الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب الفارسی / أفسر /

فهرس الموضوعات

أفسر


تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/30 ۱۳:۴۷:۳۷ تاریخ تألیف المقالة

أَفْسَر، محمد هاشم ميرزا (1258- شهريور 1319ش / 1879- أيلول 1940م)، الملقب بالشيخ الرئيس والمتخلص بأفسر، نجل نور الله ميرزا جناب وحفيد فتح علي شاه القاجاري، أديب وشاعر ورجل دين، ومن رجال السياسة المعروفين في العهدين القاجاري والپهلوي. وقد انبرى في مسقط رأسه سبزوار لدراسة علوم مقدمات المنطق والمعاني والبيان و البديع والرياضيات؛ ودرس بعض مقدمات العلم على أبيه الذي كان حائزاً على البكالوريا من دارالفنون وعلى معرفة باللغة الفرنسية ومبادئ التلغراف؛ وتعلم المنطق والكلام في مجلس الحاج الميرزا حسن الحكيم، تلميذ وصهر الحاج الملاهادي السبزواري، والرياضيات والفلسفة في مجلس محمد إسماعيل، افتخار الحكماء، والفقة والأصول لدى الحاج الميرزا حسين المجتهد السبزواري. وكان جده لأمه محمد هاشم، المتخلص بجناب يُعدّ من تلامذة الحاج الملا هادي السبزواري (پارسا، «سوگواري ...»، 67، مقدمة ... ، 5- 8؛ رشيد ياسمي، 16؛ مرسل وند، 1 / 238).
كان محمد هاشم أفسر من رواد مقارعة الاستبداد القاجاري، لذا نُفي من سبزوار إلى مشهد في 1320ه‍ / 1902م. وبعد 4 أشهر، غادر هذه المدينة ليحط رحاله في نيسابور. كان أفسر لفترة أحد دعاة الحرية في «فرقة دمكرات» (الفرقة الديمقراطية) (القزويني، 37؛ پارسا، «سوگواري»، 67- 68).
وفي 1328ه‍ وإثر قصف المجلس بالمدفعية بأمر من محمد علي شاه، انتُخب أفسر من قِبل أهل سبزوار نائباً لهم في الدورة الثانية لمجلس الشورى الوطني، وفي 1332ه‍ في الدورة الثالثة من قبل أهل نيسابور، وفي الدورة الرابعة من قبل أهل مشهد، ومن الدورة الخامسة إلى التاسعة عن أهل سبزوار (ن.م، 68؛ شجيعي، 299؛ مرسل وند، ن.ص). وفي تلك الدورات النيابية كانت تسند إليه غالباً نيابة رئاسة المجلس (پارسا، ن.ص). وبعد انقلاب 1299ش وتشكيل وزارة سيد ضياء طباطبائي، كان الأمير أفسر أحد ألد أعداء هذه الوزارة في مجلس الشورى (بهار، تاريخ...، 1 / 129). وفي الدورة الخامسة وحين قُدم اقتراح إنهاء الحكم القاجاري، كان أفسر أحد الموقعين على المادة الواحدة التي سقطت الحكومة القاجارية بالمصادقة عليها (مكي، 3 / 462، 465، 467). وإثر سقوط الحكم القاجاري والاتفاق على تشكيل المجلس التأسيسي (15 آذر 1304) انتخب أفسر ممثلاً لأهل سبزوار في المجلس (م.ن، 3 / 488؛ مرسل وند، ن.ص). وعقب وفاة أبي الحسن ميرزا، الشيخ الرئيس القاجاري (1264- 1338ه‍(، المتخلص بحيرت، الشاعر والخطيب الشهير آنذاك، نال أفسر لقب الشيخ الرئيس (غني،1 / 162). ومنذ بدئه العمل أقام علاقة صداقة بعبد الحسين خان نرديني الذي عُرف فيما بعد بتيمورتاش. وعندما عاد عبد الحسين خان من سفره إلى روسيا، وعيّنه أبوه حاكماً على جوين، أصبح أفسر نديماً له. وخلال ذلك علّمه الفارسية والآداب. وقد أدت هذه العلاقة إلى ولع خان جوين وشغفه باللغة الفارسية وآدابها، فاتجه بشكل عام إلى العوالم الذوقية. وبعد أن صاهر كلاهما أسرة نير الدولة، والي خراسان تعززت أواصر الصداقة بينهما أكثر؛ وذهبا برفقة نير الدولة إلى خراسان وأصبح تيمورتاش قائداً للجيش، بينما أصبح أفسر مديراً للثقافة والأوقاف في تلك الولاية. وبعد فترة وعندما بدأت انتخابات المجلس تخلى عبد الحسين خان وأفسر عن مهامهما وشقا طريقهما إلى المجلس بوصفهما نواباً (م.ن، 1 / 162-163؛ عاقلي، 25، 30).
كانت لأفسر منذ بدء شبابه رغبة في نظم الشعر وكان ينظم أشعاراً على سبيل الهواية. ومن بين أنواع الشعر، كان يبدي رغبة في نظم الأشعار القصيرة، أي الرباعيات والمقطعات (التي كان ينشئ بعضها ارتجالاً) أكثر، ولم‌ يكن لـه، كما يقول قاسم غني «نفس طويل للغزل والقصيدة» (1 / 160). ومع هذا، يلاحظ عدد من الغزليات بين أشعاره أيضاً. وقد رأى محمد تقي بهار أن مرتبته في نظم المقطعات تأتي بعد ابن يمين الفريومدي (پارسا، «سوگواري»، 69).
وأشعار أفسر بشكل عام سلسة ورصينة وخالية من التكلف والتعقيد. وواضح جداً أنه كان يولي نضج الشعر ورصانته اهتماماً أكبر من اهتمامه بالجمال الظاهري والصناعات اللفظية. وفيما عدا المضامين الغرامية القليلة التي تتجلى في غزلياته المحدودة نسبياً (35 غزلاً كاملاً و 10 غزليات ناقصة) (ص 16-43)، فإن أغلب مضامين شعره هي في القضايا الأخلاقية والاجتماعية والثقافية والوطنية وشؤون الناس اليومية. وإن التحلّي بالأخلاق الحميدة واكتساب العلم، والتربية والتعليم، واختيار الأصدقاء ذوي السيرة الحسنة، حفظ الصحة، ضرورة تعريف الناس بالحياة العصرية، تجنب البطالة، ذم النفاق الأُسري، ذم بذاءة اللسان والرياء ولعب القمار وأمور من هذا القبيل، يشكل المضامين الأساسية في شعره (ظ: ص46-77). والأمر الملفت للنظر إلى حد ما في أشعار أفسر هو سعيه إلى خلق مضامين جديدة وابتكار أوزان غير مبتذلة (رشيد ياسمي، 16).
كان أفسر من أوائل الأعضاء الفاعلين في «أنجمن أدبي إيران» (الجمعية الأدبية الإيرانية) التي أسسها وحيد دستگردي بطهران في 1294، وعلى قول في 1299ش. وقد تولى لسنوات رئاسة هذه الجمعية وإدارتها، بل نقل بعد فترة مكان عقد جلساتها الأسبوعية إلى بيته، وظلت جلسات تلك الجمعية تعقد في منزله إلى نهاية حياته (الميرزا زماني، 242-243؛ آرين پور، 2 / 435؛ رشيد ياسمي، ن.ص). 
لم‌يكن أفسر يتبع أسلوباً خاصاً في نظم الشعر وكان يعرف الشعر جيداً وله مهارة وبراعة تامتان في نقد أشعار الآخرين (ن.ص). وكان يشجعهم بأساليب متنوعة، منها اقتراح موضوع للمسابقة بين الشعراء (مثلاً ظ: «أنجمن...»، 51، 52). وتشمل كليات أشعار أفسر التي تقع في 000,4 بيت تقريباً المقطعات والرباعيات والغزليات ومثنوياً قصيراً واحداً وتضمينين لقصيدتي غزل لسعدي مع مقدمة بقلم عبد الرحمان پارسا وقد صدر في 1321ش. وبعد حوالي 40 سنة، أعاد پارسا طبع هذا الديوان. وفضلاً عن ذلك، طبع قسم من أشعاره بشيراز في 1312ش تحت عنوان پندنامۀ أفسر. وبطبيعة الحال، فإن الكثير من أشعار هذا الشاعر طبعت خلال حياته في مجلات وصحف تلك الفترة، كما ترجم المستشرقون بعض أشعاره إلى اللغات الأجنبية وطبعوها (پارسا، ن.م، 70).
وقد امتدح معاصرو أفسر بشكل عام سلوكه الحسن وطيبة سجاياه وتواضعه وخلقه الحسن وطيب محضره وظرافة طبعه ومهارته في الشعر وتبحره في اللغة الفارسية وآدابها. وقد وصفه القزويني بأنه رجل ذو علم ومحب للكتاب ومشجع لأهل الأدب (ص 37). يقول پارسا: «يُعدّ الأستاذ أفسر من الرجال المحبين للخير البارزين في عصره، ففضلاً عن الخدمات العلمية والأدبية والاجتماعية التي أسداها لهذا البلد، كان ذا قريحة قديرة وذوق غني...» (ن.م، 65). وفي رده على مقطعة لأفسر كان لبهار تعريض لاذع باستسلامه أمام رضا شاه وموافقته له في الرأي ونصرته (ظ: ديوان، 2 / 1274)؛ لكنه كان يصف شعره في مستزاد له بأنه رصين وعلى وتيرة واحدة ويضيف أنه فيما عدا المقطعات كان مقلاً في نظم القصائد. وقد نظم بهار أيضاً في وصف مقطعات أفسر، وعدّها على غرار مقطعات ابن يمين (ن.م، 2 / 1031)، ووصفه في موضع آخر بأنه رجل ظريف فَكِه (تاريخ، 1 / 129). وقد أورد دهخدا في أمثال وحكم أبياتاً ومقطعات حكمية ووعظية لأفسر (1 / 31، 262، 420، 2 / 722، 778، 1020، 3 / 1183). ويصف مهدي بامداد أفسر بأنه رجل ماهر وذكي وحاذق وشاعر كانت معلوماته الأدبية الفارسية جيدة نسبياً؛ ونقل عن محمد القزويني قوله: كان أفسر قصير القامة، ذا لحية بيضاء ولهجة سبزوارية غريبة ويتحدث بسرعة فائقة، بحيث يصعب على مستمعيه فهم كلامه (6 / 454). أما قاسم غني مواطن أفسر، فيذكره بسوء في مذكراته. وعلى الرغم من أنه يصرح بمزايا ذكائه وذوقه الشعري وخاصة فكاهته وظرافة طبعه، لكنه في مذكراته يتحدث عنه بحيث يجعل القارئ يرى أمامه صورة رجل انتهازي، محتال مراء جداً وباحث عن الراحة، جليس ونديم لكل فئة بدءاً من الروحاني والطبيب وانتهاء بالمتصوف والدرويش، ومن المتدين إلى المرتد، ومن المستبد إلى دعاة الدستور من السياسيين، وهو يدلي بدلوه في كل مناسبة. كذلك يشير غني إلى لهجة أفسر السبزوارية غير المألوفة والقح، فيقول يمكن بصعوبة استيعاب كلامه (1 / 161، 162). ويبـدو أن ذلك كـان السبـب وراء تلقيب أفسر بـ «چلچلة الوكلاء» (سنونو النواب) (م.ن، 1 / 160؛ أيضاً ظ: بامداد، ن.ص).
وبشكل عام، فإن منظومات أفسر هي أقرب إلى النظم منها إلى الشعر بالمعنى الأخص. وإن ما يعبر عنه بـ «الجوهرة الشعرية» قلما يلاحظ في ديوانه. ويبدو أن هدف أفسر من هذه المنظومات كان بيان شطر من حقائق الحياة والقضايا الأخلاقية والنصح والمواعظ المتفرقة أكثر من كونه شعراً حقيقياً بصفة إبداع فني. ومن جهة أخرى، يبدو أن نفـوذه ومكانته السياسية‌ ـ الاجتماعية لم‌تكن دون تأثير في تقبّله بوصفه شخصية أدبية وشاعراً. 
توفي الشيخ الرئيس أفسر الذي كان قد ابتلي في السنوات الأخيرة من عمره بداء السكري، في 18 شهريور 1319 وهو في الثانية والستين من عمره إثر نوبة قلبية ودفن في الري إلى جوار إمام زاده عبدالله (القزويني، 37). وقد نظم عدة شعراء في تأبينه وتكريمه أشعاراً، كما كتب مؤلفون عديدون مقالات فيه جُمعت في ديوانه (ص 126-160).

المصادر

آرين پور، يحيى، أزصبا تا نيما، طهران، 1354ش؛ أفسر، محمد هاشم، ديوان، تق‍ : عبد الرحمان پارسا تويسركاني، طهران، 1321ش؛ «أنجمن أدبي إيران»، أرمغان، س 4، عـد 1؛ پارسا، عبدالرحمان، «سوگواري أدبي»، أرمغان، 1319ش، س 21، عد 2-3؛ م.ن، مقدمة ديوان أفسر (هم‍ (؛ بامداد، مهدي، شرح حال رجال إيران، طهران، 1371ش؛ بهار، محمد تقي، تاريخ مختصر أحزاب سياسي إيران، طهران، 1357ش؛ م.ن، ديوان، تق‍ : مهرداد بهار، طهران، 1368ش؛ دهخدا، علي أكبر، أمثال وحكم، طهران، 1361ش؛ رشيد ياسمي، غلام رضا، أدبيات معاصر، طهران، 1352ش؛ شجيعي، زهرا، نمايندگان مجلس شوراي ملي در بيست ويك دورۀ قانون گذاري، طهران، 1344ش؛ عاقلي، باقر، تيمورتاش در صحنۀ سياست إيـران، طهـران، 1371ش؛ غنـي، قاسـم، يادداشتها، تق‍ : سيـروس غنـي، طهران، 1367ش؛ القزوينـي، محمد، «وفيات معاصرين»، يادگار، س 3، عد 3؛ مرسل ونـد، حسن، زندگي نامۀ رجال و مشاهير إيران، طهران، 1369ش؛ مكي، حسين، تاريخ بيست سالۀ إيران، طهران، 1362ش؛ الميرزا زماني، محمد رضا، «أنجمن أدبي إيران»، سالنامۀ كشور إيران، طهران، 1343ش، س 199. 

مجد الدين كيواني / م

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: