الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / الافلاق /

فهرس الموضوعات

الافلاق


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/3 ۱۳:۲۲:۲۲ تاریخ تألیف المقالة

اَلْإفْلاق، أو الأَفلاق، الاسم التاريخي لبلاد تقع في جنوب رومانيا بين سلسلة جبال الكربات ونهر الدانوب.

تسميتها

كانت هذه المنطقة منذ القدم تسمى تارا رومانياسكا (= بلاد الرومن) (BSE3,IV / 252;IA,IV / 178). وقد أوردت بعض المصادر التركية اسم هذه البلاد بشكل أولاح (مراد، 2 / 75). وفي اللغة الروسية يلفظ اسم هذه البلاد بشكل والاخيا، وفي الفرنسية بشكل والاشي، وفي الإنجليزية بشكل والاكيا (BSE3، ن.ص؛ أيضاً ظ: رادي، 1). ويقال إن الولاخيين، أو الوولوخيين كانوا من أوائل المجاميع التي سكنت هذه البلاد (BSE3، ن.ص). وقد ذكرت القبائل التركية في البلدان الشمالية ومنها البجناكيون (الپچنكيون) والكومان (القپچاقيون) اسم الإفلاق وسكانها بشكلي قراأولاغ وأولاغ (ظ: رشيد الدين، 1 / 483، 2 / 791؛ IA ، ن.ص). وكتب أبو الفداء هذا الاسم بشكلي الأولق والأولاق (ص 2، 63، 215). ويرى البعض أن اسم الإفلاق هو شكل محرف من ولاخ، أو أولاخ (ظ: سامي، 2 / 1005). وفي النصوص العربية ورد هذا الاسم حيناً بشكل «الفلاخ» أيضاً (ظ: الأمين، 4 / 212).

الخصائص الجغرافية

يحد الإفلاق من الشمال البُغدان (ترانسيلفانيا)، ومن الشرق دوبروجا، ومن الغرب المجر والصرب، ومن الجنوب بلغاريا. ويحتضن نهر الدانوب هذه البلاد في الجنوب وكأنه قوس. وتفصل الإفلاق الصرب عن بلغاريا ودوبروجا. وتقع منطقة الإفلاق بين خطي العرض 43° و 42´ حتى 45° و 43´ شمالاً، وبين خطي الطول 20° حتى 25°و 45´ شرقاً. وذكر أن طول الإفلاق هو 450كم وعرض القسم الأوسط منها 180كم (سامي، 2 / 1004-1005). وقد قسم نهر أولت الإفلاقَ إلى قسمين، شرقي: مونتنيا (الإفلاق الكبرى، حاضرتها مدينة بخارست) وغربي: أولتنيا (الإفلاق الصغرى، حاضرتها كرايوفا) (ن.ص؛ BSE2,VI / 557;BSE3,IV / 252 ؛ «دائـرة المعارف الجديدة ...»، II / 755,IX / 3273). كانت مساحة منطقة مونتنيا 505,52كم2، ومساحة أولتنيا 078,24كم2، والمساحة الكلية للإفلاق 583,76كم2 (ن.م، أيضاً BSE3، ن.صص؛ قا: سامي، ن.ص، الذي ذكر أنها 940,75كم2). 
والمنطقة الشمالية للإفلاق جبلية، بينما الأقسام الوسطى والجنوبية منها سهلية وخصبة. وتجتاز عدة أنهار بلاد الإفلاق. وشتاء الإفلاق قصير وربيعها طويل وبارد. وفي الماضي كانت الإفلاق تضم 18 قضاء وكل قضاء يضم عدة نواح (ن.ص). وتشكل الإفلاق مع الولايتين الكبيرتين مولدافيا (أردل) وترانسيلفانيا (البغدان)، دولة رومانيا. وكانت مدينة بخارست، عاصمة الدولة الرومانية، يوماً حاضرة الإفلاق وعاصمتها (IA، ن.ص؛ أوليا چلبي، 5 / 340). ولأن بخارست تسمى في اللغة الرومانية بوكورشتي (BSE3,IV / 163)، فقد ورد هذا الاسم في المصـادر العثمانية بأشكال «بكرش، بوقره‌ش، بوقـريش» (ظ: أوليا‌‌ چلبي، 7 / 464، 465). وبسبب التغييرات الحاصلة في التقسيمات الإدارية لرومانيا، فإن عدد سكان الإفلاق خاص بالماضي. وقد بقيت الإفلاق مدة على حالها في التقسيمات الإدارية لرومانيا، ثم انقسمت إلى عدة أقضية، لذلك لايلاحظ لها اسم في الخرائط الرومانية المتأخرة (ظ: رادي، 203-205، الخريطة؛ BSE3,XXII / 364). وفي 1948م كان عدد سكان الإفلاق 000,709,6 نسمة، وبلغ 000,800,6 نسمة في 1953م («دائرة المعارف الجديدة»، أيضاً BSE2، ن.صص).

تاريخها

كانت سهول الإفلاق الخصبة مأهولة بالسكان منذ العصر حجري القديم. وكما اتضح، فإن الداشيين كان الشعب القديمي لهذه البلاد والذي تربطه بالغت علاقة قربى. وعُدّت تراقيا منطلق هذه الشعوب (ن.م، XIII / 302). وكان هذان الشعبان يسكنان على حافات نهر إيستر (الدانوب) (سترابون، III / 213). وكان الغت أول شعب أخضعه الملك الأخميني، داريوس الأول خلال هجومه على الغرب قبل وصوله إلى الدانوب (هيرودوتس، 232). وقد شكل الداشيون والغت اتحاداً قومياً في القرن 2 ق.م. وكانت بلاد داشيا تضم مناطق ترانسيلفانيا والإفلاق الصغرى وقسماً من الإفلاق الكبرى، وسميت هذه البلاد داشيا باسم الداشيين الساكنين فيها. ونشأ الوالاخيون بوصفهم شعباً من الداشيين BSE2,VI / 557,XIII / 302,303)). 
وفي القرنين 1 قبل الميلاد و 1 للميلاد، هاجم الروم هذه المنطقـة مراراً وكان الإمبراطور الروماني، دوميتيانـوس (حك‍ 81-96م) في حالة حرب مع الداشيين خلال السنوات 85-89 م. وخلال اجتيازهم نهر الدانوب في 86 م، هاجم الداشيون قضاء موييسيا الذي كان تابعاً للروم وألحقوا الهزيمة بجيش دوميتيانوس. وبعد فترة قرر دوميتيانوس الهجوم مرة أخرى، فاجتاز نهر الدانوب، لكنه اضطر إلى التراجع. وأخيراً وفي 89 م وافق على عقد معاهدة سلام مع ملك داشيا (ن.ص؛ پاولي، VIII / 1965-1966؛ غيبون، 1 / 29؛ ديورانت، 3 / 344). بادر الإمبراطور الروماني، ترايانوس (حك‍ 96-117م) إلى محاربة الداشيين مرة أخرى في السنوات 101-102و105-106م. وكان لمنطقة داشيا أهمية إستراتيجية فائقة، وكان الاستيلاء عليها يؤدي إلى الهيمنة على الطريق الذي كان يمتد من نهر سافا إلى نهر الدانوب ومن هناك إلى بيزنطة. وكان لداشيا مناجم غنية بالذهب أيضاً. وقد أوصل ترايانوس جيشه إلى سرميزي‌غتوسا، عاصمة داشيا وأجبر المدينة على الاستسلام. وعندها أبقى ملك داشيا بوصفه عميلاً له وعاد هو إلى روما في 102م، لكن ملك داشيا أعلن الاستقلال مرة أخرى بعد مدة قليلة. وفي 105م شن ترايانوس مرة أخرى هجوماً على داشيا؛ فانتحر ملك داشيا، وأنشأ الإمبراطور الروماني معسكراً قوية في عاصمة داشيا. 
وفي 107م أصبحت داشيا إحدى البلدان التابعة للإمبراطورية الرومانية وغدت حتى 271م قلعة حصينة وأبعد المخافر الأمامية للإمبراطورية الرومانية ولاتزال آثار من قلاعها وبقية أبنيتها الدفاعية قائمة حتى اليوم (ديورانت، 3 / 481؛ پاولي، VIII / 1966-1967؛ غريمبرك، 3 / 330؛ BSE3,IV / 252؛BSE2,XIII / 303). وقد اتجه المهاجرون الروم إلى داشيا من أجل الحصول على الثروة وامتزجوا بسكان تلك البلاد. كما أن الأراضي الخصبة ومناجم الذهب كانت تستقطب المهاجرين الروم. وقد انصهر الداشيون في المهاجرين الروم وتقبلوا اللغة اللاتينية وحوّلوها إلى شكل خاص بهم (ديورانت، 3 / 482؛ غريمبرك، ن.ص). وفي 274م سقطت داشيا بأيدي القوط. وفي أوائل القرن 4م هاجم الهون هذه البلاد وظلت تحت هيمنتهم حتى القرن 5م (IA,IV / 179؛BSE2، ن.ص). ومع انقراض الهون توجه الآواريون نحو المنطقة. وفي 59ه‍ / 679م سكن البلغار سهول هذه المنطقة بعد اجتيازهم دوبروجا ونهر الدانوب. ومن بعدهم توجه السلافيون إليها (IA، ن.ص؛ رادي، 1). 
وفي 283ه‍ / 896م ظهر المجريون ومن ثم البجناك (الپچنك) والكومانيون (القپچاقيون) والترك في هذه المنطقة. واستمرت سيادة هذه المجاميع حتى 639ه‍ / 1241م وبدء الغزو المغولي (IA، أيضاً BSE3، ن.صص). وفي 640ه‍ / 1242م، شن باتو، نجل جوجي من الحكام المغول في سهل القپچاق هجوماً على الإفلاق واحتلها (رشيد الدين، 1 / 483؛ IA، ن.ص). وفي 724ه‍ / 1324م أسس نيقولا ألكسندرو دولة مستقلة في هذه البلاد؛ كما حكم من بعده ابنه بشكل مستقل، لكن أخيراً اضطر إلى الخضوع لسيادة المجريين. ثم إن البلغار هاجموا مناطق الإفلاق (أوزون چارشيلي، I / 211,212؛ «دائرة معارف الديانة...»، X / 467). وبعد فترة أصبح ميرجيا حاكماً لإفلاق وبعد اجتيازه نهر الدانوب، استولى على دوبروجا التي كانت خاضعة لاحتلال القوات العثمانية، وضم إلى أراضيه بلدان جنوب بسارابي التي كانت موطن الترك. وانبرى لمحاربة الترك وساعد الصرب في 791ه‍ / 1389م بمعركة كوسوفو (ن.ص). وبعد اطلاعه على هذه الواقعة، جهز السلطان العثماني، بايزيد يلدرم جيشاً لمحاربة ميرجيا. وقد ذكر المؤرخون تاريخ هذا الهجوم باختلاف من سنة 792 حتى 794ه‍ / 1390 حتى 1392م (سعد الدين، 1 / 130؛ لطفـي باشـا، 44؛ صولاق زاده، 55؛ أوزون ـ چارشيلي، ن.ص). لجأ ميرجيا إلى المجريين في 796ه‍ / 1394م وتولى حكومة الإفلاق مرة أخرى في 798ه‍ / 1396م. وعقب هذه الواقعة عقدت معاهدة بين حكومتي الدولة العثمانية والإفلاق، كان أمراء الإفلاق بموجبها أحراراً يتمتعون باختيار في إدارة شؤونهم الداخلية والخارجية. وبإزاء ذلك تعهدوا بدفع الخراج سنوياً إلى الدولة العثمانية. كما كان تنصيب أمراء الإفلاق يتطلب تأييد السلطان العثماني. 
وبعد وفاة يلدرم بايزيد وقيامه بعدة ثورات تقبل ميرجيا في 820ه‍‍ / 1417م سلطة الدولة العثمانية وأرسل ابنه رهينة لدى البلاط العثماني (م.ن، I / 213,214؛ «دائرة معارف الديانة»، ن.ص). وفي 822 ه‍ / 1419م ومع وفاة ميرجيا أعلن المجريون ابنه ميكائيل أميراً على الإفلاق، بينما أعلن البلاط العثماني دعمه لدان الثاني. وخلال المنافسة بين هذين الاثنين المدعين للحكم تمكن دان من الانتصار على ميكائيل وقتله؛ وقد حكم الإفلاق بدعم من الدولة العثمانية خلال السنوات 823-834ه‍ وقام بدور كبير في تولي مصطفى چلبي، نجل بايزيد يلدرم الحكم. وعقب وفاة، دان، حكم ألكسندرو آلديا، نجل ميرجيا الإفلاق 6 سنوات ومن بعده أصبح فلاد دراكول، أو دراكولا أميراً على الإفلاق في 838ه‍ / 1435م. وكان يدفع الخراج للدولة العثمانية من جهة ويعيش تحـت الانتداب المجري من جهة أخـرى (ن.ص؛ أوزون ـ چارشيلي، I / 214-215). وبعد فترة، تمرد فلاد على التبعية للدولة العثمانية وانضم إلى القوات المتحالفة ضد العثمانيين (شاو، 1 / 97). وفي أواسط القرن 15م أصبح فلاديسلاف الثاني، نجل دان أميراً على الإفلاق وتحت الانتداب العثماني (أوزون چارشيلي، II / 73).
وعلى عهد السلطان محمد الفاتح، تسلم الحكم فلاد چپش، نجل فلاد دراكول بمساعدة العثمانيين في 860ه‍ / 1456م. وقد اشتهر هذا الشخص في التاريخ بظلمه، بحيث كان يسمى فلاد الجلاد. وكان فلاد في بادئ الأمر وفياً للدولة العثمانية، لكنه عندما أدرك أن السلطان محمداً ينوي معاقبته، هاجم بقواته الجيش العثماني وعاد إلى الإفلاق ومعه 25 ألف أسير عثماني وقتل حمزة بك (حمزة باشا)، مبعوث السلطان العثماني (م.ن،II / 73,75؛ هامرپورغشتال، 1 / 561؛ أحمد راسم، 1 / 135). وفي ربيع 866 ه‍ / 1462م دخلت القوات العثمانية الحرب مع فلاد وألحقت الهزيمة بجيشه، فلجأ فلاد بادئ الأمر إلى مولدافيا ومن هناك إلى المجر، لكن الملك المجري، ماتياس كورفين الذي كان قد تصالح مع الدولة العثمانية، سجن فلاد تطبيقاً للمعاهدة بين الدولتين (أوزون چارشيلي، II / 75,77). وبعد ذلك أصبح رادول (رادو)، الشقيق الأكبر لفلاد أميراً على الإفلاق. فوافق وهو الذي كان قد تربى في البلاط العثماني على دفع الخراج للدولة العثمانية. وبعد حرب 866 ه‍ / 1462م أصبحت الإفلاق إحدى الولايات المتمتعة بالحكم الذاتي التابعة للدولة العثمانية (م.ن، II / 77). 
وفي 1003ه‍ / 1595م تحالف أمراء الإفلاق والبغدان وأردل مع إمبراطور النمسا بتشجيع الباب (م.ن، III(1) / 71). وبسبب ثقل الضرائب التي كانت الدولة العثمانية قد فرضتها على ميكائيل أمير الإفلاق، قام هذا بقتل جباة الضرائب العثمانيين ورفع راية العصيان بقتله جمعاً من أهالي يرغوغي (يركوكي). وفي تلك الفترة، توفي السلطان العثماني، مراد الثالث، فأرسل ابنه محمد الثالث (1003-1012ه‍ / 1595-1603م) الذي كان قد خلف أباه، الصدر الأعظم لديه، فرهاد باشا إلى الإفلاق. لكن هذه المهمة لم تدم طويلاً، حيث أصبح سنان باشا صدراً أعظماً بدلاً منه وكلِّف بحرب الإفلاق. فهاجمت قوات سنان باشا جيش ميكائيل واستولت على بخارست، لكنها هلكت في المستنقع لدى عودتها نتيجة الهجوم المضاد الذي شنه ميكائيل (م.ن، III(1) / 72؛ سلانيكي، 507؛ أولياچلبـي، 5 / 341-345؛ پچـوي، 2 / 152-174). فاقترح ميكائيـل ــ مستغـلاً انشغال الدولـة العثمانيـة في حربهـا مع النمسـا ــ أن يدفع ضعف مقدار الضرائب المتعارف عليها إذا ما أُسندت إليه إمارة بلاد الإفلاق والبغدان وأردل. فوافق العثمانيون مضطرين على هذا الاقتراح. وعقب هذه الواقعة، أقدم ميكائيل على حرب العثمانيين مرة أخرى، ولما لم يحقق نجاحاً في مسعاه هرب إلى أردل؛ وفي 1010ه‍ / 1601م قتل بأمر من الجنرال باستا، ممثل إمبراطور النمسا فـي أردل (أوزون چارشيلي، III(1) / 94؛ هامـر ـ پورغشتال، 3 / 1654، 1655). وبعد هذه الحادثة، بسطت الدولة العثمانية هيمنتها على الإفلاق مرة أخرى وكان أمراؤها يدفعون مبالـغ طائلة سنوياً خراجاً للبلاط العثماني (BSE2,VI / 558؛ أوزون چارشيلي،II / 430). وطوال القرن 11ه‍ / 17م كانت الإفلاق تابعة للدولة العثمانية وتدار من قبل أمراء محليين. 
في أواخر القرن 17 وابتداء القرن 18م أقيمت علاقات دبلوماسية بين الإفلاق وروسيا (جودت، 1 / 300؛ BSE3,IV / 252). وعلى عهد بطرس الكبير إمبراطور روسيا، نشبت في 1123ه‍ / 1711م حرب بين القوات الروسية والعثمانية على حافات نهر دنيستر. اقترب الجنود الروس من بلاد الإفلاق، لكن النجـاح لم يحالف الهجوم الذي شنه بطرس بسبب تفوق الجيش العثماني (BSE3، ن.ص؛ IA,IV / 186; BSE2,VI / 558). وفي 1125ه‍ / 1713م اضطرت القوات الروسية إلى مغادرة المنطقة (جودت، ن.ص). وخلال السنوات 1148-1152و1182- 1188و1201-1205ه‍ / 1735-1739و1768-1774و1787-1791م حدثت معارك بين الدولتين الروسية والعثمانية للسيطرة على الإفلاق والمناطق المحيطة بها. وقد وردت في تاريخ جودت (1 / 301-302) وضمن البحث في حرب 1182ه‍ / 1768م إشارة إلى تدمير وإحراق القرى ودخول القوات الروسية إلى الإفلاق (أيضاً ظ: BSE2، ن.ص). وفي حروب 1244-1245ه‍ / 1828-1829م دخل الجنود الروس بلاد الإفلاق. وانتهت هذه المعارك أخيراً بمعاهدة صلح أدرنة (أدريانوپل) في 15 ربيع الأول 1245ه‍ / 14 أيلول 1829م بين روسيا والدولة العثمانية. وبموجب هذه المعاهدة عُدّ نهر پروت حداً فاصلاً بين الدولتين، لكن ولايتي الإفلاق والبغدان وضعتا تحت الانتداب الروسي ولم يبق من سلطة السلطان العثماني على هذه المناطق، سوى الاسم (هامرپورغشتال، 5 / 3677، 3678؛ BSE3، ن.ص). وقبل هذه المعركة بسنتين، كان قد وُقع بين الحكومتين الروسية والعثمانية على اتفاق تُمنح الإفلاق بموجبه صلاحيات لإدارة شؤونها الداخلية، لكن الإفلاق أصبحت بموجب معاهدة صلح أدرنة ولاية تتمتع بحكم ذاتي. 
وفي1247ه‍ / 1831م تمت المصادقة على أول دستور في الإفلاق. وفي 1263ه‍ / 1847م رفعت القيود الجمركية بين الإفلاق والبغدان (BSE3، أيضاً BSE2، ن.صص). وفي 1272ه‍ / 1856م طالبت الدول الأوروبية في مؤتمر باريس بالتزام دولي من قبل الحكومة العثمانية كانت ثمرته مبدأ تساوي حقوق المسلمين وغير المسلمين. ومع هذا واصلت الدول الأوروبية تدخلها في شؤون الدولة العثمانية وهو ما أدى إلى الثورة في الولايات التي يسكنها السلافيون والتابعة للإمبراطورية العثمانية وانفصال الإفلاق والبغدان وصربيا عن الإمبراطورية العثمانية (هامرپورغشتال، 5 / 3693، ها30). وفي 1275ه‍ / 1859م اتحدت الإفلاق والبغدان في دولة واحدة واختير ألكسندرولونكوزا حاكماً لهذين البلدين المتحدين؛ وسمي هذان البلدان المتحدان في 1861م باسم رومانيا (BSE2;IA,IV / 188، ن.ص).

اقتصادها

يمكن للإفلاق أن تسمى أكثر المناطق الاقتصادية تطوراً في بلاد رومانيا، حيث يقع فيها ما يقارب ثلث المؤسسات الصناعية في البلاد؛ و ينشط فيها حوالي 50٪ من القوى العاملة في رومانيا؛ وتقع فيها أهم المراكز النفطية في البلاد؛ وفيها ما يزيد على 40٪ من الأراضي المزروعة في رومانيا. وتعود لها موانئ تورنو ـ سورين، وجورجو، وبرائيلا الواقعة على شاطئ نهر الدانوب. وتوجد فيها المؤسسات والمصانع الرئيسة لنشر الخشب والمواد الغذائية والنسيج ودباغة الجلود. وأهم محاصيل الإفلاق الزراعية: الذرة، القمح، الشعير، اللوبياء، الحمص، الصوجة، البنجر السكري والتبغ. كما يزرع الرز في المزارع الواقعة على حافات نهر الدانوب. وتمتاز زراعة الكروم وتربية الماشية وإعداد منتوجات الألبان بتطور ملحوظ، ويشكل إنتاجها جزءاً من صادرات رومانيا. وتعبر من الإفلاق خطوط السكك الحديدية الرئيسة في رومانيا. ولنهر الدانوب دور كبير في عمليات النقل المائي في هذه المنطقة (BSE2,VI / 557,558). 
وقد قدم أولياچلبي معلومات في وصف مناطق الإفلاق وقلاعها وعاصمتها مما هو جدير بإنعام النظر، وأورد موضوعات عن چرناس وقلعة سوه‌رين القديمة وبناء واروش (واروشان) وقرية دلي أورمان (7 / 457-465).

المصادر

أبو الفداء، تقويم البلدان، تق‍ : رينو ودوسلان، باريس، 1840م؛ أحمد راسم، عثمانلي تاريخي، إستانبول، 1326-1328ه‍ ؛ الأمين، حسن، الموسوعة الإسلامية، بيروت، 1399ه‍ / 1979م؛ أولياچلبي، محمد، سياحت نامه، إستانبول، ج5، 1315ه‍ ، ج7، 1928م؛ پچوي، إبراهيم، تاريخ، إستانبول، 1980م؛ جودت، أحمد، تاريخ، إستانبول، 1309ه‍ ؛ ديورانت، ول، تاريخ تمدن، قيصر ومسيح، تج‍ : حميد عنايـت وآخـرون، طهران، 1366ش؛ رشيـد الديـن فضل الله، جامـع التواريـخ، تق‍ : بهمن كريمي، طهران، 1338ش؛ سامي، شمس الدين، قاموس الأعلام، إستانبول، 1306ه‍ / 1889م؛ سعد الدين، محمد، تاج التواريخ، إستانبول، 1279ه‍ ؛ شاو، س. ج.، تاريخ إمپراتوري عثماني وتركيۀ جديد، تج‍ : محمود رمضان زاده، مشهد، 1370ش؛ صولاق زاده، محمد، تاريخ، إستانبول، 1297ه‍ / 1880م؛ غريمبرك، كارل، تاريخ بزرگ جهان، تج‍ : ضياء الدين دهشيري، طهران، 1369ش؛ غيبون، إدوارد، انحطاط وسقوط إمپراتوري روم، تلخيص د.م. لو، تج‍ : فرنگيس شادمان (نمازي)، طهران، 1370ش؛ لطفي باشا، تواريخ آل عثمان، إستانبول، 1341ه‍ ؛ مراد، محمد، تاريخ أبوالفاروق، تق‍ : طه زاده عمر فاروق، إستانبول، 1328ه‍ / 1910م ؛ هامر پورغشتال، يوزف، تاريخ إمپراتوري عثماني، تج‍ ‍‌: زكي علي آبادي، طهران، 1367-1369ش؛ وأيضاً:

BSE2; BSE3; Herodotus , The History, tr. G. Rawlinson, New York, 1947; IA; Pauly ; Rady, M., Romania in Turmoil, London / New York, 1992; Selânikî, M., Tarih, Istanbul, 1989; Strabo, The Geography, tr. H. L. Jones, London, 1967; Türkiye diyanet vakfı İslâm ansiklopedisi, Istanbul, 1994; UzunçarŞılı, İ. H., Osmanlı tarihi, Ankara, 1982-1983; Yeni Türk ansiklopedisi, Istanbul, 1985.

عنايت الله رضا / م
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: