أَحْمَدُ الرّوميّ، صوفي و شاعر و کاتب من القرنین 7–8هـ/ 13–14م. لا یعرف تاریخ ولادته، إلا أن هامر (ص 232, 234, 237) یقول إن أحمد الرومي وصف نفسه في کتاب الدقائق في الطریق الذي ألف في 725هـ علی ما یبدو، بأنه رجل في الخمیس من العمر. لذا ینبغي أن یکون قد ولد حوالي سنة 675هـ/ 1276م.

و عن اشتهار أحمد بالرومي، احتمل هامر أن تکون آسیا الصغری هي مسقط رأسه (ص238). و المعلومات المتعلقة بحیاته تعتمد بشکل أکبر علی الترجمة التي کتبها عنه هامر معتمداً علی مخطوطات آثاره. ویبدو أن أحمد کانت له رحلات في آسیا الصغری بادئ الأمر، ثم أقام في عوض إحدی مدن الهند الوسطی حوالي العقد الثاني من القرن 8 هـ (یاقوت، 3/ 746؛ ابن بطوطة، 489)، و انبری هناک لتألیف آثاره الصوفیة و الأخلاقیة (أحمد الرومي، 575؛ هامر، 238–239). اکتسب أحمد في الهند صیتاً واسعاً إلی الحد الذي دعاه معه ملک الهند إلی البلاط کما قال هو في أم الکتاب، لکنه رفض الذهاب إلی هناک و أرسل إلی الملک قصیدة یعتذر فیها (ظ: هامر، 239). کما دعاه ملک البنغال أیضاً إلی بلاطه، لکنه تعرض لمشاکل عدیدة هذه المرة إثر رفضه دعوة الملک مما أورد تفاصیله في قصیدة شکوی تقع في مائة بیت و بیت بعث بها إلی أصدقائه. فضلاً عن ذلک فإن شهرته أدت إلی إثارة حس العلماء ضده أیضاً فلم یکونوا یألون جهداً في إیذائه و الحقد علیه.

و رغم أن أحمد الرومي دعا نفسه مریدَ مولانا جلال‌الدین (ظ: ص «بیست و پنج»، 2، مخـ)، إلا أنه نظراً لوجود فاصل زمني بینه و بین مولانا جلال‌الدین، لایمکن اعتباره تلمیذه المباشر. و فضلاً عن ذلک، فإن ما أورده في آثاره عن آداب الخانقاه و نمط الحیاة الصوفیة لا ینسجم کثیراً و آداب و قواعد الطریقة المولویة. ولا یلاحظ في آثاره ذکر لمریدي مولانا و أنصاره، و حتی للسلطان ولد، نجل مولانا الذّي کان معاصره. کما أن کتّاب الطریقة المولویة لم یشیروا إلیه في کتاباتهم. و مع هذه الشواهد، یمکن القول إن احترامه لمولانا جلال‌الدین کان عن طریق مطالعته آثاره، و کان یتمتع بالهدایة الروحانیة لمولانا بحسب اعترافه هو (ظ: هامر، 237, 240). و مهما یکن، فإن أحمد الرومي کان صوفیاً متشرعاً و حنفي المذهب علی ما یبدو (ظ: أحمد الرومي، 295؛ هامر؛ 237). و قد وضح و شرح بطلب من مریدیه و تلامذته الکثیر من المواضیع الأخلاقیة و الصوفیة مستنداً إلی الآیات القرآنیة و الأحادیث النبویة و مورداً شواهد من کتابي المولوي المثنوي و الدیوان الکبیر. وفي الحقیقة، فإنه ینبغي اعتباره أول شارح للمثنوي ممن بادروا إلی شرح آرائه و توضیحها علی أساس تعالیم المولوي وبالاستفادة من المعاني و المضامین المدرجة في الدیوان الکبیر.

قسم أحمد الرومي الطلاب و المحبین إلی 3 فرق: الأولی المخلصون الذین هم إما عطائیون لایحتاجون إلی هدایة شیخ ومرشد، أو المحتاجون لإرشاد الشیخ، و تکون هدایة المرشد من ضروریات سلوکهم. الثانیة طلاب الله، لکنهم لیسوا متخلّین عن الرغبات الدنیویة.

الثالثة تکون محبة الله جاریة علی ألسنتهم فقط (ص 131–132). کما قسم الفقر إلی عدة تقسیمات: عطائیة و کسبیة من جهة، و طریقتیة و شریعتیة من جهة أخری، و اختیاریة و اضطراریة في موضع آخر. و هو یری أن الفقر العطائي هو الذي لایحتاج فیه الإنسان إلی شیخ مرشد، إلا أن الطالب في الفقر الکسبي یحتاج إلی الشیخ. و الفقر الاختیاري هو أن تظهر في قلب السالک أمنیة لقاء الحق في نفس الوقت الذي یکون فیه غنیاً غیر محتاج للخلق. أما الفقر الاضطراري فهو الحاجة للخلق. و عن الفقر الشریعتي یقول: أن یکون له نصیب من الدنیا لکن دون حد الکفاف الذي لابد منه. ویری أن الفقر الطریقتي هو ما یکون عند الذي لا یعبأ بالدنیا ولا بالآخرة، بل هو عاشق لجمال الله (ظ: ص 229–230، مخـ).

و العلم في رأیه هو علم الدین، و أن العلوم الأخری کالطبیعیات و الریاضیات و الفلک هي فضائل و لیست علوماً، و عالم الدین هو الذي یدعو تلامیذه من الشک إلی الیقین، و من التکبر إلی التواضع، و من مخاصمة الخلق إلی صداقتهم، و من الریاء إلی الإخلاص، و من عبادة الدنیا إلی ترکها (ص 475–477).

آثاره

ألف – المطبوعة

دقائق الحقائق، ألّفه بطلب من مریدیه في 720هـ (ظ: ص2، 572، الهامش، أیضاً 575). و قدورد اسمه في بعض المصادر بشکل: حقائق الدقائق (آقا‌بزرگ، 7/ 33؛ ریو، I/ 39؛ قا: بلوشه، I/ 96)، و أشیر إلیه في مصادر أخری بعنوان الحقائق فقط (کغل، 591؛ ظ: هامر، 231).

و دقائق الحقائق مؤلف في المواضیع الصوفیة یقع في 80 فصلاً، بدأ کل فصل فیه بآیة قرآنیة، أو حدیث نبوي، و استشهد ف ثنایا المواضیع بأشعار من المثنوي المعنوي و الدیوان الکبیر، و أورد المؤلف في نهایة کل فصل حکایة في الوعظ في قالب المثنوي ببحر الرمل المسدس المحذوف و کرر في نهایة کل مثنوي – عدا المثنوي الأخیر – البیت التالي للانتقال من فصل إلی آخر:

بشنو أکنون فصل دیگر أي سني تادل و جانت بیابد روشني طبع هذا الکتاب بتحقیق محمدرضا جلالي نائیني و محمد شیرواني في طهران سنة 1354ش.

ب- المخطوطة

1. أم الکتاب، یبدو أنه کُتب شعراً و نثراً، ألّفه أیضاً بطلب من أصحابه في 727هـ (هامر، 231–232؛ أیضاً ظ: بلوشه، I/ 28–29). و اعتبر هامر کتاب المعارف و کتاب الدقائق اللذین نسبهما کغل (ص 691–592) إلی أحمد الرومي هما أم الکتاب بسبب الشبه الکبیر بینهما (ص 231–233). یقع هذا الکتاب في 40 فصلاً، نقل في بدایات ستة فصول منه حدیث عن کبار المتصوفة بدلاً من الآیة القرآنیة و الحدیث النبوي. و کما هو الأمر في دقائق الحقائق فقد وردت في نهایة کل فصل حکایة في قالب قصیدة، أو مثنوي في بحر الرمل (م ن، 233؛ أیضاً ظ: کغل ن ص). وفي الفصل 17 من هذا الکتاب انبری أحمد الرومي لدحض آراء المعتزلة في خلق القرآن، و ذکر آراء أهل السنة بهذا الشأن (ظ: هامر، ن ص).

2. الدقائق في الطریق، یبدو أن هذا الکتاب ألف في 725هـ (م ن، 232). و توجد له مخطوطتان إحداهما برقم 59 في دارالکتب بمصر (م ن، 233–234؛ فهرس....، 1/ 144)، و الأخریلدی نبي بخش قاضي، عرّف بها في کلمته التي ألقاها في المؤتمر الدولي السابع و العشرین للمستشرقین في مشیغان سنة 1976م تحت‌عنوان: «مخطوطة نادرة من دقائق الطریق المثنوي الفارسي لأحمد الرومي» (هامر، 234–235). کما نسب إلیه غزل أیضاً ورد في الأوراق الفاصلة بین الدفترین الأول و الثاني من مخطوطة المثنوي المعنوي الموجودة في مکتبة إدنبره (ن ص؛ أشرف الحق، 250).

المصادر

آقا بزرگ، الذریعة؛ ابن بطوطة، محمد، رحلة، بیروت، 1384هـ؛ أحمد الرومي، دقائق الحقائق، تقـ: محمدرضا جلالي نائیني و محمد شیرواني، طهران، 1354ش؛ فهرس المخطوطات الفارسیة، القاهرة، 1966م؛ یاقوت، البلدان؛ و أیضاً:

Ashraful Hukk, M., A Descriptive Catalogue of the Arabic and Persian Manuscripts in Edinburgh University Library, Hertford, 1925; Blochet; Hamer, A., «An Unknown Mowlavi-Poet: Ahmad-i Rûmî», Studia Iranica, Leiden, 1974, vol. III; Kégl, A., «Zu Blochet, catalogue des manuscrits persans», ZDMG, 1906, vol, LX; Rieu, Ch., Catalogue of the Persian Manuscripts in the British Museum, Oxfor, 1966.

محمدجواد شمس/ هـ