الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفلسفة / أفضل الدین محمد /

فهرس الموضوعات

أفضل الدین محمد


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/1 ۱۲:۰۴:۴۹ تاریخ تألیف المقالة

أَف‍ضَلُ الدّينِ مُحَمَّد (أو محمود) (تـ رجب 910 / كانون الأول 1504)، وزير السلطان حسين بايقرا وشاعر من العصر التيموري. نشأ في أسرة توارثت الإمارة والوزارة في كرمان جيلاً بعد جيل. وكان أبوه ضياء الدين محمد أيضاً من وجهاء هذه المدينة (دولتشاه، 513؛ ميرخواند، 7 / 85). ويبدو أن أفضل الدين غادر مسقط رأسه وهو لما يزل في مقتبل العمر وذهب إلى سمرقند، عاصمة السلطان أبي سعيد كوركان (حك‍ 854-873ه‍ / 1450- 1468م) الحاكم التيموري وصاهر وزيره، الخواجه برهان الدين عبد الحميد وأصبح ملازماً له، و بواسطته شق طريقه إلى البلاط. وبعد فترة عُيّن لرئاسة «استيفاء الديوان الأعلى»، برغم كونه مايزال شاباً (خواندمير، دستور الوزراء، 433-434). 
وعقب مقتل أبي سعيد كوركان، توجه أفضل الدين إلى خراسان وانضم إلى بلاط السلطـان حسين بايقـرا (حك‍ 873-911ه‍ / 1468-1505م) الذي كان قد بدأ حكم خراسان لتوه، و ترقى بسرعة في المناصب، بحيث تولى الوزارة في 891ه‍ / 1486م (ميرخواند، ن.ص؛ قا: خواند مير، حبيب السير، 4 / 167، دستور الوزراء، 434، الذي ذكر أن تاريخ توليه الوزارة كان في 878ه‍ برغم اقتباسه عبارات ميرخواند بنصها). ويستفاد من أقوال المؤرخين أن شخصين كانا يديران الوزارة معاً آنذاك: أحدهما أفضل الدين والآخر الخواجه نظام الملك. وقد وشى هذان الاثنان بمنا‌فسهما المتنفذ، الخواجه مجد الدين محمد لدى السلطان حسين إذ أمر السلطان أخيراً بعزله من جميع مناصبه. وعلى الرغم من كل هذا، وبإشارة من بعض رجال البلاط، قرر السلطان أن يسند إلى الخواجه مجد الدين منصباً آخر؛ لكنه لم يفعل شيئاً بسبب معارضة الأمير عليشير نوائي، رجل الدولة وشاعر البلاط البارز الذي كانت تربطه بأفضل الدين علاقات ودية جداً؛ غير أن الأمير عليشير عندما أُرسل حاكماً لإستراباد، تعامل السلطان في غيابه مع الخواجه مجد الدين بودّ مرة أخرى وأوكل إليه أمور الديوان في 892ه‍ / 1487م (ميرخواند، 7 / 85-86، 105-106؛ عليشير، 119؛ خواندمير، حبيب السير، ن.ص)؛ ثم إن أفضل الدين الذي كان قد أدرك بذكاء أن الخواجه مجد الدين يفكر في الانتقام منه، ذهب إلى إستراباد بإذن من السلطان لاستيفاء أموال الديوان. وبدوره وبعد أن تسلم الوزارة، خلع الخواجه مجد الدين جميع الذين كان لهم منصب في زمن الوزراء السابقين وزجّ ببعضهم في السجن، أو صادر أموالهم. ومع كل هذا، فقد قام ــ وهو الذي لم يكن ليطيق على الإطلاق وجود أفضل الدين إلى جانب الأمير عليشير نوائي منافسه المتنفذ في إستراباد ويرى في تحالف هذين الاثنين خطـراً يتهدده ــ بتشجيع السلطان على استدعاء أفضل الدين إلى هراة. لكن أفضل الدين كان خائفاً جداً على حياته، فتوجه بوصية من الأمير عليشير نوائي الذي كان قد نبهه إلى مؤامرة الخواجه مجد الدين، نحو آذربايجان لدى السلطان يعقوب بك (حك‍ 883-896ه‍ / 1478-1491م)، الحاكم الآق قويونلوي (ن.ع)، فاستقبله بحفاوة (ميرخواند، 7 / 106-107، 109؛ خواندمير، ن.م، 4 / 181). 
واستناداً إلى الأمير عليشير نوائي (ص 119، 296)، فإن السلطان يعقوب أراد منح الوزارة لأفضل الدين، لكنه رفض وتولى بدلاً عنها إمارة الحاج (أيضاً ظ: ميرخواند، 7 / 109). وبعد أن أمضى فترة هادئة في آذربايجان، ولما أدرك أن السلطان حسين بايقرا ــ وباحتمال كبير بوساطة من الأمير عليشيرنوائي ــ قد عاد إلى تعامله الودي، قرر في منتصف شهر رمضان 903 / أيار 1498 العودة إلى خراسان. وتزامناً مع عودة أفضل الدين، خلع السلطان حسين بايقرا وزيره، نظام الملك الذي كان يحقد عليه كثيراً ومنح الوزارة لأفضل الدين في شهر شوال من تلك السنة، فشارك هذا مشاركة فاعلة في مصادرة أموال الكثيرين من أقارب الوزير وحليفه السابق (م.ن، 7 / 157-160؛ قا: خواندمير، دستور الوزراء، 436-437). وقد تقرب أفضل الدين من السلطان هذه المرة، بحيث أسند إليه أولاً منصب «أشرف الوزراء»، ثم «إمارة الديوان» أيضاً (ميرخواند، 7 / 160)، كما تولى بعض أبنائه وإخوته وأقاربه أيضاً مناصب مهمة: أصبح نجله، ضياء الدين محمد من بين أمراء الميرزا مظفر حسين كوركان نجل السلطان؛ كما تولى شقيقه، الخواجه أمين الدين محمود وزارة السلطان حسين لفترة (خواندمير، ن.م، 439-441، حبيب السير، 4 / 330). توفي أفضل الدين في هراة و دفن في المدرسة التي كان قد بناها هو إلى جانب مقبرة الخواجه عبد الله الأنصاري (م.ن، دستور الوزراء، 439-440). 
امتدح دولتشاه السمرقندي الذي كتب في حياة أفضل الدين ترجمة له، نشاطه العملي وجدارته ورأى أنه عندما تسلم منصب الوزارة ازدهرت شؤون الدولة كثيراً (ص 513-514). قيل إنه كان يولي اهتماماً كبيراً أيضاً للعمران والبناء وقد بُنيت في هراة بأمر منه عدة مساجد ومدارس وخانقاهات (ميرخواند، 7 / 161؛ خواندمير، ن.م، 438). وكان أفضل الدين «فريداً في علم السياق وحساب الدفاتر والضرب والقسمة»؛ وفضلاً عن توليه مناصب حكومية، فقد كان قديراً في نظم الشعر أيضاً (عليشير، 119). وقد نظـم وهـو الذي كـان يتخلـص بـ «أفضل» (ظ: عبـد الغني، 16) قصائد غراء في مدح ملك الإسلام [السلطان حسين بايقرا على ما يبدو]، كما يقول دولتشاه السمرقندي (ص 515). وفضلاً عن الأبيات المتناثرة التي وردت في بعض المصادر (ظ: عليشير، 296؛ دولتشاه، ن.ص؛ الرازي، 2 / 270-272؛ الأوحدي، 84-85)، يوجد من أشعاره 95 بيتاً أيضاً في مجموعة برقم 2326 محفوظة في مكتبة مجلس الشورى (ظ: شورى، 8 / 12-13؛ أيضاً ظ: منزوي، 9 / 1990). 

المصادر

الأوحدي البلياني، محمد، عرفات العاشقين، مخطوطة مكتبة ملك الوطنية، رقم 5324؛ خواندمير، غياث الدين، حبيب السير، تق‍ : محمد دبير سياقي، طهران، 1362ش؛ م.ن، دستورالوزراء، تق‍ : سعيد نفيسي، طهران، 1355ش؛ دولتشاه السمرقندي، تذكرة الشعراء، تق‍ : إدوارد براون، ليدن، 1318ه‍ / 1900م؛ الرازي، أمين أحمد، هفت إقليم، تق‍ : جواد فاضل، طهران، 1340ش؛ شورى، المخطوطات؛ عبدالغني، محمد، تذكرة الشعراء، تق‍ : محمد مقتدى شرواني، عليكره، 1916م؛ عليشير نوائي، مجالس النفائس، تق‍ : علي أصغر حكمت، طهران، 1363ش؛ منزوي، المخطوطات المشتركة؛ ميرخواند، محمد، روضة الصفا، طهران، 1339ش.

أبو الفضل خطيبي / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: