الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / أحمد البدوي /

فهرس الموضوعات

أحمد البدوي

أحمد البدوي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/27 ۰۷:۵۹:۳۹ تاریخ تألیف المقالة

أَحْمَدُ الْبَدَويّ، أبو الفتیان أحمد بن علي  (596–675هـ/1200–1276 م)، من المتصوفة البارزین و ذوي النفوذ في مصر، و مؤسس الطریقة البدویة. ذکر أن نسبه المقدسي (ابن تغري بردي، 7/253)، والقدسي (السیوطي، 1/522)، و القرشي أیضاً (ابن إیاس، 1 (1)/335).
ولد أحمد في فاس، و أمضی طفولته فیها (اشعراني، 1/183؛ ابن‌العماد، 5/345). کانت و الدته فاطمة (ظ: ابن إیاس، ن ص) من برابرة شمال أفریقیة (عاشور، 44)، و یعتبره الشعراني شریفاً، أي من سلالة النبي (ص) (ن ص)، فالشبلنجي یرتفع بنسبه إلی الإمام علي (ع) عن طریق الإمام الثامن (ع) للشیعة (ص 261).
أصله من قبیلة بني بِرّي من قبائل عرب الشام، ولکن والده أقام في المغرب (ابن الملقّن، 422؛ ابن العماد، ن ص). و لیس صحیحاً ماقیل من أن أجداده‌ هاجروا إلی فاس في عهد الحجاج، و قتل الشرفاء في ذلک العصر (الشعراني، ن ص). ویبدو أن أسرة أحمد هاجرت إلی فاس في 535 هـ، حیث ذکر ذلک أخوه الأکبر حسن (عاشور، 42–43، نقلاً عن الجواهر السنیة لعبد الصمد بن عبدالله المصري). کما نسب ابن العماد الحنبلي الهجرة إلی فاس لأبي أحمد (ن ص).
قیل: إن أحمد کان في السابعة عندما توجه أبوه مع أسرته إلی مکة، و أقام فیها (السیوطي، الشعراني، الشبلنجي، ن صص). و من المحتمل أن انتقال عائلة السید أحمد إلی مکة لم یکن لأداء فریضة الحج، بل هروباً من اضطهاد المالکیة في المغرب آنذاک (عصر الموحدین) (عاشور، 46). و استناداً إلی الشعراني، فقد  استغرق سفر هم إلی مکة 4 سنوات، و کانوا طیلة هذه الفترة یعیشون بین قبائل العرب المختلفة التي کانت مستقرة في طریقهم (ن ص).
کان أحمد یمیل إلی الزهد منذ طفولته، حتی إنه وقف شبابه للعبادة و أداء الفرائض الدینیة إلی درجة بحیث إنه لم یتزوج (السیوطي، ابن أیاس، ن صص). کان حافظاً للقرآن، و یدرس الفقه الشافعي رغم أنه کان مالکي المذهب، ولکن ولهه الجارف منعه أخیراً من کسب العلوم الظاهریة، فاعتزل الناس إثر ذلک؛ فکان لا یتکلم إلا قلیلاً، و إن تکلم فبالإیماء و الإشارة، و کان یذهب غالباً إلی غار بالقرب من مکة، ینشغل فیه بالعبادة و الریاضة و التفکر و التأمل (السیوطي، الشعراني، ن صص؛ عاشور، 54، 57). کان أحمد معروفاً بین أهل مکة قبل تغیر أحواله بالشجاعة و الجرأة في الفروسیة، ولذلک کان یلقب بالغضبان و العطّاب (ابن العماد، الشبلنجي، ن صص؛ عاشور، 54). و قد کان یلقي علی وجهه دائماً لثامین في الشتاء و الصیف، و لذلک فقد عرف بأبي اللثامین أیضاً (ابن تغري بردي، 7/253؛ السیوطي، ن ص)، و لأن ذلک کان من عادات البدوبین في شمال أفریقیة، فقد أطلق علیه لقب «البدوي» (السیوطي، ابن أیاس، الشعراني، ن صص).
و في 633 هـ توجه مع أخیه حسن إلی بغداد (السیوطي، الشعراني، الشبلنجي، ن صص)، و زار في العراق مراقد العارفین الکبار مثل الحسین بن منصور الحلاج، و عبدالقادر الجیلاني، و أحمد الرفاعي، وعدي بن مسافر (شیخ الطریقة العدویة)، و قیل: إن عبدالقادر و أحمد الرفاعي ظهرا له، ودعوه إلی قبول ولا یتهما، ولکنه لم یرتضیهما شیخین و مرشدین له (الشعراني، ابن العماد، ن صص). کما زار مراقد أئمة الشیعة، الإمام موسی الکاظم و الإمام مجمد الجواد (ع) (عاشور، 60). و قد کان لهذا السفر تأثیر کبیر في تکوین شخصیته، و أسلوبه و منهجه في المستقبل (م ن، 75–76). ویبدو أن ماقیل من أنه لم یقبل أحمد الرفاعي مرشداً له لیس صحیحاً، فقد قیل: إنه کان ینزع إلی الطریقة الرفاعیة، ویبدو أنه کان قد تعرف علی تعلیمات هذه الطریقة في البطائح بالعراق. کان السید أحمد متبعاً للشیخ بري الذي کان هو بدوره یعتبر من مریدي الشیخ أبي نعیم (من مشایخ العراق و من أصحاب أحمد بن علي الرفاعي) (ابن الملقّن، 422–423؛ أیضاً ظ: تریمینغهام، 45).
سافر الشیخ أحمد إلی مصر في 634 هـ و أقام في طندتا (= طنطا، علی بعد 90 کم شمال  القاهرة) (السیوطي، 1/522؛ ابن أیاس، 1 (1)/336؛ الشعراني، 1/184). قیل: إن الملک الظاهر بیبرس سارع إلی استقباله عند دخوله (ن ص). و کان یعیش في طنطا علی سطح الدار التي کان قد سکنها عند دخوله، ولذلک عرف بـ «السطوحي»، و کان آنذاک منشغلاً دوماً بالعبادة لمدة 12 سنة، ویمارس الریاضات الشاقة تحت الشمس المحرقة، ولم یکن یخلد إلی النوم حتی تضررت عیناه بشدة بسبب الحرارة (ابن الملقّن، السیوطي، ابن أیاس، الشعراني، ن صص)، و کان یصرخ بشکل متواصل کلما استولت علیه حالة الوله (السیوطي، ن ص؛ ابن العماد، 5/346). و کان مریدوه یلتقون به علی سطح منزله، و کان الشیخ یتصل بلآخرین عن طریق أحد مریدیه و یدعی عبدالعال؛ و لذلک عرف مریدوه بأصحاب السطح، أو السطوحیین (الشعراني، ن ص). توفي في طنطا، و دفن فیها (السیوطي، ن ص؛ الشعراني، 1/185).
و رغم أن العلماء و الفقهاء کانوا عادة یقبحونو یعارضون أحمد البدوي بسبب أعماله و سلوکه الغریب (عاشور، 128–129؛ تریمینغهام، 79)، إلا أن عامة الناس کانوا یعتقدون به ویکنون الولاءله، و تدل القصص التي اختلقوها حول مکاشفاته و شهوده و کراماته (ظ: السیوطي، ابن إیاس، الشعراني، ن صص؛ عاشور، 61–62، 155–156)، علی معتقدات الناس حوله و إیمانهم به. و قد استمرت هذه المعتقدات حتی بعد وفاته،د حتی إن االمعقدین به کانوا یزورون قبره قبل التوجه إلی الحج، و کانت تقام مراسم خاصة بمشارکة عدد کبیر من أتباع طریقته في ذکری ولادته، و کانوا یفدون من مناطق مختلفة إلی طنطا للمشارکة في هذه المراسم (ظ: السخاوي، 176؛ اشعراني، 1/186–187؛ ابن العماد، 5/347؛ عاشور، 258–259).
و قد أدی الاهتمام الخاص به لدی طبقات الناس المختلفة في زمان حیاته و بعد موته إلی أن تنتشر طریقته في مصر و البلاد الإسلامیة الأخری باسم البدویة، أو الأحمدیة، و أن ینقسم أتباعه إلی طرق فرعیة أخری (ظ: ن د، البدویة).
و بعد موته، بنی تلمیذه عبدالعال زاویة بجوار قبره تم تجدید بنائها في 901 هـ علی ید الأشرف قایتباي (ابن أیاس، 3/330). و في القرن 12 هـ حولها علي بک الکبیر إلی مسجد کبیر، و شیدت حوله أبنیة و منشآت أخری لاستقبال الزائرین، و أخیراً تحول مرقده في القرن الماضي إلی واحد من المزارات الکبری (عاشور، 244–247، 251–252).
و رغم أن أسلوب حیاة أحمد البدوي لم یکن بشکل بحیث یکون متلائماً مع تصنیف الآثار و تألیفها، إلا أن هناک عدداً من الآثار في موضوعات دینیة و عرفانیة نسبت إلیه:
1. الحزب، و هو دعاء قصیر بحوالي 10 أسطر (GAL,I/586؛ عاشور، 121، 199–200). 2. الصلوات، و قد شرحه الشیخ عبدالرحمان ابن مصطفی الشافعي، المشهور بعیدروس في رسالة بعنوان فتح‌الرحمان بشرح صلوات أبي الفتیان، و توجد مخطوطة منه في دار الکتب بالقاهرة (الخدیویة، 7/88). 3. بیان أحکام الفرائض في علم المیراث (GAL,I/587)، و هو رسالة تضم حوالي 20 صفحة، توجد مخطوطة منه في جامعة برینستون (حتي، 556). 4. الأدعیة، و یضم عدداً من الأدعیة القصیرة تحفظ ضمن مجموعة خطیة في مکتبة جامعة برینستون (م ن، 587).
و نسبت إلیه المصادرالمتأخرة عدة مؤلفات مثل الوصایا (کحالة، 1/314)؛ و الإخبار في حل ألفاظ غایة الاختصار (ن ص)؛ و نسب القطب النبوي و الشریف العلوي (البغدادي، 2/644)، ویبدو أنه کان علی الأرجح کتاباً عن أسرة أحمد، ولیس مؤلَّفاً له.

المصادر

ابن إیاس، محمد، بدائع الزهور، تقـ: محمد مصطفی، القاهرة، 1402 هـ/1982 م؛ ابن تفري بردي، یوسف، النجوم، القاهرة، 1357هـ/1938م؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351 هـ؛ ابن الملقّن، عمر، طبقات الأولیاء، تقـ: نور الدین شریبة، بیروت، 1406 هـ/1986 م؛ البغدادي، إیضاح؛ الخدیویة؛ الفهرست؛ السخاوي، محمد، التبر المسبوک، القاهرة، مکتبة الکلیات الأزهریة؛ السیوطي، حسن، المحاضرة، القاهرة، 1387 هـ/1967 م؛ الشبلنجي، مؤمن، نور الأبصار، القاهرة، 1368 هـ/1948م؛ الشعراني، عبدالوهاب، الطبقات الکبری، القاهرة، 1374هـ/ 1954م؛ عاشور، سعید عبدالفتاح، السید أحمد البدوي، القاهرة، 1967م؛ کحالة، عمررضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1376هـ/1957م؛ و أیضاً:

GAL; Hitti, Ph. K. et al., Descriptive Catalog of the Garrett Collection of Arabic Manuscripts, Princeton, 1938; Trimingham, J. S., The Sufi Orders in Islam, Oxford, 1971.
مسعود جلالي مقدم/ خ.
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: