الأفوه الأودي

اَلْأَفْوَهُ الْأَوْديّ، صلاءة بن عمرو، شاعر يمني من العصر الجاهلي. والمصدر الرئيس عن حياته هو الروايات القليلة التي أوردها أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني. لكن يمكن العثور على مقطعات و أبيات متناثرة له في آثار سبقت الأغاني مثل الحيوان والبيان والتبيين للجاحظ، أو عيون الأخبار والشعر والشعراء لابن قتيبة. وكان يكنى أبا ربيعة. ولما كان غليظ الشفتين ظاهر الأسنان، فقد لقب بالأفوه (ابن قتيبة، 59؛ العباسي، 4 / 107؛ الزركلي، 3 / 206-207). وكان أبوه عمرو بن مالك يلقب بفارس الشوهـاء (ظ: العباسي، ن.ص: فارس الشهبـاء، وهو تحريـف). وقـد أشار الأفوه نفسـه إلـى ذلك فـي شعر (أبو الفـرج، 12 / 169).
كان الأفوه سيد قبيلة أود من مَذحِج وكان يقودها في الحروب بين القبائل وبشكل خاص في الحرب ضد عامر بن صعصعة (م.ن، 12 / 169-171؛ أبـو عبيد، 2 / 844؛ العباسي، ن.ص؛ بلاشيـر، II282-283؛GAL,S,I / 57). وقد وضعه البعض في عداد أوائل الشعراء العرب الذين سبقوا امرأ القيس والمهلهل والأبرص والمرقش الأكبر وعمرو بن قميئة، بل جعلوه معاصراً لعيسى (ع) (السيوطي، 2 / 477؛ الميمني، 3). لكن السيوطي يشير بذكاء إلى أن هذه الأزمنة ليست واضحة كثيراً وأن هؤلاء الشعراء كانوا يعيشون في فترات متقاربة ولايتعدى زمن أقدمهم 100 سنة قبل الإسلام. وأشعار الأفوه ــ شأنهـا شأن أشعـار بقيـة الشعـراء الجاهلييـن ــ أغلبها في الفخر ومدح قومه والحديث عن حروبهم وبطولاتهم (ظ: ص 8، 13، مخ‍(، لكنه وبسبب المعاني الحكمية التي وردت في شعره وضع في عداد حكماء العرب أيضاً. ويرى أبو الفرج أن داليته هي سبب ذلك (12 / 169). غير أن رائيته (ظ: ص 13) التي ربما تكون أشهر أشعاره أيضاً تتضمن معاني حكمية بشكل أكبر. وتبدأ هذه القصيدة ذات الثلاثين بيتاً بتلك المعاني بدلاً من النسيب وتتناول الفخر والعصبية القبلية، وأخيراً تفضل مذحج على نزار (البيت 21). ويقال إن النبي (ص) منع روايتها لهذا السبب (فروخ، 1 / 134). وقد ضمن شعراء مثل كثيّر أبياتاً من شعره (أبوالفرج، ن.ص) واستُند إلى أبيات منها في كتب الأدب واللغة (مثلاً ظ: ابن السكيت، 274-275؛ الجاحظ، 6 / 275؛ الزبير،311-312؛ الثعالبي، 84؛ أبو العلاء، 297).
رأى المعاصرون ــ باختلاف ــ أن وفاته كانت حوالي سنة 40، أو 50 قبل الهجرة (الزركلي، 3 / 206؛ زيدان، 1 / 134؛ فروخ، 1 / 133). جمع شيخو لأول مرة 52 بيتاً من أشعار الأفوه في أثره شعراء النصرانية، ثم طبع عبد العزيز الميمني مجموعة أشعار الأفوه ضمن مجموعة الطرائف الأدبية في بيروت (1937م) (عن أشعاره الأخرى، ظ: GAS,II / 303). 

المصادر

ابن السكيت، يعقوب، «الألفاظ»، كنز الحفاظ في كتاب تهذيب الألفاظ، تق‍ : لويس شيخو، بيروت، 1898م؛ ابن قتيبة، عبدالله، الشعر والشعراء، تق‍ : مصطفى السقـا، القاهرة، 1350ه‍ / 1932م؛ أبوعبيد البكـري، عبدالله، سمـط اللآلئ، تق‍ : عبد العزيز الميمني، القاهرة، 1354ه‍ / 1936م؛ أبو العلاء المعري، أحمد، رسالة الغفران، تق‍ : عائشة عبد الرحمان (بنت الشاطئ)، القاهرة، 1397ه‍ / 1977م؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، القاهرة، 1963م؛ الأفوه الأودي، صلاءة، «ديوان»، مع الطرائف الأدبية، تق‍ : عبد العزيز الميمني، بيروت، 1937م؛ الثعالبي، عبدالملك، ثمار القلوب، تق‍ : محمـد أبو الفضل إبراهيم، القاهـرة، 1384ه‍ / 1965م؛ الجاحظ، عمرو، الحيـوان،تق‍ : عبد السلام محمد هارون، 1388ه‍ / 1969م؛ الزبير بن بكار، الأخبار الموفقيات،تق‍ : سامي مكي العاني، بغداد، 1392ه‍ / 1972م؛ الزركلي، الأعلام؛ زيدان، جرجي، تاريخ آداب اللغة العربية، القاهرة، 1957م؛ السيوطي، المزهر، تق‍ : محمد أبوالفضل إبراهيم وآخرون، بيروت، 1986م؛ العباسي، عبد الرحيم، معاهد التنصيص، تق‍ : محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت 1941م؛ فروخ، عمر، تاريخ الأدب العربي، بيروت، 1984م؛ الميمني، عبد العزيز، مقدمة الطرائف الأدبية، بيروت، 1937م؛ وأيضاً:

Blachère, R., Histoire de la littérature arabe, Paris, 1964; GAL,S; GAS.
رضوان مساح / م