الأقرع بن حابس
cgietitle
1442/12/8 ۱۲:۴۹:۱۰
https://cgie.org.ir/ar/article/236505
1446/11/10 ۱۸:۱۸:۵۴
نشرت
8
اَلْأَقْرَعُ بْنُ حابِس، من كبار الشخصيات العربية وصحابة النبي (ص). وكان من رهط بني مجاشع من قبيلة تميم (الكلبي، 201-202). قيل إن اسمه كان فراس ولقبه الأقرع (البلاذري، أنساب ... ، 2 / 431ب؛ ابن دريد، 239) لكن استناداً إلى بعض الروايات الأخرى، فإن فراساً كان اسم أخيه (مثلاً ظ: ابن هشام، 4 / 270). وذكر في روايات أخرى أن اسم أخيه هو مَرْثَد (البلاذري، ن.ص). وربما كان أحد أسباب الخلط بينه وبين أخيه هـو أن كليهما كان يقال لهما الأقـرع (= الأقرعان) (أبوعبيـدة، أيام ... ، 1 / 556؛ قا: المبرد، 1 / 293). وذكر الطوسي أن كنيته هي أبو بحر (ص 7). وقد ورد اسم الأقرع فـي روايات العرب الملحمية المشهورة بـ «أيام العرب» (ن.ع)، بصفته زعيم قبيلة بني تميم. واستناداً إلى بعض هذه الروايات، فإن بني تميم بزعامة الأقرع هاجموا في اليوم المعروف بيوم زبالة، بني بكر بن وائل، وخلال ذلك الهجوم وقع الأقرع وأخوه أسيرين لدى قبيلة بني تيم الله، ثم أطلق سراحهما (أبو عبيدة، ن.ص، أيضاً النقائض ... ، 2 / 680-681؛ ابن رشيق، 2 / 205). وفيما بعد، افتخر الشاعر الفرزدق، الذي هو من نفس رهط الأقرع (تـ 110ه / 728م) به وبطولاته في النزاعات القبلية في عصر ما قبل الإسلام وذلك في معرض ردياته الشعرية على جرير بن عطية (تـ ح 110ه( )أبو عبيدة، ن.م، 2 / 697). كما قيل إنه في «يوم الكُلاب»، أحد أيام العرب كان قائداً لبني حنظلة (ابن حبيب، 247). لكن لدى المقارنة برواية أخرى، يبدو أن تم الخلط بينه وبين جده سفيان بن مجاشع (أبو عبيدة، أيام، 1 / 51-52). وفيما يتعلق بحياته في العصر الجاهلي، ذُكر أيضاً أنه كان حكم العرب في سوق عكاظ، وهو الذي حذر الناس من القمار لأول مرة (م.ن، النقائض، 2 / 700؛ الجاحظ، 119؛ أيضاً ظ: علي، 5 / 637). وقيل إن الأقرع بن حابس هو من بين التميميين الذين كانوا مجوساً قبل الإسلام (ظ: ابن قتيبة، 621؛ ابن رسته، 217؛ لمزيد من التفصيل، ظ: أمين، 107- 108). عقـب ظهور الإسلام، وفي 8ه / 629م وعندما كان النبـي (ص) في طريقه إلى فتح مكة، انضم الأقرع إليه ودخل مكة بصحبته (الواقـدي، 2 / 803-804). وفي غـزوة حنيـن أيضاً، كان برفقـة النبي (ص) (ابن هشام، ن.ص). وبعد انتهاء الحرب، منحه الرسول (ص) نصيباً في عداد «المؤلفة قلوبهم» (الواقدي، 3 / 946). وفي سنة 9ه ، امتنع فريق من بني تميم عن دفع الجزية، فأرسل النبي (ص) أشخاصاً إليهم، فأسروا عدداً منهم؛ فذهب الأقرع بن حابس على رأس وفد من بني تميم إلى النبي (ص) لإطلاق سراحهم. وأدى سلوكهم وكلامهم غير اللائق إلى نزول الآيات 2-5 من سورة الحجرات (49). وفي ذلك اللقاء، انبرى بنـو تميـم ــ الذين لم يكونوا قد أسلموا بعد ــ إلى التفاخر القبلي وتم الرد عليهم بأمر من النبي (ص)، واعترف الأقرع بتفوق المسلمين (الواقدي، 3 / 975؛ ابن هشام، 4 / 212؛ ابن سعد، 2 / 160-161)، واستناداً إلى رواية، فإنه أسلم خلال تلك الواقعة (أبونعيم، 2 / 412). وفي 11ه / 632م، ولما أرسل النبي (ص) جباة لجمع الزكاة من القبائل، عيَّن الأقرع أيضاً على قبائل بني حنظلة (الكلاعي، 10، نقلاً عن أبي إسحاق)؛ لكن عقب وفاة النبي (ص)، كان الأقرع من بين زعماء القبائل الذين رفعوا راية العصيان وامتنعوا عن دفع الزكاة لأبي بكر (ن.ص). واستناداً إلى رواية أخرى، يبدو أن الأقرع وشخصاً، أو شخصين آخرين ذهبا إلى أبي بكر بادئ الأمر وطلبـوا نصيباً أكبر مـن الأموال لمواجهـة قومهم، لكن الخليفـة لم يستجب لطلبهم (م.ن، 4-5).واستنـاداً إلى مجموعة الروايـات التي أوردها الطبـري بشأن الأحـداث المعروفة بـ «الردة» على عهد أبي بكر بحسب رواية سيف بن عمر التميمي والتي لايعرف إلى أي حد يمكن الركون إليها، فإن الأقرع طالب بخراج البحرين، لكن طلبه لم يُلَبّ في نهايـة المطاف (3 / 275؛ أيضاً ظ: ابن عساكـر، 3 / 75). ثم ــ ومن غير أن يرد ذكر لموضوع نهاية تمرد الأقرع وقومه وخلافه مع الخليفة ــ ورد إثر الخبر المذكور آنفاً ما يلي: إنه شارك في الحروب التي كان فيها خالد بن الوليد قائداً للجيش على عهد أبي بكر وبشكل خاص في اليمامة والحيرة (ن.صص). وفي الهجوم على الحيرة، كان في مقدمة جيش خالد (الطبري، 3 / 373-380)؛ وفي دومة الجندل أيضاً انضم إلى جيش شُرَحْبيل بن سعد (م.ن، 3 / 275؛ ابن عساكر، 3 / 69). وفي الرواية التي نقلها أبو الحسن المدائني عن المفضل الضبي ــ الراوية المشهور لأخبار وأدب العصر الجاهلي ــ فإن الأقرع بن حابس كان موافقاً للأحنف بن قيس التميمي (ن.ع) في فتوح خراسان، وأرسل من قبله لفتح الجوزجان (البلاذري، أنساب، 2 / 432 ألف، فتوح ... ، 406-407؛ الطبري، 4 / 312). بل ورد في بعض الروايات حديث عن تعيينه من قبل الأحنف بن قيس حاكماً للجوزجان (الجاحظ، 205). واستناداً إلى بعض الروايات الأخرى، فإنه أرسل من قبل عبد الله بن عامر على رأس جيش إلى خراسـان (البـلاذري، أنساب، ن.ص)، لكن هـذا الجيش لم يُوفـق (ابن أعثم، 2 / 340؛ الذهبي، 286؛ ابن الأثير، 1 / 109-110). وفي الحقيقة، فإن هذه الروايات هي من الاضطراب والغموض بحد لايمكن معه الوصول إلى نتيجة من حصيلتها. فمثلاً في رواية البلاذري، انتصر المسلمون بقيادة الأقرع وتمكنوا من فتح الجوزجان (ن.ص). ومن جهة أخرى يرتبط هذا الموضوع بقضية موت الأقرع، ذلك أن فتح نواحي خراسان تم على عهد عثمان (م.ن، فتوح، 403 وما بعدها). ورأى الذهبي الذي يبدو أنه لميركن إلى رواية مشاركة الأقرع في فتح الجوزجان، أن وفاته كانت في عهد عمر بن الخطاب (ص 285-286؛ أيضاً ظ: السيوطي، 147). بينما أوردت مصادر أخرى تاريخ وفاته بشكل آخر، فابن حجر العسقلاني مثلاً يورد رواية مفادها أنه قتل مع أبنائه العشرة في واقعة اليرموك، أي في عهد عمر (1 / 59)؛ لكن استناداً إلى قول البلاذري، فإن للأقرع وأخيه مرثد أعقاباً في خراسان ( أنساب، ن.ص). وقـد نُقلت عـن طريق الأقـرع بـن حابـس روايـات عـن النبي (ص)، و روى عنه أشخاص مثل أبي هريرة وأبي سلمة بن عبد الرحمان (ظ: ابن حبان، 3 / 18؛ أبونعيم، 2 / 408).
ابن الأثير، علي، أسد الغابة، القاهرة، 1280ه ؛ ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح، تق : علي شيري، بيروت، دار الأضواء؛ ابن حبان، محمد، الثقات، حيدرآباد الدكـن، 1397ه / 1977م؛ ابن حبيب، محمد، المحبَّر، تق : ليختن شتيتر، حيدر آباد الدكـن، 1361ه / 1942م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمـد، الإصابة، القاهـرة، 1328ه ؛ ابن دريد، محمد، الاشتقاق، تق : عبد السلام محمد هارون، القاهرة، 1378ه / 1958م؛ ابن رسته، أحمد، الأعلاق النفيسة، تق : دي خويه، ليدن، 1891م؛ ابن رشيق، الحسن، العمدة، تق : محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت، 1972م؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر؛ ابن عساكر، علي، تاريخ مدينة دمشق، طبعة مصـورة، دمشق، دار البشير؛ ابـن قتيبة، عبدالله، المعـارف، تق : ثروت عكاشـة، القاهرة، 1388ه / 1969م؛ ابن هشام، عبـدالملك، السيرة النبوية، تق : مصطفى السقا وآخرون، القاهرة، 1355ه / 1936م؛ أبوعبيدة، معمر، أيـام العرب، تق : عادل جاسم البياتي، بيروت، 1407ه / 1987م؛ م.ن، النقائض، تق : بيفان، ليدن، 1905م؛ أبونعيم الأصفهاني، أحمد، معرفة الصحابة، تق : محمد راضي حاج عثمان، المدينة، 1408ه ؛ أميـن، أحمد، فجـر الإسـلام، القاهـرة، 1945م؛ البـلاذري، أحمد، أنسـاب الأشراف، مخطوطة مكتبة عاشر أفندي، إستانبول، رقـم 598؛ م،ن، فتوح البلدان، تق : دي خويه، ليدن، 1866م؛ الجاحظ، عمرو، البرصان والعرجان، تق : محمد مرسي الخولي، بيـروت، 1407ه / 1987م؛ الذهبي، محمد، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشديـن)، تق : عمر عبد السلام تدمري، بيروت، دار الكتاب العربي؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، تق : محمد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة، 1953م؛ الطبري، تاريخ؛ الطوسي، محمد، رجال، النجف، 1380ه / 1961م؛ علي، جواد، تاريخ العرب قبل الإسلام، بغداد، 1970م؛ القرآن الكريم؛ الكلاعي، سليمان، تاريخ الردة، تق : خورشيد أحمـد فاروق، القاهـرة، دار الكتـاب الإسلامـي؛ الكلبـي، هشام، جمهـرة النسـب، تق : ناجي حسن، بيروت، 1407ه / 1986م؛ المبرد، محمد، الكامل، تق : محمد أحمد الدالي، بيروت، 1406ه / 1986م؛ الواقدي، محمد، المغازي، تق : مارسدن جونس، لندن، 1966م.
عبد الأمير سليم / م
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode