الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أحمد بن عیسی بن زید /

فهرس الموضوعات

أحمد بن عیسی بن زید

أحمد بن عیسی بن زید

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/13 ۲۱:۲۲:۴۱ تاریخ تألیف المقالة

أَحْمَدُبْنُ عیسَی بْنِ زَیْد، أبو عبدالله، حفید زیدبن علي بن الحسین بن علي بن أبي طالب (ع)، من العلویة المعروفین في أوائل الخلافة العباسیة و من العلماء البارزین للمذهب الزیدي. و قد اشتهر بالمختفي لأنه عاش مختفیاً فترة.

و بشأن حیاته یلاحظ اختلاف في الرویات. کان أمه عاتکة ابنة الفضل بن عبدالرحمان بن العباس بن ربیعة بن الحارث بن عبدالمطلب (أبونصر، 65). و استناداً إلی روایة أبي نصر أیضاً (ص 66)، فإنه ولد سنة 158هـ/ 775م، ولکن استناداً إلی روایة محمدبن المنصور إلمرداي نقلاً عن أحمدبن عیسی نفسه فإن تاریخ ولادته هو الثاني من محرم سنة 157 (أبوالفرج، مقاتل....، 627). وفي روایة أخری، کانت ولادته في 159هـ، أو بعد هذا التاریخ (الجنداري، 5). ویبدو أن أحمد ولد في الکوفة و توفي أبوه و هو طفل، لذا لم یسمع الحدیث منه (ن ص).

و استناداً إلی أبي الفرج (ن م، 405)، فإن والده عیسی شارک إلی جنب محمدبن عبدالله النفس الزکیة و شقیقه إبراهیم في الثورات المعادیة للعباسیین، و کان اختفاؤه بعد تلک الفتره. و بعد وفاة عیسی اصطحب صبّاح الزعفراني ولدیه أحمد وزید إلی بغداد و قابل الخلیفة العباسي المهدي الذي أمهما و تکفّل بهما ( ن م، 420–423). و قد عاش هذان الاثنان في دار الخلافة إلی أن قتل محمد الأمین و اضطربت أمور الخلافة ببغداد. و کان زید قدمات قبل هذا إثر مرض، لکن أحمد انتهز الفرصة و تواری عن الأنظار (ن م، 423). وفي روایة أخری، فإن الشخص الذي أخذهما إلی المهدي کان یدعی ابن علاق الصیرفي، و إن أحمد و زیداً ذهبا إلی المدینة بإذن من المهدي حیث توفي زید هناک و ظلل أحمد فیها إلی أن بلغ‌ هارونَ‌الرشید في أوائل خلافته نبأ مفاده أن فریقاً من الزیدیة تجمعوا حوله، فأصدر أمراً بإلقاء أحمد في السجن (ن م، 423–425).

و ورد في روایة الیعقوبي (2/ 423) أن هارون حبس أحمد بالرافقة سنة 188هـ، لکنه هرب من الحبس، و صار إلی البصرة، و کان یکاتب الشیعة یدعوهم إلی نفسه، فأرسل هارون شخصاً في طلبه، لکنه لم یتمکن من إلقاء القبض علیه، فسجن صدیقَه و وکیله الذي کان یدعی حاضراً، غیر أن هذا أقسم أن لا یدلّ علی مخبأ أحمد، لذا صُلب بأمر من هارون.

و روی أبوالفرج (ن م، 620–621) أن هارون استدعی أحمد و القاسم ابن علي بن عمر بن عليبن الحسین من الحجاز و حبسهما و وکل بهما الفضل بن الربیع، لکنهما هربا بعد فترة بمساعدة فریق من الزیدیة (أیضاً ظ: التنوخي، 140). اختفی أحمد فترة في منزل شخص یدعی محمد بن إبراهیم ببغداد، ولما علم هارون بالأمر، غادر أحمد إلی البصرة ولم یتمکن هارون من الأبقاع به (أبوالفرج، ن ص). و نقل أبوالفرج الحکایة الخاصة بحاضر، لکنه قال: إنه قتل خلال خلافة المهدي و لیس في خلافة هارون، و ذلک لأنه لم یدل علی موضع اختفاء عیسی والد أحمد (ن م، 625، أیضاً 427–428). و مع کل هذا، فإن أبا الفرج نقل الروایة التي تتحدث عن العلاقة بین أحمد و حاضر في البصرة و المناطق المحیطة بالأهواز و التي ورد فیها أن هارون أمر بأن یلقی القبض علی الاثنین و یقتادا إلیه (ن م، 625). و قال الذهبي (سیر...، 12/ 72) نقلاً عن المدائني: إن هارون علم في 185 هـ أن أحمد ثار في عبادان (أیضاً ظ: الصفدي، 7/ 271). و قد أورد القاضي النعمان روایة ثورة أحمد في عبادان بشکل واف، و هي الروایة التي تتعارض و ماقیل قبل هذا بشأن أحمد. فقد روی أن هارون أمر في 185 هـ بإلقاء القبض علی أحمد الذي کان قد خطط في عبادان لثورة ضد الخلیفة. وفي تلک الفترة کان لأحمد نشاط في البصرة و المناطق المحیطة بالأهواز مع نجل إدریس بن عبدالله المحض. فألقی مبعوث هارون الذي کان یدعی أبا الساج القبض علیهما بالحیلة و المکر، غیر أنهما هربا و اختفیا في البصرة و ذهبا بعدها إلی الکوفة (3/ 331–333). و استناداً إلی روایة القاضي النعمان (ن ص)، فإن أحمد عاد إلی البصرة مرة أخری و عاش فیها مختفیاً حتی دنا أجله.

وفي الروایة التي أوردها المحلي (2/ 5)، فإن محمدبن زکریا الغلّابي سمع من أحمدبن عیسی و هو کان مختفیاً في البصرة بأن القاسم بن إبراهیم الرسي قد فرّ إلی الیمن، و عبدالله بن موسی بن عبدالله بن الحسن ابن الحسن إلی اشام، و أنه نفسه فرّ إلی الري، عندما کان هارون یطارد العلویین. و بعد وفاة هارون (193هـ/ 809م) اجتمع هؤلاء الثلاثة في موسم الحج و قصّ کل منهم حکایته، فقال لهم أحمد: إنه واصل لسنوات حیاته بشکل سري في ورزنین (من نواحي الري) و سمی نفسه أبا حفص الجصاص وتزوج. کما تزوج ابنه محمد هناک بامرأة من موالي عبدالقیس و ولد له ابن دُعي علیاً. ویروي نفس المصدر أن أحمدبن عیسی بایع سنة 219هـ القاسم الرسي في منزل محمدبن المنصور المرادي بالکوفة (ن ص). وهاتان الروایتان اللتان وردتا في المصادر الزیدیة بإمکانهما أن تزیحا إلی حدّما الغموض الذي کان یکتف حیاة أحمد خلال سنوات اختفائه. و علی هذا، یمکن القول: إن أحمد کان یعیش مدة مدیدة في نواحي الري، أو مناطق أخری في السنوات التي یظن فیها أنه کان یعیش مختفیاً في البصرة.

وقیل: إن أحمد أصیب بالعمی أواخر حیاته و إن الخلیفة العباسي المتوکل الذي کان یبحث عنه، عثر علیه في بیت صهره بالکوفة، و لما رآه ضریراً خلی سبیله (أبو نصر، 66). و استناداً إلی روایة أبي الفرج (مقاتل، 632)، فإن المتوکل کان یتعقب أحمد بسبب تصوره أن الزیدیة یؤیدونه و أنهم سیهبّون لنصرته إذا أعلن الثورة. و روي عن ابن أحمد أنه توفي في لیلة 23 رمضان 247 (ن م، 627). و بحسب روایة أبي الفرج (ن م، 632)، فإن أحمد توفي قبل مقتل المتوکل (247هـ/ 861م) بأسبوع (أیضاً ظ: م ن، الأغاني، 5/ 129). و یعتقد ابن طباطبا أن أحمد قُتل علی ید المتوکل (ص 81). و یری أبو نصر البخاري أن وفاته کانت في 240هـ (ن ص). و علی رأي ابن الصوفي، فإن قبر أحمد کان في البصرة (ص 188).

و فضلاً عن کونه قد عرف کرجل سیاسي في العصر العباسي، فهو یُعدّ أیضاً عالماً و محدثاً زیدیاً. و قال أبوالفرج (مقاتل، 619): إنه عرف بالفضل و العلم و کان مقدماً في أهله. و کان یبادر إلی کتابة الحدیث، و کتب جمعٌ الحدیثَ عنه. و ذکره الذهبي «شیخ بني‌هاشم و کبیرهم» (سیر، ن ص). کما دعاه أبونصر البخاري بالعالم و الفقیه الکبیر و الزاهد (ن ص). و استناداً إلی قول ابن أبي الرجال، فإن أحمد کان ملقباً بفقیه آل محمد (1/ 216). و روی الجنداري أن أحمد حج 30 مرة سیراً علی الأقدام (ص 5).

و من مشایخه یمکن أن نذکر الحسین بن علوان و محمدبن بکر الأرحبي. و من تلامذته – فضلاً عن ولدیه علي و محمد – فإن محمدبن المنصور المرادي عالم الزیدیة الکبیر في الکوفة هو الأشهر من بینهم (ظ: أحمدبن عیسی، 1/ 25، 45، 49، 2/ 914؛ أبوالفرج، ن ص). و قد روی أحادیث أحمد کل من الهادي إلی الحق في النکاح و الأمالي، و کذلک أئمة الزیدیة الخمسة: محمدبن المنصور المرادي و أبوالحسین الهاروني و أبوطالب الهاروني و الموفق بالله الجرجاني و ابنه المرشد بالله في مؤلفاتهم (الجنداري، ن ص).

قیل: إن أحمد کان یعتقد أن أبابکر و عمر کانا علی الصلاح و الصواب (ابن الصوفي، ن ص). و قیل: إنه کان یعتقد بجواز الإمامة حتی في غیر أولاد البسطین شریطة أن یکون الإمام عادلاً (الجنداري، ن ص).

و استناداً إلی ابن الصوفي (ن ص)، کان لأحمد أبناء، هم: أبوالقاسم محمد الأکبر و أحمد و الحسین و علي و أبوجعفر محمد. و کما مرّ، فإن محمداً (أبا جعفر محمداً و لیس أباالقاسم محمداً، ظ: ن ص)، کان له ابن یدعی علیاً، ادعی صاحب الزنج أنه هو علي هذا (أیضاً ظ: المحلي، 2/ 5). و قد أیّد هذا الادعاء بعض النسابة، بینما دحضه عدد کبیر آخر، رغم أنه ربما أمکن العثور علی دلالة لصحة ادعاء صاحب الزنج من الروایة التي نقلها المحلي عن اختفاء أحمد في الري (ظ: الطبري، 9/ 412، 487–488؛ ابن الصوفي، 188–190؛ ابن حزم، 56–67؛ ابن الأثیر، 7/ 205–206؛ ابن عنبة، 291).

أشار أبوالفرج الأصفهاني (ن م، 689) إلی کتب أحمد في الأحکام، وذکر فخرالدین الرازي (ص 142) کتابه في الفقه. کما أورد الذهبي في میزان الاعتدال (1/ 127) کتاب الصیام لأحمد. ولیس ثابتاً ما إذا کان أحمد صاحب مؤلفات، أم لا. و من البدیهي أن محمدبن المنصور المرادي کان قد جمع الأحادیث التي رواها أحمد في شتی الأبواب الفقیهة مع أحادیث آخرین في کتاب کان یحظی علی الدوام بأهمیة کبیرة في تاریخ الفقه الزیدي. و هذا الکتاب الذي اشتهر بأمالي أحمدبن عیسی، و علوم آل محمد (ص) أیضاً، سماه المنصور بالله عبدالله بن حمزة، الإمام الزیدي الشهیر بدائع الأنوار في محاسن الآثار أیضاً (المؤیدي، 1/ 200). و الکتاب المذکور – فضلاً عن کونه متضمناً لأحادیث أحمد – یضم في کثیر من المواضع نظریاته و آراءه الفقهیة أیضاً. و قد شاع تداول هذا الکتاب علی الدوام لدی علماء و محدثي المذهب الزیدي. و کان أمالي أحمد قد طبع مرة فیما مضی تحت عنوان علوم آل محمد (ص)، کما طبع مؤخراً في بیروت (1410هـ/ 1990م) بتحقیق علي بن إسماعیل الصنعاني في 3 مجلدات.

کما کان لمحمدبن المنصور المرادي کتاب آخر اشتهر بـ مسائل أحمدبن عیسی و القاسم بن إبراهیم، أشار إلیه سزگین (GAS,I/ 563).

و یقول أبو عبدالله العلوي العالم الزیدي الشهیر بالکوفة في مقدمة الجامع الکافي، و هو من المصادر المهمة للفقه الزیدي: إنه لما کان الزیدیة في الکوفة یعتمدون في مسائلهم الفقهیة علی مذهب أحمدبن عیسی و القاسم بن إبراهیم الرسي و الحسن بن یحیی بن الحسین بن زید بن علي ابن الحسین و محمد بن المنصور المرادي، فقد جمع أقوالهم في هذا الکتاب، و اعتمد في نقل آراء أحمد علی کتب محمد بن المنصور المشتملة علی أحادیث و أقول أحمد و آرائه الفقهیة (1/ 2). ثم یشیر إلی کتاب المسائل و یبین طریق إسناده حتی مؤلفه (1/ 5).

و لمزید من التفاصیل عن بعض جوانب حیاة أحمد بن عیسی یمکن مراجعة کتاب ما دیلونغ المسمی الإمام القاسم بن إبراهیم 80–84).

 

المصادر

ابن أبي الرجال، أحمد، مطلع البدور، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ ابن الأثیر، الکامل؛ ابن حزم، علي، جمهرة أنساب العرب، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ ابن الصوفي، علي، المجدي، تقـ: أحمد المهدوي الدامغاني، قم، 1409هـ؛ ابن طباطبا، إبراهیم، منتقلة الطالبیة، تقـ: محمد مهدي الخرسان، النجف، 1388هـ/ 1968م؛ ابن عنبة، أحمد، عمدة الطالب، النجف، 1380هـ/ 1961م؛ أبو عبدالله العلوي، محمد، الجامع الکافي، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، بیروت، 1390هـ/ 1970م؛ م ن، مقاتل الطالبیین، تقـ: أحمد صقر، القاهرة، 1368هـ/ 1949م؛ أبونصر البخاري، سهل، سر السلسلة العلویة، تقـ: محمد صادق بحرالعلوم، النجف، 1381هـ/ 1962م؛ أحمدبن عیسی، الأمالي (رأب الصدع)، تدوین محمدبن المنصور المرادي، تقـ: علي بن إسماعیل الصنعاني، بیروت، 1410هـ/ 1990م؛ التنوخي، المحسن، الفرج بعد الشدة، قم، منشورات الرضي؛ الجنداري، أحمد، «تراجم الرجال»، في مقدمة الجزء الأول من شرح الأزهار، صنعاء، 1341هـ؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأنؤوط و صالح السمر، بیروت، 1404هـ/ 1984م؛ م ن، میزان الاعتدال، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1382هـ/ 1963م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1401هـ/ 1981م؛ الطبري، تاریخ؛ فخرالدین الرازي، الشجرة المبارکة، تقـ: مهدي الرجائي، قم، 1409هـ؛ القاضي النعمان، شرح الأخبار، تقـ: محمد حسین الجلالي، قم، 1412هـ؛ المحلي، حمید، الحدائق الوردیة، تقـ: یوسف بن محمد المؤید الحسني، دمشق، 1405هـ/ 1985م؛ المؤیدي، مجدالدین، لوامع الأنوار، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، 1379هـ/ 1960م؛ و أیضاً:

GAS; Madelung, W., Der Imam al-Qāsim ibn Ibrāhim, Berlin, 1965.

حسن أنصاري/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: