الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أفضل خان /

فهرس الموضوعات

أفضل خان


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/1 ۱۱:۲۲:۱۸ تاریخ تألیف المقالة

أَفْضَلْ خان، الأمير محمد (1230-1284ه‍ / 1815-1867م)، الملقب بـ «سردار كلان» ملك أفغانستان والابن الأكبر للأمير دوست محمد خان مؤسس سلالة محمد زايي.
كان لأفضل خان منذ شبابه دور رئيس في أنشطة أبيه السياسية وحروبه مثل الحرب ضد شاه شجاع (1250ه‍( والهجوم على بيشاور (1253ه‍( من أجل بسط الهيمنة (عبد الرحمان، 1 / 6؛ فيض محمد، 1 / 123، 125). ولذا يمكن الاطلاع على شطر من حوادث حياته من خلال الروايات الخاصة بحياة أبيه. 
وهو الذي كان قد أسر خلال الحرب ضد شاه شجاع، الجنرال البريطاني كامبل المتحالف مع الأخير، في 1255 كُلِّف من قبل دوست محمد خان بإعداد قوة ومواجهة جيش شاه شجاع والبريطانيين المرافقين له الذين كانوا متجهين لفتح غزنين وكابل (م.ن، 1 / 125، 150؛ فرهنگ، 1(1) / 253). لكن شاه شجاع استولى على غزنين وكابل (جمادى الثانية 1255)، فاضطر أفضل خان إلى الهـروب مـن تاشغرغان إلـى بخـارى برفقة أبيه وأشقائــه (خافي، 1 / 8؛ فيض محمد، 1 / 152). ولم يرحب بهم أمير بخارى كثيراً، حيث وضع دوست محمد خان وأبناءه تحت المراقبة. ولما هرب أفضل خان وأشقاؤه، أرسل أمير بخارى في أثرهم جيشاً وأعادهم جميعاً إلى بخارى وزج بهم في السجن (خافي، 1 / 9-10؛ فيض محمد، 152-153).
ويبدو أن أفضل خان هرب مرة أخرى ونجح في هذه المرة، ذلك أنه شارك أباه في محاربة البريطانيين بتاشغرغان في 1256ه‍ وأجبرهم على الفرار (خافي، ن.ص؛ فيض محمد، 1 / 155، 158؛ فرهنگ، 1(1) / 260-261). ومع كل هذا، فقد استسلم دوست محمد خان للبريطانيين في نفس السنة، ولما نفوه إلى الهند كان أفضل خان أيضاً برفقته (خافي، 1 / 12؛ فيض محمد، 1 / 160). 
وفي 1259ه‍ عاد دوست محمد خان من الهند إلى كابل، ولما تسلم الحكم، بدأت مرحلة أخرى من حياة أفضل خان، حيث عينه دوست محمد خان حاكماً على أجزاء من رقعة حكمه؛ فأصبح أولاً حاكماً على زرمت وكتواز (ظ: دولت آبادي، 40، 45؛ عبد الرحمان، 1 / 59؛ فيض محمد، 2 / 200) وبعدها وفي 1266ه‍ / 1850م تسلم الحكم في تركستان الأفغانية، أي جميع أرجاء المنطقة الواقعة بين هندوكش ونهر آمو أيضاً، وظل في منصبه هذا حتى 1281ه‍ / 1864م (عبد الرحمان، 1 / 8؛ فيض محمد، 1 / 209-210، 2 / 263، 268؛ غبار، 590). 
وبأمر من أبيه، نظم أفضل خان في هذه الفترة وبمساعدة وإرشاد من الخبراء العسكريين الأوروبيين والضباط الهنود، جيشاً بأسلوب حديث وأسند قيادته العامة إلى المستر كامبل الذي كان قد اعتنق الإسلام وسمى نفسه شير محمدخان (عبدالرحمان، 1 / 6، 77- 78). ومن إنجازات أفضل خان الأخرى آنذاك (1269ه‍( كان بناء مدينة تخته پل الذي تواصل لثلاث سنوات، ونقل أفضل خان إلى هذه المدينة تدريجياً دار حريمه وبلاطه ومعسكرات جيشه ومخازن أسلحته وأقام هو أيضاً هناك (م.ن، 1 / 3؛ فيض محمد، 2 / 214). 
توفي دوست محمد خان بهراة في 1279ه‍ / 1862م خلال قمعه لتمرد ابـن أخيه السلطان أحمد خان، فخلفه ابنـه الثالث، شيـر علي خان (حك‍ 1279-1295ه‍ / 1862- 1878م) (عبد الرحمان، 1 / 56-57)، لكن لما كان دوست محمدخان إبان حكمه قد عين أبناءه حكاماً لمناطق مختلفة كانت تربطهم بسكانها روابط عرقية من جهة الأم، فقد ظهر الصراع والخلافات بينهم بعد وفاته (ظ: فرهنگ، 1(1) / 322-323).
ويرى عبد الرحمان (ن.ص) أن سبب تخلف أبيه عن السلطنة هو غيابه عن هراة؛ كذلك قيل إنه لما كانت أم أفضل وأعظم الأخوين الأكبرين من قبيلة بنگش ومن طبقة من عامة الناس، فإن شير علي الذي كانت أمه من قبيلة سدوزايي، تسلم الحكم بعد دوست محمدخان (مك مان، 163؛ أيضاً ظ: فرهنگ، ن.ص). وعلى أي حال، فإن شير علي خان دعم حكم أفضل خان على تركستان. وبدوره رفض أفضل خان مقترح شقيقه، أعظم خان 
بمعارضة شير علي خان والاستيلاء على كابل في غيابه وأعلن عن طاعته لشير علي خان بإرساله رسالة، لكنه امتنع عن إرسال الخراج والذهاب إلى كابل وهو ما كان قد اقترحه شير علي خان مراراً (خافي، 1 / 51، 64؛ رشتيا، 164؛ فيض محمد، 2 / 252، 263) وربما كان ذلك ما جعل شير علي يرسل جيشاً نحو أفضل خان ويستولي على كتواز وزرمت ولوكر التي كانت تعود لأفضل خان. ومنذ ذلك الحين وماتلاه تغير رأي أفضل خان بشأن شير علي وأصبح هو الآخر في عداد معارضيه. وأخيراً وباستشارته ابنه، عبد الرحمان، تحالف مع مير أتاليق، أحد القادة المعارضين لشير علي ليحتلا كابل (رياضي، 76؛ عبد الرحمان، 1 / 58-59؛ فيض محمد، 2 / 262، 264)، لكن أفضل خان هُزم في المعركة التي دارت رحاها في «باجگاه» وأقام في الموضع المسمى دوآب وعـزم على خـوض الحرب مجدداً، حيـث إن قادة جيش شيـر علي خان حذروه سراً من الاشتباك مع جيش أفضل خان الذي كان عبدالرحمان قد درّبه، ورغّبوه في مساومته وخداعه. فرغب شير علي خان بدوره في الصلح وتعهد بأن يعيّن أفضل خان حاكماً كما كان عليه قبل ذلك (عبدالرحمان، 1 / 62-63؛ خافي، 1 / 52-54، 64-65؛ فيض محمد، 2 / 264-266). كما أن أفضل خان قبل بذلك على الرغم من معارضة عبد الرحمان وتوجه نحو معسكر شير علي خان، وبعد المباحثات بينهما وافق الأخير على أن تبقى تركستان بيد أفضل خان ويرسل هو الضرائب إلى كابل، كما كان يفعل على عهد دوست محمدخان (خافي، 1 / 71-72؛ جمال الدين، 129؛ عبدالرحمـان، 1 / 64، 65). لكـن سرعـان ما نقـض شيـر علي خان عهده واعتقل أفضل خان في تاشغرغان، وعلى الرغم من أن عبد الرحمان أعد نفسه لمحاربة شير علي خان، لكن أفضل خان حال دون ذلك وأمره بالذهاب إلى بخارى (عبد الرحمان، 1 / 65؛ فيض محمد، 2 / 268)؛ وبعد 6 أيام اقتيد أفضل خان مخفوراً إلى كابل (م.ن، 2 / 274؛ رياضي، 80). 
وبعد فترة وجيزة وفي 1282ه‍ ، قُتل محمد علي خان، نجل شير‌علي خان في إحدى المعارك، وقد تركت هذه الحادثة من الأثر في نفس شير علي خان إلى الحد الذي جعله يعتزل الناس لفترة (عبد الرحمان، 1 / 84-85؛ غبار، 590). وهيأ هذا الأمر وكذلك الأوضاع المضطربة في تركستان الأرضية المناسبة لعبد الرحمان، نجل أفضل خان لتحقيق أهدافه. وقد دخل كابل منتصراً برفقة عمه، أعظم خان الذي كان عائداً من الهند. وبعد 6 أشهر وصل شير علي خان أيضاً إلى كابل وهو مايزال يعتقل أفضل خان. وفي الحرب الضروس الطاحنة التي دارت بينهما انتصر عبدالرحمان خان وحرر أفضل خان من السجن (عبد الرحمان، 1 / 85، 97، 102؛ خافي، 1 / 160، 187، 207؛ فيض محمد، 2 / 288؛ قندهاري، 1 / 66). وبعد فترة قصيرة وفي محرم 1283 / حزيران 1866 جلس على عرش الحكم في كابل، واعترفت به الحكومة الاستعمارية البريطانية في الهند، واستقر الممثل السياسي البريطاني في كابل كما كان عليه الحال في عهد الأمير دوست محمد خان (غبار، 591؛ عبد الرحمان، 1 / 105؛ فيض محمد، 2 / 289).
وخلال فترة حكمه، كان أفضل خان يدير شؤون حكومته بنفسه، وكانت الأمور العسكرية على عاتق عبد الرحمان خان وأعظم خان (عبد الرحمان، ن.ص). واستناداً إلى خافي (1 / 212)، فإن أعظم خان كان المفوض بإدارة جميع البلدان، وكان عبدالرحمان خان، القائد العام للقوات المسلحة، ولهذا، فحينما كان يبرز خطر من جانب المعارضين يهدد حكومة أفضل خان، كان عبد الرحمان خان هو المسؤول عن مواجهتهم (عبد الرحمان، خافي، ن.صص). ولم تدم حكومة أفضل خان أكثر من عدة أشهر، ذلك أنه ومع انتشار الوباء في 1284ه‍ أصيب هو أيضاً ومات في جمادى الثانية من تلك السنة ودفن في بستان قلعة حشمت خان التي كانت ملكاً خاصاً به (عبد الرحمان، 1 / 116، 119؛ فيض محمد، 2 / 295). 
وكما يستشف من المصادر، فإن أفضل خان كان رجلاً هادئاً ومسالماً (م.ن، 2 / 265؛ فرهنگ، 1(1) / 323)؛ وكما أعلن ابنه، عبدالرحمان خان أيضاً، فإن المحرضين الرئيسين لأفضل خان لمعارضة شير على خان كانوا حاشيته وبشكل خاص أخوه الأصغر، أعظم خان (1 / 59، 355). واستناداً إلى خافي (1 / 52-53)، وعندما أرسل أفضل خان جيشاً إلى باجگاه كتب رسالة إلى محمد أسلم خان، أحد أمرائه الذي كان في دشت سفيد قرب باجگاه واتهمه فيها وأعظم خان بإشعال فتنة أدت إلى خداعه وظهور الفرقة (أيضاً ظ: عبد الرحمان، 1 / 59). وعدّ هنزمن، أفضل خان حاكماً ضعيفاً وعاجزاً ورأى أن كل السلطة كانت بيد شقيقه، أعظم خان (ص 344).

المصادر

جمال الدين الأسد آبادي، تتمة البيان في تاريخ الأفغان، القاهرة، 1318ه‍ / 1901م؛ خافي، يعقوب علي، پادشاهان متأخر أفغانستان، كابل، 1324ه‍ ؛ دولت آبادي، بصير أحمد، شناسنامۀ أفغانستان، قم، 1371ش؛ رشتيا، قاسم، أفغانستان در قرن نوزده، كابل، 1336ه‍ ؛ رياضي هروي، محمد يوسف، عين الوقايع،تق‍ : محمد آصف فكرت، طهران، 1369ش؛ عبد الرحمان خان، حالات والاحضرت أمير عبد الرحمان خان، مشهد، 1319ه‍ ؛ غبار، غلام محمد، أفغانستان در مسير تاريخ، قم، 1359ش؛ فرهنگ، محمد صديق، أفغانستان در پنج قرن أخير، قم، 1371ش؛ فيض محمد هزاره، سراج التواريخ، كابل، 1331ه‍ ؛ قندهاري، أبوالحسن، گزارش سفارت كابل، تق‍ : محمد آصف فكرت، طهران، 1368ش؛ وأيضاً:

Hensman, H., The Afghan War of 1879-80, London, 1881; Macmunn, G., Afghanistan from Darius to Amanullah, Quetta, 1934.
هدى سيد حسين زاده / م

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: