افني

إفْني، أو إيفني، منطقة في جنوبي المغرب (مراكش) على ساحل المحيط الأطلسي كانت لما يزيد على قرن من الزمان (1860-1969م) مستعمرة إسبانية.
و تبلغ مساحة هذه المنطقة الواقعة على خط الطول 28°و54´ و3´´ شرقاً، وخط العرض 29° و38´ و10´´ شمالاً، وعلى بعد 88كم إلى الجنوب من تزنيت، حوالي 500,1 كم2 ويحدها من الشمال وادي بوسدرة، ومن الشرق صحراء المغرب، ومن الجنوب وادي نون، ومن الغرب المحيط الأطلسي. وكان عدد سكانها الذي يتألف بشكل رئيس من بربر آيت‌باعمران في 1967م يبلغ 000,53 نسمـة مـن بينهم حوالـي 000 ,8 نسمة مـن الإسبـان، لكن بعد ضم هذه المنطقة إلى المغرب وخروج الإسبان، تقلص عدد سكانها، فبلغ حوالي 000,46 نسمة في 1971م. وكانت قاعدتها سيدي إفني التي كان عدد سكانها حوالي 14 ألف نسمة (في 1971م)، وفي الماضي، كانت القاعدة الإدارية للحكم الإسباني لأفريقيا الغربية، وهي اليوم ميناء تجاري ومركز للصناعات اليدوية. 
مناخ هذه المنطقة حار وجاف، وأمطارها قليلة ومتفرقة. والقسم الجنوبي من إفني منطقة شبه صحراوية لايتمتع بمصادر الثروة الطبيعية الكافية للأنشطة الاقتصادية، والزراعية. لذا كانت إفني على الدوام مرتبطة بالمغرب لتأمين احتياجاتها، ولهذا السبب، كان نصف القوى العاملة في هذه المنطقة يتوجه إلى مناطق المغرب الأخرى بحثاً عن العمل. وتقتصر المحاصيل الزراعية في إفني على بعض الحبوب والزيتون الذي يزرع في بعض مناطقها. وتوفر تـربيـة الماشيـة ــ وبشكـل خـاص تـربيـة الأبـقار والأغنـام والماعـز ــ المصدر الرئيس لدخـل سكان هذه المنطقة. كما تنتشر مهنة صيد السمك في سواحل إفني (بن عربي، 71؛ بريتانيكا؛ بروكهاوس؛ كلير ...؛ EI2).
يرجع تاريخ إفني السياسي إلى القرن 15م عندما اتخذ الإسبان في 1476م في موضع من هذه المنطقة يدعى سانتاكروز دي مارپكنيا، مركزاً لحماية أنشطتهم في التجارة وصيد الأسماك في جزر كناري؛ لكن هذه المنطقة أصبحت في 1524م تحت تصرف حكومة المغرب (بريتانيكا؛ كلير؛ EI2). وفي القرن 19م وبعد الحرب التي انتهت بتوقيع معاهدة تطوان في 1860م خضعت هذه المنطقـة مرة أخرى، للسيادة الإسبانية، لكن سلطة إسبانيا عليهـا لم تكتمل حتى النصف الأول من القرن 20م. وخلال هذه الفترة، كانت الحكومة الإسبانية تسعى إلى توسيع رقعة حكمها في هذه المنطقة إلى أن تم تثبيت سلطة إسبانيا على إفني إثر اتفاقيتي 1904و1912م بين فرنسا وإسبانيا وأخيراً هيمنت إسبانيا على هذه المنطقة بأسرها في 1934م (يحيى، 3 / 383-386، 432-433؛ بن عربي، ن.ص؛ بريتانيكا؛ لاروس الكبير؛ كلير؛ EI2؛ GSE). وفي 1946م، أصبحت هذه المنطقة جزءاً من أفريقيا الغربية التابعة لإسبانيا. وكانت سيدي إفني كما أسلفنا، قاعدة الحكومة الموحدة لهذه المنطقة. وعقب استقلال المغرب في 1956م قررت الحكومة المغربية استعادة إفني من إسبانيا، فأرسل ممثل عن هذه المنطقة أيضاً لعضوية مجلس التشريع في المغرب. وفي أواخر 1957م حدثت صدامات بين القوات العسكرية المغربية والإسبانية في هذه المنطقة انتهت بانسحاب القوات المغربية. وفي كانون الثاني من السنة التالية، أصبحت إفني محافظة مستقلة عن الصحراء الإسبانية لها حاكم عسكري خاص بها. وفي كانون الأول من سنة 1965م تمت المصادقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو إسبانيا إلى إخراج قواتها من إفني بأسرع وقت. وأخيراً اتفقت حكومتا إسبانيا والمغرب على نقل السيادة على هذه المنطقة إلى المغرب وسُلّمت إفني إلى الحكومة المغربية في كانون الثاني 1969م. وتُعدّ إفني الآن جزء من محافظة أغادير ومن المراكز التجارية المهمة في منطقة سوس (بن عربي، ن.ص؛ بريتانيكا؛ لاروس الكبير؛ كلير؛ EI2).

المصادر

 بن عربي، صديق، كتاب المغرب، بيروت،1404ه‍ / 1984م؛ يحيى، جلال، المغرب الكبير، بيروت، 1981م؛ وأيضاً:

Britannica ; Brockhaus ; Collier’s Encyclopedia, London / New York, 1988; EI²; Grand Larousse ; GSE.

قسم الجغرافيا / م