعة حکومیة و أصدر صحیفة الزوراء (بانارلي، کاراعلي أوغلو، ن صص؛ کورداکول، 28). تعرف أحمد ببغداد إلی أصدقاء ساعدوه في إکمال دراسته وفي معرفة الثقافتین الشرقیة و الغربیة بشکل أوسع : درس فلسفة الأدیان و اللغة الفارسیة علی علام یدعی إبراهیم جان معطّر؛ و تعرف بمعونة عثمان حمدي الرسام و الفنان المعروف، علی الفن و الثقافة الغربیین (بانارلي، ن ص؛ IA,I/ 185)، و بتشجیع منه بادر إلی تألیف الکتب الدارسیة (ن صص).

بعد وفاة شقیقه – الذي کان محافظ البصرة منذ 1285 هـ - أخذ علی عاتقه إعالة الأسرة و عاد إلی إستانبول و أسس في منزله مطبعة صغیرة (کورداکول، أیضاً IA، ن صص؛ EI2)، و بادر للعمل فیها بمساعدة أفراد أسرته (کاراعلي أوغلو، II/ 326). و منذ ذلک الحین، وقفت أحمد حیاته علی الکتابة و نشر مقالات في صحیفتي جریدۀ عسکریة و بصیرت (بانارلي، 965)، و أصدر مجلات مثل دور، و بدر، و «الجراب» (کارا علي أوغلو، II/ 317). وفي تلک الفترة و إثر نشره مقالة بعنوان «صوت من الجدار» في مجلة «الجراب» (بانازلي، ن ص) نفي إلی جزیرة رودس مع أبي الضیا توفیق، حیث أمضی 3 سنوات (1290–1293هـ/ 1873–1876م) في منفاه (تانسل، I/ 235؛ بانارلي، کورداکول، ن صص). وفي المنفي أیضاً لم یتوقف عن مزاولة الأعمال الفنیة و الکتابة، و کانت حصیلة هذه الفترة کتابي حسن ملّاح و «ولادة أخری» الذي طبع في إستانبول باسم أحد أقاربه المدعو محمد جودت (IA، ن ص). کما أنشأ هناک المدرسة السلیمانیة بمعونة «الجمعیة العلمیة» التي کان هو قد أسسها، و انهمک في التدریس (چلچیک کول، 72).

و عقب خلع السلطان عبدالعزیز و صدور العفو العام، عاد أحمد مدحت إلی إستانبول و شرع بممارسة أنشطته في الکتابة و النشر بأسلوب متحفظ هذه المرة بحیث لایثیر حفیظة السلطان عبدالحمید، ولذا فقد حظي سریعاً جداً باهتمام السلطان عبدالحمید، فانتخب مدیراً لصحیفة تقویم وقایع و المطبعة العامرة اللتین کانتا من المؤسسات الحکومیة. و فضلاً عن ذلک، أصدر صحیفة ترجمان حقیقت، و تولی وظائف مثل رئاسة أدارة الحجر الصحي و العضویة في مجلس الشؤون الصحیة، کما شارک ممثلاً عن الدولة العثمانیة في المؤتمر الثامن للمستشرقین في ستوکهلم (188م) أیضاً (بانارلي، کاراعلي أوغلو، کورداکول، ن صص). و قد أدی هذا الارتباط بالسلطان عبدالحمید و مرافقته له إلی انقطاعه النهائي عن حرکة «الشباب العثمانیین»، أو «ترکیة الفتاة» (IA,I/ 186؛ البستاني). و لهذا أطلق نامق کمال علی أحمد عنوان المحتال في رسالة بعث بها إلی أبي الضیاتوفیق (ظ: تانسل، I/ 415).

و بعد إعلان العهد الدستوري الثاني في 1908م (1326هـ)، تقاعد أحمد و انبری للتدریس في دار الشفقة معلماً فخریاً، و أخیراً توفي أثناء تدریسه في تلک المدرسة و دفن في صحن مسجد الفاتح بإستانبول («دائرة‌المعارف...»، II/ 101).

یحتل أحمد مکانة بارزة بین کتّاب فترة التنظیمات و ذلک لتألیفه آثاراً عدیدة في شتی الموضوعات مثل: القصة القصیرة و الروایة، و التاریخ، و الجغرافیة، و الفلسفة، و الأخلاق، و اللغة و الأدب و غیر ذلک، رغم عدم إمکانیة العثور علی نبوغ علمي و فني عمیق في هذه الآثار (بانارلي، 965–966). و مع أن آثاره أصبحت في عداد تاریخ الأدب، لکن کتاباته کان لها في عصره قرّاء کثر (IA، ن ص)، و أیقظ بلغته البسیطة المقبولة لدی العامة روح القراءة و الذوق السلیم في الناس و أحیاها (کاراعلي أوغلو، II/ 318–319)).

کان أحمد یؤید حرکة تبسیط اللغة الترکیة و إزالة الکلمات العربیة و الفارسیة منها (کورداکول، أیضاً «دائرة‌المعارف»، ن صص؛ بانارلي، 969)؛ و مع هذا، کان من دعاة المحافظة علی الخط و الحروف الترکیة العثمانیة (البستاني). و هو من أوائل الذین أدخلوا الأسلوب الغربي في کتابة القصة إلی الأدب العثماني وواءم بینه و بین الثقافة الوطنیة. و قد أُظهرت بوضوح في حکایاته إزدواجیة فترة التنظیمات، أي التضاد بین مؤیدي الجوانب الإیجابیة في الحضارة الغربیة و انطباقها علی الأخلاق و العادات و التقالید الشرقیة و الإسلامیة و بین ذوي الاتجاهات الغربیة («دائرة المعارف»، II/ 102). و یتضح التزامه الصادق بالإسلام و الأخلاق و إیمانه بأفضلیة الإسلام علی المدارس الأخری في الرد الذي کتبه علی ترجمة کتاب «نزاع العلم والدین لدریپر، و سماه إسلام و علوم (بانارلي، 968؛ هاني أوغلو، 33؛ «دائرة المعارف»،(II/ 103).

کان أحمد مدحت یدافع عن فکرة «العثمانیة»، أي وحدة جیمع الأمم التابعة للإمبراطوریة من أي دین و مذهب حول محور الأسرة العثمانیة (تانپنار، 152–153)، و کان أحد مؤسسي«الجمعیة الترکیة» (تونایا، I/ 414).

 

آثاره

تبلغ مؤلفات أحمد مدحت و ترجماته إلی 200 کتاب، طبع منها حوالي 150 کتاباً، منها: أُس إنقلاب، في تاریخ الدولة العثمانیة منذ حروب القرم حتی جلوس عبدالحمید الثاني علی العرش (1294هـ/ 1877م)؛ زبدة الحقایق، حول الحرب الروسیة – العثمانیة (1877–1888م)، طبع بإستانبول في 1295هـ/ 1878م؛ مفصل، في التاریخ العثماني، إستانبول، 1297هـ/ 1880م؛ کائنات، في جغرافیة و تاریخ البلدان الأوروبیة في 15 مجلداً و ملحق واحد، إستانبول، 1288–1292هـ/ 1871–1875م؛ قصص مثل: أحمد متین و شیرزاد؛ حسن ملاح؛ حسین فلاح، و آثار مثل «جولة في أوروبا» (مذکرات سفره إلی مؤتمر المستشرقین)؛ ترجمة «نزاع العلم والدین» والرد علیها باسم إسلام و علوم، و غیرها. کما بسّط أحمد مدحت بأمر من السلطان عبدالحمید کتاب أنوار سهیلي الذي ألفه المولی حسین الواعظ الکاشفي، و عنونه بـ همایون نامه، و طبع بإستانبول في 1304هـ (بانارلي، 969؛ للاطلاع علی فهرس آثاره، ظ: أوزغه، ج I – V، مخـ).

 

المصادر

البستاني؛ و أیضاً:

Banarli, N. S., Resimli Türk edebiyâti târihi, Istanbul, 1971; Çelikkol, Zeki, Rodos’taki türk esereleri ve tartihçe, Ankara, 1986; EI2; Hanioğlu, M. S., Bir siyasalörgüt olarak osmanli Ittihad ve Terakki Cemiyeti ve Jön Türklük, Istanbul, 1985; IA; Karaalioğlu, S. K., Türk edebiyati tarihi, Istanbul, 1982; Kurdakul, Şükran, Şairler ve yazarlar sözlüğü, Istanbul, 1985; Ortaylı, İlber, «Midhat Paṣa’nin vilayet yönetimindeki kadrolari ve politikasi», Uluslararasi Midhet Paṣa semineri, Ankara, 1986; Özege, M. S., Eski har flerle basilmiṣ türkçe eserler katalogu, Istanbul, 1971-1979; Tanpinar, A. h., 19 Uncu asir türk edebiyati tarihi, Istanbul, Çaglayan Kitabevi; Tansel, F. A., Namik Kemal’in husûsi mektuplari., Ankara, 1973; Tunaya, T. Z., Türkiye’de siyasal partiler, Istanbul, 1984; Türkiye diyanet vakfi İslâm ansiklopedisi, Istanbul, 1989.

علي‌أکبر دیانت/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: