الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أفضل الدین الکرماني /

فهرس الموضوعات

أفضل الدین الکرماني


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/1 ۱۱:۵۷:۵۰ تاریخ تألیف المقالة

 

 

أَفْضَلُ الدّينِ الْكِرْمانيّ، تاج الزمان أحمد بن حامد، من الشعراء والمؤرخين والأطباء في أواخر القرن 6ه‍ وأوائل القرن 7ه‍ في بلاط آل قاورد (ن.ع)، أو سلاجقة كرمان. لايعرف تاريخ ولادتـه. كان من ندماء طغرل شاه السلجوقـي (تـ‍ 563ه‍ / 1168م) وعند الخلاف بين أبنائه، أي ملك أرسلان وتوران شاه وبهرام شاه، كان يميل بشكل أكبر إلى ملك أرسلان. كان أحد من ربّاه ورعـاه هـو الأتابك قطب الديـن محمـد بزقش (تـ 582ه‍ / 1186م) الذي كان أفضل الدين يدير ديوان الإنشاء لديه. واستناداً إلى رواية الخبيصي الذي حرّر بعد عدة قرون كتاب بدائع الأزمان لأفضل الدين، فقد كان كاتب الأتابك وكان له في مجلس أبناء طغرل شاه «رتبة الجلوس» (ظ: محمد بن إبراهيم، 47). 
كان سلاجقة كرمان يمضون 4 أشهر من السنة في جيرفت التي كانت مدينة وفيرة النعم من المناطق الحارة ويمضون الأشهر الثمانية الباقية في مرج مشيز ومدينة كرمان التي كانت تسمى آنذاك بردسير (أي المناطق الباردة). وكان أفضل الدين حاضراً في جميع عمليات الترحال تلك وذكرها مراراً في كتابه؛ فمثلاً كان في «564 خراجي» (571ه‍ / 1175م) اليوم الخامس عشر من شهر دَي (5 كانون الثاني)، ملازماً للملك أرسلان في سفره إلى جيرفت مندوباً عن ديوان الإنشاء (ظ: م.ن، 95). وخلال الصراعات بين الأمراء السلاجقة، كان أفضل الدين ينوي الهجرة، فتوجه إلى خراسان عن طريق كوبنان (كوهبنان) التي كانت مسقط رأسه على ما يبدو (577ه‍ / 1181م)، لكنه عندما وصل إلى كوبنان، تخلى عن فكرة السفر إلى خراسان بإشارة من الأمير العالم مجاهد الدين، ومكث مدة 5 سنوات في كوبنان معتزلاً الناس (ظ: أفضل الدين، 155-156). 
وعقب ذلك ذهب أفضل الدين إلى يزد. وهناك وبسبب مرضه وعجزه عن إدارة الأسرة طلب إلى أتابك يزد أن يهيئ له سبل العودة إلى كرمان. ولم يكن وجهاء يزد يوافقون على هذا العمل، خاصة وأن علاء الدولة، نجل الأتابك سام كان قد منّاه كثيراً من أجل البقاء (باستاني، مقدمة عقد العلى، 18). وعلى الرغم من كل ذلك، فإنه لم يتمكن من البقاء طويلاً في كرمان، فعاد إلى يزد مرة أخرى وهناك بادر للعمل في المستشفى وعُيّن له راتب (ظ: أفضل الدين، 157)، لكنه لم يلبث أن عاد إلى كرمان مرة أخرى. 
ويبدو أن أفضل الدين قرر العودة بسبب الأوضاع المضطربة في كرمان ووصول الملك دينار الغزي إلى راور؛ كذلك ربما يكون وجهاء راور وكوبنان ــ وبإشـارة من الملك دينـار ــ قـد دعوه للعودة إلى كرمان. وعلى أية حال، وكما قال: فقد وصل كوبنان في 5 محرم 584، وذلك قبل عيد النيروز بأسبوعين (ص 163). 
وبعد فترة، تسلم مقاليد الأمور ركن الدين محمد بن صلاح الدين، وزير كرمان الذي كان من أصدقاء أفضل الدين (باستاني، مقدمة سلجوقيان ... ، 72)، لكن لم يمض طويل وقت حتى زُج بالوزير في السجن وصودرت أمواله بوشاية من الأعداء (ن.ص). ويبدو أن أفضل الدين اعتزل هو الآخر منذ ذلك الحين، وكما قال: أنا العبد قد آثرت العزلة وغرقت فـي التأمل بإشارة من شيخ العقل.
ولايعرف تاريخ وفاة أفضل الدين الكرماني على وجه الدقة. وبما أنه ألّف المضاف إلى بدائع الأزمان في 613ه‍ / 1216م، فلابد أن يكون حياً حتى ذلك التاريخ. ومن جهة أخرى، فإنه لما كان قد عيّن في 565ه‍ / 1170م نديماً لملك أرسلان ومعلماً له فيما يحتمل، فينبغي أن يكون آنذاك في سن مناسب. ويمكن القول إنه إذا كان قد عمّر 80 سنة أيضاً، فيحتمل أن يكون قد توفي في 615ه‍ / 1218م (ن.م، 57)؛ كذلك لما كان أفضل الدين كوبنائي الأصل كما يبدو، فيمكن احتمال أن يكون قد عاد إلى موطنه أواخر حياته وتوفي هناك. 
كان أفضل الدين بارعاً في الشعر والنثر معاً. وقد تحدث محمد بن إبراهيم الخبيصي (كان حياً في 1025ه‍( في متن تاريخه عن مجلس المباراة الشعرية الذي أقيم بحضور الأتابك زنكي الذي يحتمل أن يكون عائداً لسنة 599ه‍ / 1203م حينما قاد الأتابك سعد بن زنكي جيشاً إلى كرمان (ظ: ن.م، 76). وكان لأفضل الدين باع في الشعر العربي أيضاً وقد نظم قصيدة لدى عودته من يزد (ظ: ص 162).
وقد ذكر أفضل الدين في كتاباته بعض أساتذته ومنهم بديع الزمان محمد بن أبي المعالي من حاشية قوام الدين مسعود، وزير سلاجقة كرمان. كما كانت له علاقات ومراسلات مع بعض علماء عصره؛ كما حدث عندما راسل جمال الدولة أبا الفتح المنجم الذي كان يعيش في خراسان بشأن القران المعروف الذي كان المنجمون قد تنبأوا به واستناداً إلى قوله، فقد كانت تربطه به صداقة قديمة (ص 74). 
وكان أفضل الدين ماهراً في الطب أيضاً وكان يتولى إدارة مستشفى كرمان لفترة ومستشفى يزد لفترة أخرى وقد كتب رسالة عن الصحة والوقاية من الأمراض عنوانها صلاح الصحاح في حفظ الصحة. توجد مخطوطة منها في مكتبة كلية الطب بجامعة طهران (منزوي، 1 / 556؛ ره آورد، 23)، ومخطوطة أخرى في المكتبة الوطنية بباريس (بلوشه، رقم 884). طبعت هذه الرسالة لأول مرة في طهران (1356ش) ضمن عقد العلى وترجمة لحياة مؤلفها بتحقيق باستاني پاريزي، أما بقية آثار أفضل الدين، فهي في التاريخ وما بقي منها هو: 
1. بدائع الأزمان في وقائع كرمان، أشهر آثاره، ويبدو أنه كان كتاباً وافياً بأسلوب رصين في التاريخ العام لكرمان وخاصة سلاجقة كرمان. ولم يتم العثور على مخطوطة من هذا الكتاب حتى الآن.
وبعد أفضل الدين بحوالي 400 سنة، قام كاتب بارع من أهل خبيص بكرمان، يدعى الميرزا محمد إبراهيم الخبيصي الذي ينتهي نسبه إلى سلاجقة كرمان على ما يبدو (باستاني، گنجعلي خان، 190) بتحرير القسم الأكبر من هذا الكتاب بحذافيره على عهد الشاه عباس الصفوي. وعلى الرغم من أنه أضاف هو في بعض المواضع أموراً وأنقص فيما يحتمل أموراً أيضاً، لكنه على أية حال أبقاه بشكل حي. طبعت مخطوطة هذا التحرير التي كانت محفوظة في المكتبة الملكية ببرلين في 1886م بتحقيق هوتسما ضمن سلسلة منشورات أوقاف جيب تحت عنوان تواريخ آل سلجوق وإن مخطوطة مكتبة برلين ليست في متناول اليد وربما تكون قد تلفت خلال حوادث الحرب العالمية الثانية. وعلى هذا اكتسب المتن المطبوع لهوتسما قيمة وأهمية بالغة، على الرغم من أنه حذف الأقسام الأولى من الكتاب التي كانت تاريخاً عاماً. وأخيراً تم العثور على مخطوطة من هذا الكتاب حُرّرت في 1173ه‍ ينبغي أن تكون استنساخاً عن مخطوطة الميرزا محمد إبراهيم الخبيصي نفسها (ظ: باستاني، مقدمة سلجوقيان ... ، 91، الهامش). طبع هذا الكتاب لأول مرة بطهران في 1343ش / 1964م بتحقيق باستاني پاريزي تحت عنوان سلجوقيان وغز در كرمان.
جدير بالذكر أن مهدي بياني طبع بدائع الأزمان على أساس مقارنة بعض النقول منه الموجودة في الآثار الأخرى والجمع بينها (طهران، 1326ش). 
2. عقد العلى للموقف الأعلى، رسالة في النصح والوعظ وآداب السياسة والملك وقسم من تاريخ كرمان، كتبها باسم الملك دينار الغزي وانتهى من تأليفها في صفر 584. طبعت لأول مرة بتحقق محمد حسين فروغي (ذكاء الملك) بخط النستعليق، ثم طبعت بتحقيق علي محمد عامري في 1311ش / 1932 مع حواش وتحقيقات قيمة وأعيدت نفس الطبعة مع مقدمة باستاني پاريزي في 1356ش / 1977م. 
3. المضاف إلى بدائع الأزمان في وقائع كرمان، و هي في الحقيقة تكملة لكتاب بدائع الأزمان. توجد مخطوطة من هذه الرسالة التي كتبت في 763ه‍ / 1362م ضمن مجموعة في مكتبة الفاتيكان. طبعت هذه الرسالة بتحقيق عباس إقبال الآشتياني بمساعدة محمد هاشمي كرماني. 

المصادر

أفضل الدين الكرماني، أحمد، عقد العلـى، تق‍ : علي محمد عامري، طهران، 1356ش؛ باستاني پاريزي، محمد إبراهيم، گنجعلي خان، طهران، 1362ش؛ م.ن، مقدمة سلجوقيان و غز در كرمان (ظ: هم‍ ، محمد بن إبراهيم)؛ م.ن، مقدمة عقد العلى (ظ: هم‍ ، أفضل الدين الكرماني)؛ ره آورد، حسن، فهرست كتب خطي كتابخانۀ دانشكده پزشكي، طهران، 1333ش؛ محمد بن إبراهيم، سلجوقيان و غز در كرمان،تق‍ : باستاني پاريزي، طهران، 1343ش؛ منزوي، المخطوطات؛ وأيضاً:

Blochet, E., Catalogue des manuscrits persans, Paris, 1992.

محمد إبراهيم باستاني پاريزي / م

 

 

 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: