الأفغان
cgietitle
1442/12/1 ۱۲:۴۴:۲۲
https://cgie.org.ir/ar/article/236478
1446/11/7 ۰۷:۴۰:۲۸
نشرت
8
اَلْأَفْغان، بحسب التعبير الحديث والعام، اسم كل مواطن من أفغانستان (ن.ع)، من أي شعب وقبيلة ودين كان. وكان هذا التعريف قد ورد في المادة 1 من الدستور الأفغاني الذي صودق عليه في 1384ه / 1964م. وفي الدستور المصادق عليه في 1397ه / 1977م أيضـاً ــ و بالاستنـاد إلـى هـذا الأمر ــ أُعلـن أن جميع مواطني الدولة متساوون أمام القانون من حيث الحقوق والواجبات (المادة 21). وعقب ذلك منعت الدولة استخدام النسبة القومية والقبلية الملحقة بأسماء المواطنين. أما الأفغان بالمعنى الخاص، فهو الاسم الذي يطلقه غير الپشتونيين على السكان الناطقين باللغة الپشتونية، بينما يسمي هؤلاء الناس أنفسهم پشتونيين. وقد أراد بعض الكتّاب المعاصرين استخدام كلمة الأفغان للپشتونيين الغربيين القاطنين في حوالي قندهار وهراة، وكلمة الپشتون للقبائل الساكنة في المناطق الجبلية في الحدود بين أفغانستان وباكستان فقط، لكن هذا التقسيم لايستند إلى أساس علمي، ذلك أن كلمتي الأفغان والپشتون استخدمتا على الدوام بمعنى واحد. ومن جهة أخرى، فإن العرب يسمون الپشتونيين سليمانيين، مما يشير إلى إقامة هذا الشعب الأولية في جبال سليمان فيما يحتمل (كارو، 14-16؛ أيضاً ظ: إيرانيكا، I / 481). ويرى بعض المؤرخين أن الأفغان هم سلالة من سلالات بني إسرائيل وأن اسم الأفغان منسوب إلى أوغان بن إرميا بن طالوت الملك. وقد بحث نعمت الله الهروي هذا الموضوع بتفصيل في تاريخ خان جهاني ومخزن أفغاني (ص 87-91)، وبدوره نقله سلطان محمد الدراني (ص 15- 18)؛ كما أورد كتّاب ومؤرخون غربيون أدلة في تدعيم هذا الرأي ومعارضته (مثلاً ظ: إلفينستون، 160-162). وقد رأى إلفينستون في مقدمة الكتاب أن اعتبار الأفغان من نسل بني إسرائيل هو من اختراع مؤرخي بلاط الحكام الأفغان في الهند، وقال إن هؤلاء المؤرخين كانوا يريدون أن يصنعوا لأولئك الحكام شجرة نسب بتاريخ عريق وراسخ (جاناتا، 20). كما عدّ البعض كلمة أفغان بمعنى الصرخة والعويل (ظ: برهان قاطع)، وذكروا حكايات في سبب هذه التسمية (ظ: آنندراج). لكن بعض الباحثين المعاصرين نظروا إلى الموضوع من زاوية لغوية وقارنوا اسم أفغان بكلمتي أَوَجَن، أو أَپه جَن الأفستائيتين وأَوَهَن، أو أَپه هَن السنسكريتيين التي تعني القتل، الضـرب، الإسقاط، الإفناء والدفاع. واستناداً إلى هـذه البحوث، فإن اسم الفاعل من جذور هذه المفردات ينبغي أن يكون في الأفستا: أَوَغَنه، أَوَغانه، أَپَغَنه، أَپغانه، وفي السنسكريتية: أَوَگْهْنه، أَوَگْهانه، أَپَگْهْنه، أَپگْهانه وتعني المسقِط والمدافع والمقاتل وغير ذلك مما يستخدم بحق المقاتلين والشجعان (جعفري، 1263-1264). وكان اسم الأفغان في العصر الساساني، أو قبله بقليل وفي العصر الأشكاني يطلق على أناس من أرهاط إيرانية (م.ن، 1265). و فـي لوحة بـ «نقش رستم» ــ المدونـة باللغتيـن البهلوية الأشكانيـة (الفرثيـة) واليونانية ــ استخدمـت أبگان وبيشـاور بـوصفهمـا الحـد الشرقـي لمملكـة سابـور الأول الساسانـي (سلـ 241-272م). وقد ترك سابور هذا النقش تذكاراً لانتصاره على والريانوس الإمبراطور الروماني في الرها. ورأى الباحث الأميركي سپرينغلنغ الذي قرأ هذا النقش لأول مرة، في مقالة له في 1359ه / 1940م أن كلمة أبگان هي نفسها كلمة أفغان (ظ: م.ن، 1266)؛ وأورد وراهه مهيرا، العالم الفلكي الهندي في القرن 6م، اسم رهط أَوَگانه في برهت ـ سمهيتا، مما يحتمل أن تكون هي نفسها أفغان. وبعده بقليل، كتب الرحالة الصيني والراهب البوذي، هيون تسانغ أن شعب أپيوكين يعيش في القسم الشمالي من جبال سليمان (م.ن، 1267- 1268؛ أيضاً ظ: فوشيه، 252,335). وأقدم مصدر فارسي متوفر ورد فيه ذكر الأفغان هو كتاب حدود العالم (أُلف في 372ه / 982م)، فقد ورد في هذا الكتاب شرح «ده سول» (قرية سول) على النحو التالي: «قرية على جبل ذات نعم وفيرة ويسكنها الأفغان»، كما ورد ذكر الأفغان في وصف مدينة بنيهار (ص 71-72). وقد أشير في تاريخ يميني إلى جيش السلطان محمود الغزنوي خلال هجومه على طخارستان، وقيل إنه كان فيه جنود من الهنود والخلج والأفغان (العتبي، 285). وفي جامع التواريخ ورد ذكر لتعبئة الجيش الغزنوي بغية قمع الأفغان (رشيد الدين، 2(4) / 152، 180، 209، 210). وتحدث ابن الأثير في حوادث سنة 366ه عن إعلان الأفغانية والخلج الطاعة لسبكتكين (8 / 687). وفي قصيدة مدح فيها محموداً، أشار فرخي إلى سلاح يسمى شَل كان خاصاً بالأفغان (ص 62). كما أن مفردة «آوگان» الواردة في بيت للفردوسي، جديرة بالتأمل لدى مقارنتها بمفردة «أفغان» (1 / 110). وقد ورد اسم الأفغان في كثير من النصوص التاريخية ومنها تاريخ الگرديزي (ص 204). وكتب ابن بطوطة عن كابل التي ذهب إليها في القرن 8ه / 14م يقول: كانت في الماضي مدينة كبيرة وهي اليوم قرية يسكنها رهط من الأعاجم يقال لهم الأفغان (ص 392). ويقول منهاج سراج في وصف الأفغان: «إن كل واحد منهم كأنه فيل ضخم قد وضع على كتفيه ثورين... ، أوكأنه برج ...» (1 / 80). كما تحدث عبد الرزاق السمرقندي عن الأفغان (ص 363-364، 390). ومن بين المصادر القديمة نسبياً ورد اسم الأفغان والأفغانيين وأفغانستان بشكل وافٍ أكثر ما ورد في تاريخ نامۀ هرات لسيفي الهروي (تـ ح 722ه / 1322م). فخلال حديثه حول حوادث القرنين 7و8ه / 13و14م تحدث سيفي مراراً عن الأفغان وتفاصيل أحوال وأخلاق مقاتليهم وقادتهم وقلاعهم مع تفصيل لتحصيناتهم العسكرية وإجراءاتهم الدفاعية؛ كما ذكر بعض رجالهم مثل سام الأفغان (ص 163)، هوبو (ص 267)، ألمار (ص 205)، شعيب الأفغان (ص 208) وسندان (ص 221)، وأشار إلى سماتهم الأخلاقية وسلوكياتهم. وأورد أيضاً تفاصيل حروب ملوك آل كرت (ن.ع) ضد الزعماء الأفغان، وتواجد الجنود والرجال الأفغان في جيش آل كرت وبلاطاتهم (ص 163، 200، 205-216، 224، مخ (. وبدوره تحدث ظهير الدين محمد بابر عن الأفغان والأفغانيين مراراً وعدّ اللغة الأفغانية من اللغات الشائعة في كابل (ص 204، 227، 473، مخ (. ومنذ العصر الصفوي وماتلاه يجد اسم الأفغان له استخداماً أوسـع فـي كتـب التـاريـخ، وفـي عهـد نـادرشـاه الأفشـاري (مق 1160ه / 1747م) وبسبب الحوادث الكثيرة التي كان للأفغان تواجد فيها، استخدم اسم الأفغان بشكل واسع (مثلاً ظ: الإسترابـادي، درة... ، 127، 141، مخ ، جهانگشا ... ، 5، 11، 13، مخ ؛ أيضاً ظ: دائرة المعارف آريانا). وقد أشار بعض الغربيين الذين مروا بأفغانستان أوائل القرن 11ه / 17م في مؤلفاتهم إلى قبائل الأفغان. فالقسيس المسيحي، غوتز مثلاً والذي سافر في 1011ه / 1602م عن طريق خراسان إلى الهند، وبعدها إلى الصين يقول إنه طوال الطريق بين كابل وبيشاور كانت القبائل الأفغانية تهاجم القوافل وتنهب المسافرين (ظ: غريغوريان، 23؛ فرهنگ، 1 / 70)؛ وبعده بأربعة عشر عاماً كتب ريتشارد ستيل وجان كراتر اللذان كانا قادمين من الهند إلى إيران: في المسافة بين ملتان وقندهار اضطرت قافلتهما إلى أن تدفع الإتاوة والضريبة عدة مرات لقبائل الأغوان (= الأفغان)، أو الپوتان (= الپتهان، الپشتون) (ظ: ن.ص).
آنندراج، محمد پادشاه، طهران، 1335ش؛ ابن الأثير، الكامل؛ ابن بطوطة، رحلة، بيروت، 1384ه / 1964م؛ الإسترابادي، محمد مهدي، جهانگشاي نادري، تق : عبد الله أنوار، طهران، 1341ش؛ م.ن، دُرة نادرة، تق : جعفر شهيدي، طهران، 1366ش؛ إلفينستون، م.، أفغانان (گزارش سلطنت كابل)، تج : محمد آصف فكرت، مشهد، 1376ش؛ بابر، ظهير الدين محمد، بابرنامه، كيوتو، 1995م؛ برهان قاطع، محمد حسين بـن خلف التبريزي، تق : محمد معين، طهران، 1361ش؛ جاناتـا، ألفرد، مقدمة كتاب أفغانان (ظ: هم ، إلفينستون)؛ جعفري، علي أكبر، «پشتو»، سخن، 1345ش، عد 11؛ حدود العالم، تق : منوچهر ستوده، طهران، 1340ش؛ دائرة المعارف آريانا، كابل، 1335ش / 1956م؛ الدراني، سلطان محمد، تاريخ سلطاني، بومباي، 1298ه ؛ رشيد الدين فضل الله، جامع التواريخ، تق : أحمد آتش، أنقرة، 1957م؛ سيفي الهروي، تاريخ نامۀ هرات، تق : محمد زبير صديقي، كلكتا، 1362ش / 1943م؛ عبد الرزاق السمرقندي، مطلع سعدين ومجمع بحرين، تق : عبدالحسيـن نوائي، طهران، 1353ش؛ العتبي، تاريخ يمينـي، تج : ناصح الجرفادقـانـي، تق : جعفـر شعـار، طهـران، 1357ش؛ فـرخـي السيستاني، ديـوان، تق : محمد دبير سياقي، طهران، 1363ش؛ الفردوسي، شاهنامه، تق : برتلس، موسكو، 1960-1971م؛ فرهنگ، محمد صديق، أفغانستان در پنج قرن أخير، مشهد، 1371ش؛ الگرديزي، عبد الحي، زين الأخبار، تق : عبد الحي حبيبي، طهران، 1347ش؛ متن كامل قوانين أساسي أفغانستان، قم، 1374ش؛ منهاج سراج، عثمان، طبقات ناصري، تق : عبد الحي حبيبي، كابل، 1342ش؛ الهروي، نعمت الله، تاريخ خان جهاني ومخزن أفغاني، تج : محمد بشير حسين، لاهور، 1986م؛ وأيضاً:
Caroe, O., The Pathans, London, 1958; Foucher, A., La Vieille route de l’Inde de Bactres à Taxila, Paris, 1947; Gregorian, V., The Emergence of Modern Afghanistan, California, 1969; Iranica.محمد آصف فكرت / ه
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode