الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أحمد بن طولون /

فهرس الموضوعات

أحمد بن طولون

أحمد بن طولون

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/13 ۲۰:۱۷:۱۶ تاریخ تألیف المقالة

أَحْمَدُبنُ طولون، أبوالعباس (220- 20 ذوالقعدة 270هـ/ 835–20 أیار 884م)، مؤسس الأسرة الطولونیة في مصر. کان والده طولون من أتراک طغزغز، أو طغرعر و من غلمان نوح‌بن أسد الساماني، و قد بعثه الأمیر الساماني إلی المأمون کجزء من الخراج (البلوي، 33؛ ابن‌الجوزي، 5/ 71؛ ابن خلدون، 4(3)/ 637). نشأ طولون في بغداد و سامراء، و بعد أن أبدی الکفاءة و اللیاقة، عین قائداً لحرس الخلیفة، و لقب بأمیر السر. کان یتولی مناصب سامیة في جهاز الخلافة في عهد المأمون و المعتصم و حتی المتوکل (ابن تغري بردي، 3/ 1؛ زیود، 17).

ولد أحمد في سامراء (ابن خلکان، 1/ 174؛ قا: ابن کثیر، 11/ 45، الذي عد تاریخ ولادته في 214 هـ ببغداد). اعتبره البعض ابن بلنج الترکي، و قالوا: إن أمه کانت جاریة اسمها قاسم، أوناسم، أوهاشم، و کان أحمد ینسب نفسه إلی طولون (ابن خلکان، ابن خلدون، ن صص؛ ابن تغري بردي، 3/ 1-2؛ قا: البلوي، ن ص). ذهب أحمد من العراق إلی طرسوس، و انشغل بدراسة العلوم الدینیة (م ن، 35) و عندما توفي والده، أوکل المتوکل أعماله إلی أحمد (ابن تغري بردي، 3/ 4)، و کان الخلیفة المستعین یحیطه بالرعایة أیضاً (ظ: البلوي، 37–38؛ ابن‌الجوزي 5/ 71–72؛ کوربه، 529)، بحیث إنه عندما اعتزل الخلافة في 3 محرم 252، کلف ابن طولون بطلب منه بمصاحبته و الاعتناء به. و عندما أصدر المعتز الأمر بقتل المستعین، امتنع أحمد من المشارکة في تنفیذ هذا الأمر (البلوي، 39–40؛ ابن‌الجوزي، ن ص).

عین حاکم مصر بایکباک ابنَ طولون في رمضان 254 نائباً له في تلک الدیار، وفي 23 رمضان من نفس السنة (زیود، 20) دخل الفسطاط، مقر حکومته (الیعقوبي، 2/ 503؛ الطبري، 9/ 381). کان أحمد یعتمد علی الأتراک بشکل خاص (ابن تغري بردي، ن ص) و کان أول من جاء بالممالیک الأتراک إلی مصر. و قد کان معظم جند مصر قبل ذلک من السودان (القلقشندي، 1/ 247). و عندما ذهب أحمد إلی مصر، کان ابن‌المدبر، مستوفي الخراج و عامله فیها. و قد کان رجلاً محنکاً و محتالاً، و مستبداً، في سلوکه، و قد جاء ببعض البدع في مصر، تحولت إلی سنّة لفترة طویلة (البلوي، 43؛ ابن الأثیر، 7/ 187؛ المقریزي، 1/ 314)، لذلک أثار سخط أهل مصر و حنقهم (EI2). و قد حد أحمد من نفوذ ابن المدبر و سجنه (254هـ) بعد أن استقر في جهاز الحکم بدعم من بایکباک الذي کان یتمتع بالنفوذ لدی الخلیفة، و قد خلف محمد بن هلال ابن المدبر من جانب الخلیفة المعتز (الیعقوبي، 2/ 503–504؛ ابن الأثیر، ن ص). و عندما المهتدي الخلافة أمر بأن یستعید ابن المدبر منصبه السابق، ولکن ابن طولون لم ینفذ هذا الأمر بدعم من بایکباک، إلا أنه اضطر في عهد المعتمد و بعد إصرار هذا الخلیفة إلی أن یخرج ابن المدبر من السجن في ذي‌العقده 256، و یعیّنه مستوفیاً و عاملاً علی خراج مصر ثم الشام (الیعقوبي، 2/ 505–509). وفي هذه الفترة استولی عیسی بن الشیخ عامل فلسطین و الأردن علی دمشق، و قطع إرسال الخراج إلی بغداد. و کلف ابن طولون بالتصدي له بأمر الخلفة، و عمل علی تعزیز الجیش و زیادة أفراده، ولکن الخلیفة ولی ماجور إمارة الشام بعد ذلک، و بعثه للتصدي لعیسی، و لذلک فقد ظل جیش ابن طولون في مکانه، و أصبح أساساً لقوته أکثر من ذي قیل، حتی خشیه ماجور، و حرض الخلیفة علی استدعاء ابن طولون إلی بغداد. ولکن ابن طولون أثنی الخلیفة عن رأیه لیبقی في مصر بفضل إصرار یا رجوخ والد زوجته الذي کان له نفوذ لدی الخلیفة، و إرسال الهدایا و الأموال إلی بغداد (البلوي، 50–52، 56–57؛ الکندي، 214–215؛ الیعقوبي، 2/ 505؛ ابن خلدون، 4(3)/ 639).

لم‌‌یکن بایکباک قد ولی ابن طولون في البدء سوی النیابة عنه في مرکز مصر عدا الإسکندریة و ضواحیها (البلوي، 42؛ ابن الأثیر، 7/ 187).

و بعد مقتل بایکباک أوکل الخلیفة المعتمد في 257هـ/ 871م حکومة مصر و توابعها إلی یا رجوخ (البلوي 45؛ الخضري، 311؛ ابن الأثیر، 7/ 187، 249) و أوکل یارجوخ بدوره بموافقة المعتمد نیابة حکم جمیع أرجاء مصر و منها الإسکندیة و الصعید و برقة و المناطق الحدودیة إلی أحمد، وولاه أیضاً مسؤولیة الخراج (البلوي، 46–47؛ الیعقوبي، 2/ 508؛ ابن خلدون، 4(3)/ 638–639). توفي یارجوخ بعد فترة قصیرة في 258هـ، و استقل أحمدبن طولون بحکم مصر (ابن الأثیر، 7/ 257). و قد انشغل لعدة سنوات بعد ذلک بتثبیت سلطته و قمع المعارضین. وفي 259 هـ هزم مرة أخری أبراهیم، المعروف بابن الصوفي الذي کان قد ثار قبل ذلک و مني بالهزیمة (البلوي، 62–66؛ الکندي، 213–214؛ ابن‌الأثیر، 7/ 238–239، 263–264). وفي 260 هـ قمع أیضاً رجلاً یکنّی أبا روح و اسمه سکن، کان قد تمرد في مصر (م ن، 7/ 273).

وفي 261هـ/ 875م ثار أهالي برقة علی ابن طولون (البلوي، 70). و قد بعث جیشاً بقیادة غلامه لؤلؤ إلی هناک. و استطاع لؤلؤ أن یؤدبهم و یهدئهم (ابن الأثیر، 7/ 283). وفي تلک الأثناء کانت الاضطرابات السیاسیة و الفتن الداخلیة في الرقعة الشرقیة من الخلافة – مثل ثورة الزنج – قد شلت بشکل عملي الأوضاع التجاربة و الاقتصادیة في العراق، و قد اضطر الموفق أخو الخلیفة المعتمد إلی طلب المساعدة المالیة في رسالة بعثها إلی ابن طولون الذي کان یبعث أموال بیت‌المال في مصر و وارداته دون علم الموفق بواسطة ماجور إلی الخلیفة، و ذلک لمواجهة هذه الثورة، و حل المشاکل المالیة (البلوي، 79–80؛ ابن خلدون ، 4(3)/ 641؛ حسن، 14)؛ فبعث ابن طولون أموالاً إلیه، ولکن الموفق لم یرها کافیة، فهدده بالعزل. فبعث إلیه ابن طولون جواباً شدید اللهجة (ظ: البلوي، 81–85؛ ابن الأثیر، 7/ 305)؛ فأرسل الموفق جیشاً جراراً إلی الرقة لقمعه بقیادة موسی بن بغا. فتخندق ابن طولون في المدینة، و عمل تحصینها. وبقي موسی 10 أشهر في الرقة، و عاد أخیراً إلی العراق دون أن یحقق نتیجة بسبب السخط و التمرد اللذین کانا قد ظهرا بین جنده (ن ص؛ الکندي، ن ص؛ البلوي، 85–87).

و تذرع ابن طولون بعد ذلک بالدفاع عن حدود آسیا الصغری أمام الروم، فاتجه إلی الشام (ابن خلدون، 4(3)/ 642–643). و قبل بلوغه الشام توفي حاکمها ماجور في شعبان 264 (المسعودي، مروج...، 4/ 123؛ ابن خلدون ن ص). فامتثل ابنه علي لطاعة ابن طولون، و تولی إعداد ما یحتاج إلیه الجیش (البلوي، 91–92؛ الکندي، 219). ثم دخل أحمد دمشق (المسعودي، ن ص؛ الغزي، 3/ 36)، و بذلک کان أول من ضم حکومة الشام إلی رقعة حکم مصر في العصر الإسلامي (القلقشندي، 1/ 251).

توجه ابن طولون بعد مصادرة جمیع أموال ماجور و خزائنه إلی حمص و منها إلی أنطاکیة و حاصرها، وفي محرم 265 فتحها بمساعدة و إرشاد عدد من سکان المدینة (الطبري، 9/ 543؛ المسعودي، ن م، 4/ 123–124؛ الکندي، 220؛ أیضاً ظ: البلوي، 93–95).

وفي ربیع‌الأول 265 بلغه أن ابنه العباس الذي کان یحکم في مصر بالنیابة عن أبیه، قد جمع بتحریض مجموعة من الحاشیة قسماً من الخزائن و الأموال و السلاح، و ذهب إلی برقة. و عاد أحمد إلی مصر، و بعث جیشاً للقضاء علیه، و هزم العباس، و قام أحمدبن طولون بتعذیب عدد ممن اشترکوا في هذه المؤامرة علی ید العباس نفسه و قتلهم، کما جلد ابنه بیدیه، و حبسه في بیته حتی توفي في 268 هـ (ظ: م ن، 244–248، 266–271؛ ابن الأثیر، 7/ 324–325؛ عمّون، 99).

وفي 268هـ/ 882م ثار لؤلؤ، قائد جیش ابن طولون (الطبري، 9/ 611؛ ابن الأثیر، 7/ 372)، و سک في رفیقة (في ضاحیة الرقة) النقود باسمه (لین پول، I/ 68، ها1). و قد کان یتولی من جانب ابن طولون إمارة حمص و حلب و قنسرین و دیار مُضر، فانضم في 269 هـ إلی الموفق بشروط بعد أن تراسل معه (الطبري، 9/ 614؛ ابن الأثیر، 7/ 393؛ أیضاً ظ: البلوي، 276، 301–302).

وفي هذه الأثناء، کان الخلیفة المعتمد – الذي لم‌یکن یمتلک من الخلافة سوی الاسم – فیها مغلوباً علیه من قبل الموفق، بعث مستغلاً غیاب الموفق الذي کان منشغلاً بمحاریة الزنج رسالة إلی ابن طولون، و اشتکی فیها من سلوک الموفق و نفوذه. و دعا ابن طولون الخلیفة إلیه لتحقیق نیته في تکریس قوة الخلافة و نفوذها في مصر، و وعده بمساعدته، وفي جمادی الأولی 269 توجه المعتمد إلی ابن طولون متظاهراً بالصید، فبعث إلیه جیشاً لاستقباله. و عندما وصل المعتمد إلی منطقة إسحاق بن کنداجیق عالم الموصل و الجزیرة، اعتقل إسحاق کبار رجاله و مرافقیه بأمر الموفق، و سلب منهم أموالهم و مراکبهم، و بعد التفاوض مع المعتمد أعاده إلی سامراء (الطبري، 9/ 620–621؛ ابن الأثیر، 7/ 394–395). و بعد ذلک أوکل المعتمد بإصرار من الموفق – الذي کان یلعنه علی منابر رقعة حکم ابن طولون – إلی إسحاق بن کنداجیق حکم مصر، و جمیع رقعة حکم ابن طولون حتی أقصی مناطق إفریقیة، کما ولاه قیادة الحرس الخاص، و أمر بأن یلعن ابن طولون علی المنابر (الطبري، 9/ 627؛ الکندي، 226، 229؛ ابن الأثیر، 7/ 397).

توفي ابن طولون في أنطاکیة بعد بضعة أشهر من هذه الحادثة، و دفن فیها (م ن، 8/ 408–409؛ ابن خلکان، 1/ 174).

اعتبر ابن طولون من جملة حفاظ القرآن، وعد رجلاً جواداً و شجاعاً و متواضعاً، یدافع عن الضعفاء و المساکین (البلوي، 184، 197؛ ابن خلکان، 1/ 173؛ الذهبي، 13/ 94–95)، ولکنه کان قاسیاً مع الأعداء سفا کاًلدمائهم (ابن إیاس، 1(1)/ 168)، و قد نظم بعض الشعراء أشعاراً في مدحه و هجائه (الکندي، 227–232). کما کان یبذل قصاری جهده في إعمار و إنشاء المؤسسات ذات النفع العام في رقعة حکمه؛ و منها ترمیم منازة الإسکندریة، و إنشاء مدینة قطائع و قلعة یافا في الفسطاط و فلسطین (المسعودي، التنبیه...، 42–43؛ البلوي، 53–55، 184؛ ابن ألأثیر، 7/ 409؛ ابن إیاس، 1(1)/ 162)، و بناء الجامع المعروف بابن طولون و جامع التنّور (عمّون، 101؛ البلوي، 56). و أشهر آثاره مستشفی أمر ببنائه في 259هـ. و یری البعض أنه کان أول مستشفی أنشئ في مصر، و عرف فیما بعد بمستشفی العتیق، أو الأعلی، و یشتمل هذا المستشفی الذي بني إلی جوار جامع ابن طولون علی سوق، و أجنحة مختلفة لاستقبال المرضی و علاجهم، و صیدلیة، وصالة للطعام، و حمام للنساء، و آخر للرجال (من ن، 180؛ أیضاً ظ: ابن إیاس، ن ص؛ ابن حبیب، 1/ 298–299). و من أعماله الأخری حفر آبار المیاه و منهابئر عفصة (ن ص؛ عمّون ن ص) الذي یقع بالقرب من برکة الحبش إلی الجنوب الشرقي من الفسطاط، و قد نقلت میاهه إلی المسجد بواسطة قنوات جوفیة (کوربه، 531؛ أیضاً ظ ن د، ابن طولون، جامع).

 

المصادر

ابن‌الأثیر، الکامل؛ ابن إیاس، محمد، بدائع الزهور، تقـ: محمد مصطفی، القاهرة، 1402هـ/ 1982م؛ ابن تغري بردي، ابن‌ الجوزي، عبدالرحمان، المنتظم، حیدرآباد الدکن، 1357هـ؛ ابن حبیب، الحسن، تذکرة النبیه، تقـ: محمد محمدأمین، القاهرة، 1976م؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن کثیر، البدایة؛ البلوي، عبدالله، سیرة أحمدبن طولون، تقـ: محمد کردعلي، دمشق، 1358هـ؛ حسن، حسن إبراهیم، تاریخ الإسلام، القاهرة، 1965م؛ الخضري، محمد، محاضرات تاریخ الأمم الإسلامیة، بیروت، دارالمعرفة؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و علي أبو زید، بیروت، 1405هـ؛ زیود، محمد أحمد، العلاقات بین الشام و مصر، دمشق، 1409هـ/ 1989م؛ الطبري، تاریخ؛ عمّون، إسکندر، تاریخ مصر، القاهرة، 1341هـ/ 1923م؛ الغزي، کامل، نهر الذهب في تاریخ حلب، 1345هـ؛ القلقشندي، أحمد، مآثر الأنافة، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، بیروت، عالم الکتب؛ الکندي، محمد، الولاة و القضاة، تقـ: رفن کست، بیروت، 1908م؛ المسعودي، علي، التنبیه و الإشراف، تقـ: عبدالله إسماعیل الصاوي، القاهرة، 1357هـ؛ م ن، مروج الذهب، بیروت، 1385هـ؛ المقریزي، أحمد، الخطط، بیروت، 1911م؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، 1379هـ/ 1960م؛ و أیضاً:

Corbet, E. K., «The Life and Works of Aħmad ibn Tülün», JRAS, 1891; EI2, Lane-Poole, S., A History of Egypt, Karachi, 1977.

أبوالحسن دیانت/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: