الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أحمد راي بریلوي، السید /

فهرس الموضوعات

أحمد راي بریلوي، السید

أحمد راي بریلوي، السید

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/14 ۱۷:۴۲:۰۷ تاریخ تألیف المقالة

أَحْمَدَ رايُ بَریلْويّ، الْسَّیِّد (6 صفر 1201–24 ذوالعقدة 1246هـ/ 28 تشرین الثاني 1786–7 أیار 1831م)، مقاتل هندي مسلم و مؤسس الطریقة المحمدیة (فرقة وهابیي الهند).

و هو نجمل محمد عرفان و من السادة الحسنیة (رضوي، شاه عبدالعزیز، 474). ذهب قطب‌الدین محمد (تـ627هـ) أحد أجداده من غزنة إلی الهند حوالي سنة 607هـ. ولد السید أحمد في مدینة راي بریلي من توابع الله آباد بالهند (شکار پوري، 878). ولم تکن له في طفولته رغبة في اکتساب العلم، لکنه کان یبدي رغبة عارمة في الریاضة و التربیة البدنیة (إکرام، 15؛ رضوي، ن م، 474–475). و بعد إکماله الدراسة الابتدائیة ذهب إلی لکناو و منها إلی دلهي و التحق بالشاه عبدالعزیز الدهلو شیخ الطریقة النقشبندیة و أصبح من مریدیه، فأسکنه الشاه عبدالعزیز في مسجد أکبر آبادي عند شقیقه عبدالقادر الدهلوي و أوصاه بتنشأته (الحسني، 7/ 29).

وفي 1223 هـ عاد السید أحمد إلی راي بریلي و تزوج، ثم ذهب إلی دلهي مرة أخری، إلا أنه لما کان یهوی الحرب فقد غادر المدینة و انضم في 1227هـ إلی جیش نواب أمیرخان پَندَري الذي کان یحاصر آنذاک قلعة دهامکولا بین بوندي و کارولي، و تعلم فنون القتال و أسلوب الحیاة العسکریة. وفي 1817 عقد أمیرخان معاهدة صلح مع القوات البریطانیة، و لهذا السبب، غادر أحمد جیشه و عاد إلی دلهي عندالشاه عبدالعزیز و آثر الإقامة في الحجرة المتبقیة لشقیقه عبدالقادر (رضوي، ن م، 477). و منذ ذلک الحین، نهج السید أحمد السنة المحضة و طریقة السلف، و قد التف حوله فریق من المشایخ من بینهم عبدالحي بن هبة الله البرهانوي و إسماعیل بن عبدالغني الدهلوي و کثیر من حاشیة الشاه عبدالعزیز و بایعوه (الحسني، 7/ 30). و نشر الطریقة النقشبندیة الراي بریلویة، أو المحمدیة التي کانت مظهر الاحتجاج الدیني و الاجتماعي علی انحطاط القوة السیاسیة لأهل السنة (کول، 239). ثم قام هو و مجموعة من أنصاره بزیارات لمختلف مدن الهند (الحسني، ن ص)، و کانوا من خلال إلقائهم الخطب یمنعون الناس من زیارة المراقد و إیقاد الشموع و المصابیح في المزارات و یدعون أتباعهم إلی مهاجمة مراسم العزاء الشیعیة و إضرام النار فیها، إلا أن السلطات الحکومیة طردت أحمد و أنصاره من عدة مدن خوفاً من نشوب الاضطرابات (رضوي، «تاریخ....»، II/ 306). و أثناء تلک الأسفار هبّت لنصرته مجامیع غفیرة مما حدابه إلی أن یؤسس شبه حکومة، بل أن یعیّن نواباً یمثلونه في جبایة العشر و الزکاة، و کذلک خلفاء له (تیتوس، 180).

وفي 1237 هـ توجه السید أحمد و مرافقوه إلی الحج، وفي الحجاز استجاب لدعوته فریق من الناس أیضاً (إکرام، 22–23؛ رضوي، شاه عبدالعزیز، 484). و یری البعض أن أحمد قد تأثر في سفره هذا بوهابیي الحجاز (مثلاً سینغ، 78). وفي رمضان 1239 عاد السید أحمد و مرافقوه إلی راي بریلي (رضوي، ن ص)، و استعدوا للجهاد و بدأوا نشاطهم بالجهاد في مواجهة السیخ، و قد وصلوا في 27 جمادی الآخرة 1241 إلی قندهار عن طریق السند و کویته و منها إلی کابل (ن م، 486)، لکنه لم یتمکن في تلک الأسفار من کسب دعم الناس له، بل وصفه أهل السند بأنه وهابي و جاسوس لبریطانیا. و أخیراً اتجه السید أحمد إلی بیشاور بعد أن یئس من الستمالة أهالي شکارپور و قندهار و کابل (شکارپوري، 244–248)، و هناک أعلن کثیر من المقاتلین من أبناء القبائل، خاصة قبیلة یوسفزائي تأییدهم لأحمد في مواجهة السیخ (م ن، 248–249؛ رضوي، ن م، 487). وفي 21 جمادی الأولی 1242 هاجم هو و أعوانه السیخ و ألحقوا بهم هزیمة نکراء في منطقة أکوره. و منذ ذلک الحین لقّب السید أحمد نفسه بالإمام و أمیرالمؤمنین (ن ص؛ إکرام، 25؛ شکارپوري، 251)، إلا أن الزعماء الأفغان الذین کانوا یحکمون المنطقة الممتدة من بیشاور إلی هراة أصیبوا بالهلع من نشاط أحمد هذا، و لما و جدوه منافساً لهم تخلوا عن دعمه و ترکوه وحیداً لیهلک علی أیدي السیخ (ن ص، الهامش). و من جهة أخری، أثار تدخل السید أحمد في عادات و تقالید القبائل الأفغانیة غضبهم (رضوي، ن م، 495–496)، بل إن مقاتلي القبائل و الزعماء الدرانیین الذین کانو قد وقفوا إلی جانبه في حربه السیخ، وقفوا بوجهه، بحیث قتل أخیراً مع جمع من أنصاره بأیدي السیخ في منطقة، بالاکوت و هو یبحث عن ملجأ له عندما أراد التوجه إلی کشمیر (إکرام، 30–33؛ شکارپوري، 878، التعلیقات؛ قریشي، 148–152؛ رضوي، ن م، 495–497). و قد أقام السیخ الاحتفالات بعد مقتله (کامران مقدم، 43).

و قد ادععی بعض أتباع السید أنه المهدي، و هو یعتبرونه مایزال حیاً و غائباً (إکرام، 33). و یری البعض الآخر أن حرکة السید أحمد تحولت إلی جهاد منظم امتد 100 سنة في الهند أدی أخیراً إلی استقلالها في 1947م (بهتي، 1/ 7؛ أیضاً: روآ، 90–91).

 کان السید أحمد یعتقد أن علی المسلمین التخلي عن البدع و الأمور التي وجدت طریقها إلی معتقداتهم الدینیة نتیجة الختلاطهم بالهندوس، و العمل بأحکام الکتاب و السنة، و إنهاء الهیمنة البریطانیة علی الهند بواسطة الجهاد (بهتي، 1/ 5–7؛ EI2؛ قا: شکارپوري، 244–245، الذي اعتبر السید أحمد جاسوساً لبریطانیا). و مع کل هذا، فقد وصفه کثیرون بأنه وهابي (م ن، 244؛ هانتر، 52؛ سینغ، 77؛ مي، 21)، رغم أن عبدالحي الحسني (7/ 32) یری أن أعداء أحمد هم الذین نسبوا إلیه أمراً کهذا، غیر أن أقوال و أفعال السید أحمد و أتباعه تشبه کثیراً آراء و أفعال الوهابیین، فکما أن العتبات المقدسة في الحجاز و العراق هو جمت من قبل الوهابیین في القرن 13هـ، فقد هاجم السید أحمد و أنصاره في مراراً مجالس عزاء سید الشهداء الإمام الحسین (ع) و أحرقوها، أو دمروها (رضوي، «تاریخ»، II/ 305).

کان السید أحمد یعارض تفضیل الإمام علي (ع) و إحیاء ذکری الإمام الحسین (ع) (کول، 236)، بل إن أتباع السید أحمد کانوا یعتبرون الجهاد ضد الشیعة مقدَّماً علی الجهاد ضد السیخ استناداً إلی بعض التقاریر (ظ: رضويف شاه‌ عبدالعزیز، 485). و کانوا یعتقدون أن المتشبهین بالمتصوفة قد أدخلوا علی الدین بدعاً کالکام المخالف للشرح و الجدال الفارغ بشأن قضیة القدر، ویرون أن المتصوفة أنفسهم أیضاً أصبحوا السبیل إلی إدخال البدع في الإسلام مثل المبالغة و الإفراط في تعظیم المرشد و السجود علی القبور و النذر للأولیاء و طلب الحاجة إلیهم (إکرام، 18–20). و یمکن العثور علی تفاصیل هذه الآراء في صراط مستقیم – مجموعة من خطابات و تعالیم السید أحمد – الذي جمعه اثنان من أنصاره و هما مولوي محمد إسماعیل و مولوي عبدالحي، و طبع عدة مرات (من بینهما في میرتهه، 1285هـ). و فضلاً عن هذین الاثنین، فقد کان کرامت علي جونپوري و أولاد حسن قنوجي و ولایت علي عظیم آبادي و محمد علي رامپوري من مشاهیر أنصار السید أحمد و المعتقدین بأفکاره (بهتي، 1/ 6-7).

ألف أنصار أحمد کتباً عدیدة في سیرة حیاته منها: منطورة السعداء لجعفر علي البستوي؛ مخزن أحمدي للشیخ محمدعلي الطوکي؛ سوانح أحمدي للشیخ محمد التهانیسري؛ الملهمات الأحمدیة لإلهي بخش الکاندهلوي؛ وقایع أحمدي للشیخ محمد علي الصدرپوري (الحسني، ن ص).

 

المصادر

إکرام، محمد، موج کوثر، لاهور، 1986م؛ بهتي، محمد إسحاق، فقهاي پاک و هند، لاهور، إدارة الثقافة الإسلامیة؛ الحسني، عبدالحي، نزهة الخواطر، تقـ: شرف‌الدین أحمد، حیدرآبادالدکن، 1399هـ/ 1979م؛ روآ، أولیفیه، أفغانستان، إسلام و نوگرایي سیاسي، تجـ: أبوالحسن سرو قد مقدم، مشهد، 1369ش؛ شکارپوري عطا محمد، تاریخ تازۀ نواي معارک، تقـ: عبدالحي حبیبي، کراتشي، 1959م؛ کامران مقدم، شهین‌دخت، نگاهي به پاکستان، طهران، 1358ش؛ و أیضاً:

Cole, J. R. I., Roots of North Indian Shıʿism in Iran and Iraq, Berkely, 1988; EI2; Hunter, W. W., The Indian Musalmans, Varanasi, 1969; May, L., The Evolution of Indo-Muslim Thought after 1857, Lahore, 1970; Qureshi, I. H., Ulema in Politics, Karachi, 1974; Rizvi, A. A., Shāh ‘abd al. ʾAziz, Canberra, 1982; id, A Socio- Intellectual History of the Isnā ʾAsharı Shı’ıs in India, Canberra, 1986; Singh, A., Socio-Cultural Impact of Islam on India, Chandigarh, 1976; Titus, M. T., Indian Islam, New Delhi, 1979.

محمد آصف فکرت / هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: