الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / أفلیمون /

فهرس الموضوعات

أفلیمون


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/4 ۱۰:۱۸:۰۱ تاریخ تألیف المقالة

أَفْليمون، عالم الفراسة اليوناني من القرن 2م ومؤلف أثر في هذا الفن. ذكر اسمه في الفهرست لابن النديم تحت عنوان مؤلف كتاب الفراسة، قليمون (وفي بعض النسخ كليمون)، وهو من خطأ النساخ من غير شك (ابن النديم، 376، ط فلوغل، 314؛ أيضاً ظ: فلوغل، 155). وُلد في اللاذقية وذاع صيته في إزمير (سارتون، «مقدمة ...»، I / 267,271). 
عُد أفليمون في المصادر العربية القديمة خطأً، معاصراً لبقراط وكان يدعي أنه يعرف طباع الناس من تركيب أجسامهم، أو من ملامحهم. وقد اشتهر كثيراً الكلام الذي نسب إليه بشأن استنباط أحد السمات الخلقية لبقراط من صورته (أو بمشاهدته هو) (ابن جلجل، 17؛ أبوحيان، 172؛ القفطي، 60، 91-92؛ ابن أبي أصيبعة، 1 / 27؛ ابن العبري، 85-86). وهذه الرواية المنسوبة أصلاً إلى زوبيرون والتي قيلت بحق سقراط نُسبت إلى أفليمون على نطاق أكثر اتساعاً وأدت إلى ازدياد شهرته (شتاين شنايدر، 79؛ روزنثال، 342). 
ويبدو أن القصة المذكورة نقلت لأول مرة في سر الأسرار، الأثر المختلق المنسوب إلى أرسطو، ومن هناك وجدت طريقها إلى المصادر العربية والعبرية وأخيراً الأوروبية ( الأصول ... ، 1 / 117؛ أيضاً ظ: شتاين شنايدر، 79-80,107). 
ويضم أثره المشهور في علم الفراسة 70 فصلاً. و يُعد هذا الكتاب أقدم أثر باق في هذا المجال بعد كتاب الفراسة، المختلق المنسوب لأرسطو. ترجم هذا الأثر إلى العربية بعنوان كتاب أفليمون في الفراسة. وليس لنا معلومات عن تاريخ ترجمة هذا الكتاب ومترجمه، لكن من البديهي هو أن هذه الترجمة العربية كانت وسيلة للترجمة اللاتينية ولكثير من النقول في المصادر الغربية (ابن النديم، سارتون، ن.صص). كما أن ابن العب(ص 85) كانت لديه نسخة من ترجمة هذا الأثر باللغة العبرية. والملفت للنظر أنه لايتحدث عن ترجمتها العربية. 

ومن العوامل التي أضفت على هذا الكتاب أهمية وقيمة هو تأثيره في علم الحيوان. فقد كان علماء الفراسة اليونان يرون أن كل واحدة من الخصال الإنسانية المختلفة لها ظهور خاص في أحد الحيوانات، ولذا، فإن من يريد معرفة علم الفراسة ينبغي له أن يعرف علم الحيوان أيضاً. وعلى هذا الأساس، خصص أفليمون أيضاً الفصل الثاني من كتابه لشرح خصائص 92 نوعاً من الحيوانات ومنها المفترسة والطيور والزواحف والحشرات (أولمان، «العلوم الطبيعية ...»، 17-18؛ روزنثال، 252؛ أيضاً ظ: الرازي، 98-99). ولهذا، كان كتاب أفليمون موضع استفادة بوصفه أحد مصادر كتب علم الحيوان، فالجاحظ مثلاً (3 / 146، 269، 284، 290) ينقل من كتاب الفراسة لأفليمون. وجدير بالذكر أن أفليمون وبمبالغته في المقارنة بين الإنسان والحيوان، واستخدام المعايير القيمية الخاصة بالإنسان بحق الحيوان، أدخل أفكاراً مغلوطة أيضاً في علم الحيوان (أولمان، ن.ص). 
وقد زاد الكلام الحكمي الكثير الذي نقل عن أفليمون من شهرته ومنه في معنى الحب، فضيلة التحكم في هوى النفس، أفضلية العلم القليل مع المحافظة على التوازن الخلقي على العلم الكثير المصحوب بطبع غير متعادل، كيفية التعامل الصحيح مع الخصيان والرعايا وسفلة الناس ونصيحته لرسام الحمام، وأغلب هذا الكلام اقتبس من فراسته (أبو سليمان، 245-246؛ ابن فاتك، 299، 313؛ روزنثال، 176,180,191). 
واستناداً إلى أفليمون، فإنه لايمكن الاستنتاج في علم الفراسة اعتماداً على دلالة واحدة. فمتى ماكانت دلالات جميع العلامات مدعمة لبعضها البعض، فستحصل على نتيجة صحيحة. وهو يطلب إلى علماء الفراسة أن لايحكموا على أحد قبل دراسة دقيقة للدلالات المتناقضة. ومع كل هذا، فهو يعدّ الدلالات الخاصة بالعيون أكثر أهمية واعتماداً من بقية الدلالات وعلى حد تعبيره، فالعين بوابة القلب. وبعد العينين يُظهر الجبين، الأنف، الفم، الحنك والرأس، أكثر من بقية الأعضاء ما يحدث في القلب (أبـو سليمان، ن.ص؛ أبوحيان، 171-172؛ ابن حزم، 92؛ روزنثال، 340-342). 
كانت الفراسة لدى أفليمون موضع اهتمام طوال التاريخ؛ ففضلاً عن الموضوعات الكثيرة التي نقلت من هذا الكتاب في المصادر العـربية والأوروبية المختلفة (ظ: أبو سليمان، أيضاً أبوحيان، ن.صص؛ شتاين شنايدر، 107-108؛ روزنثال، 65,176,180,191,324,339-342 ؛ أولمـان، ن.ص، أيضـاً «الطـب ...»، 96)، فقد أعدت له تراجم وملخصات أيضاً. وقد كتب الطبيب اليهودي، آدامانتيوس خلاصة له باللغة اليونانية طبعت فيما بعد عدة مرات خلال القرن 16م في باريس وبال وروما (سارتون، «مقدمة»، I / 356). واستفاد الرازي من أثر أفليمون هذا في الفصل الثاني من الطب المنصوري تحت عنوان الفراسة (ص 98-99، 108؛ قا: روزنثال، 339-341؛ أيضاً ظ: أولمان، ن.ص). و في 1780م، طبع فرانتس المتن اليوناني والترجمة اللاتينية لـ 50 فصلاً منه في مجموعة بعنوان «مؤلفو الآثار القديمة في الفراسة» وفي 1886م صدر في كيل نقد حوله بعنوان «علم الفراسة لدى أفليمون». وفي 1893م صدر نص نقدي آخر باللغتين العربية و اللاتينية بتحقيق هوفمان (سارتون، ن.م، I / 271). كما صدر في حلب نص عربي مستقل لهذا الأثر بتحقيق محمد راغب الطباخ في 1347ه‍ / 1929م (م.ن، «ببليوغرافيا...»، 286). 
توجد في ليدن (رقم 1206) مجموعة من المخطوطات القديمة باللغة العربية تضم بين ما تضم كتاباً في الفراسة ينسب إلى أفليمون. ولاتتطابق هذه النسخة مع النص اليوناني، لكن الواضح أن قسماً منها مقتبس من متن كتاب أفليمون. وتوجد نسخة عربية أخرى بعنوان رسالة في علم الفراسة محفوظة في غوتا تتطابق مع المتن اليوناني بشكل أكبر (هوتسما، 56؛ شتاين شنايدر، ن.ص). ولاشك في أن هذه المخطوطات، أو المدونات، أو الاقتباسات هي من فراسة أفليمون، وهذا بذاته يُظهر سعة نفوذ هذا الأثر. 
ولأفليمون أثر أيضاً في الباه. يشير دوزي بوجود مخطوطة للترجمة العربية لهذا الأثر في غرناطة بعنوان كتاب الباه وأنواعه مما وضعه أفليمون الفيلسوف342). 

المصادر

ابن أبي أصيبعـة، أحمد، عيون الأنبـاء، تق‍ : أغوست مولر، القاهـرة، 1299ه‍ / 1882م؛ ابن جلجل، سليمان، طبقات الأطباء والحكماء، تق‍ : فؤاد سيد، القاهرة، 1405ه‍ / 1985م؛ ابن حزم، علي، طوق الحمامة، تق‍ : صلاح الدين القاسمي، تونس، 1993م؛ ابـن العبري، غريغوريوس، تاريـخ مختصر الدول، تق‍ : أنطون صالحانـي، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ ابن فاتك، المبشر، مختار الحكم، تق‍ : عبد الرحمان بدوي، بيروت، 1980م؛ ابن النديم، الفهرست؛ م.ن، ن.م، تق‍ : غوستاف فلوغل، لايبزك، 1872م؛ أبوحيان التوحيدي، علي، الهوامل والشوامل، تق‍ : أحمد أمين وأحمد صقر، القاهرة، 1370ه‍ / 1951م؛ أبو سليمان السجستاني، محمد، صوان الحكمة، تق‍ : عبد الرحمان بدوي، طهران، 1974م؛ الأصول اليونانية للنظريات السياسية في الإسلام، تق‍ : عبد الرحمان بدوي، القاهرة، 1954م؛ الجاحظ، عمرو، الحيوان، بيروت، 1388ه‍ / 1969م؛ الرازي، محمد، المنصوري في الطب، الكويت، 1408ه‍ / 1987م؛ القفطي، علي، تاريخ الحكماء، بغداد، مكتبة المثنى، وأيضاً:

Dozy, R., »Über einige in Granada entdeckte arabische Handschriften«, ZDMG, 1882, vol. XXXVI; Flügel, G., Anmerkungen zu Kitab al-Fihrist (vide: PB, Ibn – un – Nadīm); Houtsma, M. Th., Catalogus codicum orientalium Bibliothecae Academiae Lugduno Batavae, Leiden, 1877; Rosenthal, F., Das Fortleben der Antike im Islam, Zürich, 1965; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1927; id, »Twenty- Ninth Critical Bibliography …«, Isis, 1931, vol. XV; Steinschneider, M., Die Arabischen Übersetzungen aus dem Griechischen, Graz, 1960; Ullmann, M., Die Medizin im Islam, Leiden / Köln, 1970; id, Die Natur-und Geheimwissenschaften im Islam, Leiden, 1972.
محمد علي مولوي / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: