الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب الفارسی / أحمد هاشم /

فهرس الموضوعات

أحمد هاشم

أحمد هاشم

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/17 ۰۸:۳۷:۵۷ تاریخ تألیف المقالة

أَحْمَدُ هاشِم (1304–1352هـ/ 1887–1933م)، شاعر و کاتب ترکي، نجل عارف حکمت بک آلوسي‌زاده. نبغ من أسرته علماء کبار في الفقه و التفسیر و الأدب. و کان جده قد هرب من بغداد علی عهد هولاکو (654–663هـ/ 1256ه 1265م)، و ذهب إلی آلوس و اشتهر أخلافه الذین کانوا یعیشون في تلک البلاد حتی القرن 11هـ/ 17م بلقب «آلوسي» و من ثم «آلوسي‌زاده». کما کانت أم أحمد من أسرة کهیازاده (ابن العمدة)، إحدی الأسر التي کانت تعدّ من أهل العلم و الشعر (ظ: ن د، 1/ 670 و ما بعدها؛ کاراعلي أوغلو، «تاریخ...»، III/ 229؛ «دائرة المعارف الترکیة»، I/ 258؛ میدان لاروس، I/ 174؛ أیضاً ظ: البستاني).

و حدث اختلاف في تاریخ ولادة أحمد (میدان لاروس، ن ص؛ کاراعلي أوغلو، «معجم...» 19؛ «دائرة‌المعارف الترکیة»، ن صص)، لکن استناداً إلی المعلومات الجدیدة التي تم الحصول علیها من أرشیف وزارة التربیة و التعلیم الترکیة، فإنه ولد ببغداد سنة 1304هـ/ 1887م («دائرة‌معارف الإسلام...»، II/ 88)، و توفیت أمه و هو في الثامنة من عمره، و حوالي 1895م، أخذه أبوه إلی إستانبول (کارعلي أوغلو، «تاریخ»، ن ص، «معجم»، ن صص)، و درس سنة في مدرسة الترقي النموذجیة.

و عندما قدم أحمد إلی إستانبول، لم‌یکن یعرف اللغة الترکیة، بسبب مهام أبیه الحکومیة، و یحتمل أن تکون دراسته لسنة في تلک المدرسة، لأجل تعلّم اللغة الترکیة («دائرة‌المعارف الترکیة»، ن ص؛ بانارلي، II/ 1163)، ثم انبری للدارسة في ثانویة غلطة سراي التي کان لها قسم داخلي. و بعد إنهائه المرحلة الثانویة في 1906، أو 1907م (کاراعلي أوغلو، «تاریخ»، III/ 242؛ «دائرة معارف الإسلام»، ن ص؛ EI2)، دخل کلیة الحقوق و مارس في نفس الوقت العمل في مدیریة حصر الدخان (الریجي)، لکنه و بعد أن ذهب ذلی إزمیر لتدریس اللغة الفرنسیة في الثانویة السلطانیة (1910–1914م) اضطر إلی عدم مواصلة دراسة الحقوق في إستانبول (کاراعلي أوغلو، أیضاً «دائرة معارف الإسلام»، ن صص). وفي الحرب العالمیة الأولی (1914–1918م) التحق بالجیش ضابطاً احتیاطیاً و خدم في أنحاء الأناضول، و بذلک تعرف إلی تلک المناطق («دائرة‌معارف اللغة...»، I/ 62).

و بعد الحرب، شغل مناصب مثل مترجم في وزارة المالیة و موظف في إدارة الدیون العمومیة و البنک العثماني و في مجلس الخطوط الحدیدیة، و کان في نفس الوقت یدرّس في «مکتب صنایع نفیسة» [أکادیمیة الفنون الجمیلة] دروس المیثولوجیا (علم الأساطیر) و فن الجمالیات. وفي «مکتب مُلکیه» [المدرسة العلیا للعلوم السیاسیة] اللغة الفرنسیة. و حافظ حتی نهایة عمره علی کرسیه کأستاذ في الجامعة («دائرة‌المعارف الترکیة»، «دائرة‌معارف الإسلام»، ن صص؛ إینال، 582).

و أخیراً توفي أحمد – الذي کان یعاني منذ أمد من مرض کبدي، و بعد عدة رحلات إلی أوروبا للعلاج – بمنزله في إستانبول بتاریخ 4 حزیران 1933، و دفن في مقبرة أیوب (البستاني؛ «دائرة معارف الإسلام»، بانارلي، کاراعلي أوغلو، ن صص).

و أحمد هاشم واحد من رجال أواخر العهد العثماني الجدیرین بالاهتمام، و قد بدأت رغبته في الشعر منذ طفولته («دائرة‌المعارف الترکیة»، I/ 258)، و طبع أول أشعاره «حبي الخیالي» في 7 آذار 1901 في مجموعة أدبیة (کاراعلي أوغلو، «معجم»، 19؛ میدان لاروس، I/ 174؛ «دائرة‌معارف اللغة»، ن ص). و کان یستفید آنذاک من معلمین کبار مثل: ذهني أفندي معلم العربیة، و عجم فیضي معلم الفارسیة، و توفیق فکرت و أحمد حکمت و مفتي أوغلو، أساتذة الأدب. و کان مفتي أوغلو، بشکل خاص، قد أثار فیه الشغف بالشعر و نظمه («دائرة‌معارف الإسلام»، II/ 88؛ EI2). کما کان في المدرسة زمیلاً لأمثال عزت ملیح و حمدالله صبحی و أمین بلند و عبدالحق شناسي، ممن اشتهروا لاحقاً في‌المجال الأدبي (ن ص). و بینما کان أحمد هاشم بدرّس في إزمیر سنة 1909م، انضم إلی رابطة «فجرآتي» الأدبیة و أصبح أشهر شعرائها (کاراعلي أوغلو، «تاریخ»، III/ 245, 254). و اقتفت «فجر آتي» طریق «ثروت فنون» (پک أولجاي، I/ 333). و هدفها خدمة اللغة و الأدب و العلوم الاجتماعیة و تنمیة المواهب التي کانت تظهر هنا و هنک (کاراعلي أوغلو، ن ص).

و یلاحظ في أشعاره المبکرة و کذلک في المقطوعات الخمس عشرة التي نشرها خلال العامین التالین فیما بعد – و إلی حدّما - تأثیر معلم ناجي و عبدالحق حامد و أکثر منهما تأثیر توفیق فکرت و شهاب‌الدین («دائرة‌معارف الإسلام»، ن ص). و تذکرنا صور: الوردة و البلبل، و لیلی و المجنون، و الفراشات التي تحترق بلهب الشموع، الخمر و الکأس الملتهب، و أمثال ذلک من الصور الخیالة الموجودة في أشعاره، بأشعار الشیخ غالب («دائرة معارف اللغة»،I/ 63).

و في السنوات الأخیرة من دراسته في ثانویة غلطة سراي، درس أحمد هاشم الشعر الفرنسي و خاصة لشعراء الرمزیة الفرنسیة أمثال بودلیر و فرلین و رامبو و مالارمیه، و للشعراء البلجیکیین مثل فرهون. و بذلک تمکن من التعرف جیداً إلی مبادئ علم الجمال و الشعر في الأدب الغربي («دائرة‌معارف الإسلام»، ن ص)، إلی الحد الذي یصفه ممه خالد ضیا بأنه شاعر بحث في الأدب الغربي مدة 40 عاماً و تمکن منه («دائرة‌معارف اللغة»، ن ص).

و قیل إن أحمد هاشم حاول – مستنداً إلی هذه المعلومات و النزعات – إدخال الشعر الحر في الشعر الترکي تقلیداً لأدب الرمزیة الفرنسیة، لکنه لم ینجع في ذلک (کوپریلي، 359). و کان – شأنه شأن الرمزیین – یرید تبیان الانفعالات العاطفیة التي لایمکن التعبیر عنها بالکلام، بموسیقی الکلمات الرمزیة، و رغم عل هذا، لایمکن اعتباره رمزیاً بمفهومه الغربي الکامل، ذلک أن الرمز الذي هو الأس الأساسي للرمزیة، لا یحتل مکاناً رئیساً في بیانه. و لهذا أیضاً ینبغي لنا و قبل أن نعدّه رمزیاً أن نعتبره شاعراً تبنی بعض سمات الرمزیة (کاراعلي أوغلو، ن م، III/ 250). و هو أیضاً – شأنه شأن الرمزیین - یمنح لموسیقی الکلام قیمة تفوق قیمة معناه، و یعتبر قیمة موسیقی الشعر أکبر من قیمة من حیث المعني (ن م، III/ 251).

و تحظی أشعار أحمد هاشم بأهمیة خاصة في الأب الترکي (لوند، I/ 55). و قد زاد من سعة الآفاق في الأدب الترکي، و ضمّن بمهارة الجمال الساحر للشعر الیاباني في قالب المصراع الترکي (کاراعلي أوغلو، ن ص). و أبرز موضوعات شعره، الحب و الطبیعة، و یمکن القول إن أحمد هاشم هو انطباعي قبل أن یکون رمزیاً. فهو لایهتم بالواقع في شعره، بل یتناول فحسب المشاعر التي تؤثر فیه. و هو یتخلي عن العالم الخارجي و یتناول العالم الداخلي بالوصف (ن م، III/ 252). و هو یتبغ في الشعر مدرسة الفن للفن (م ن، «معجم»، 20)، ولا مجال للقضایا الاجتماعیة في شعر («دائرة‌معارف الإسلام»، II/ 88).

لایبحث في الشعر عن المعني، لکن أشعاره لیست عدیمة المعنی أیضاً. تخلی عن الوزن المقطعي الذي کان أساس الشعر الترکي، و ابتدع الشعر العروضي («دائرة‌المعارف الحدیثة...»، I/ 48 و تکثر في شعره الکلمات و التراکیب الوصفیة و المضافة العربیة و الفارسیة و التشبیه و الاستعارة و المجازات، ولا یلاحظ فیه أثر لحلاوة لغة الحوار و جمال اللغة الترکیة الحي (ن ص). و قد أسدی أحمد إلی جانب الشاعر الترکي المعروف یحیی کمال خدمة عظیمة للشعر الترکي بدفاعه عن الشعر الأصیل خلال العهد الدستوري الثاني عندما راجت المنظومات التعلیمیة الطویلة (میدان لاروس، I/ 174). و رغم أن شعره یتضمن مفاهیم غامضة و لغته قدیمة إلی حدّما، فإنه لم یترک أثراً علی شعراء عصره فحسب، بل أثّر علی الشعراء الذین تلوه أیضاً (ن ص؛ «دائرة المعارف الترکیة»، I/ 258).

خلفت فترة طفولته تأثیراً کبیراً في شعره، فقد ألقی به موت أمه الحنون و حیاته مع أب قاس، في وحدة لاتوصف. و لهذا فهو من الشعراء الذین صوروا علی أفضل وجه، الیتم و الوحدة و الحرمان من عاطفة الأمومة (کاراعلي أوغلو، ن م، 19). فهو یتبرم دائماً من الحیاة و یهرب من الجماعة و یلجأ إلی عالم الخیال («دائرة‌المعارف الحدیثة»، ن ص).

یمکن تقسیم شعره إلی 4 مراحل: 1. قصائد المرحلة المبکرة من شبابه؛ 2. شعر قمر؛ 3. «ساعات البحیرة»؛ 4. پیاله. ولم یورد أحمد هاشم أشعاره الأولی التي نظمها بأسلوب رابطة ثروت فنون في مجموعة آثاره. و قد تحدث في شعر قمر بأسلوب انطباعي عن طفولته التي کان فیها برفقة أمه عند الغروب، أو في اللیالي المقمرة، حینما کان یتجول علی شاطئ دجلة. و «ساعات البحیرة» أکثر رصانة و تأثیراً إذا ما قورنت بشعر قمر. کما نظم في هذه الفترة «مستزادات» حرة و موزونة و مفعمة بالشوق. وفي الأشعار التي نظمها بعد الحرب العالمیة و جمعها في پیاله، بیّن أزمنه النفسیة في مواجهة المرأة و الحیاة بأسلوب رمزي غامض (میدان لاروس، ن ص). و حتی سنة 1921م کان لأحمد هاشم لغة معقدة في الشعر، و بعد ذلک التاریخ بسّط لغته («دائرة‌المعارف الحدیثة»، ن ص).

و یمکن تناول أحمد هاشم بالدراستة من 3 جوانب: الشعر و الکتابة و الخطابة. غیر أنه شاعر أیضاً في هذه الجوانب الثلاثة (کاراعلي أوغلو، «تاریخ» III/ 234)، و لغته النثریة أکثر وضوحاً و بساطة و إلی حدّما قارصة إذا ماقیست بشعره. و یحسب رأیه فإن الشعر و النثر منفصلان عن بعضهما بشکل واضح. فالشعر للشعور، و النثر للتلقي (م ن، «معجم»، 20). و کان دقیقاً في اختیار الکلمة في النثر کما هو شأنه في الشعر («دائرة معارف الإسلام»، II/ 88). و قلما أمکن العثور في الأدب الترکي علی شخص مثله دقیقٍ صعب الإقناع.

 

آثاره

ألف – الشعر

«ساعات البحیرة» (إستانبول، 1921م)؛ پیاله (إستانبول، 1926م)؛ کما طبعت مجموعة أشعاره عدة مرات (إستانبول، 1987م).

 

ب- النثر

غریب خانۀ لکلکان (إستانبول، 1928م)؛ «من وجهة نظرنا» (1928م)؛ «رحلة فرانکفورت» (إستانبول، 1933م). طبعت هذه الآثار الثلاثة بتحقیق محمد کاپلان في مجموعة کتب «هزار أثر أصلي» [ألف أثر رئیس] بأستانبول سنة 1969م.

 

ج- المقالة

کتب الشاعر خلال سفره إلی باریس (1924م) مقالة مهمة تحت عنوان «النزعات المعاصرة في الأدب الترکي»، طبعت في آب من تلک السنة في مجلة مرکور دو فرانس. و المقالة نظرة إلی الأدب الأوروبي لدی الترک (بانارلي، II/ 1164).

 

المصادر

البستاني؛ و أیضاً:

Banarli, N. S., Türk edebiyâtı târihi, Istanbul, 1987; EI2; İnal, M. K., Son asir Türk Şairleri, Istanbul, 1969; Karaalioğlu, Seyit Kemal, Ansiklopedik edebiyat sözlüğü, Istanbul, 1983; id, Türk edebiyatı tarihi, Istanbul, 1985; Köprülü, Fuad, Edebiyat araṣtırmaları, Ankara, 1986; Levend, agâh Sirri, Türk edebiyati, tarihi, Ankara, 1984; Meydan- Larousse, Istanbul, 1987; Pekolcay, Neclâ, İslami Türk edebiyatı, Istanbul, 1981; Türk ansiklopedisi, Istanbul, 1968; Türk dili ve edebiyatiansiklopedisi, Istanbul, 1966; Türkiye diyanet vekfı Islâm ansiklopedisi, Istanbul, 1989; Yeni Türk anssiklopedisi, Istanbul, 1985.

قسم الآداب/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: