أفضل خان الشیرازي

أَفْضَلْ‌ خانُ الشّيرازيّ، شكر الله (978-12 رمضان 1048ه‍‍ / 1570-7 كانون الثاني 1639م)، المعروف بأفضل خان العلامـي، رئيس الديـوان والوزيـر المتمـرس والمتنفـذ الإيراني ـ الأصل على عهدي جهانگير شاه (1014-1037ه‍( وشاه جهان الكوركاني (1037- 1068ه‍(. 
ولد أفضل خان في شيراز وترعرع فيها ولما كان أبوه من‌ الموظفين الديوانيين في تلك البلاد، فقد عمل هو لفترة في ديوان الخراج نيابة عنه؛ وفضلاً عن دراسته على أبيه، فقد درس في شيراز على تقي الدين محمد الشيرازي (عبد الحي، 5 / 170؛ النهاوندي، 3 / 27)؛ ثم ذهب إلى قزوين وأصبح من ملازمي فرهادخان قرامانلو وهو أحد القادة المشجّعين للعلم على عهد الشاه عباس. وفي 1004ه‍ / 1596م وبأمر من الشـاه عباس ذهب إلى البلاط العثماني برفقة مجموعة يتزعمهـا ذوالفقار خان، أخو فرهادخان قرامانلو، لكنه ترك الخدمة الديوانية بعد مقتل فرهاد خان في 1007ه‍ و ذهب إلى همدان (م.ن، 3 / 27- 28؛ أيضاً ظ: إسكندربيك، 2 / 512-513؛ فلسفي، 3 / 159-163). وقد انبرى هناك لتحصيل العلم لعدة سنوات لدى إبراهيم الهمداني (ن.ع)، وسافر بعدها إلى العراق بإذن من أستاذه لزيارة العتبات المقدسة، ومن هناك ذهب إلى الهند (النهاوندي، 3 / 28).
وفي بادئ الأمر عمل أفضل خان في برهانپور الدكن لدى خان خانان عبد الرحيم واستطاع خلال سنوات ثلاث تسنم مناصب مهمة (م.ن، 3 / 29؛ كيول رام، 6). ثم وبتعريف منه شق طريقه إلى بلاط جهانگير وانبرى للخدمة في ديوان الأمير خرم (شاه جهان) بمنصب «مير عدلي» في جيشه. وبعد أن ظهرت كفاءته في أوديپور، تمكن من لفت انتباه الأمير إليه (كامگار، 189-191؛ النهاوندي، 3 / 29-30؛ شاهنوازخان، 1 / 145)، ونال بعد فترة في 1023ه‍ / 1614م لقب «أفضل خان» من جهانگيرشاه (توزك ... ، 155؛ كنبو، 1 / 69). وفي 1026ه‍ وبعد نجاحه في التفاوض مع عادل خان، حيث اضطره إلى دفع غرامة كبيرة وجعله يتعهد بإخلاء الولايات التي احتلها ( توزك، 210؛ كنبو، 1 / 84- 88)، نال أفضل خان مكانة أقوى. 
وكانت السنوات الأخيرة من حكم جهانگير مسرحاً للمنافسة والصراع بين أبنائه وأقاربه على خلافته. وكانت نورجهان بيگم، زوجة جهانگير المقتدرة والأثيرة لديه التي لعبت دوراً مهماً في هذه الصراعات، تؤيد صهرها، الأمير شهريار وتحرض جهانگير على شاه جهان (عبد الرشيد، 187-188؛ كامگار، 358-361) ولهذا لم يستقبل جهانگير في 1031ه‍ / 1622م أفضل خان الذي كان قد قدم ممثلاً لشاه جهان لتقديم فروض الطاعة (توزك، 396-397؛ كامگار، 361؛ كنبو، 1 / 140). وفي تلك الفترة، انفض من حول شاه جهان جمع من أنصاره ومنهم الميرزا محمد، نجل أفضل خان، حيث قتل على يد أفراد حاشية شاه جهان خلال فراره من معسكره (توزك، 432-433؛ شاهنوازخان، 1 / 147- 148؛ كامگار، 387- 388). واستناداً إلى كيول رام (ن.ص) وشاهنوازخان (1 / 148)، فإن أفضل خان وبعد معرفته بموت ابنه‌التحق ببلاط جهانگير؛ وفي 1035ه‍ / 1626م بلغ منصب «مير (أو خان) ساماني»، ثم أصبح نائب رئيس ديوان الأمير شهريار (هادي، 498؛ كنبو، 1 / 175؛ شاهنوازخان، 1 / 148-149). وعلى الرغم من كل هذا وبحسب ما كتبه كنبو (1 / 428) و شاهنوازخان (ن.ص)، فإن أفضل خان كان يدعم شاه جهان سراً، ولهذا، فقد وجد الكثير من الرعاية بعد تسلمه الحكم. 
في 1037ه‍ / 1628م وفي بداية حكم شاه جهان، نال أفضل خان منصباً أعلى، ثم تسنم الوزارة بعد عزل إرادت خان ونال منصب «قائد 4 آلاف» و«5 آلاف» وأخيراً «7 آلاف جندي» (كنبو، 1 / 275، 3 / 297؛ اللاهوري، 1 / 176-177). وبسبب خبرته الطويلة في المفاوضات السياسية، فقد تولى أيضاً مهمة الارتباط بممثلي البلدان الأخرى (كنبو، 1 / 355-356، 2 / 241؛ اللاهوري، 1 / 339-340، 365، 2 / 91). وظل يشغل تلك المناصب إلى أن استقال من الوزارة في 1048ه‍ بسبب الشيخوخة، وبعد فترة وجيزة وفي 12 رمضان من تلك السنة (اللاهوري، 2 / 131-132) توفي في لاهور ودفن في المقبرة التي كان قد بناها لنفسه في أغره على شاطئ نهر جمنا (محمد لطيف، 189-190). 
وعلى عهدي جهانگير وشاه جهان وبذرائع شتى، هاجرت مجموعة من الإيرانيين من إيران إلى الهند وتسلم عدد منهم وزارات وإمارات وتجدر الإشارة من بينهم إلى اعتماد الدولة الطهراني (ن.ع) وآصف‌خان (ن.ع) وإرادت خان وأفضل خان، حيث أدى تغلغلهم في البلاط الهندي إلى نشر الثقافة الإيرانية في تلك البلاد. 
كان أفضل خان متبحراً في الحساب والهندسة والفلك والأدب (شاهنوازخان، 1 / 145؛ اللاهوري، 1 / 282-287، 478-486؛ رياض الإسلام، I / 237-238,249-250,254-255). وكان من حماة الشعراء الناطقين بالفارسية في بلاط الهند، وقد استقطب بعض الشعراء والكتّاب إلى بلاط الكوركانيين ومنهم شندربهان، المتخلص ببرهمن مؤلف تذكرۀ چهار چمن الذي خصص «چمناً» منها لترجمة حياة أفضل خان وأعماله (كنبو، 3 / 336-337، 343-344؛ آفتاب أصغر، 382).
وبعد مقتل ابن أفضل خان ولما لم ‌يكن له ابن آخر، فقد تبنى ابن‌أخيه عنايت الله، الملقب بعاقل خان. وإن عبد الحق، الملقب بأمانت خان هو الشقيق الفنان لأفضل خان من الخطاطين البارزين في تلك الفترة والذي يعتبر خطه على قبة تاج محل من روائعه (شاهنوازخان، 1 / 151؛ كنبو، 2 / 222، 250).

المصادر

آفتاب أصغر، تاريخ نويسي فارسي در هند وپاكستان، لاهور، 1364ش؛ إسكندربيك المنشي، عالم آراي عباسي، تق‍ : إيرج أفشار، طهران، 1350ش؛ توزك جهانگيري، تق‍ : محمد هاشم، طهران، 1359ش؛ شاهنوازخان، مآثر الأمراء، تق‍ : عبد الرحيم، كلكتا، 1888م؛ عبد الحي، نزهة الخواطر، تق‍ : شرف الدين أحمـد، حيدر آباد الدكن، 1399ق / 1979م؛ فلسفـي، نصر الله، زندگانـي شاه عباس أول،‌ ‌طهـران ،‌1345ش؛‌ كـامگـار ‌‌‌حسينـي، ‌‌مآثـر‌ جهـانگيري، تق‍ : عـذرا ‌‌علـوي ، عليكره، 1978م؛ كنبـو، محمد صالح، شاه جهان نامه، تق‍ : غلام يزداني ووحيد قريشي، لاهور، 1967م؛ كيـول رام، تذكـرة الأمراء، تق‍ : معين الحق وأنصـار زاهدخان، كراتشي، 1986م؛ اللاهوري، عبدالحميد، بادشاهنامه، تق‍ ‍‌: كبير الدين أحمـد وعبد الرحيـم، كلكتـا، 1868م؛ النهاونـدي، عبـد الباقـي، مآثـر رحيمـي، تق‍ : محمد هدايت حسين، كلكتا، 1931م؛ هـادي، محمد، «ضميمۀ جهانگيرنامه» (ظ: هم‍ ، توزك جهانگيري)؛ وأيضاً:

Abdur Rashid, «Jahāngīr», The Mughul Empire, Bombay, 1984; Muhammad Latif, Agra, Calcutta, 1896; Riazul Islam, A Calendar of Documents of Indo-Persian Relations, Karachi, 1979.

مجيد سميعي / م