أَحْمَدُ الْنَّصیبيّ، أحمد بن أُسامة الهَمداني، المعروف بالنصیبي (تـ ح 82هـ/ 701م)، موسیقيّ و مغنّ مشهور من القرن الأول الهجري. و النصیبي نسبة إلی نصیبین (ابن منظور، مادة نصب). و قد لقب السمعاني جمعاً من رجال نصیبین بـ «النصیبی» (13/ 115–121). و لما کان هذا اللقب قد ورد في بعض المصادر بشکل «النَّصبيّ» (ظ: البستاني)، فمن الممکن أن یکون لقبه النصبي. و إن مایرجح «النصبي» علی «النَّصب» و أنه هو الذي روّج له (أبو الفرج، 5/ 161). و إن ماقیل من أن أحمد دعي بصاحب الأنصاب، أو أستاذ غناء النصب، و أنه أول من غنّی النصب بالطنبور (ن ص)، یمکن أن یَسوّع بأنه هو الذي أعاد هذا الغناء إلی سابق عهده، و جعله متداولاً بعد أن ظل منسیاً، أو مهجوراً مدةً إثر الوقائع المختلفة التي صاحبت فترة صدر الإسلام.

و تدل الشواهد المتوفرة علی أن النصب کان من الغنء المعروف جداً لدی العرب، وله ماض عریق بحیث کان العناء الوحید الذي تعرفه قریش. و استناداً إلی حکایات أسطوریة، فإن النضر بن الحارث من رجال عبدالدار بن قُصَيّ، جدالعرب، و بعد تعلمه العزف علی العود و الغناء في الحیرة، نشر في مکة نمطاً من الغناء آثرته القیان (المسعودي، 8/ 93–94) و نشرنه بدلاً من النصب (فارمر، 19).

لایتوفر لدینا شيء ذوبال عن وقائع حیاة أحمد النصیبي، سوی أنه اعتبر من أقارب أعشی همدان، الشاعر، المعروف، أو من أصدقائه المقربین الذي کان یستخدم أشعاره بشکل أکبر في أغانیه (أبو الفرج، 5/ 162). و تلاحظ في الأغاني نماذج من هذه الأشعار، أشار أبوالفرج الأصفهاني إلی لحنها و شرح کیفیة عزفها و بأي إصبع (5/ 162–164).

و إن ماقیل من أنه انضم مع الأعشی إلی جیش ابن الأشعث الذي کان قد خرج علی الحجاج (الدینوري، 275)، و أنه قتل في الحرب (أبوالفرج، 5/ 153، 162؛ أیضاً ظ: ن د، 2/ 394)، یدعم هو الآخر علاقة النصیبي بالأعشی. و من الوقائع الأخری في حیاة النصیبي – کما قیل - تعرّفه إلی عبیدالله بن زیاد حاکم الکوفة حیث استطاع بمهارته أن یصبح في عداد ندمائه (أبو الفرج، 5/ 161).

و إن ماقیل من أن النصیبي هو أول فنان في العصر الإسلامي، عزف علی الطنبور، و غنّی لحن النصب بمهارة مع هذه الآلة (ن ص)، یبدو أنه کان – شأنه شأن کثیر من فناني ذلک العصر مثل ابن مسجح – علی معرفة بالموسیقی الإیرانیة (ظ: فارمر، 69)، ذلک أن الطنبور یعد أحد أکثر الآلات الموسیقیة الإیرانیة القدیمة أصالة، و کان عزفها بمهارة یتطلب معرفة بالموسیقی الإیرانیة.

المصادر

ابن منظور، لسان؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، بیروت، 1390هـ/ 1970م؛ البستاني؛ الدینوري، أحمد، الأخبار الطوال، القاهرة، 1960م؛ السمعاني، عبدالکریم، الأنساب، حیدرآبادالدکن، 1402هـ/ 1982م؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، تقـ: باربیه دي مینار، باریس، 1874م؛ و أیضاً:

Farmer, H. G., A History of Arabian Music, London, 1967.

تقي بینش/ هـ.