الصفحة الرئیسیة / المقالات / الأفلاکي /

فهرس الموضوعات

الأفلاکي


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/3 ۱۳:۳۹:۵۳ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَفْلاكيّ، شمس الدين أحمد العارفي (تـ 761ه‍ / 1360م)، من تلامذة ومريدي الشيخ جلال الدين العارف، حفيد جلال الدين محمد المولوي ومؤلف كتاب مناقب العارفين. وعلى الرغم من أن هذا الكتاب ذو أهمية وفوائد جمة بسبب احتوائه على تراجم مشايخ السلسلة المولوية وأسرة جلال الدين المولوي، إلا أنه لايقدم معلومات ذات شأن عن حياة المؤلف. ولايبدو صحيحاً ما ذكره ثاقب دده(3 / 5) من أن اسم أبيه هو أخي ناطور، ذلك أن أخي ناطور الذي ذكره الأفلاكي في مناقب العارفين (1 / 35) وكان مرجع ثاقب دده على ما يبدو، لايمكن أن يكون أباه، إذ أنه كان يتجاوز المائة عام خلال حياة جلال الدين المولوي (ظ: الأفلاكي، ن.ص؛ أيضاً غولپينارلي، 171؛ يازيجي، مقدمة، 9-10). 
ونظراً لتعلقه الشديد بشيخه العارف الچلبي، اشتهر الأفلاكي بالعارفي (الأفلاكي، 1 / 4، 388؛ ثاقب دده، 3 / 6، 7). كان أبوه مرتبطاً ببلاط أوزبك خان، حاكم المخيم الذهبي (712-741ه‍ / 1312-1340م) وتوفي في مدينة سراي (الأفلاكي، 2 / 931-932؛ يازيجي، ن.ص). واستناداً إلى ثاقب دده (3 / 5)، فإن الأفلاكي ولد في قونية. وبما أن وفاته كانت في 761ه‍ وكان أساتذته وشيوخه يعودون إلى أوائل القرن 8ه‍ ، فيمكن القول إن ولادته حدثت في أواخر القرن 7ه‍ وبحدود 690ه‍ (ظ: يازيجي، ن.م، 9). وقد تلقى العلم على بدر الدين التبريزي، معمار مقبرة مولانا الذي كان له باع في الفلك والرُّقُم والهندسة والكيمياء وكذلك السحر، كما شق طريقه إلى مجالس سلطان ولد، نجل المولوي (الأفلاكي، 1 / 14؛ ثاقب دده، ن.ص؛ سپهسالار، 39). وبلغ درجة الأستاذية في الصرف والنحو والعرفان والحكمة. وهو يقول إنه تلقى العلوم أيضاً على سراج الدين مثنوي خوان وعبد المؤمن التوقاتي ونظام الدين الأرزنجاني (1 / 272، 559، 2 / 898). ويبدو أنه لما كان قد تبحـر في دقائق علم الهيئة والفلك، فقد عرف بالأفلاكـي (ثاقب ـ دده، ن.ص). وقد قيل إنه كان في تل علاء الدين في قونية مرصد كان هو يتولى رئاسته (غولپينارلي، ن.ص). ونقل ثاقب دده (3 / 5-6) أنه وأساتذته مثل بدر الدين التبريزي وحمد الدين الجندي كانوا قد تنبؤوا بواسطة علم النجوم باستيلاء كيغاتوخان، حفيد جنكيزخان على قونية وارتكابه مجزرة بحق أهلها وهو ما لم يتحقق بطبيعة الحال، واستناداً إليه، فإن هذا البلاء دُفع بدعاء بهاء الدين ولد. وعلى الرغم من أن هذه الرواية لاتبدو صحيحة من الناحيتين الزمنية والتاريخية (ظ: يازيجي، ن.م، 10؛ قا: الأفلاكي، 2 / 611-613)، لكنها تدعم عمل الأفلاكي بعلم الفلك وسبب اشتهاره بالأفلاكي. 
كان الأفلاكي يحظى باهتمام خاص من قبل العارف الچلبي، بحيث كان يرافقه في رحلاته إلى مدن الأناضول وسلطانية وتبريز (716ه‍ ( )2 / 858، 931-932؛ يازيجي، ن.م، 11). لكن لما تألم العارف الچلبي منه لسبب ما، أصيب هو بمرض شديد إلى أن عطف عليه أخيراً في مدينة كوتاهية، فاستعاد عافيته (الأفلاكي، 2 / 953-954؛ ثاقب دده، 3 / 6).
وقد بلغ مراتب سامية لدى خدمته العارف الچلبي وعدّه أهل الطريقة جديراً بمرتبة «المرشد»، لكنه ــ باعتذاره من قبول هذه المرتبة ــ آثر العزلة واضطر بعد مدة ــ وبسبب إصرار وتزايد عدد محبيه وذيوع صيته ــ إلى التوجه للحرمين الشريفين واعتزل مدة طويلة بجوار مرقد النبي (ص) (م.ن، 3 / 8).
وبعد وفاة العارف الچلبي (719ه‍ / 1319م) وبموجب وصيته انبرى الأفلاكي لحراسة ضريح المولوي وأصبح أحد قرّاء المثنوي هناك (الأفلاكي، 2 / 954، 970؛ غولپينارلي، 173). وعقب وفاة العارف الچلبي، أصبح في عداد مريدي نجله، عابد الچلبي (يازيجي، ن.ص)، ولما أرسل عابد من قِبل تيمورتاش إلى ولاية أوج ليحث أمراءها على الطاعة والانقياد، كان الأفلاكي أيضاً برفقته (الأفلاكي، 2 / 978-979). وبعد ذلك، لم يغادر قونية حتى نهاية عمره على ما يبدو، حيث توفي فيها ودفن قرب تربة المولوي. ولايعرف قبره اليوم على وجه الدقة، لكن شاهدة قبره عثر عليها في 1929م قرب مقبرة المولوي وتحفظ اليوم في متحف المولوي (غولپينارلي، ن.ص).
ويدين الأفلاكي بشهرته لكتابه المهم جداً مناقب العارفين وهو يقول عن سبب تأليفه هذا الكتاب: جرى الحديث يوماً بحضور العارف الچلبي ومجموعة من المشايخ عن تذكرة الأولياء للعطار ورأى الحاضرون أن تأليف كتاب كهذا في ترجمة حياة المولوي وأسرته وأصحابه أمر ضروري جداً. لذلك كلفني العارف الچلبي بتأليف كتاب كهذا (1 / 4؛ يازيجي، مقدمة، 17-18). وقد بدأ الأفلاكي بتأليف كتابه في 718ه‍ / 1318م، وانتهى منه في 754ه‍ / 1353م (ظ: 1 / 4، 2 / 970؛ يازيجي، ن.م، 11-12، أيضاً «زندگاني ...»، 20).
كان أحد المصادر الرئيسة التي استُند إليها في تأليف مناقب العارفين، رسالة فريدون بن أحمد سپهسالار، وقد نقل الأفلاكي ما يقرب من ثلاثة أرباع موضوعاتها مع قليل من التغيير في العبارات ومن غير أن يذكر مصادره (ظ: يازيجي، مقدمة، 24، «زندگاني»، 20-27)، لكن لما كان النموذج الذي وضعه نصب عينه في هذا العمل تذكرة الأولياء للعطار، فقد نظم الروايات المجموعة بحسب تسلسلها التاريخي. وفي الموضوعات الخاصة بفترة حياته، استند غالباً إلى مشاهداته، أو إلى نقل ورواية أشخاص مختلفين كانوا موضع ثقته. وفي بداية الكتاب (1 / 4) وعن خطته العامة ومجال الموضوعات الواردة فيه يقول إن مبادئ أصول ذلك المجموع انحصرت في 10 فصول؛ ثم يعدد الفصول العشرة التي هي ترجمة حياة جلال الدين محمد المولوي والحديث عن كراماته ومناقبه وأسرته وأبنائه وأصحابه على النحو التالي: 1. بهـاء الدين ولـد، 2. السيـد برهـان الديـن المحقق الترمـذي، 3. مولانا جلال الدين محمد المولوي، 4. شمس الدين التبريزي، 5. صلاح الدين زركوب، 6. حسام الدين الچلبي، 7. سلطان ولد، 8. جلال الدين الچلبي أمير العارف، 9. شمس الدين الچلبي أمير عابد، 10. أولاد وأخلاف هذه الأسرة (1 / 5-6).
ولما لم ‌تكن تتوفر مصادر تاريخية عديدة عن الأناضول في القرنين 7و8 ه‍ ، فإن كتاب الأفلاكي من هذه الناحية يحظى بقيمة وأهمية فائقتين، وإن كثيراً من الوقائع المهمة لآسيا الصغرى آنذاك نقلت في هذا الكتاب. وفضلاً عن ذلك، فإنه ومن حيث تراجم العلماء والمتصوفة وبشكل خاص ذكر تفاصيل الروايات ذات العلاقة بمولانا جلال الدين البلخي وأبيه وأساتذته وأبنائه وخلفائه والحديث عن تفاصيل الأخبار والحوادث الخاصة بهذه السلسلة، يعدّ من المصادر الموثوق بها جداً وكان دائماً موضع انتفاع الباحثين والعارفين بالمولوي القدامى والمعاصرين. وللأفلاكي أيضاً إشارات إلى اثنين من تلامذة وشراح آراء ابن عربي وهما صدر الدين القونوي وفخر الدين العراقي وهو يتحدث عن مصاحبتهما للمولوي (1 / 96، 120، 399، 400، 601، 609، 610، مخ‍ ). كذلك نصادف في كافة أرجاء كتابه اسم معين الدين پروانه (تـ 675ه‍ / 1276م)، الوزير السلجوقي المتنفذ الذي ذكر مراراً مساعداته الجمة وتعلقه الخاص بالمولوي طيلة حياته وبأصحابه بعد وفاته. 
وبعض روايات الأفلاكي ذات مصدر مدون وبعضها من غير إسناد وتقوم على أقوال أشخاص شتى، أو على مشاهداته هو. كما أن الروايات القائمة على كرامات مبالغ فيها كثيرة فيه. وكان أساس هذا المؤلف رسالة فريدون سپهسالار. وفضلاً عن هذا الكتاب، فإن أهم مصادر الأفلاكي المكتوبة هي: ولدنامه ( ابتدا نامهرباب نامه، انتها نامه، معارف سلطان ولد، نجل المولوي، معارف سلطان العلماء بهاء الدين ولد، مقالات شمس الدين التبريزي، فيه ما فيه، مكتوبات المولوي جلال الدين وكذلك المثنوي وديوانه (ظ: يازيجي، «زندگاني»، 20-35). وأغلب الأشعار التي نقلت في مناقب العارفين هي من الديوان الكبير والمثنوي للمولوي، لكن تلاحظ في أرجاء الكتاب أشعار أخرى أيضاً لايعرف قائلها. وكان الأفلاكي على معرفة جيدة باللغة العربية والأدب الفارسي وكان له إنشاء عذب وسلس (نفيسي، 143؛ صفا، 4 / 281).
ولهذا الكتاب أهمية فائقة من حيث اشتماله على وصف لتقاليد وطقوس الصوفية آنذاك، وتلاحظ في جميع ثناياه مصطلحات عرفانية وخانقاهية. وقد لُخص مناقب العارفين مرة بقلم أحمد بن محمـد الذي كان من تلامـذة ومريدي جـلال الدين البخـاري (تـ 785ه‍( على ما يبدو، تحت عنوان خلاصة المناقب وحذفت منه الموضوعات التي كانت تبدو معارضة لآراء علماء الظاهر. ومرة أخرى لخصه عبد الوهاب بن جلال الدين محمد الهمداني في 947ه‍ تحت عنوان ثواقب المناقب أولياء الله وحذف منه كثيراً من رواياته وحكاياته التي كان يرتئي أنها غير مفيدة وزاد عليه شروحاً وموضوعات أخرى. وقد ترجم درويش محمود المولوي هذا التلخيص والتهذيب إلى التركية في 998ه‍ تحت عنوان ترجمۀ مناقب ثواقب، وأهداه إلى السلطان مراد الثالث. كما تتوفر عدة ترجمات تركية لأصل هذا الكتاب منها: ترجمة زاهد بن عارف بعنوان مخزن الأسرار في 803ه‍ ، والتي حذف المترجم منها بعض الأجزاء الخاصة بحياة شمس التبريزي، والأخرى ترجمة گـورك ـ زاده حسن في 1210ه‍ ، وكذلك ترجمة عبد الباقي بن الشيخ سيد أبي بكر دده أفندي في 1212ه‍ . وأخيراً ترجم تحسين يازيجي هذا الكتاب بشكل كامل إلى التركية استناداً إلى نسخته المنقحة وطبعه بأنقرة في 1954م وترجم ردهاوس ملخصاً للكتاب إلى اللغة الإنجليزية وطبعه ضمن مقدمة الجزء الأول من ترجمته للمثنوي في سلسلة كتب تروبنر الشرقية بلندن في 1881م. وطبع كلمان هوار الترجمة الفرنسية لمناقب العارفين في باريس (1918-1922م). كما طبع حافظ أحمد علي خان الرامپوري ترجمته الأردية في رامپور (1319ه‍( تحت عنوان مقامات مولانا روم (لمعلومات عن ملخصات وترجمات مناقب العارفين، ظ: ستوري، I(2) / 938-939؛ يازيجي، مقدمة، 31-35).
وقد صدرت بأغره في 1897م الطبعة الأولى من مناقب العارفين تحت عنوان سوانح عمري حضرت مولانا رومي مسمى به مناقب العارفين. ثم طبعه تحسين يازيجي مرة أخرى في جزءين استناداً إلى نسخ موثوقة مع نقود وحواش وتعليقات مفيدة في 1959و1961م، ومرة أخرى في 1976و1980م بأنقرة. 
وللأفلاكي 4 غزليات بالتركية ورباعيتان بالفارسية نظمها بمناسبة وفاة العارف الچلبي. وقد طبعت ثلاثة من هذه الغزليات الأربع في نهاية ديوان تركي لسلطان ولد (إستانبول، 1341ه‍( تحت عنوان «علاوۀ أول» (الأفلاكي، 2 / 973؛ يازيجي، «زندگاني»، 21؛ أيضاً ظ: غولپينارلي، 563-567).

المصادر

االأفلاكي، أحمد، مناقب العارفين، تق‍ : تحسين يازيجي، أنقرة، 1967م؛ ثاقب دده، سفينۀ نفيسۀ مولويان، القاهرة، 1283ه‍ ؛ سپهسالار،فريدون، أحوال مولانا جلال الدين مولوي، تق‍ : سعيد نفيسي، طهران، 1325ش؛ صفا، ذبيح الله، گنجينۀ سخن، طهران، 1350ش؛ غولپينارلي، عبد الباقي، مولوية بعد أز مولانا، تج‍ : توفيق هاشم پور سبحاني، طهران، 1366ش؛ نفيسي، سعيد، تاريخ نظم ونثر در إيران، طهران، 1344ش؛ يازيجي، تحسين، «زندگاني شمس الدين أحمد أفلاكي»، معارف إسلامي، طهران، 1350ش،عد 12؛ م.ن، مقدمة مناقب العارفين (ظ: هم‍ ، الأفلاكي)؛ وأيضاً:      

Storey, C.A., Persian Literature, London, 1972
پروانه محمدي / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: